أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اكرم حسين - سنتان على رحيل الشاعر الكردي فرهاد عجمو ماذا تغير ..!














المزيد.....

سنتان على رحيل الشاعر الكردي فرهاد عجمو ماذا تغير ..!


اكرم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 6254 - 2019 / 6 / 8 - 17:27
المحور: الادب والفن
    


بعد سنتين على تغييب الموت لأهم الشعراء الغنائيين الكرد المعاصرين،، تناسى او نسي الناس فرهاد ، وتم تجاهله وتجاهل نتاجه الشعري والغنائي وخاصة من قبل النقاد والمهتمين بالشأن الثقافي الكردي ، رغم انه ارسى فيها لمدرسة جديدة على صعيد اللغة والموسيقا والصورة الشعرية ، من خلال تناول موضوعات لها علاقة بالحب والحياة والسياسة ونقد للأبويات الحزبية والنسق المعرفي السائد ، وخاصة الاحزاب الكردية التي فرقت المجتمع وشتته الى ملل متناحرة ،واكد على ان استمرارية الوجود واللغة الكردية مرتبطة بوحدة الكرد في الاجزاء الاربعة ، وتم تركه للإهمال والنسيان المتعمد وعدم الاهتمام به او بقصائده ، وخاصة في مجال القصيدة الغنائية ، بما فيها اتحادات الكتاب المتعددة في روجافاي كردستان ، ورغم اني لست فارسا من فرسان الكتابة وميادينها لان الاخرين – وخاصة اصحاب الاختصاص - قد يكونون اكثر اقتدارا وتعبيرا مني على ايفاء فرهاد حقه من الدراسة والتحليل ، الا ان الواجب – بسبب هذا التناسي - يدفعني في مثل هذه الحالة الى استذكار هذا الشاعر الانسان ولو ببضع كلمات ، وهو الذي ترك فراغا كبيرا في الميدان الثقافي الكردي !
أصدر الشاعر فرهاد عجمو سبعة دواوين شعرية، كما ترجمت مختارات من قصائده إلى اللغة العربية في العام 2008، وغنيت عشرات القصائد التي نظمها الشاعر خلال حياته بصوت الكثير من الفنانين الكرد امثال عندليب الاغنية الكردية الراحل محمد شيخو والفنان بهاء شيخو وخليل غمكين ، والاخوين شيدا وصفقان ، شادي خالدي ، وعادل حزني الذي غنى اغنيته المشهورة – جياكو - في الوقت الذي لم يجرؤ احد على تأديتها !
لقد كان فرهاد يعشق مدينته الجميلة قامشلو التي سكنها وسكنته ، فغنى لها القصائد ، وابى الخروج منها رغم ضنك العيش وصعوبة الحياة ، واصر على ان يكون في شوارعها وان يدفن في مقابرها ، وها هو ذا يرقد في مقبرة الهلالية على تلة تشرف على اهلها وناسها ، يتنفس هوائها ويتلمس ترابها .
لقد كان امير القصيدة الكردية فرهاد عجمو نموذجا للوفاء والصداقة سواء اختلفنا معه او اتفقنا ، لا بل كان شاعرا كردستانيا في الفكر والعمل بامتياز، مشبعا بالكردايتي ومدافعا عنها حتى في لحظات الشدة والمنع ابان الثمانيات وما قبلها ، حيث كان يودع اصحابها السجون والمعتقلات ، يقف في وجه الخطأ حتى وان كان فيه ! ..