أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - أنا أحب ، فلاديمير مايكوفسكي















المزيد.....

أنا أحب ، فلاديمير مايكوفسكي


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7202 - 2022 / 3 / 26 - 15:09
المحور: الادب والفن
    


أنا أحب
فلاديمير مايكوفسكي
نقل معانيها إلى العربية محمد عبد الكريم يوسف
***
 
العادة هكذا
لكل رجل الحق في الحب ،
ولكن ماذا عن العمل ،
و الدخل ،
وأشياء أخرى من هذا القبيل ،
ينمو فؤاد القلب أقوى
ويقسو أكثر
من يوم لآخر
القلب يأخذ الجسد ملبسا
أما الجسد فيأخذ الثباب ستارا

لكن حتى هذا لا يكفي !
هناك شخص ما-
الأبله!-
يعتبر أكمام القميص أصفادا
ويصب النشا على الصدر
خوفا من الشيخوخة
التي يدرك الناس أنهم ملاقوقها فجأة،
المرأة تشوه نفسهابالماكياج.

الرجال يؤرجحون أذرعهم مثل طواحين الهواء بعد نظام تمرين مولر.
الوقت متأخر جدا.
يتكاثر التجاعيد على الجلد .
الحب سوف يزهر
ويزهر
ثم يذوي
ويتقلص.
 

حياتي كصبي
***
لقد كنت موهوبًا بالحب بشكل جيد.
من الطفولة
يتدرب الناس على العمل
أما أنا
فقد هربت إلى ضفاف نهر ريون
وتجولت في طرقاتها
ومسالكها
لا افعل شيئا
عاتبتني أمي قائلة :
يالك من ولد بائس
أما والدي فقد هددني
أنه سيربطني بحزام

لكن أنا،
عشت مع ورقة زائفة من ثلاثة روبلات ،
لعبت لعبة المونتي المكونة من ثلاث أوراق
مع الجنود أسفل السياج
لم أكن مقيدا بقميص
ولم انتعل أحذية
وخبزت الخبز وسط حرارة كوتايسي الشديدة،

أدرت ظهري للشمس
ثم بطني
حتى تألمت ضلوعي
اندهشت الشمس قائلة:
بالكاد أستطيع رؤيته !
ومع ذلك ، فهو أيضًا ،
لديه قلب صغير.
يبذل قصارى جهده!
أين
في هذا
في مساحة أقل من ساحة
هل توجد مساحة -
لي،
للنهر
لمائة ميل من الصخور ؟ !

حياتي كشاب
*** 
الشباب لديهم ألف مهنة.
نحن نملأ العقول الشابة الضجرة المتمردة بقواعد اللغة والحياة.

لكن أنا
التلميذ الذ تم طرده من الصف الخامس.
وهكذا بدأت جولتي في سجون موسكو.
في مكانك المريح
في عالم برجوازي صغير ،
أنت تربى مؤلفي الأغاني الصغار ذوي الشعر المجعد.

ماذا تجد في هذه الكلاب الصغيرة مجعدة الشعر؟
لكن أنا
تعلمت
أن أحب
داخل زنزانة بوتيركا.

ما الذي يهمني بشأن غابة بولوني الخاصة بك؟
أم أن تتنهد عند مرأى البحر؟
في مكتب الجنازة ، كما يسمونه ،

أنا
وقعت في الحب
من خلال ثقب المفتاح في الزنزانة رقم 103.
الناس لا ينظرون نحو الأعلى
عندما تشرق الشمس أو تغرب.
يسألون : ما قيمة هذا النور ، إذا لم أتمكن من شرائه أو بيعه؟

لكن أنا
ارى العالم كله
في تلك البقعة الصفراء
التي تقفز فوق جداري.

حياتي الجامعية
*** 
اللغة الفرنسية التي تعرفها.
أنت تقسم الأشياء.
أنت تضرب الأشياء.
أنت ترفض بلطف.
لذا استمر في الرفض!
لكن قل لي شيئًا واحدًا -
هل يمكنك تصطدم
مع مبنى؟
هل تعرف لغة الترام؟
فراخ البشرية
فقست للتو -
وأنت تضع بين يديه
دفاتر ملاحظات التمرين.
لكنني تعلمت الأبجدية من لافتات الشوارع ،
أقلّب صفحات الحديد والقصدير.
يأخذون العالم ،
يدورونه مثل المغزل
بأطراف الأصابع
ويعلمونك.
إنه مجرد كرة أرضية رديئة.

لكن أنا
تعلمت الجغرافيا بأضلعي -
بالاسلقاء على الارض
في ليالي ألتحف بها السماء.
هناك أسئلة مؤلمة تعذب المؤرخين المغبرّين لديك:
هل كانت لحية بربروسا حمراء حقًا؟
وماذا في ذلك؟

أنت تسمي هذا سجل القمامة المغبر -
لكني أعرف كل قصة يمكن أن تحكيها موسكو!
خذ مثلا دوبروليبوف
كدرس لكراهية الشر-
لكن اللقب يقاوم
ويتألم من الألم.
منذ طفولتي
كرهت البدينين ،
الذين يبيعون أنفسهم
لتناول طعام الغداء كل يوم.

هم تعلموا
أن تجلس بجمال -
وأن تجعل السيدات يبتسمن ،
والأفكار تهتز في رؤوسهم مثل العملات المعدنية.
لكن أنا
أتحدث
فقط مع المباني.
 
أخبرتني أبراج المياه عن أسرارها
وكيف تلتقط الأسطح كل كلمة ألقيتها
في آذان النافذة الشبكية.
و بعد ذلك
ثرثرت
عن الليل
وكل ليلة تالية
بألسنة طائر الريش.

سنوات النضوج
*** 
الناضجون مشغولون.
جيوبهم مليئة بالروبلات.
أما الحب؟
لحظة لو سمحت!
ربما يشترونه بمئة روبل.
لكن أنا،
بلا مأوى
أدس قبضتي
في الخرق
في جيوبي
وأظل أتسكع في الشوارع ، بعينين حادتين.
أنت ترتدي أفضل فستان لديك.
تريح روحك مع الزوجات والأرامل.
أما أنا
فأشهق في أحضان موسكو ،
وأختنق عند دوار طريق سادوفايا اللانهائي.
تنقر العشيقات
في القلوب
وفي الساعات الأولى للفجر
بينما يستلقي الشركاء السكارى منتشين على أسرة الحب.

امسكت
بنبضات القلب الجامحة للعواصم ،
وألقيتها مشتتة مثل ساحة العاطفة.
بدون أزرار -
و قلبي خرج من داخلي تقريبا -
فتحت نفسي للشمس وللبركة.
ودخلت مع شغفك!
و تسلقت مع من تحب !
من الآن فصاعدا ليس لدي سيطرة على قلبي.

أعرف أين يعيش القلب داخل الآخرين.
إنه في الصدر - كما يعلم الجميع!
لكن بداخلي رغم ذلك
فقد جنون التشريح.
لأن قلبي يوجد في كل مكان د-
تزدهر في كل مكان.

أوه ، كم عددها ،
و كم ربيع مرّ ،
وتدفق في داخلي خلال عشرين عاما ، ملتهبة!
العبء العالق في الصدر لا يطاق.
لا يهمل
مثل الشعر
لكن بالمعنى الحرفي.

ماذا حدث
*** 
أكثر من الممكن ،
أكثر من اللازم-
وكأن
هذيان شعري يلوح في الأفق
نمت جلطة في قلبي تحولت إلى كتلة:
هذه الكتلة هي الحب ،
هذه الكتلة هي الكراهية،
تشكل عبئا
تحت ساقيّ.
لهذا أمشي مرتجفا -
كما تعرف،
و أنا
حسن البنية -
رغم كل شيء

أمشي على أطراف القلب ،
أحدب كتفي على غرار عرض أطراف الثور.
أنا منتفخ من حليب الأشعار
—لا تسكبها —
في أي مكان ، على ما يبدو ، إنها تتجدد.
وأنا استنفدت كلمات الأغاني -
صرت ممرضا العالم ،
إنها مقارنة مبالغ فيها
وهو نموذج موباسان.

أنا أنادي
*** 
رفعته لفوق ، فأنا الرجل القوي ،
وحملتها مثل البهلوان .
مثل الناخبين الذين تم استدعاؤهم للتجمع للسباق ،
مثل القرى
المشتعلة بالنار
مثل شخص تم استدعاؤه عن مزمار الطوارئ -
ناديت :
"هاهي هنا!

انظر !
خذها!"
متي
كان مثل هذا العملاق يلهث ،
لا ينظر -
مليء بالغبار
و التراب،
و أكوام الثلج—

السيدات
بعيدة عني
مثل الصواريخ
نحن نحب الأشياء الأصغر
مثل رقصة التانغو،
شيء لا أستطيع تحمله
ورغم ذلك اتحمله مثل عبء ثقيل.

