أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الاغتراب في رواية أرواح برية














المزيد.....

الاغتراب في رواية أرواح برية


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7203 - 2022 / 3 / 27 - 00:53
المحور: الادب والفن
    


اغتراب الشخصيات
من هنا نجد أن شخصيات الرواية "خالد، روزالينا، مريم" بمجملها كانت تعاني من حالة الاغتراب، وكأنها من خلال العلاقة الجسدية والروحية أرادت أن تتمرد على واقعها، أو أنها وجدت (متنفس) لها من خلال إقامة علاقة (محرمة اجتماعيا)، تحدثنا مريم عما تعانيه بقولها: "أعود إليهم، إلى التي تسمى الحياة، فلا أجد شيئا، توافه تركب على ملل تحكمه سلطات قهر تلوك مخلفات التخلف، تصنعها قذارة يراد لها أن تزين بها وسخافات صحف وبشاعات تزوق لتنطلي علينا، معاهدات صلح نكأت بمجون تلك الوصايا العشر لشاعرك الأمرد وباعت كل شيء استمرا لدوها التاريخي. قطعان لا مجد لها إلا أن تكون في وسط القطيع كي لا ينالها شر من تطرف، صارت الأشياء بلا روح، فقدت مذاقها.. نكهتها وطعمها، أفسدوا كل شيء، لم يبق للروح ملجأ" ص34، نلاحظ أن الهم العام، الوطني حاضر ومؤثر، وهذا ما يعطي الشخصيات بعدا وطنيا/قوميا، فهي شخصيات مثقفة، متعلمة، صاحبت فكر، ولها تجربتها في معارضة النظام، لها تتألم على وأقع امتها وما يعيشه شعبها.
يحدثنا خالد عن معانته بقوله: "... لم أرث ما يجعلني أنساب في حظائر هذه الدولة التي تتطلب الكثير لتكون من رجالها، فكيف بي وأنا أواجه دولة كاملة لها أجهزتها وتحالفاتها.
هذا الشرق ليس إلا قرية صغيرة مشعوذة تتصاعد منها أعمدة الدخان، قبائل عالقة ومكونة أصلا عبر التخلف، التسمية الوحيدة التي تستحقها أن تنالها، فإذا فقدت هذه التسمية لا يبقى سوى الفراغ.
من المستحيل أن أواصل عمري، وأن أضيعه هنا، أريد أن أغادر هذه المغارة الموحشة التي تسمى الشرق، ولا يهمني إلى أين، المهم أن أغادر" ص72و73، تناقض مطلق بين خالد والمجتمع/البيئة التي يعيش فيها، لهذا يعطي أحكاما مطلقة ويستخدم ألفاظا قاسية: "حظائر، مشعوذة، متخلفة، الموحشة" وهذا ينسجم تماما مع موقفه في الخروج والمغادرة من هذا الواقع، فالألفاظ التي استخدمها كانت تمهد لقراره، وتؤكد للقارئ صواب هذا القرار.
حالة الاغتراب نجدها في كل مكان يتواجد فيه "خالد" حتى في المكان الذي من المفترض أن يكون متنفسا له: " يا الله ما أوجع صمتهم، وحدك تعرف وحدتهم، يا الله لماذا يأتون إلى البار الذي لا يعطي غير الكآبة و.. يا الله كم يذكرنك، كم يعانقون.. يعاتبون ويشتهون روحك، يا الله كم يدفعون عن فكرة وجودك، يا الله كم يجبونك/ فأنظر إليهم قليلا
... صارت روحي تضعف أكثر، صارت تغيب تماما في موتي الكلي، هل صرت منسيا؟، هل كانت روحي تستمد قوتها من حضوري بينهم في أول موتي؟، هل بدأ الموت يفرد سيطرته المقيتة أو المريحة شيئا فشيئا" ص158، المفارقة أننا نجد ذروة الإيمان في مكان غير مناسب، بار، وهذا يأخذنا إلى هناك حالة إيمانية غير عادية، غير تلك الحالة السائدة في المجتمع، فالسارد يبدي اغترابه عن مكان العبادة (المسجد/الكنسية) ويحوله إلى البار، كما أنه يحمل هموم أمته/شعبه ويقوم بدور النبي/الرسول فيدعو الله ليخلصهم مما هم فيه من كآبة، واللافت في هذا الدعاء تكرار "يا الله" وهذا ما يجعله دعاء (متمرد)، دعاء جديد غير مألوف، فهو صادر من نقس مؤمنة، ولكن في مكان لا يتناسب والأعراف الدينية.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية أرواح برية عبد السلام صالح
- الأدب والسياسة والدين في قصيدة -مناجاة- محمد لافي
- الأدب والمعرفة في -مسامرات الأموات واستفتاء ميت- لوقيانوس ال ...
- أم بنان البرغوثي في قصيدة -أمي
- السلطة والتاجر والحرب
- خريف المدن في قصيدة -على مقهى الصمت- علي المحمودي
- التمرد في قصيدة -من قبعة العدم- وجيه مسعود
- الارتباك في قصيدة -أمل حاف- القيس هشام
- مجموعة سر النشيج صبحي حمدان
- الرمز في رواية -حنتش بنتش- محمود عيسى موسى
- الأغاني الشعبية والأسطورة في رواية -حنتش بنتش- محمود عيسى مو ...
- السرد واللهجة المحكية في رواية -حنتش بنتش- محمود عيسى موسى
- الحزن والفرح في -قبر الماء- يونس عطاري
- المرأة في ديوان -نساء يرتبن فوضى النهار- نمر سعدي
- تنوع القص في مجموعة -الجرس- ناردين أبو نبعة
- قراءة في كتاب تأملات في الصوفية الجمالية للكاتب جواد العقاد
- ديوان تمسك بجناح فراشة حمدان طاهر
- الأفعال في قصيدة -صورة بالية- عمر أبو الهيجا
- الصورة الممتدة في ديوان - قيامة الأسوار- عبد الله عيسى
- الكتابة والطبيعة والمرأة في ديوان -حين أولد في المرة القادمة ...


المزيد.....




- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة
- تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد ...
- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...
- محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوي ...
- بعد 35 عاما من أول ترشّح.. توم كروز يُمنح جائزة الأوسكار أخي ...
- موقع إيطالي: هذه المؤسسة الفكرية الأميركية تضغط على إدارة تر ...
- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الاغتراب في رواية أرواح برية