|
الفنون التشكيلية..ماهيتها وعلاقتها بالواقع
الطيب طهوري
الحوار المتمدن-العدد: 7191 - 2022 / 3 / 15 - 16:58
المحور:
الادب والفن
1- تمهيد تفاعل الإنسان على الأرض مع مختلف مكوناتها من أشياء وكائنات منذ او وجد نفسه على سطحها..فرح بما فيها من جمال زرع الغبطة في نفسه..وحزن وهو يرى من أحبهم يغادرونه بفعل الموت..خاف من بعض الظواهر الطبيعية المؤلمة ومن بعض الحيوانات المفترسة..وأنس لبعضها الآخر، أحب الربيع ودجن الكثير من الحيوانات وألفها.. تفاعله مع أشياء الأرض وكائناتها دفع به إلى التعبيرعنها ليريح نفسه كفرد أحيانا وليشرك الآخرين له في حالاته فرحا وحزنا أحيانا أخرى.. تعددت أدوات التعبير عن هذا التفاعل..بالكلمة تارة ..بالغناء والرقص تارة اخرى..بالنقش على جدران الكهوف وعلى الصخور وجذوع الأشجار تارة ثالثة.. ولأن هذا الكائن امتلك العقل الذي به فكر وتدبر فقد راح يحسّن من حياته، ولو ببطء،راحت ادوات حياته تتطور بدورها..التعبير عن التغيرات التي كان يحدثها في حياته دفعت به إلى أن يحسّن من أدائه التعبيري عنها أيضا..هكذا سار الفن يتطور بشكل متواصل..حتى كان عصرنا الحديث.. في هذا العصر الذي هو عصر الصناعة والميديا والمعرفة عرف الفن تغيرات مذهلة، سواء في اشكاله أو وسائله..صار الفن أكثر تعقيدا ، متماشيا في ذلك مع تعقد الحياة..صار أكثر غموضا نتيجة غموض الحياة ذاتها بفعل ذلك التعقيد فيها، وبفعل التطور المذهل الذي عرفته مختلف المعارف، خاصة ما تعلق منها بكشف خبايا النفس البشرية المعقدة..الفن عموما تغير وتطور وتعقد وصار أكثر غموضا وسريالية في الكثير منه..أكثر إيحاء ودفعا إلى التأمل والتفكير والتعدد القرائي.. من هذا الفن الذي نتحدث عنه نجد ما يسمى بالفن التشكيلي..فما هو هذا الفن، ياترى؟.كيف تفاعل مع الواقع البشري محليا وعالميا؟..ما رؤاه لهذا الواقع وفيه؟.. 2- الفنون التشكيلية..ماهيتها..علاقتها بالواقع ماهية الفنون التشكيلية: حسب الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) تعرف الفنون التشكيلية ( وتسمى بالمرئية أيضا) هكذا: (هي مجموعة الفنون التي تهتم أساساً بإنتاج أعمال فنية تحتاج لتذوقها إلى الرؤية البصرية المحسوسة على اختلاف الوسائط المُستخدمة في إنتاجها.. هي الأعمال الفنيّة التي تشغل حيّزاً من الفراغ كالرسم والتلوين والنحت .. (هي الفنون التي تأخذ شكلاً وبالتالي يمكن قياس أبعادها بوحدات قياس المكان كالمتر والمتر المربع).. وهي بهذا تختلف عن الفنون الزمانيّة كالرقص والشعر والموسيقى والتي تقاس بوحدات قياس الزمن(الدقائق والثواني) لتصبح لدينا الفنون السبعة بجمع الفنون التشكيليّة والزمانيّة وتلك التي تحمل الصفتين معاً كالسينما (تشكيليّة/زمانيّة..).. الموسوعة نفسها توضح أن الفنون التشكيلية أنواع : -الرسم: وهو ذلك الفن الذي يتم فيه التعبير عن الأحاسيس وعن مختلف المواضيع بواسطة الأشكال والخطوط والألوان، ويُلجأ فيه إلى استخدام أدوات معينة ومتعددة كأقلام الرصاص والشمع وغيرها.. -النحت: وهو تلك العملية التي يقوم فيها الفنان بتكوين أي شكل من مادة خام غير مهيأة كالحجر أو الطين أو الخشب ،ومن أنواعه النحت الذي يكون على سطحٍ مستوٍ وينتج عنه شكلٌ بارز على السطح ويسمّى بالنحت البارز، او يكون من سطح مستوٍ فيكون الشكل غائرًا في السطح، هناك أيضا النحت ثلاثي الأبعاد كالتماثيل التي بالإمكان رؤيتها من جميع الجوانب ويُسمّى كذلك بالنحت الميداني.. -الطباعة؛ وهو قيام الفنان بعمل نسخ متعددة للشكل الواحد ويتم ذلك عن طريق الحفر إمّا على الخشب أو على المعدن باستخدام آلات الضغط أو على الحجر بالليثوجراف. -الفن الجداري؛ والذي يشمل عدّة أقسام وأنواع كالمرسومة أو المحفورة أو الموزاييك والمسمّاة بالفسيفساء والتي تكون عن طريق جمع الفنان لقطع صغيرة وعمل لوحةٍ فنّية ذات ألوان جميلة وجذّابة ومعبّرة.. كما تذكر أبرز مدارس الفنون التشكيلية، وهي: -المدرسة الواقعية؛ وهي التي يقوم فيها الفنان بنقل كل ما في الطبيعة والواقع إلى عمل فني طبق الأصل كأنّها صورة فوتوغرافية ينقلها الفنان بأدق تفاصيلها وبسبب تأثير عواطف وأحاسيس الفنان فيها فقد ظهر ما يُسمّى بالواقعية الرمزية والواقعية التعبيرية.. -المدرسة الانطباعية؛ وقد خرج الفنان في هذه المدرسة إلى الطبيعة وأبرز المناظر الطبيعية المختلفة كالنور والظل وأضفى عليها أحاسيسه.. -المدرسة الرمزية؛ وقد حلّ فيها الترميز مكان التصوير طبق الأصل للواقع والطبيعة، وتمثّل ذلك من خلال الألوان ووضعية الحالة.. -المدرسة الدادائية؛ وقد اهتمّت هذه المدرسة بتصوير الأمور المهمشة وشرحها، ولكنّ هذه المدرسة لم تدم طويلًا. -المدرسة التجريدية؛ وهي التي تعتمد على إعادة صياغة كل ما هو محيط بنا برؤية فنية جديدة وتجريد الطبيعة من الحقائق التي هي عليها.. -المدرسة السريالية؛ وهي التي تعتمد على استعادة الذاكرة وتجسيد الأحلام.. غني عن البيان أن هذه الفنون مثلها مثل الفنون الزمانية تعبر عن ذات الفنان في علاقته بواقعه الطبيعي والاجتماعي وفي علاقته بذاته..في علاقته بالواقع الذي هو فيه وبالواقع الذي يحلم به، على اعتبار أن الواقع الذي يحلم به ويتخيله ويتمناه ويدعو إلى بنائه هو امتداد ، بشكل أو بآخر، للحاضر في سعيه إلى ان يكون أحسن وأرقى.. - فما هو هذا الواقع ياترى؟.. الواقع متعدد..هناك الواقع الطبيعي..هناك الاجتماعي.. الثقافي.. السياسي..الفرد الفنان ذاته..كل هذا يشكل ما نسميه الواقع..إنه مجموع ما يتفاعل معه الفنان التشكيلي متأثرا ومؤثرا..يعبر عنه ويوجد رؤياه له.. عبر التاريخ كان الواقع ينتقل تدريجيا من البساطة إلى التعقيد..حتى كان عصرنا اليوم..عصر التعقيد بامتيار..طبيعيا،انتقل البشر بشكل مكثف من التفاعل مع الطبيعة مباشرة في أريافها وقراها إلى المدن الكثيفة ، حيث الانقطاع عن عالم الطبيعة المفتوح..المدن ضيق..حصار..تعقد علاقات..تنظيم..تركيز على عالم المعرفة وعالم ثقافة الاستهلاك..هنا كان الحنين إلى الطبيعة العذراء لدى الكثير من الفنانين..راح اولئك الفنانون يعبرون عن عالم الطبيعة المفقود الموجود، الحاضر الغائب، بطريقة تعبيرية مباشرة ،رسوما وأشكالا مختلفة، تارة، حيث لوحاتهم وأشكالهم شبه محاكاة لعناصر الطبيعة ومحاولة تثبيتها، وهي المنفلته منهم بغيابها عن أبصارهم كطبيعة مفتوحة..وبطريقة تعبيرية رمزية تصل إلى حد السريالية تارة أخرى..