محمد رضا عباس
الحوار المتمدن-العدد: 7230 - 2022 / 4 / 26 - 01:37
المحور:
الادارة و الاقتصاد
روسيا تتهم أمريكا والغرب بان طبع النقود الهائل بدون غطاء انتاجي كانت هي السبب في ارتفاع الأسعار حول العالم . الغرب وامريكا يلومون السيد بوتين بعد إعلانه الحرب على اكرانيا , حيث يتهم السيد بايدن , الرئيس الأمريكي , بان روسيا مسؤولة عن 70% من التضخم في بلاده . على كل حال, سواء كان المتهم الأول أمريكا والغرب او السيد بوتين , فان الحقيقة هو ان هناك تضخم مالي في أمريكا وأوروبا وان هذا التضخم يتمدد نحو دول العالم الثالث من خلال استيراداتهم . العراق , مصر, السعودية ,والجزائر سيدفعون أسعار مرتفعة على استيراداتهم من الحنطة ودهن الطعام و البقوليات هذا العام والاعوام القادمة , فيما ان الدول الأكثر فقرا ستعاني شعوبها الفقر والجوع , وحتى الموت جوعا.
أمريكا , صاحبة الاقتصاد الأول في العالم , تحاول جاهدة بالسيطرة على التضخم المتصاعد من خلال عدد من دورات زيادة نسبة الفائدة . البنك الاحتياطي الأمريكي (البنك المركزي) يعتقد ان من خلال رفع سعر الفائدة سيقل الطلب على القروض , وبدوره يقل الطلب على السلع والخدمات , وفي الأخير يتم السيطرة على الأسعار من الفوران .حاليا , يكلف التضخم المالي ما يقارب 296 دولار اضافيا للعائلة الواحدة شهريا.
ولكن التدرج في رفع نسبة الفائدة من اجل وقف ارتفاع الأسعار هو الاخر سيخلق مشكلة اعمق على الاقتصاد الأمريكي , وهو التراجع الاقتصادي . أي توقف مكائن الإنتاج و تسريح العمال وهو خيار لا يتمناه بايدن وانصاره .
هناك عدد من المؤشرات تذهب الى القول ان الركود الاقتصادي قادم الى أمريكا ومنها انخفاض في قدرة المستهلكين المالية , تراجع عدد زوار المطاعم , وانخفاض حاد في أرباح الشركات . هذا الوضع يطابق الاحداث التاريخية والتي مفادها انه عندما تقارب نسبة التضخم 4% والبطالة اقل من 4% فان التراجع الاقتصادي قادم خلال 24 شهر القادمة. نسبة التضخم وصلت الى 7.9% في شباط , فيما وصلت نسبة البطالة الى 3.6%. وزير المالية الأمريكي الأسبق يتوقع ان يصل التراجع الاقتصادي هذا الصيف وان خطط البنك الاحتياطي ليست قريبة من وقف التضخم المتصاعد. فيما ان وكالة بلومبرغ ذكرت بان 27.5% من الاقتصاديين الذين شاركوا في استبيان حول الموضوع ذكروا ان احتمالية دخول الاقتصاد الامريكي الركود الاقتصادي هذا العام .
المواطن الأمريكي العادي اكثر قلقا من الاقتصاديين و حيث يتوقع 81% من ان الركود سيحل في هذا العام . هذا ويشارك المواطن العادي مخاوفه انصار الحزبين الديمقراطي والجمهوري , حيث ان 91% من الجمهوريين يعتقدون ان الركود قادم في هذا العام يقابله 73% من الديمقراطيين , فيما ان 88% من الذين يجابهون مصاعب مالية خائفون من وصول التراجع الاقتصادي هذا العام .
بعض المحللون الاقتصاديون يأجل وصول الركود الاقتصادي الى نهاية عام 2023 او أوائل عام 2024 , ولكن الجميع متفقون على ان التراجع الاقتصادي الى أمريكا قادم , وان استمرار الحرب في اكرانيا سيجعل من وصول التراجع الاقتصادي اسرع وتأثيره اعظم .
#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