البلاستيكي ..

عبد الرحيم الرزقي

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 30 - 10:26
المحور: الادب والفن
    

--البلاستيكي ..
************




لأوليفيا أير بلاستيكي يشتغل على البطارية ... بالضرورة تلزمنا بطاريات حتى نقهر التعب والصقيع .
وحدها ..أوليفيا تفك أزرار قميصها ..فتنهمك في تناول النهدين بالمداعبة .. وحده يأتي الشبق .
كلمات بن جلون عن العزلة تختلف كثيرا عن المألوف .. ولا حتى تلك الرواية .. إن هي إلا ضرب من خيال مازوشي .
اختارت أيرها من ضمن مجموعة أيور مختلفة الأحجام والألوان .. مصففة كانت وراء فيترينة زاهية بشارع " السان كريستوف " . نصحتها سوزان بالنحاسي . لكنها فضلت هذا . لأنه ديناميكي ويشتغل على البطارية والغرض مقضي .
... وللأسف نحن في نهاية الأسبوع والمحلات مسدودة . ومن أين لنا ببطاريات ؟ .. فالأخيرة صفيت ليلة أمس ...
وحدها أوليفيا تناوش الشبق داخل هذا الصمت .ترمي باليد نحو جرحها . لليد على الجرح تأثير سحري كما الماء على النار .
تدفع بوسطاها صوب العميق .. وهاك بين الشهيق والزفير وعلى جانب معزول هناك أير بلاستيكي معطل تنقصه البطارية .. تنظر أوليفيا إلى أبناء جيلها الذين تاهوا بين ملامح الوحدة والبرد .. هي تفضل المعطي على أبناء جيلها في بلادها وتعتبرهم بلا فائدة .. وعلى عكس المعطي فهو ص ناضي " ودوما كان معه الغرض ميسورا وما أكثر ما عبرت عن الرضى والامتنان وسط حشود صديقاتها .
هؤلاء الأخريات تمتلكن بدورهن أيورا مختلفة .. اقتنينها من " سان كريستوف " وغيره ... تتوحد بينهن سوزان بأيرها النحاسي مفتخرة لأنه يخضع للاستعمال اليدوي .
- ليس هذا هو الذي يحدث .. يقول المعطي مستنكرا كل أقوال السي الطاهر ..
ويضيف : - اسألوا أوليفيا .
أنى لهم أن يسألوها .
هي ليست هنا .. الزغبية * منهمكة في استحضار المعطي على تواقيع الوسطى وما فرغت إلا بعد أن ...


** قصة : عبد الرحيم الرزقي
** عن المجموعة القصصية : " سيلان من شقوق " الصادرة سنة الفين وستة عن المطبعة والوراقة الوطنية بمراكش --لوحة الغلاف للفنان محمد نجاحي



***الزغبية : بالعامية المغربية تعني كل سيء الحض أو منحوس استلهمت من البدو الهلاليين في ردهم للنحس لقبائل الزغابة والزغبيين التي شردتها قبائل بني هلال بسب صراعاتهم معهم .

#عبد_الرحيم_الرزقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل