أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - أدب الارتزاق














المزيد.....

أدب الارتزاق


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 7200 - 2022 / 3 / 24 - 23:19
المحور: الادب والفن
    


1- متغيرات كثيرة طـرأت عـلـى الأدب العراقي، وأحد هذه المتـغـيـرات هو طـغـيـان أدب الارتزاق، وهـو أدب منافق مراوغ غايته الاعـتـيـاش، أدب يقلب الحـقـائق ويطمس الوقائع، ويجمل البشاعة، وهذا النوع من الأدب يتركز في الشعر والشعر العمودي تخصيصاً ، فقد ظهر خلال السنوات الأخيرة مئات الشعراء من بين أولئك الفاشلين والعاطلين وأنصاف الموهوبين، يدبجـون قصائد مدحية مناسباتية تثير الغثيان والتقزز لشدة اسفافها وتفاهتها وسطحيتها, حتى أن مفردات الوطن والحرب والحصار حولوها الى بضاعة رائجة يتاجرون بها على حساب الكلمة الرصينة المسؤولة.
أما على صـعـيـد القـصـة فـقـد طلـق بعض القصاصين المهمين الواقع, وراحوا يكتبون نصوصاً تهويمية ذهنية تعتمد فذلكة الأسطورة والتاريخ والنصوص المفتوحة وارتضوا بالعزلة تحت ضغط الواقع, وثمة قصاصون فاشلون راحوا يتشاعرون، ما دام الشعر المجاني المنمق يدر عليهم حفنة دنانير.

2- هذا السؤال من اختصاص النقاد، لكن أين النقاد ؟ معظم أدباءنا ونقادنا ومفكرينا هاجروا الى المنافي بحـثـاً عن الخبز والحرية بعـد أن «دکهم» الجوع والبؤس والمرارة، وبعضهم راح يكتب من أجل حفنة دولارات ليـسـد رمـقـه في الغربة حيث «المال في الغربة وطن» حسب مقولة علي بن أبي طالب.

أكـيـد أن الأديب يكتب عن الواقع ويـلـتـقط مفرداتهُ من الواقع، والحرب والحصار هما واقع الإنسان العراقي المبتلى, في رأيي أن أهم قيمة إبداعية، هي أن يكتب الكاتب عن الإنسان وحريته وكرامته، في زمن لا تساوي فيه هذه الاشياء عقب سيجارة.

3- أجل أن الواقع العراقي زاخر بالموضوعات الغـرائـبـيـة الـعـجـائبـيـة حـد اللعنة، زاخـر بالمتناقضات وبالويلات وبالموت .. ترى كيف يتوصل الى أعماق المجتمع ويكتب برؤية إبداعية جديدة على حد تعبيركم وهو لا يجد قوت يومه؟ كيف يكتب الكاتب عن واقع مرير وهو غـيـر مستقر ذهنياً ومعنوياً وحياتيـا ومعيشيا، هو ضحية من ضحايا هذا الواقع المدمر لأنه ضميـر هذا المجتمع. الكاتب العراقي جندي باسل يقاتل على عدة جبهات وهو محاصر من كل الجهات، لكنه لن يستسلم ولن يهزم لأنه محصن، وسوف يكتب عن هذا الواقع حين يتـجـاوزه ويـشـعـر بالطمأنينة.

4- أية لغة مباشرة هذه التي نقول عنها يا أستاذ شاكر ؟ هذه لغة الحرب والموت والتحدي، لغـة جـيـل الحرب والحـصـار والمحنة، يا أخي أن الانسان حين يتـوغـل فـيـه الألم لا بد أن يصرخ، يصـرخ صرخة الحياة، هذا الجيل صاحب صراخ مدوٍ بامتياز، لقد كتب ببساطة عن سيرته المؤلمة دون تزويق، تجـاوز البـهـرجـة والايقـاعـيـات الرنانة والرومانسيات الساذجة وابتكر نصه الجـديد الذي يشبه حياته، أنه نص مغاير ناتج عن واقع مغاير, سمه قصيدة نثر، سمه نصا مفتوحا، أنه شكل راقٍ من أشكال الأدب يخصُ المبدع العراقي.
شخصياً ترسخت تجـربتي خلال سنوات الحرب والحصار وانتجت نصـوصـاً تحت ثقل وضغط هاتين «المهيمنتين»، ولولاهما لما أخذت كتاباتي هذا المسار الفنطازي. أعتقد بثقة تامة، إن مستقبل الأدب العراقي يرتبط بمستقبل الإنسان العراقي الذي يتشبث بالحياة رغم الدمار الذي يحيط به.

5- إن الادب العراقي الحقيقي بالرغم من كل شيء يرفل بالعافية، وفي الطريق نصوص إبداعيـة عراقيـة بـحـجم الكارثة وبحـجـم الإنسان الذي يتـصـدى للكارثة وأنت تعـرف جـيـدا أن المحن والازمات تفرز بالنتيجة ارهاصات ونتاجات إبداعية تستوعب الحالة وتؤطرها فنيا، فلكل فعل رد فعل حسب القانون الفيزيائي.

جوابا على أسئلة الدكتور شاكر نوري في استفتاء ثقافي مميز في جريدة القدس العربي الصادرة في لندن 21 / 4 / 2000
1- ماهي المتغيرات التي طرأت على الأدب العراقي في ظل الحصار؟
2- ما بين الحرب والحصار ماهي القيم الإبداعية التي أشرها النقاد؟
3- الواقع العراقي زاخر بالموضوعات, هل توصل الأديب الى أعماق المجتمع ليكتب برؤية جديدة؟
4- هل تمكن الأديب العراقي من تجديد اللغة المباشرة السائدة في الثمانينات؟
5- ماهي تجربتك الشخصية الإبداعية في ظل سنوات الحصار؟



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسماء وعلامات في ذاكرة المعرفة
- سماحيات 25
- الأبوية الثقافية
- خالد أبو خالد / أقاتل دفاعا عن الطفل في داخلي
- في الشعر والشعراء
- اشكالية العنونة ومزاجية التسمية
- الحب والأسى عن يوم مضى
- لا دين في الصين
- ثلاث نقاط على ثلاثة حروف
- مفردات المحق والإقصاء والتهميش في التراث العربي الإسلامي
- محنة الثقافة .. محنة المثقف
- ثقافة الكراهية
- المنحى السردي في شجرة الحروف
- مقامة الكيروسن بين المخيلة والواقع
- حلول الولادت ومسخها
- فنطازيا رأس الحصان الطائر
- ما لم يقلهُ النقاد في (ما لم يقلهُ الرواة)
- محطات الطفولة والكهولة في (هي والبحر)
- المتنطعون
- ثقافة الطفل


المزيد.....




- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - أدب الارتزاق