أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - في تهافت السلطة والمعارضة وما بينهما !














المزيد.....

في تهافت السلطة والمعارضة وما بينهما !


اكرم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 7221 - 2022 / 4 / 17 - 21:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كمقدمة . لابد من معرفة انني كنت احد اولئك المنخرطين في المظاهرات التي جرت في المنطقة الكردية ، والتي انطلقت من قامشلو واستتبعتها المدن الكردية الاخرى ، وكنت مقتنعاً طيلة الفترة التي سبقت الثورة باستقلالية القرار الكردي السوري ، وبناء شخصية كردية سورية تتفاعل مع محيطها الوطني السوري وتتصالح مع عمقها القومي الكردستاني على اساس وحدة الاهداف والمصير مع الاخذ بالواقع العياني الملموس وخصوصية كل جزء وحقه في اختيار شكل النضال وبناء التحالفات ووضع البرامج والشعارات حسب الواقع الموضوعي والقدرات الذاتية ، وبالتالي كنت من الداعين الى العمل والانخراط في صفوف المعارضة السورية ، وتبني شعاراتها ، والعمل على تحقيق اهدافها ، لاعتقادي العميق بانني في ذلك اخدم قضية الكرد السوريين في اصطفافات القوى المختلفة على الارض السورية بعيدا عن المعارضة الاصولية التي تحمل السلاح وكل ما تعنيه عسكرة الثورة من تهتك ودور ملحق بالسياسة الاخوانية المرتهنة لتركيا والخليج عموماً بتناقضاتها العميقة واختلافاتها الواسعة ، وقناعاتي بان الاستقلالية تتعلق بالتحالفات والمهمات والوسائل المتنوعة . الا ان سير الوقائع والاحداث وتفاصيلها على الارض ، وما جرى من تسليم واستلام وما نتج بعد هجوم داعش على كوباني واعلان الادارة الذاتية والتحالف مع امريكا في مواجهة داعش قد فرض نسقا من التفكير والوقائع والعلاقات تجاوز ما كنا نفكر به او نعتقد بحدوثه ، وهو الرحيل السريع للنظام ، وما يتمخض عنه من ادوات وملاحق ، وتحقيق الكثير من الافكار والتصورات والشعارات التي انتفض السوريون في سبيلها ، ومنها الحرية والكرامة والمساواة والعدالة ، والمشكلة بان النظام يتهرب اليوم كما تهرب عام 2011 من مواجهة الحقائق والتعاطي الايجابي مع مطالب السوريين المحقة . فلا يعترف بالحقوق القومية الكردية ، ويمارس دورا سلبيا تجاه الكرد في سوريا بوصفهم ب" الانفصال" و"العمالة" لأمريكا وبانهم أي الكرد هم السبب في كل ما حصل بسوريا من ازمات ، وفي فقدان المشتقات النفطية وارتفاع الاسعار في مناطق سيطرته التي رهن وجود السوريين جميعا بوجوده عندما رفع شعار الاسد او نحرق البلد ، اضف الى ذلك تهافت وبؤس المعارضة السورية التي لم نجد حتى الان سوى بعض الاصوات الخافتة ، ولم تتمكن من التقدم نحو الاعتراف بالوجود الكردي التاريخي ، وما يترتب عنه من حقوق ، وتتنصل من الوثيقة التي ابرمتها مع المجلس الوطني الكردي وتنسى مضمونها عند تقديم اوراقها في جولات اللجنة الدستورية في جنيف .
النظام والمعارضة يحاولان تصريف الوقت ، وتحسين شروطهما في تجاهل تام لحقوق الكرد القومية ، واختزالها في المواطنة والادارة المحلية وبعض الحقوق اللغوية ، وهذا برأيي غير كاف . فالكرد كما الاخرين شعب اصيل في مناطقه . تعرض خلال العقود المنصرمة الى الصهر والانكار والتهجير ، كل ذلك يجري في غياب التوافق الامريكي الروسي حول الحل في سوريا واشتداد التناقض والصراع بينهما حول اوكرانيا على خلفية الغزو الروسي لها .