في الحالتين كان الفنان يعبر عن تلك الطبيعة من خلال ذاته ..ولأن ذاته عالم معقد بدوره كانت تلك الرسوم وتلك الأشكال معقدة بدورها،تعكس عالمه الباطن،أحلامه وخوفه.. في علاقة الفنان التشكيلي بواقعه الاجتماعي ، هو يعيش واقع فرديته بامتياز، حيث يشعر الفنانون عادة بنوع من الغربة وحتى الاغتراب في هذا الواقع الاجتماعي الذي صار واقع لهث وراء متع الحياة..أو واقع انخراط في عالم العمل أو عالم الميديا التي عمقت عزلة الفرد في علاقته بالأفراد الآخرين..انعكس ذلك الاغتراب على مختلف الفنون التشكيلية فجاءت الكثير من تلك الفنون غريبة بأشكالها وألوانها وخطوطها وتشابكاتها..جاءت فنونا مثيرة للتأمل والتفكير، وحتى الرهبة أحيانا..يحس الناس بما فيها لكنهم يعجزون عن فهمها..لم يعد الفن يسعى إلى أن يُفهم..صار يسعى إلى ان يثير في ذات المتلقي عوالم أخرى يدفعه إلى أن يتخيلها،أحاسيس لم يألفها يثيرها فيه..أفكارا لم تخطر له على بال من قبل يجعله يأتي بها..وهكذا.. ومن هنا كانت الرؤية وكانت الرؤيا.. فما المقصود بهما؟ كيف بدتا في الفن التشكيلي؟: لأن الواقع الاجتماعي واقع صراع بامتياز..صراع مع الذات التي تعيش بين اليأس والحلم..بين الفرح والحزن..بين الاندماج بالآخرين والابتعاد عنهم والهروب منهم..وصراع دول وجماعات..وهويات تنفتح على الآخر وأخرى تنغلق على ذاتها..مجتمعات تتقدم وأخرى تعيش تخلفها..حروبا تثار وأخرى تنطفئ..تلوثا فضيعا لعالم الطبيعة ومنتجاتها..خوفا متواصلا وعميقا على مصير البشرية..تنافسا شرسا بين الشركات متعددة الجنسيات..صرنا نرى ملامح ذلك الصراع،ملامح ذلك الخوف في تلك الفنون..صرنا نرى مواقف أيضا..الفنانون الإنسانيون أكثر صار الحزن يبرز في لوحاتهم عميقا من خلال الألوان والأشكال والوجوه التي يختارونها..في الحزن ذاك موقف رفض لما يحدث في هذا الواقع الاجتماعي.. صار الفنان هكذا يبرز رؤياه ورؤيته..صار يحلم بعالم آخر نقيض لهذا العالم الذي هيمنت عليه المصالح المادية واتسعت فيه رقعة استنزاف الطبيعة وخفتَ فيه صوت الضمير الحي المسؤول الذي يعي المخاطر التي ستكون فيما لو واصلنا حياتنا بهذا الشكل شبه اللامبالي..خاصة وهو يرى الحروب المدمرة بسبب تنافس أصحاب المصالح..المجاعات والمآسي التي تلحق هذه الدولة او تلك ، هذه الجماعة أو الأخرى بفعل تلك الحروب ..صارت رؤياه تنبيها إلى الآتي المؤلم الذي سيكون.. دعوة إلى تظافر جهود كل الخيرين من أجل إنقاذ البشرية من مصيرها السيء شبه المحتم.. دعوة إلى التكثيف من نشر معرفة الوعي وإحياء الضمائر.. في عالمنا العربي صارت رؤيا الفنان حلما بالخروج من نفق الظلام الذي بقينا فيه وما زلنا لعصور طويلة..حلما بواقع آخر يكون للعرب فيه دور فعال كما كل بقية البشر على هذه الأرض.. صارت رؤيته نقدا لأنظمة الاستبداد التي تحكمنا سياسيا واجتماعيا، وتصويرا جارحا ومؤلما لظاهرة الإرهاب التي صارت تنتشر، وباسم المقدس، في كل ربوع بلادنا العربية.. من منطلق ماتقدم يمكننا القول بان رؤية الفنان هي مجمل أفكاره ومواقفه التي بها يتفاعل مع واقعه مبديا رأيه فيه وموقفه مما يحدث داخله..بينما رؤياه هي ما يحلم ان يكون عليه ذلك الواقع..