أريد أن أرميها -
و اعرف
لن أفعل ذلك أبدا.
أقواس ضلوعى لن تتحمل الضغط.
القفص الصدري يصرخ ضاغطا.
 
أنت
***
جئت إلي -
مثل رجل أعمال ،
خلف الزئير ،
خلف الارتفاع ،
تلقي نظرة خاطفة
رأيت ولدًا صغيرًا.
أخذته معك
لقد مزقت قلبي
وببساطة
ذهبت للعب معه -
كما تلعب الفتاة مع الكرة.
و بدت كل امرأة -
كما أنها ترى الأشياء -
مذهولة، الآن هذه السيدة
الآن تلك الفتاة الصغيرة.
"أتحب هذا النوع ؟
لكنه سوف يندفع إليك!
يجب أن تكون مروضا للحيوانات.
يجب أن تكون ٱت من حديقة حيوانات! "
لكني سعيد.
لقد رحل -
النير!
نسيت نفسي في الفرح ،
ركضت ،
أقفز مثلما بحدث في حفل زفاف شيروكي:
شعرت بسعادة غامرة
وخفيفة جدا.

مستحيل
***
لا أستطيع أن أفعل ذلك بمفردي -
لا أستطيع حمل البيانو الكبير
أحمل ما هواقل منه بكثير-
صندوق الكنز.
وإذا لم يكن الصندوق ،
إن لم يكن البيانو ،
كيف يمكنني
حمل قلبي المسترد

يعرف المصرفيون:
نحن أغنياء أكثر مما قد يتصور إنسان.
لا توجد جيوب كافية لحفظ المال -
سنقوم بحشو الخزانة.
بحبي
لقد أخفيته
فيك-
مثل الثروات المحمية بالفولاذ -

وأنا أتجول فرحا
مثل كروسوس.
و فقط
عندما كنت أريد ذلك بشدة ،
انتزع ابتسامة
نصف ابتسامة
و أقل،
من الآخرين
و في منتصف الليل سأقضي
خمسة عشر روبل  أو ما يساويها
لتغيير الأغنية.

هذا ما حدث معي
***
الأساطيل - تتدفق أيضًا نحو الميناء.
والقطار - يسابق خطواته أيضًا نحو المحطة.
لكنني منجذب ومندفع أكثر من ذلك بكثير
نحوك
- لأني أحبك!
ينزل فارس بوشكين الطماع
للبحث والبهجة في قبو منزله.
وهكذا أعود
إليك يا حبيبتي.
هذا فؤادي
وأنا مسرور به،
والناس ينشرون أوساخهم
ويحلقون ذقونهم
ويغتسلون
وأنا
أعود إليك
لأنني
عندما أذهب إليك
ألست أعود إلى وطني؟

الأرض تسترد مخلوقاتها.
ونحن نعود إلى وجهتنا.
لذا أنا
أنا منجذب نحوك بلاهوادة ،
و بمجرد أن نفترق
أو لا نرى بعضنا البعض.

خاتمة
***
الحب لا يمكن أن يتلاشى
مع المشاجرات ،
أو البعد لأميال وأميال.
يعتقد أن المشاجرات والبعد ،
مجرد اختبار ،
للتأكد منه.
أرفع شِعري المرقط منتصرا ،
و أقسم -
أنني أحب
حبا حقيقيا لا يتغير.
***
النص الأصلي
Mayakovsky
I LOVE 



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تؤجل البوح بالأشياء الجميلة، أنطون تشيخوف
- القوة الذكية، غيرشون هيبنر
- الزهرة ، روبرت فروست
- القوة الناعمة، أسامة شيبا
- الموسيقى، ميراباي
- تاريخ الإهانات الدبلوماسية من سليم الأول وحتى العصر الحالي
- لماذا نروي الحكايات، ليزيل مولر
- الخلود ، ليزيل مولر
- تعلم الصلاة ، إليزابيث ستيوارت فيلبس وارد
- الغريبة، غابرييلا ميسترال
- حرارة دموع منتصف الليل، ميراباي
- الخلود، ليزيل مولر
- الأم الحزينة ، غابرييلا ميسترال
- وهذا ماحدث في نينوى ، عزرا باوند
- لست وحدي، غابرييلا ميسترال
- باخ يستنسخ فيفالدي، ليزيل مولر
- أغنية الموت، غابرييلا ميسترال
- الغسق، غبرييلا ميسترال
- سيرة ذاتية، ليزيل مولر
- أحلام الضفدع، مارج بيرسي


المزيد.....




- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - أنا أحب ، فلاديمير مايكوفسكي