أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التمرد في قصيدة -من قبعة العدم- وجيه مسعود














المزيد.....

التمرد في قصيدة -من قبعة العدم- وجيه مسعود


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7196 - 2022 / 3 / 20 - 21:11
المحور: الادب والفن
    


التمرد في قصيدة
"من قبعة العدم"
وجيه مسعود
"من قبعة العدم،
اغوص في عقل الخراب ،
ومن بخاره امتطي بغل المحن
واطير كفراشة نسيت الشرنقة
فاعتلت الغرور
اعتلت الوجود
واعتلت اجراس اليوجي، الضال
المغرور السكير
وارتمت كالغرة في بهو الرواق ما بين
ضفة المباح
وضفة المستحيل
انحني على لهاثي وانا اصعد تلك التلة
اذكر شمس، وجلال الدين وابي تمام
....
ابكي على ليالي ابن المعرة
استحضر قوله بلسان حفيده:
عاج الشقي على (رسم) يسائله....
اعود من مشوار التسوق الشاق
فلا مرسيدس تأخذني
ولا ابهى مشائية او عدائبه، يابانية تأخذ بي
اجلس وعرق السوس البلشفي يطيح بمدارس مداركي
اتذكر واقعية بلا ضفاف
واستحضر ضفافآ لا حدود لها
لا بدايات لها
لا نهايات لها
ولا مساحة حاضر لظلها
انا البهلول الضال
عاشق ليلى الابدي
واسير رسولة (انسي الحاج)
من أية ينابيع آتيك
من أية براكين اجد نوتة اغاني ترانيمك التموزية
ترانيمك الحسينية
ترانيم صلب تلميذ شمس الدين التبريزي،، يسوع
ابن جدتي مريم
ابن جدي نجار الناصرة
....
من قبعة العدم
في قبعة العدم في ظلها ارتوي من نبيذ العرس في قانا الجليل
واهذي مع معزوميه
استرق السمع لطلبات مريم في مزيد من النبيذ
واغني بناي راعي الارواح، مولاي جلال الدين
(بابل قفز حيث الكون فراغ بلحن (علي احمد سعيد
احاول استمالة لحنه الى لغتي فأعجز
....
ارتمي في العرقسوس البلشفي ساعة اخرى
والعرق التموزي،
خمرة ابن ضهور الشوير... بل تجسد وعيه، استيقاظه، فعله، صراخه، مواعيده
تعليمه
شوفه
سوريا التي بناها"