بالنتيجة لا يسعني الا التأكيد بان القوة هي المولدة للتاريخ العام والخاص ، بكافة اشكالها وتأثيراتها الواسعة ، والمتسمة بالاختلاف والتنوع من حالة الى اخرى فهي – أي- القوة - الاكثر حسما في الكثير من القضايا لكنها احيانا قد تكون مولدة للانقسام الوطني ، ولها تداعيات كبيرة على وحدة الموقف كما هو حاصل الان في كردستان سوريا . فالقوة التي تمتلكها الادارة الذاتية تتسبب في القهر والتشتت والانقسام الى درجة بان الادارة لا ترى في الاخر الا شيئا "نافلا "....."يفتقد" الى الشعور الوطني او يقع في خانة "العمالة " لتركيا ، وهذا ما يعمق الشرخ ويبعد الموقف ويدفع المجتمع الى الاحتراب الداخلي .
الخضوع للمراجعات النقدية الجريئة ، والتقاط الدروس ، والاستفادة من تجارب التاريخ في التعامل مع هكذا اوضاع وابتداع صيغ عمل تشاركية مختلفة تستوعب الجميع سلطة ومعارضة وتضع حدا للتوحش والقوة العمياء مع ضرورة ان يعيد ب ي د النظر في العلاقة باعتباره صورة حقيقية للقيمة الحركية الفعلية للقوة والسلطة وتناقضاتها مع الاطراف المعارضة او المناوئة ، والمولدة لكافة انواع الصراعات نتيجة لاستخدامه كافة اشكال القوة الناعمة او العنيفة بشكل مباشر او بطريقة غير مباشرة . فان محصلات تأثير وارتدادات ذلك يعكس الاتجاه العام في الفكر والثقافة والقيم والاخلاق والايديولوجيا والطبيعة ذاتها ، بحيث يصبح هذا العنف الممارس ضد المجتمع ، قضية عامة تخص الجميع وينتقل من الحيز الخاص الى الفضاء العام ليصبح عداء واحتراباً ، وهذا ما يجعل ب ي د يعيد انتاج نفسه دون ان يتكيف او يتجاوز مخاطر سياسته ، وينزلق ليقع في الفخ الذي نصبه له النظام وتركيا .
ينبغي على ب ي د اليوم واكثر من أي وقت سابق تجنب الهيمنة واستخدام القوة ، والبحث الجاد والرصين عن صيغة علاقات قوة مستترة تدير المنطقة بطريقة مختلفة عما مارسه طيلة الفترات المنصرمة كي لا تستطيع القوى الناقمة اوالحاقدة ان تتغلغل في شقوق هذه الادارة التي اتسعت وتعمقت مؤخراً ، وتعمل على نسفها .
ان اعادة ضبط فائض القوة المتوفر لدى ب ي د ووضعه في موقع الخضوع لمصلحة تطلعات الكرد السوريين ، ومصالح المجتمع ككل هو طموح مشروع لا بد من تحقيقه قبل فوات الاوان وفي القلب منها يقع البدء باستئناف المفاوضات الكردية بين المجلس الوطني الكردي واحزاب الوحدة الوطنية ، والعمل على انجاحها بكل الطرق والوسائل ، وهذا يقتضي التضحية ونكران الذات بما فيه تقديم التنازلات المؤلمة .



#اكرم_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في موقف المعارضة السورية من الشعب الكردي في سوريا
- في تناقض مواقف النخب العربية السورية ..!
- تساؤلات في التيه الكردي ...!
- خونة الحقيقة
- ماذا بعد ؟؟؟!!!
- ومضة
- ايام الثورة - الحلقة الثالثة
- ايام الثورة - الحلقة الثانية
- ايام الثورة - الحلقة الاولى
- من تيار المستقبل الكوردي الى تيار مستقبل كردستان ، تغيرت الد ...
- في اوهام الشعارات ..!
- حول ضرورة حزب المجلس الكردي !
- هل هي ازمة برامج سياسية ام غياب لقيادة تاريخية !
- هندسة المفاوضات الكردية
- النقد الايديولوجي والعقل المتمركز على الذات
- رأي في الحوار الكردي
- عن افاق التسوية في سوريا
- عن فتيات التيار اتحدث ...
- جبهة السلام والحرية.. سبل التعايش وإنهاء المقتلة السورية
- حول اللجنة الدستورية


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - في تهافت السلطة والمعارضة وما بينهما !