الذين رأوا الله .... ثلاث قصائد

نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)

الحوار المتمدن-العدد: 7214 - 2022 / 4 / 9 - 06:08
المحور: الادب والفن
    

الذين رأوا الله .......... ثلاث قصائد
----------------------------------------------------
1 – تحت عيون الجميع
-------------------------
كان لى طفلة اسمها شجاعة
تركتها مريضة فى بغداد
ترتجف فى برد الشِتاء
بلا غذاء ولا دواء ولا غطاء
فتحت الصحف بالأمس
رأيت الأمريكى المريض بالجنس
يتهمها بعدم الطاعة
لقانون الشرعية الدولية
وقرارت الأمم المتحدة
ومجلس الأمن ولجنة التفتيش
ضربها بصاروخ كروز
تحت عيون الجميع
يتابعون المشهد بقلق
حكامنا العرب يتقابلون سرا
مع القوى العظمى
كالشحاذين يأخذون المعونات
وأنا مربوطة فى سريرى بالقيود
منزوعة السلاح مكتومة الصوت
وطفلتى شجاعة فى بغداد
تموت
تحت عيون الجميع
----------------------------------------------------------------
2 – الذين رأوا الله
--------------------
قال أحد الحكام أنه رأى الله
رد عليه أحد منافسيه قائلا :
أنا رأيت الله قبل أن تراه أنت
رد آخر ينافسهم الحكم
بل أنا الذى رأيته قبلكما
أمسكوا بتلابيب بعضهم البعض
كل منهم يصرخ :
أنا رأيت الله قبل هذا المدعى
قلت : كلهم يدعون رؤية الله وما رآه أحد
قالوا : ألم ير الله أحد ؟
قلت : بل أنا رأيته فى طفولتى
وأمى رأته فى شبابها
وجدتى رأته فى كهولتها
قالوا : كلامك كفر
فالله لا يظهر للنساء
------------------------------------------------------------------
3 – المِحرم
-------------
كان مثل الأزواج سريع الغضب
يقذف فى وجه زوجته
بيمين الطلاق بلا سبب
أو لأن رئيسه فى العمل شخط فيه
أو لأن الأسعار قد ارتفعت
أو حين فجأة يستعيد حسرته
لأنه أبو الاناث دون ذكر واحد
تصبح زوجته طالقا بحسب القانون
ثم يعيدها اليه حين يروق مزاجه
أو حين يبتسم رئيسه فى وجهه
وفى مرة أراد اعادتها فوقف المشرع ضده
لا يا أخ لا يمكن اعادتها اليك دون مِحرم
عقابا لك على سرعة الغضب
سألت المرأة : لماذا أنام مع رجل لا أريده
هذا عقاب لى وليس لزوجى
فأنا التى ستنام معه وليس زوجى
الا أن المشرع لم يكن يسمعها
أو سمعها ولم يرد
---------------------------------------------------------------

#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل