أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم الرزقي - ظنين الحوزية نص قصصي ..














المزيد.....

ظنين الحوزية نص قصصي ..


عبد الرحيم الرزقي

الحوار المتمدن-العدد: 6979 - 2021 / 8 / 5 - 11:37
المحور: الادب والفن
    


ـــ ظنين الحوزية ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





على شاطئ الحوزية الدكالية * تراصت الذكريات على حين غرة وتشابكت معها مختلجات دفينة في سحيق القلب .
يبدو الأمر دانيا رغم أنها وحين ضربت الأخماس في الأسداس مكابرا رمقت الجيل برمته خارجا يحبو وينهج ..
إنها الأيام تمضي في صمت ورتابة ..إنه الوقت .. ذلك الوقت الذي يلاحقك في صمت .. وهو كسوط يلسع ضلاعك دون أن تدري ولا تحس .. لأنه الوقت .. ويمضي عليك في خيلاء ..
على شاطئ الحوزية الدكالية صور تليدة لفتى وفتاة يمتحان من اليفاعة أكاليل انطلاق .. تحتهما ــ فوطتان .. سلك ..* !لامشكلة !.. ويلفهما شاطئ شبه خال من البشر إلا نوارس وطيور الماء التي اجتمعت أسرابا ولكأنها اتفقت عل الابتعاد عن طاغوت البشر الذي اكتظ به ضلع الشاطئ الممتد حتى حائط المرسى الملاصق لحي البرتغال ..هناك على حد الشوف ــ البريجة ــ العتيقة *.
اجتمع القرار مؤلفا بين الأسراب والفتى والفتاة على الابتعاد صوب الهدوء والسكينة وراحة البال .. وأيضا على الانهماك في الحرية شبه المفقودة في المكان الهاج والماج آنف الذكر .
...على هذا الشاطئ اليوم .. وبعد الجيل والوقت ..وضلاع شاطئ خاو .. هناك خلق كثير .. وجلبة وضوضاء وغياب تام لمخلوقات السماء .. وهناك رجل وحيد جالس على ربوة رملية مرتفعة قليلا عن مستوى شمسيات كثيرة وأجساد مختلفة لأنواع البشر وباعة متجولون وصرخات أطفال هنا وهناك .
هذا الرجل الجالس على كرسي ــ بلاستيك ــ من الحجم الصغير لايسره ظل .. ينظر إلى قنينة وعلبة سجائر .وبدل الطيور والنوارس تحوم ..ألفاها تلتف حوله وعليه الذكريات وروائح ذلك السائل العجيب الذي ملأ تلك القنينة من الحجم الكبير أمامه .
.. أما عن الذكريات فأمرها من السهولة بمكان ..إذ لمها في حينها السيد أوغسطين داخل جراب الزمن ومضت معه لتوها . وأما عن الروائح .. فقد وشت بعبق غريب مالبت أن دخلت إثره العيون أولا في اللااستقار والتساؤل !؟..ثم بدأت الشمسيات تتباعد ...وكان أنها شبت فيه عدوى تلك التساؤلات هونفسه !فطفق يتوجس .. لربما أن الأمر منذر بخطر وشيك وتشابكت خيوط الأسئلة في رأسه المنبوش بتيار بنت التين .
... لم يتباعدون ؟ .. هل هوحوت ضخم يتوعدنا من داخل هذا اليم العظيم ؟..أم تراه التاريخ استوفى العدة ليعيد إلينا ما انصرم من اجتياح مازال بين ظهرانينا توقعه السقالة وتربيةعمرانية انصبغت بها جل مدن المحيط ..
يتباعدون ويتباعدون وعيونهم تتساءل ..وهو الآخر يفعل !؟..بل لعل الوجس الغامض استشرى فيه ..وحدها الجرعات المترادفة بلا هوادة وضعت حدا لذلك !.
قبل جيل كان ذلك الزاهي بنفسه والمقبل على حياة خضبها وشدبتها بكثير من الأحلام .. وكانت هي بالقرب منه تصانعه في كثي من أحلامه ..فبنيا معا حبا عنيفا ..وواصلا درجات موغلة في التهور ... واقترفا أشياء هي في الواقع تبعث الاشمئزاز والبغضاء ولربما الوعيد ..وليس ذلك مرده أخلاق أوورع أوتقويم .. بل هوعلى الأرجح حسد وغل وغبينة .. وتلك القبلات ــ ياوعدي ــ والجو ما فيه سوى طيور الماء تحدث أصواتا رائعة وتبارك هذا المشروع الإنساني النبيل .
جاءالفيلسوف ولم وقته وجيله في جراب ورحل ! وهاهم مازالوا يتباعدون .. شمسيات من هنا وهناك ما انفكت تتباعد .. وأسراب هاجرت .. وصاحبنا مازال فوق تلة الرملة يتجرع إجحاف التاريخ وسط زوبعة الروائح القاتلة .
المساحات والمسافات التي انبصمت على الحقل الرملي محيطه بشرت على أن مصدر الروائح الغريبة مكمنه فوق التلةالرملية التي يجلس عليها رجل في الستين مقتعدا كرسيا بلاستيكيا صغيرا .. أمامه يسير من ماء عجيب داخل قنينةصنعت أصلا لماء زلال .. وعلبة سجائر لم تعد تحرس إلا قليلا منها .
لم تعد تهمه سبابات الناس صوبه ..ولغطهم يكاد لا يصله إلا على شكل صدى .. إنه الظنين!!..إنه الظنين !!..
وهوينظر حينا إلى المحيط أمامه ..ويسرح بالنظرة صوب الميناء .. وينثر تحيات جنينية إلى دكالة وأبنائها الطيبين ...



ـــ نص قصصي : عبد الرحيم الرزقي
21 غشت 2019 المغرب مراكش الحمراء .

ــ الحوزية إحدى شواطيء قبيلة دكالة بالمغرب ..
ــ البريجة : مدينة الجديدة الساحلية .



#عبد_الرحيم_الرزقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كروال .. نص قصصي
- سور كتوم ...
- دموع سقاية ...
- آلعيان ..
- لعبة الغمامة .. قصة .
- عنق زجاجة .. حرج .
- مواويل .. قصة .
- انصراف ..
- قراءة نقدية في المجموعة القصصية سيلان من شقوق لعبد الرحيم ال ...
- النطيح والمنطيح ..
- النطيح والمنطوح .. سرد قصصي
- الكونجي
- الخرف .. سرد قصصي
- قراءة في المجموعة القصصية سيلان من شقوق لعبد الرحيم الرزقي ...
- ميساء العاصمة // قصة ..
- ترنيمة آية ..
- الضحى والحجر
- سفراء الكوفيد
- سلطانة التاج
- الموقف ..


المزيد.....




- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي
- حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟
- حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره
- -الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى ...
- مكتبة الإسكندرية تحتفي بمحمد بن عيسى بتنظيم ندوة شاركت فيها ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم الرزقي - ظنين الحوزية نص قصصي ..