أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - انسداد الافق السياسي في العراق














المزيد.....

انسداد الافق السياسي في العراق


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 2 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انسداد الافق السياسي في العراق   

الذين قسموا الشعب الى مكونات والذين ارتضوا بهذا التقسيم ظنا منهم انهم قادرون على تسييس الناس على وفق هذا التقسيم ادركوا الان ان المكونات التي ركبوا موجتها قد انشطرت هي الاخرى الى اجزاء عديدة على وفق المصالح الشخصية والاقليمية سواء كانت شرقية ام غربية . وليس بالامكان اقناع الشعب باحقية الاغلبية او القومية او الطائفية ، فكلها مفاهيم لامعنى لها امام معاناة الشعب على كل المستويات ، حيث وحد الفقر والحرمان ابناء الوطن ، واصبح المحرومون الاغلبية الحقيقية بغض النظر عن قوميتهم او طائفتهم . 
هذا من جهة ومن جهة اخرى من كان يظن بان ديموقراطية المكونات  هي الحل الامثل لمشاكل الناس هو الآخر مخطئا" وسقط في الفخ . 
فبعد حوالي عشرين عاما من الممارسة الديمقراطية العرجاء تبين اننا بعيدون جدا عن الفكر الديموقراطي الحقيقي لان الاحزاب والتكتلات السياسية الحالية المبنية على الطوائف والمكونات وليس على اسس المواطنة ، لايمكنها الخروج من مأزق المحاصصة والفساد المرافق لها . 

لاتوجد مؤشرات في الأفق القريب او البعيد تدل على محاولة جادة لحل الأزمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد . وفي وقت بلغت الأزمة ذروتها، باتت البلاد أمام طريق مسدود مع تمسّك قادة الأحزاب والتيارات بمكاسبهم المالية والسياسية وتقاسمهم للمناصب والثروة ورفضهم لأي تنازل قد يخدم الشعب .
وعملوا خلال السنوات العجاف الماضية على افقار الشعب وعدم تطوير مؤسسات الدولة القمعية لتحويلها إلى مؤسسات ديمقراطية . 

ان الوضع الاقتصادي والامني المتدهور جعلت المواطنين يفقدون الأمل في حكومة تمثلهم وتهتم بمصالحهم الحيوية  مما خلق حالة من اليأس في صفوفهم بعد ان  فشلت الحكومة أمام المافيات المسلحة التي ارتهنت ارادة الشعب بقوة السلاح والبلطجة، مع قناعة ترسخت لدى المواطنين بأن التدخل الخارجي يلعب دور المغذي لانتشار الميليشيات والفصائل المسلحة وتكاثرها وتقويتها ، حتى بات من شبه المستحيل استئصالها او التخلص منها والدولة العميقة تمدها بالاموال والدعم السياسي .

ورغم كثرة الاحتجاجات والانتفاضات الدموية فما زالت العملية السياسية معطلة ، والطبقة السياسية تحاول الالتفاف على مطالب الشعب العادلة ، وكان لا بد من حدوث الانفجار لكون مايسمى بالتحول الديموقراطي الحالي  سوف لن  يؤدي إلى ترسيخ الديمقراطية.

يقابل ذلك الغياب المقلق للثقافة العامة ، والفساد المستشري في اوساط المسؤولين .

لقد تدهورت جميع المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية . وضعفت القدرة الشرائية للمواطنين ، مما أدى إلى القضاء على الطبقة الوسطى التي تمثل بيضة القبان لمجتمع صحي فاعل وتسبب ذلك في توترات اجتماعية عميقة .
 يبدو الأمر كما لو أنه لم يعد هناك  الحد الادنى من السلوك ألاخلاقي  للطبقة السياسية وحاشيتها وابواقها المأجورة . ومن الواضح أن مفهوم "  الصالح العام  " ذاته قد اختفى من الخطاب السياسي والفكري ، فأصبحت سلطة الدولة مجرد خيال يعاني المرء منه اكثر مما يسعى للاستفادة منه.

 من ذلك يظهر أن الشعب هو الخاسر الأكبر من تقاسم السلطة على القمة. 

فاصبح كثير من الناس تواقون لتصحيح العملية السياسية المشوهة والمشبوهة باية وسيلة ، حتى بحكومة إنقاذ وطني مفروضة بالقوة تعيد لهم وطن ضاع في المهاترات والمشاجرات والدعوات الطائفية والقومية .

إن هناك حاجة ماسة لاتخاذ إجراء فوري  لبدء إصلاحات حاسمة وإرساء أسس بناء دولة عصرية ذات سيادة تهتم بشؤون المواطنين ومعاناتهم .
ان حكومة الطوارئ تعتبر الحل المؤقت لعودة سلطة وهيبة الدولة ، ثم التمهيد لانتخابات عادلة تقوم على اسس ديموقراطية رصينة تستند على مؤسسات دستورية وليس على وفق اهواء واطماع الاحزاب والتكتلات السياسية الحالية .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهم يسرقون انتباهنا
- اشكالية التدين والأخلاق في مجتمعنا
- الحرب الروسية الاوكرانية. الاصطفاف مع من؟
- ازمة اوكرانيا وحافة الهاوية
- الفصائل المسلحة والاغتيالات والسلاح المنفلت
- صناعة الدكتاتور وتقديس الفرد
- الأسباب الكامنة وراء عدم ابداع العرب في اوطانهم
- الهوس بالمال
- انهم اعداء الحياة والفرح
- اسباب فشل الديموقراطية في العراق
- التجهيل الممنهج في الفضائيات العربية
- شبح الطرف الثالث
- رئيس الوزراء القادم
- عندما تصبح السلطة غاية وليست وسيلة
- مسلسل لعبة الحبار يعكس ازمة النظم الرأسمالية
- الانتخابات العراقية الفرصة الاخيرة للنظام السياسي
- الأحزاب الإسلامية من الخطاب المضلل الى السقوط
- العراق بين الديكتاتورية السابقة والدكتاتوريات الجديدة
- سلوك بعض مستخدمي التواصل الاجتماعي يعكس مدى الانحدار في الاخ ...
- النفق المظلم الذي دخلنا به هل هناك ضوء في نهايته ؟


المزيد.....




- -ما تفعله اختطاف-.. فيديو يُظهر شابة متشبثة بشجرة وملثمون يح ...
- غموض وتساؤلات حول تداعيات قرار الحد من صلاحيات القضاة في الو ...
- مصر.. تحرك من السيسي بعد مصرع -عاملات اليومية- بحادث تصادم م ...
- الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء أحياء في غزة، و81 قتيلاً خلال 2 ...
- صحيفة: جدّ رئيسة الاستخبارات البريطانية كان جاسوسا لألمانيا ...
- انقسام في الولايات المتحدة بشأن نجاعة الضربات الأمريكية ضد إ ...
- هل نضجت ظروف اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة؟
- مسؤول عسكري أميركي: لم نستخدم قنابل خارقة للتحصينات في أصفها ...
- ويتواصل تدهور أوضاع الشعب التونسي
- باكستان: مقتل 16 جنديا في هجوم انتحاري غرب البلاد وإصابة مدن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - انسداد الافق السياسي في العراق