أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم الرزقي - دموع سقاية ...














المزيد.....

دموع سقاية ...


عبد الرحيم الرزقي

الحوار المتمدن-العدد: 6961 - 2021 / 7 / 17 - 23:32
المحور: الادب والفن
    


ـــ دموع سقاية ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


تلزمني الإطلالة المتأنية كلما ناوشت زقاقات ـ زاوية لحضر ـ أو كنت قافلا من ـ أمصفح ـ أو قاصدا ـ ابن جعفر ـ .. تلزمني ـ قلت ـ تلك الإطلالة المتأنية لأنظر بحسرتي إلى ما آلت إليه السقاية ..
آه ويتأجج في قلبي الغضب .. كل الغضب على هته التفاصيل الفنية التي تتعرض يوما وراء غيره لكل صروف الإهمال.. وتلك النقوش التي توارت خجلى داخل أتربتها المتموضعة على تفاصيلها منذ عقود ــ أجيال .
... ويمرق با حمدان على هوائيته متأملا عالمه الخاص به .. مبتسما كعادته للعالم والناس .
توارى جانبا إذ ناديته .. وشذبنا أطراف الحديث الطيب الخالي من البلابل .. وبين الفينات كان يرمقني ولكأنه كان يفهم مقاصدي ..واتجاهات تعابيري .
أنا الآخر لم ألاق عسرا أو عرقلة في فهم إجاباته المضمرة خلف نضارة الفنان .. وكأنني به يقول لي :
ــ فعلنا ونفعل .. وسنفعل ما نستطيع .
دارت أحاديصنا على عواهنها ثم توادعنا .. تناول أحمد دربه .. بينما استدرت طواعية صوب السقاية .
ماء هذه السقاية زلال وراو وبارد يثلج الصدر .. وينثر على لوحة التذكر صورا للطفولة .. وحتى كل مراحل العمر .
... تقذف ــ ارجيلة ديور الصابون ــ بزبيدة الزحافة وهي تهرول حاملة خرقتها ومقتفية أثر طفلة ـ أغلب الظن أنها طفلتها ـ .
تبدو الطفلة كمقبلة على الصيام .. إذ أن بدانتها لم تخف نهديها اللتين استنفرتا صدرها .. الطفلة جسمانيا تحاكي أمها التي كبرت معي في نفس الحي .. ذاك جعلني أوقن أنها ابنتها .
ــ بلاتي عليك آ الجنية .. آ الروحانية حتى نشذك .
أوقفت زبيدة بعد أن شددت على الخرقة التي كانت داخل يدها .
ــ الرجوع لله آ زبيدة .. كان حتى كان الله .
ــ هذ الشي راه فات القياس آ السي بلفاطمي ... توقفت تنهج .. وبعد لحظات عاد إليها هدوءها .. وطفلتها تقترب .. أخذت طفلتها وودعتني .
حدث كل هذا لي منذ أزيد من عقد ونصف .. وأنا داخل السقاية أنظر إلى الصنبور .. أرمي بالمياه على وجهي وأطرافي واسترجع ما دسته الايام .. ودارته عني لاهيات الدهر .
في ــ البار الميكست ــ الذي تموقع غير بعيد عن علبة السهر .. كنت على ــ تابوري الكونتوار ــ أنخر عباب الأكواب الصفراء .. حين نزعت من بين أصابعي سيجارتي .. وعلى التابوري القريب مني تموضعت ... لم تكن سواها .. هند الزحافة ..لم تبلغ بعد العشرين .. وعلى مسار تفاصيل جسدأمها كانت
ــ اليوم جابتك الحصلة آالسي بلفاطمي .. اليوم س ... س ...
حل المساء علي وأنا على كرسي ابا عزوز أمام الحانوت المقابل للسقاية .
تتململ الذكريات واتململ معها ز حل المساء علي وعلى الناس الغادين الرائحين .ز وينطق بداخلي ذلك العشق الذي لايجد تفسيرا سور أسر عميق وامل في اندمال جرح الوقت ..
ذات يوم ستجد السقاية من يعتني بها .. قلت هذا على سبيل تطييب الخاظر .. وانجرفت كالمجريات .. كالذكريات .



ـــ نص قصصي : عبد الرحيم الرزقي
6 أكتوبر 2020 مراكش الحمراء .. المغرب


ــ مابين عارضتين أسماء لبعض احياء مراكش .
ــ السقاية هنا من أشهر سقايات مراكش المسماة سقاية اشرب وشف
سقاية شرب وشوف...

لعلها من أشهر سقايات مدينة مراكش إن لم تكن هي الأشهر على الإطلاق بالفعل، وتوجد بحومة أسول المرابطية على بعد أمتار معدودات من فندق الملحة الشهير بأمصفح ومن البويبة المؤدية إلى ديور الصابون، توجد اليوم في حالة مزرية على الرغم من بعض المحاولات المحتشمة لإعادة ترميمها في ما مضى...

يعود تاريخ إنشاء سقاية شرب وشوف إلى العصر السعدي، وهي تنفرد بخاصية معمارية فريدة تجعلها السقاية الوحيدة على مستوى العالم بأسره التي تم فيها نحت النقوش وزخرفتها على خشب جذوع النخل العصي على التعامل الفني معه، وفي هذا سر ترويه بعض كتب التاريخ؛ إذ أن ذلك تطلب حسب الخبراء زمنا طويلا ودربة خاصة، حيث عمد الصناع آنذاك إلى وضع جذوع النخيل المذكورة في صهاريج من الخل البلدي، لتتماسك أليافها ويسهل نحتها ووضع النقوش عليها...



#عبد_الرحيم_الرزقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آلعيان ..
- لعبة الغمامة .. قصة .
- عنق زجاجة .. حرج .
- مواويل .. قصة .
- انصراف ..
- قراءة نقدية في المجموعة القصصية سيلان من شقوق لعبد الرحيم ال ...
- النطيح والمنطيح ..
- النطيح والمنطوح .. سرد قصصي
- الكونجي
- الخرف .. سرد قصصي
- قراءة في المجموعة القصصية سيلان من شقوق لعبد الرحيم الرزقي ...
- ميساء العاصمة // قصة ..
- ترنيمة آية ..
- الضحى والحجر
- سفراء الكوفيد
- سلطانة التاج
- الموقف ..
- الوثيقة
- البلاستيكي ..
- الساحة الشبح ..


المزيد.....




- قصيدة بن راشد في رثاء الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن
- الحَلقة 159 من مسلسل قيامة عثمان 159 الجَديدة من المؤسس عثما ...
- أحلى مغامرات مش بتنتهي .. تردد قناة توم وجيري 2024 نايل سات ...
- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب
- مهرجان كان: دعوة إلى إضراب للعاملين في الحدث السينمائي قبل أ ...
- حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لم ...
- فلسفة الفصاحة والخطابة وارتباطهما بالبلاغة
- غزة في المتحف العربي للفن الحديث عبر معرض -شاهد- التفاعلي با ...
- بجودة عالية الدقة HD.. تردد قناة ماجد 2024 وشاهد الأفلام الك ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم الرزقي - دموع سقاية ...