أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اكرم حسين - في الذكرى السنوية الاولى لرحيله .. فرهاد عجمو توأم الروح وعبق الامكنة !














المزيد.....

في الذكرى السنوية الاولى لرحيله .. فرهاد عجمو توأم الروح وعبق الامكنة !


اكرم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5895 - 2018 / 6 / 6 - 21:06
المحور: الادب والفن
    


طيفه لا يفارق ناظري وكلماته لا تنقطع عن اذني . فرهاد الروح .حين عانقت روح فرهاد السماء طلب مني الصديق ازاد عنز كتابة مقالة عن العزيز فرهاد لصحيفة القدس العربي قلت له انني غير قادر على الكتابة عن رحيل فرهاد ، فمجرد التفكير برحيل فرهاد او الكتابة الجنائزية عنه تجعلني اشعر بالخوف والفزع ! الخوف من ان لا نلتقي مجددا ، والهلع من غياب فرهاد بهذه السرعة دون وداع او عناق .لم يدعه الموت حتى ان يودع اغلى محبوب على قلبه ، والذي بقي وفيا من اجلها فمات واسمها يتردد على لسانه .انها كردستان التي كتب عنها كثيراً وحملها بين اضلعه خوفا من ان يفر منها او تفر منه ، وها هو قد اوفى بوعده وبقي مسكونا بها ومسكونة به حيث يرقد فرهاد في الهلالية يلقي التحية على اهالي قامشلو كل صباح ومساء يحرسها بعينيه ويسكنها بشعره وانفاسه...!
لا يمكن الحديث عن فرهاد كشاعر بل كانسان ممتلئ بالحياة بكل معانيها وتفاصيلها مثقف شكوك . يمتلك رؤية تنبؤية وبصيرة نظرية . يهتم بالتفاصيل الصغيرة التي لم نكن نهتم بها قط ، يدرس الظواهر يفككها يغوص في اعماقها ويستنتج منها ما هو انساني وحقيقي وينحاز الى الفقراء والعامة والى الشعب الذي خذله قادته فاصبح يهيم على وجه كالبهائم ، ومن خلال مشروعه الشعري ، وتحديدا الغنائي حاول ان ينقل افكاره الاجتماعية والفلسفية الى الناس ، يقول دائما بان الشعر الذي لا يفهمه العامة ليس جدير بالكتابة والبقاء ، وبالتالي كان مثقفا موسوعيا في العلوم والموسيقا والطب والغناء والهندسة والميكانيك ، صاحب مدرسة شعرية تجريبية تضاهي ما انتجه خاني والجزيري وجكرخوين وتيريز، كتب في الحب والسياسة والاخلاق والدين والمرأة ، كما كتب للأطفال ، القصيدة لدية صناعة وحرفة . يشتغل عليها بدءا من الموضوع والمضمون وانتقاء الكلمات ، والتكنيك والموسيقا . الخ فمدرسة فرهاد هي من المدارس التي ستحتل مكانا فريدا في الادب الكردي وفي كردستان عموماً في المستقبل .
شاعر من شعراء التجديد يحمل هموم شعبه ، لم تنقصه الجرأة ولا الاستبصار ، ولم يضع ذهنه في قفص . كتب عن الانتفاضة ، عن كوباني وشنكال ، وانتقد السياسيين الكرد واخضعهم لنقد شديد لانهم لم ينجزوا وحدتهم ، وقد دعى الى ذلك في معظم قصائده ،يحترم السياسة والساسة الحقيقين لكنه يحتقر مبتذليها ، كتب القصيدة الغنائية وقصيدة الاطفال ، من خلال قصائده حاول ان يوصل معاناة شعبه الى الاخرين ، مثقف عضوي ، انجز في فترة فصيرة اعمالا مهمة ، مثل قصيدة سروكيمن ، و وي هر روكي ، كان يتذوق كل انواع الموسيقى و يشارك في وضع الاوزان الغنائية لقصائده ، يعشق مدينته قامشلو ، ويرفض الخروج منها الا ميتا ، وهو الذي قال: اذا لم تجدوني في شوارع قامشلو عندها تعالوا لزيارتي في المقبرة !
فرهاد له ستايل خاص ومدرسة شعرية ، قصيدة التفعيلة ، حاول ان يطور هذه القصيدة وان ينتج نوعه او لونه الخاص ، قصيدة فرهاد عجمو ، يستوطن قصائده ، ويتقن صناعتها ، الحداثة لديه تعني الكلمات والصور والمعاني والموضوع مع الحفاظ على الاوزان والقافية .
يرى الحياة جميلة وتستحق ان تعاش لكن الناس هم من افقدوها جمالها وحيويتها من خلال الحروب والقتل والدمارر والكذب الذي يتبناه البعض (قصيدة خزي دنيا )
يتأسف على الحياة لأنه لم يفهمها الا بعد انقضاء العمر . لأنها كانت تستحق ان يحيياها بطريقة افضل ، وبالتالي على عكس ناظم حكمت الذي كان يقول بان اجمل الايام هي التي لم تعشها بعد فرهاد يؤكد في تلك القصيدة على ان الايام الجميلة هي التي مضت وعشناها دون ان نعلم قيمتها ، وبالتالي فالحياة هي اللحظة التي نعيشها الان !
لعبت صحيفة بوير برس دورا كبيرا في ايصال صوت فرهاد الى الشارع الكردي وخاصة قصيدتي سروكيمن و وي هر روكي .تحدث فيهما عن ويلات الحروب التي جرت وما تحدثه من خراب ودمار ، والأحلام الماضية ، فقدان الكرامة .امراء الحرب والمستقبل . ما احدثته الثورة من تكاثرالثعالب والذئاب
عندما نشر قصيدته في الصفحة الاخيرة من بوير اشترط على الصديق احمد ابو الان ان لا ينشر في هذه الصفحة لأي شاعر اخر الا اذا كانت قصيدته ترتقي الى مستوى قصائده ، وقد اوفي بافي الان بالوعد ، فعندما نشر نص ابراهيم الخليل في تلك الصفحة اطلعه بافي الان على القصيدة دون ان يعلم هوية صاحبها فوافق على نشرها رغم انها - كما قال - لا تصل الى مستوى قصيدته
فرهاد عجمو ممتلئ بالإنسانية والخلق الحسن بكل معنى الكلمة ، يجمل الامسيات ويعبقها ، لم يحمل الاحقاد في نفسه وشعره ، ولم يلوث قلمه بها .لا بل سخر قلمه من اجل قضية شعبه والدفاع عنه رغم كرهه للسياسيين الكرد ، فرهاد مكتبة ثقافية متنقلة ، كتب السهل الممتنع .عندما تسمعه وهو يلقي الشعر . يعتقد المرء بان كتابة القصيدة هي من السهولة بحيث يستطيع أي شخص كتابتها .لكنها كانت تستعصي على امثالنا لأن القصيدة موهبة وصنعة وتحتاج الى ادوات شعرية لا يمتلكها الا من سكنه شيطان الشعر .
قصيدة فرهاد كتبت بأشكال عدة وجدانية وانسانية وسياسية ولها طابع الحزن . مهارته كانت في مفهومية وبساطة شعره وسهولة حفظه .
سيبقى اسم فرهاد خالدا ما دامت قصائده واغانيه خالدة وهو ما كان يتمناه فرهاد في حياته لأنه كان يستخدم الكتابة الشعرية كوسيلة للوصول عن طريقها الى قمة الخلود !
صديقي واخي فرهاد كم افتقدك اليوم اكثر من أي وقت اخر..!
نم قرير العين لأنك اصبحت من الخالدين .!



#اكرم_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الكردية بين الحلم والواقع
- مؤتمر قومي لكرد روجافا هل هو فخ ام تمرير للوقت ..!


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اكرم حسين - في الذكرى السنوية الاولى لرحيله .. فرهاد عجمو توأم الروح وعبق الامكنة !