أحيانا نحن بحاجة إلى أدب، إلى شعر ليس فيه رابط/وحدة، يأخذنا إلى كل النواحي/الجهات، ويدور بنا في كل الأزمنة، فنشعر بالحرية/بالعبث، بأننا تحررنا من أفكارنا/من ثقل واقعنا البائس، بأننا أصبحنا سكارا، ليس علينا (ربط)/التزام اجتماعي/اقتصادي/وطني، فنتحدث بما نريد وكيفما نشاء.
"وجيه مسعود" يقدم قصيدة متحررة، فيها كل رغباتنا/حاجاتنا، النفسية والفكرية والوطنية، لكنها قصيدة تتمرد على الوحدة الأدبية، فتشعرنا بأننا نحن من كتبانها، بعيدا عن أي التزام لفكر محدد، فنجده يجمع شخصيات/أفكار/كتب/جغرافيا متباينة: "شمس الدين التبريزي، وجلال الدين الرومي، وابي تمام، ابن المعرة، البلشفي، واقعية بلا ضفاف (كتاب في النقد الأدبي لجارودي)، أنسي الحاج، وديوان الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع)، الإله تموز، ندب الحسين بن علي، يسوع، مريم، أدونيس (علي أحمد سعيد) وقصيدة بابل، الناصرة، قانا الجليل، ضهر الشوير وأنطون سعادة" جمع كل هؤلاء في نص/قصدة وبهذا الشكل يعد حالة من الجنون/التناقض، لكن الانسيابية التي جاءوا بها، جعلت حضورهم بهذا الشكل (المجنون) مرحب به ومطلوب، فنحن بأس الحاجة إلى ممارسة التمرد/الجنون/الثورة/العبث.
فأهمية ما قدمه الشاعر تكمن في أنه لم يعط تفاصيل عن أي شخصية، أو فكرة عما تناوله، وكأنه كتب القصيدة لنفسه وليس لنا، وهذا ما جعلنا نشعر بأننا نحن من كتبناها، فهذا المزج العجيب يشير إلى تمرده/تمردنا ـ ونحن بأمس حاجة إلى فعل التمرد، كحاجتنا للماء وللهواء وللغذاء ـ وعلى عدم قبوله/انسجامه مع الواقع، فكانت طريقة تقديمه للقصيدة (تفشل الغل) وتمنحنا ما نحتاجه من حرية ورفض لكل ما هو عادي/سائد.
وإذا ما توقفنا عند الأفعال المتعلقة بالشاعر نجدها تتراوح ما بين الصعود والهبوط والسكون: "أغوص، أطير، اعتليت(مكررة)، ارتميت/ارتمي، انحني، أعود، أجلس" هذا فيما يتعلق بأفعال الحركة، أما فيما يتعلق بأفعال الفكر والمشاعر فنجدها أيضا مضطربة: "أذكر، أبكي، أستحضر، أهذي، أسترق السمع، أغني" فعدم التوافق بين أفعال الحركة نفسها، وعدم توافق أفعال الفكر/المشاعر يمثل حالة انسجام بين افعال الحركة الجسدية وأفعال الفكر/المشاعر، فكان الشاعر بحركته الجسدية والفكرية مضطرب/متناقض، وهذا الأمر منسجم تماما مع الشخصيات/الأفكار/المكان الذي جاءت به القصيدة.
أما عن تناوله لوسيلة النقل، فنجدها أيضا متناقضة: "أمتطي بغل، "فلا مرسيدس تأخذني" فالمسافة ما بين أمتطي وبين مرسيدس هائلة، وهذا ما خدم فكرة التمرد/لجنون التي جاءت بها القصيدة، فالتلاقي بين الأفعال والأدوات، والشخصيات، والجغرافيا، جاءت لتأكيد أن هناك أمر (غير عادي/طبيعي) تحمله القصيدة.
القصيدة منشورة على صفحة لشاعر



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارتباك في قصيدة -أمل حاف- القيس هشام
- مجموعة سر النشيج صبحي حمدان
- الرمز في رواية -حنتش بنتش- محمود عيسى موسى
- الأغاني الشعبية والأسطورة في رواية -حنتش بنتش- محمود عيسى مو ...
- السرد واللهجة المحكية في رواية -حنتش بنتش- محمود عيسى موسى
- الحزن والفرح في -قبر الماء- يونس عطاري
- المرأة في ديوان -نساء يرتبن فوضى النهار- نمر سعدي
- تنوع القص في مجموعة -الجرس- ناردين أبو نبعة
- قراءة في كتاب تأملات في الصوفية الجمالية للكاتب جواد العقاد
- ديوان تمسك بجناح فراشة حمدان طاهر
- الأفعال في قصيدة -صورة بالية- عمر أبو الهيجا
- الصورة الممتدة في ديوان - قيامة الأسوار- عبد الله عيسى
- الكتابة والطبيعة والمرأة في ديوان -حين أولد في المرة القادمة ...
- تقديم الأم عند -حمدان طاهر-
- ديوان -أنثى البنفسج- ندى محمد أبو شاويش
- ديوان -زفرات في الحب والحرب- 3- للشاعر هيثم جابر
- المرأة في رواية -فوانيس المخيم- سليم النفار
- المكان في رواية -فوانيس المخيم- سليم النفار
- البراءة والمجتمع في رواية -جمعة لقفاري- مؤنس الرزاز
- الشكل والمضمون في رواية متاهة الأعراب في ناطحات السراب مؤنس ...


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التمرد في قصيدة -من قبعة العدم- وجيه مسعود