أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم الرزقي - كلب العيد .. إلى المرحوم رشيد بوخير .














المزيد.....

كلب العيد .. إلى المرحوم رشيد بوخير .


عبد الرحيم الرزقي

الحوار المتمدن-العدد: 6270 - 2019 / 6 / 24 - 11:03
المحور: الادب والفن
    




--كلب العيد ...
**************


... ياللالي ..يا للالي * من عبث الزمان !.
لي الله ذاك أمر مفروغ منه ..بل وحتى انصهر أمامك من الزمان عقد ونيف .. وحتى الأعياد ترادفت عليك ..وغيرت أماكنها ..لكنها كانت تعود على أية حال .
إنها بما مضى ..!.. وعلى الرغم من أنك تترقب التجديد ..إلا أن هذا لم يحدث أبدا . إذ الأمور على عواهنها تومض وتتشاطح في تقاعسها المليء .
العقد وسنوات أخرى على عجلة من أمرها تكورت ومسحت قداس صاحبنا وهو في ركنه .. طلته بذابلة ألوان ماتحة ماشاء لها من حزن ومرار . كل هذا أكسبه شيئا من البأس الباطش بكل ما ومن حوله ..حتى الأشياء التافهة حوله تراه ينسفها ويمحو أثرها .. ما حدث ولو عفويا انصياع لسطوة أو حتى فلتة على شاطيء تذكاره . ولكأنه من أهل الكهف فرد تخلف عن الزمرة الذين قيل عنهم أنهم كانوا ثلاثة ورابعهم كلبهم .. أو لعلهم كانوا خمسة وسادسهم .. أو لعلهم كانوا مئات أو ألاف أو ملايين فكلبهم يحرسهم !؟.. أو لعله الكلب الشئيم ..هو المقصود . فكان حتى كان ..حتى كان هو ..هو الكلب !..له الله منشورا مشبوحا مطروحا ترشح من عينيه ومائض المراقبة والعس !.
حال القنوع كحال أهل الكهف ..ينقلب على الجانب الآخر لتقلبهم .. ماعلم مثلما لم يعلموا كم لبث في كهفه معهم مثلهم ..؟ ..وما علق على شعرهم أو أظافرهم !؟..بل ما وجد للسؤال داخل سريرته مكانا ؟!..فقط هو اكتفى وجالس الوقت والصمت والندامى والفرق والملل والنحل .
تمخضه فرقة الصباح ..وتعزف عنه فرقة مابعد الظهر تاركته لمداومة المساء والأرق عله ينصاع فينتهي بالذوبان كما دأبت تتناقله الأخبار في شأن غيره ..وهم كثير .. رضخوا فاستحالوا إلى مزابل في التاريخ .. وحكايا استعذبتها روايات السمر الشبعانة ..والمطرزة بسجوف الرضى والطمأنينة .
حال القنوع لم تهدأ قط !وقد انفتحت عيناه ذات لحظة ليلفي بآبيء عينيه ماسحة رجلا مختلفا يرمقه بانتباه .
كان كالفزع لما رأى والداهش ساعة " سروية" حتى لحقه صديقه " لمعرفة*" ليخبره على أن الذي أمامه ليس سرابا ولا انسطال حشيش أو كيف" *ا!!..ولا خزعبلات سينما .. بل هو هندي حقيقي تمتد جدوره حتى مرتفعات كالكوتا ..وبالطبع .. فهو منبوذ ومحسوب على أهل الكهف !.
له الله الآخر الجالس كبوذا ..مكث بظهرانينا حتى انتهت نقوده ..وزاغ عنه اهتمام الندامى .. وقل صبره ..أما شكيمته فقد وهنت إلى حين حمل زوادته الهندية وغادر داخل هوجاء من الرقص الهندي على سفوح جبال " الهملايا ".
غادر وجاء العيد !..لقد كان " راجيف " سعيدا في أعياده ومسرورا بمسراتها ..لكنها وبعد انقطاعه عند صاحبنا ولياليه المصاحبات لغمازات ألف ليلة وليلة ..وصندوق العجب المركون في الزاوية الذي ما وضع في ذلك الموضع إلا ليتموضع عليه " راجيف " !.
كانت حكايات " راجيف " في مجملها لاتخرج عن جغرافية خيال الحاضرين والحاضرات .. وكانت مليئة بسحنات معرفة في عقول المريدين ك " الشاعر " آميتا باشان * وكابور * والرجيش خان..وشاباريخ !!.
أما صندوق لعجب ..فهو جهاز تلفزة كان تبرع به " بوخير "* ذات ماقبل الصباح بقليل . فكان الصباح هائجا مائجا صارخا .. وكان الصندوق التلفزة مليئا بالحكايات والمصانعات ..وشاهدا ملكا على مقارعات وخصومات خطيرة !..إذ لولا الترصن وتحضير العقل ..لاستحالت النتائج إلا مالا تحمد عقباه .
له الله رشيد بوخير * ..حين تتحامل عليه البيرة" والقصائد والوحدانية مصبوغة بسكري لايرحم !..وأشباه رفاق كان يأمل أن يذكروه ولو حتى بالمزاح .. عجبا لك ياصاحبي مافعلوا !!؟ ولن يفعلوا !.
في القلب شرخ أيها الكلب المتهالك على ناصية الكهف ..ومعقولة رقبتك بسلسلة البقاء ..وعينك لاتفارق ركازها ..لا على الكهف ..ولا على ساكنيه .
هذا الشرخ أيها الكلب انتفخ أولا فقيح !..ثم بعد ذلك صديء !..فخرجت منه مخلوقات تتخذ لها تباعا أشكالا من الأحجام والأجسام ..منها ما يطير في الأرجاء ويحوم ..ثم يهيم في الفضاء .. ومنها مايدب ويزحف ..فيجثم متهالكا كهذه السلسلة على الرقبة التي تشدك إلى الكهف ..
لك الله أيها الكلب الوفي لوحدتك وكهفك ..لك الله ياعيدا لم يأتي بجديد

*** عبد الرحيم الرزقي
6-6-2019 مراكش المغرب .






-- ياللالي : باللهجة الحسانية تعني الله لي أو لي الله .. وتستعمل كثيرا في حديثهم للتأسف أو التأسي أو حتى التعجب ...
*الكيف : القنب الهندي ويستعمله المغاربةكمشروب بشكل كبير وشائع .
* رشيد بوخير : شاعر وكاتب مغربي يكتب بالفرنسية مغمور توفي بعد مرض مزمن .



#عبد_الرحيم_الرزقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال المحال .. قصة قصيرة
- زهرا ..
- صيحة داخل القلب .. مجموعة قصص قصيرة


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم الرزقي - كلب العيد .. إلى المرحوم رشيد بوخير .