أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم الرزقي - مراكش دواليك قراءة نقدية لعبد الصادق الشحيمة الجزء الثاني














المزيد.....

مراكش دواليك قراءة نقدية لعبد الصادق الشحيمة الجزء الثاني


عبد الرحيم الرزقي

الحوار المتمدن-العدد: 7214 - 2022 / 4 / 10 - 11:16
المحور: الادب والفن
    


رواية مراكش دواليك لعبد الرحيم الرزقي – 2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






تجسد الساحة كل التناقضات والثنائيات ،ويختفي خلف صوت السارد صوت الشرقاوي مول الحمام والركيلة وصديقه بن فايدة وهما يرددان :

إلى بغات تجي كتجيبها اسبيبة

وإلى مشات كتقطع السلاسل

كول الطعام ماحدو حلو وبنين

قبل ما تولي تشوف الطعام وتلقاه حار وباسل

ينتهي الطواف والتطواف وما أسماه السارد بالإفاضة في المدينة التي قيل بأنها الوحيدة من بين المدن التي تحتضن الزيارة زيارة الرجالات السبع والتي سماها أبو العباس السبتي “مدينة العلم والخير والصلاح ” وسماها ابن الخطيب ” تربة الولي وحضر ة الملك الأولي ” ووصفها الحسن بن محمد الغسال بالمحروسة في عنوان كتابه “رحلة إلى حضرة مراكش المحروسة “.

طواف السارد شبيه بتقليد الطواف حول الكعبة حيث زيارة أكبر عدد ممكن من الأولياء ،الرجالات السبعة أعلام كالجبال بوصلة يهتدى بهم ،والمرور بأكبر عدد من الأحياء دون تنكيس أو رجوع إلى القهقرى ،يستحضر السارد مجمل أدوار الطواف السياسي منها والتعليمي والاجتماعي ويكون استسقاؤه بدلا من طعامه “نخبا نبيلا تناولناه في صهريج أكدال باحماد …”

ليلة السارد هي واحدة من ليالي الحسن ابن هانئ الحكمي /أبونواس والذي لا شك أنه يقبع صحبة يوسف بن حموية القزويني خلف دنان السارد وكؤوسه وقواقيزه ،إنها نفس الأجواء والطقوس ، أبو نواس يصحب السارد ويقدم شهادة أولى بشعره إذ يقول :

أما يسرك أن الأرض زهراء والخمر ممكنة شمطاء عذراء

ما في قعودك عذر عن معتقة الليل والدها والأم خضراء

يا ليلة لا أمل ذكراها لست لطول الزمان أنساها

يا ليلة بتها أسقاها كأسا نفت همنا حمياها

سقيا لأيامنا التي سلفت يشفي من الهم طيب ذكراها

ويقول :

يا ليلة طاب لي بها الأرق حتى بدا من صباحها الفلق

وينشد بشعر من حذا حذوه وقد أعجب به قوله :

حج مثلي زيارة الخمار واقتنائي العقار شرب العقار

ووقاري إذا توقر ذو الشيبة وسط الندي ترك الوقار

ما أبالي إذا المدامة دامت قول ناه ولا شنعة جار

رب ليل كأنه فرع ليلى ما به كوكب يلوح لساري .

من الداخل إلى الخارج من مسح وتمشيط الأماكن مشيا على الأقدام ،تفيض المدينة بساردها وتفضي وتقذف به في سيارة طاكسي لتمخر شارع علال الفاسي متوجهة إلى البرانس .

إن الاقتران القسري الذي عاشه السارد بعيدا عن أجواء الساحة بالداوديات ،فتح أعينه على تحول يقول لسان حاله بصدده ” آه وكيف لها أن تبقى تواشيح المدينة الرائعة على حالها ؟ ! والساكنة -ياوعدي -ها قد غابت !؟ هرولت صوب خارج السور ! ؟ باحثة عن شقق صندوقية ، بأسها الإسمنت الرمادي – ذي الغزو -الجارف يمشي كالنار في الهشيم ،يحرق الخضرة ،ويزرع التكتلات السكنية المتناثرة هنا وهناك تتفقع منها وعلى مهل ألوان من البطالة !؟وصنوف من “التشرميل “ص100

في الصفحة 103 ونحن على مشارف نهاية هذيان الحضرة ،يتساوى شوق الحاج وحنينه نحو الطواف ،بشوق سالم الخزاعي ،ومن لم يتذوق الحنين لم يذق قط لذة وعبق المكان ،وحيث أن السارد وهب قلبه للمدينة وتركه خلفه،غير ناس زمن المسير والسرى ،حقق المطلوب وهانت طرق الطلب ،اضطرمت الأحشاء شوقا فولى الكرى واسترسلت السرابة ،فخرس اللسان ونطقت الروح وكان هذيانها ” هذيان الروح “.



ـــ عبد الصادق الشحيمة ـــ ناقد من المغرب



#عبد_الرحيم_الرزقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية : مراكش دواليك لعبد الرحيم الرزقي
- صدور رواية : ــ مراكش دواليك ــ لعبد الرحيم الرزقي
- ظنين الحوزية نص قصصي ..
- كروال .. نص قصصي
- سور كتوم ...
- دموع سقاية ...
- آلعيان ..
- لعبة الغمامة .. قصة .
- عنق زجاجة .. حرج .
- مواويل .. قصة .
- انصراف ..
- قراءة نقدية في المجموعة القصصية سيلان من شقوق لعبد الرحيم ال ...
- النطيح والمنطيح ..
- النطيح والمنطوح .. سرد قصصي
- الكونجي
- الخرف .. سرد قصصي
- قراءة في المجموعة القصصية سيلان من شقوق لعبد الرحيم الرزقي ...
- ميساء العاصمة // قصة ..
- ترنيمة آية ..
- الضحى والحجر


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم الرزقي - مراكش دواليك قراءة نقدية لعبد الصادق الشحيمة الجزء الثاني