رجلا متواضعا نظيفا وامينا ، صادقا وصريحا ، لا يفرق بين الناس بسبب وضعهم الاجتماعي او السياسي ، ولا يحب التظاهر واللباس الفاخر، رغم انه كان يمتلك من المال ما يزيد عن حاجته ، له نمط خاص من المعيشة والحياة ، يتجول في انحاء المدينة وفي احيائها الفقيرة ، يتجادل ويحاور الناس في التفاصيل ، في السياسة والادب والاقتصاد والمجتمع ، واسع الاطلاع والثقافة في مختلف مجالات الحياة وعلومها ، في محله الكائن في شارع الوحدة كان يستقبل الكتاب والشعراء الذين كانوا يطلبون ملاحظاته على مشاريع كتبهم ، له رؤية خاصة في الشعر والحياة والمجتمع ، سلس في تعامله ذكي ونشيط وذو معرفة واسعة بالتاريخ واللغة الكردية وبالقاموس الكردي ايضا ، وبذلك اكتسب احترام الناس ومحبتهم .
لم يكن فرهاد منتميا الى أي حزب سياسي ، بل كان رجلا محبا لكرديته ومدافعا شرسا عنها ، متواضعا بسيطا كالماء واضحا كطلقة مسدس رياض صالح الحسين ، تميز بنكران ذات وبكره شديد للتحزب والاحزاب ، ولذلك طلب مني مرات عديدة الابتعاد عن الاحزاب الكردية التي لم يكن يؤمن بها ، "لأنها انتهازية ومصلحية وليست في خدمة الشعب "، الّف قصائد هجاء في السياسة والسياسيين "الذين لم يعد لهم من هم سوى جمع النقود والدراهم "، وانتقد تبعيتهم للمراكز الكردستانية من خلال تكثيف قصيدته الشهيرة (سروكينمن) والتي لحنها وغناها الفنان صفقان ، واثارت في حينه ضجة واسعة !
سنتان على غياب فرهاد والوضع لم يتغير كثيرا ، الاحزاب هي هي والشعراء هم هم ، ولا زال الوضع السوري على حاله ، اما الكرد فلا زالوا يحلمون بوطن هم اقرب اليه اكثر من أي زمن مضى ، لكن المصالح والتجاذبات الاقليمية والدولية تدفع بهم الى التناحر والاختلاف ، والى ضياع هذه الفرصة التاريخية التي قد لن تتكرر!
في رحيل فرهاد تشبعت الدموع المتساقطة على وجنات ذويه ومحبيه بالحزن والالم ، وفي ذكرى رحيله يتكرر المشهد ذاته !
المجد لفرهاد والخلود الابدي لروحه المتمردة والهائمة الى حيث الازل ، وعبق التاريخ واللغة المنسية وقصص مم وزين وفرهاد وشيرين ودرويشي عبدي ، وابطال القوات الكردية ، ودماء شهداء كردستان الذين لولاهم لما كنا الان على ترابها الطاهر !
في ذكرى رحيل فرهاد له المجد والخلود الابدي ، وسيبقى نجمة مضيئة في سماء الشعر والثقافة الكردية .



#اكرم_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحزاب الكردية واعادة «ضبط» المصنع
- تحديّات في مواجهة المجلس الوطني الكردي
- عبد الباقي صالح اليوسف في « مرآة الحدث »
- في نقد السياسة الكردية وهشاشتها ..!
- هل من حاجة لإطلاق حوار جديد حول الحقوق القومية الكردية في سو ...
- قراءة نقدية في واقع -الادارة -..!
- صك «الاستسلام» في ادلب؟
- في الذكرى السابعة لاغتيال سنديانة الثورة السورية مشعل التمو
- في الذكرى الاولى....انا اؤيد الاستفتاء..!
- الهروب!
- تراتيل الدم
- يابني.....
- دعوة.....
- وصايا ...
- صرخة
- قوة الكرد في اتحادهم ..!
- مرايا -دهام حسن- في الفكر والثقافة والسياسة..!
- في الذكرى السنوية الاولى لرحيله .. فرهاد عجمو توأم الروح وعب ...
- الدولة الكردية بين الحلم والواقع
- مؤتمر قومي لكرد روجافا هل هو فخ ام تمرير للوقت ..!


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اكرم حسين - سنتان على رحيل الشاعر الكردي فرهاد عجمو ماذا تغير ..!