أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - الحب والأسى عن يوم مضى














المزيد.....

الحب والأسى عن يوم مضى


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 7097 - 2021 / 12 / 5 - 22:06
المحور: الادب والفن
    


تحاول القاصـة اليافعة (مها عادل) بمثابرة وحـرص ان تخطو خطواتها الأولى بثقة وجدية في مضمار فن القصة القصيرة, عبر مجموعتها القصصية البكــر (البحث عن يوم مضى) والتـي تستحق الثناء والاشادة والمتابعـة, لاسيما أن القاصة تبدو متمكنة من أداتها في آلية القـص, وتمتـاز لغتـــها بالسلاسة والبساطة معاً، وجملتها القصصية موحية ودقيقة، وتختار موضوعاتها بذكاء ودراية, تتمحور عادة حـول المـرأة وهموما وعلاقتـهـا بـالرجل والمجتمع, واشكالياتها النفسية والاجتماعية, ومعالجاتها القصصية لا تخلو من الجرأة والصدق.

القاصـة مـها تتمتع بمخيلة خصبــة وشفافية عالية في الطرح, ونصوصها القصصية التي بين أيدينا لا تقل شاناً وجودة عـن نصوص زميلاتها المتمرسات, حتى زملائها الذين سبقوها.

تستخدم القاصة عادة ضمير الغائب (هو) ) وبالأحرى ضمير الغائب المؤنث (هي) فـي جـل قصصها لاعتبارات نفسية تارة, واجتماعية تارة أخرى لتتحاشى التأويـل السطحي والتشخيص الساذج غير الفني, لشخوصها القصصية التي ترسمها بدقة, وتتابع سكناتها علـى مـهل بواسطة (عين الكاميرا) المحايدة, لتصوغ قصة غاية فـي الاتقـان والحيوية.

وهي تقود القارئ مباشرة الـى قلـب الحــدث, دون تمهيد وصفي ممـل, أو استهلال انشـائـي, حيـث تبتـــدأ بالشخصية القصصية, وتنتهي بـها, متحاشية قدر الامكان الزوائد اللفظية والاستطرادات المجانيـة والجنوح الشعري والهلامي, والتي جميعـها تضـر بالجملة السـردية المبتغاة.

وغالباً ما تفتتح قصتـها بجمـلـة فعليـة, مانحـة سردها الحركة والحيوية والاستمرارية (تهاطلت الأمطار وهي تخترق صمتا غـير مألوف) قصة أحلام منحوتة ص 44 و(حين فتحـوا البـاب فاجأتهم فراشات عديدة ) قصة مرايا مهشمة ص 25 (بعـد أن أكملت تسريح شعرها) قصة فينوس ص 38 و (أنهم يذهبون لكن إلى أين) قصة اللوحة ص 15 و(مازالت المدينـة تنوء تحـت الأشعة اللاهبـة) قصـة سـاعة مــن الظهيرة ص 45 و(أخيرا سيأتي .. ستراه غدا) قصة "أزهار لا تعرف الذبول"

وكما أسلفت شخصيات مـهـا عـادل شخصيات نسائية التقطتها ووظفتها بذكاء وحنكـة في نصوص قصصية باهرة وممتعة, ففي قصة "فينوس" امرأة موظفة تكتب خواطر شعرية معتدة بنفسها وهي محاطة بالإعجـاب والاطراء, تطمــح الـي اغـواء موظف ضئيل رث الثياب, بيد أنه لا يرى فيها سوى تمثال فينوس بلا رأس, هكذا يرسمها على ورقة بيضاء، وفي قصــة "اللوحـة" امرأة أخرى, رسامة عجـوز, تجـد نفسها وحيدة مهملة في زاوية من قاعة العرض، والناس من حولها مبهورون مشغولون بلوحتها, وفي قصة "الزائر الاخير" بائعة هوى, تعـانـي تـأنيـب الضمير, وشبح أبيها يطاردها بعد منتصف الليل كزائر أخير, بعد انصراف آخر زائر ليلي, ليقض مضجعها، وفي قصة "أحلام منحوتة" ثمـة رجـل يمارس طقوسه السرية مع دمية مجردة من الحياة, بعد أن فشل في اغواء شحاذة (من لحم ودم واحساس) والتي لا تستجيب لشهوته العارمة, فيستجير بالدمية الصماء التـي تنخر حلمه وتأكل أمالـه.

وتختتم مها قصصها بنهايات مفتوحة, لا تجزم بأمرها, بقـدر مـا تجـعـل القارئ يشارك بصياغة خاتمة يرتئيها هو (لاشي أخـــر سوى المطر) ص ۹--- و (اغمضت عينـها تاركـة الدموع التي طالمـا اكتظـت فـي داخلها تنهمر بلا حسـاب) ص 2 و (لـم يعـد يراقبني .. لـم يعد يحصي خطواتي ) ص 27

لقد أتسمت قصـص هذه المجموعة, بثيمة الحب من دون ميوعة واسفاف, وبدأ هذا جليـاً حتى في العنوانات القصصية التي تشي بحس الخسارة والفقدان, ممزوجاً بالحزن والأسـى, كما في قصص (ذكريات محنطة, وبقايا دموع, ومرايا مهشمة, وأحلام منحوتة, وما تبقى) وقد تجسدت بشكل جلـي في القصة التـي حملـت اسم المجموعة (البحث عن يوم مضى) حيث الفتاة التي تبحث بين شواهد القبور عــن حبييها الشهيد خالد, وهي تذوب في المطر, ولا شيء سوى المطر.
...
جريدة الثورة 8 / 6 / 2001



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا دين في الصين
- ثلاث نقاط على ثلاثة حروف
- مفردات المحق والإقصاء والتهميش في التراث العربي الإسلامي
- محنة الثقافة .. محنة المثقف
- ثقافة الكراهية
- المنحى السردي في شجرة الحروف
- مقامة الكيروسن بين المخيلة والواقع
- حلول الولادت ومسخها
- فنطازيا رأس الحصان الطائر
- ما لم يقلهُ النقاد في (ما لم يقلهُ الرواة)
- محطات الطفولة والكهولة في (هي والبحر)
- المتنطعون
- ثقافة الطفل
- الإسلام وثقافة العوام
- موظفون ثقافيون
- من أرشيفي القديم 15
- سماحيات 24
- مسؤولية الكتابة
- اللغة المتعالية
- مسؤولية المثقف


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - الحب والأسى عن يوم مضى