أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - النقد الايديولوجي والعقل المتمركز على الذات














المزيد.....

النقد الايديولوجي والعقل المتمركز على الذات


اكرم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 6889 - 2021 / 5 / 5 - 02:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يضع المرء - كلما دق الكوز بالجرة - امام عينيه المقالات المرسومة بدقة من النقد الموجه الى المجلس الوطني الكردي حول التحالفات والحياة اليومية واضاعة الفرص التاريخية ، يصبح واضحاً ماذا تعني هذه المقالات وماذا تريد من المفاوضات ان تخرج من نتائج ، وبذلك تجعل الاوضاع مختلطة فيما بينها ، وتكون هذه المقالات قد أدت ادوارها الحقيقية لان مصالحاً مسكوتاً عنها ومصالح سلطة قد تسللت الى مساماتها من خلال النقد الموحى بالاتهام عبر استخدام مسلمات نظرية معينة معتمداً على هذه المسلمات بدحض الحقائق وتبيان لا صدقيتها .
ان استخدام الديالكتيك السلبي والتقويض بوصفهما اجابتين مختلفتين للمشكلة ذاتها يؤشران الى تورط النقد الايديولوجي في التناقض وارجاع العقل المتمركز على الذات الى وسائله ووظائفه الشمولية ونماذجه الاكتمالية التي تضم وتحتوي كل شيء ، وفي هذا الاتجاه يأتي الهجوم على المجلس الوطني الكردي ومحاولة شيطنته لتجديد المعركة التي لا تقبل المصالحة ، وتحميله السبب في توقف المفاوضات التي توفقت اصلا لأسباب موضوعية مثل الرهان على الانتخابات الرئاسية الامريكية واعتقال قادة المجلس وكوادره ، والتصريحات المستفزة ، بصفتها العرضية والمؤقتة ، في ظل الاحتمالية والراهنية للأحداث التي تفرض نفسها عبر تطورات تشق طرقها ، وصولا الى النسيان الكلي للذات غير المتمركزة ، بوصفها ذات حيادية ، وغير مؤدلجة ومتحررة من تقاليد الحياة اليومية للسياسة الكردية .
قد يشكل وجود المجلس في الائتلاف بعض الاعاقة والعطالة في تقدم المفاوضات لكن هذه المفاوضات انطلقت بعيداً عن كل تلك العطالة وبالرغم منها ، فالمجلس يمارس خصوصيته السياسية تجاه المناطق الكردية ليس بدلالة الائتلاف وارتهاناته الاقليمية ، ولم يلتزم بمواقف قادة الائتلاف وتصريحاتهم سواء في عفرين او سري كانيه وكري سبي وقد ادان كل الجرائم التي ترتكبها المجموعات المسلحة ، وسعى الى وضعها على قوائم الارهاب ، ولم يتوانى عن ادانتها بصفتها ترتقي الى جرائم الحرب .رغم معرفة الجميع ، الان بان الائتلاف هو احد مكونات المعارضة وليس كلها ، رغم كل الدعم التركي والقطري .
ان نقد المجلس هو نقد غير مُقنع للعقل ، يضع نفسه ذاتيا بدون وعي خارج افق العقل ذاته ، رغم انه يستحوذ على طاقة ايحائية مستعارة من تجارب الحوار السابقة ، ويحتمل الصح والخطأ ، لكنه لا يشرعن المقاييس الحقيقية للنقد ، لأنه يطمح الى الاستعلاء ، ونقل الخبرات الابوية بدون تحليل او محاججة ..!
قرار المجلس هو الانفتاح على اطر ومكونات المعارضة ، والخيارات كلها مفتوحة ، لا بل ان الكرد اليوم هم قلب المعارضة وروحها ، ومن هذا المنطلق ، جاء تأسيس جبهة السلام والحرية ليكون قطبا جاذبا او نواة لوحدة المعارضة السورية على اسس جديدة ، بعيداً عن الارتهان او التبعية او الوصاية .
ولا ننسى اخيراً بان الحديث عن الشارع الكردي لم يعد ذو جدوى في الوقت الذي تم اسكاته وتغييبه واقامة سدود منيعة في وجهه ، وبات همه الاساس تأمين لقمة العيش التي بات تأمينها يحتاج الى جهد كبير .
الواقعية السياسية تقتضي ان تقوم المجموعة الحاكمة بتقديم تنازلات مؤلمة لتحقيق الشراكة الحقيقية على كافة الصعد ، وتعزيز دور الاعلام والمجتمع المدني ، وبدون ذلك لا يمكن لهذه المفاوضات ان يكتب لها النجاح .
الجميع يؤكد ان تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري والانمائي مرهون بالتوافقات الكردية اولا ، وبمشاركة مكونات المنطقة ثانيا واعادة الحوكمة ثالثاً ، وبغير ذلك ستظل حالة الامن والاستقرار النسبي مؤقتة بانتظار المجهول ، فقابلية الاوهام تنتمي هي الاخرى الى طبيعة العقل ذاته ، وخاصة عندما تطمح السلطة الى اضمحلال الاجسام الاخرى فيها دون تقديم تنازلات حقيقية !.



#اكرم_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأي في الحوار الكردي
- عن افاق التسوية في سوريا
- عن فتيات التيار اتحدث ...
- جبهة السلام والحرية.. سبل التعايش وإنهاء المقتلة السورية
- حول اللجنة الدستورية
- بعض علامات المشهد السوري
- في استحالة قيام دولة كردستان راهناً ..!
- قراءة سريعة في بيان عين عيسى 17-12-2019
- هل يطالب الكرد في سوريا بدولة !
- رهانات الواقع الكردي والخيارات الصعبة ..!
- وجهة نظر اولية في الراهن الكردي والسوري (للنقاش)
- في ««اوهام وحدة الصف الكردي»»
- مرة أخرى حول المجلس الوطني الكردي.؟!
- سنتان على رحيل الشاعر الكردي فرهاد عجمو ماذا تغير ..!
- الاحزاب الكردية واعادة «ضبط» المصنع
- تحديّات في مواجهة المجلس الوطني الكردي
- عبد الباقي صالح اليوسف في « مرآة الحدث »
- في نقد السياسة الكردية وهشاشتها ..!
- هل من حاجة لإطلاق حوار جديد حول الحقوق القومية الكردية في سو ...
- قراءة نقدية في واقع -الادارة -..!


المزيد.....




- ما السبب الحقيقي الذي دفع ترامب لمغادرة قمة مجموعة السبع؟ ال ...
- مصر.. مينا مسعود يشارك متابعيه -أفخر لحظة- في مسيرته الفنية ...
- الجيش الإيراني يعلن استهداف مركز استخبارات عسكري إسرائيلي بص ...
- فيديو- فرق الإطفاء تخمد حرائق في وسط إسرائيل بعد الهجمات الإ ...
- في ظل إغلاق طهران مجالها الجوي.. ما مصير الحجاج الإيرانيين ف ...
- صور أقمار صناعية تظهر دماراً في منشآت نووية إيرانية
- تواصل قصف طهران وتل أبيب وميرتس: عرض الدبلوماسية لا يزال قائ ...
- مشاهد من داخل مبنى التلفزيون الإيراني بعد استهدافه من قبل ا ...
- ظهور حفرة عميقة في هرتسليا وسط إسرائيل عقب الهجوم الصاوخي ال ...
- وزير الخارجية الألماني يجيب عن سؤال حول دعم برلين لتل أبيب ب ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - النقد الايديولوجي والعقل المتمركز على الذات