الرؤية والرؤيا نضال بالتأكيد..ليس نضالا سياسيا او اجتماعيا مباشرا..إنه نضال فني( إن صح التعبير)، نضال لا يخاطب المتلقي مباشرة ليوجهه بكيفية وعظية إرشادية مثلا..إنه نضال يحفر في الداخل..داخل ذات المتلقي.. يدفع به إلى التأمل والتفكير..إلى التخيل..بذلك التأمل والتفكير والتخيل يجدد المتلقي ذاته..يفرح..يحيا..يتفاعل مع الحياة وأناسها..يتأنسن.. 3- كيف يحقق الفن التشكيلي هدفه في الدفع بالواقع الراهن إلى ان يكون أحسن وأرقى؟..كيف يجعل من رؤيته ورؤياه عميقتين؟ لكي يحقق الفنان التشكيلي ذاته كفنان ..لكي يحدث التأثيرالمطلوب في المتلقي..لكي يوجد رؤيته البصيرة لابد أن يكون أكثر احتكاكا بواقعه..أكثر تأملا فيه..أكثر قدرة على الغوص في مختلف مكوناته..أكثر إحساسا بأناسه ..أعمق ثقافة وأقدر على التخيل..أكثر دراية بمختلف المدارس الفنية محلية وعالمية..هذا يعني انه لابد ان يكون مثقفا بامتياز،وفي الفن أساسا، حتى يكون أكثر اتساعِ أفق.. في المقابل..لابد أن يكون هناك مجتمع مثقف أو على الأقل يسعى إلى ان يتثقف حتى يجد الفنان لفنه الانتشار الواسع والتأثير العميق..دون إرادة الناس في تثقيف أنفسهم والخروج من حال الملل اليومي في تشابهاته لن يحقق الفن غايته..هنا يأتي دور الإعلام في الإشهار لمختلف المعارض..يأتي دور مختلف المؤسسات الثقافية..تأتي ضرورة بناء سياسة ثقافية تؤسس لحياة ثقافية جادة ومسؤولة.. للأسف، في عالمنا العربي تُفتقد تلك السياسة..يركز مسؤولونا الثقافيون على الثقافة المهرجانية أكثر مما يهتمون بثقافة بناء العقل والذوق الجمالي والمخيلة التي تذهب بالناس بعيدا في عمق هذه الحياة عناقا ومحبة لها واهتماما بها ومحافظة عليها.. ما زلنا لم نصل، كعرب، إلى إدراك أهمية الثقافة عموما وثقافة الفنون خصوصا في بناء الإنسان الواعي ،المسؤول وحيِّ الضمير..مازلنا لا مبالين.. 4- أهمية الفنون التشكيلية في بناء الإنسان الذي يغير الواقع: تعمل الفنون أساسا على لملمة روح الإنسان الممزقة..على تحريك داخله بما يجعله يتأمل ويفكر ويتخيل..يناقش ليفهم ويرتقي معرفيا..وقد يكتشف، هو ذاته، قدرته على الإبداع فيبدع ويساهم هو الآخر في بناء الإنسان.. تعمل الفنون ايضا على تقريب الناس من بعضهم بعضا..ملءِ نفوسهم بالفرح..في الفرح ذاك قوة على مواجهة صعوبات الحياة ومللها ونزعة الانعزالية فيها.. كلما كان المجتمع أكثر اهتماما بالفنون ..أكثر إقامة للمعارض الفنية في قراه وأحياء مدنه ، كان أكثر قدرة على الحياة.. الفنون حياة أخرى إلى جانب حياة الواقع..لكنها حياة متجددة،مليئة بالتنوع، متحركة، زاهية ومثيرة..مكوناتها تلك هي ما يجعل الحياة الحقيقية أكثر اتساعا بدل الضيق.. أكثر أملا بدل اليأس..اكثر فرحا بدل الحزن.. 5- معيقات انتشار وتأثير الفنون في عالمنا العربي الشعوب الحية أدركت كل ذلك..ادركت ما للفنون من أهمية فأوْلتها عناية كبرى.. نحن مازلنا بعيدين عن ذلك..بعيدين كثيرا كثيرا.. ما تزال الفنون التشكيلية نخبوية في عالمنا العربي..لم تنزل بعد إلى الناس العاديين.. معيقات كثيرة تقف أمام تلك الفنون التشكيلية في هذا العالم العربي وتحد من انتشارها وتأثيرها،من أبرزها: -غلاء اللوحات نتيجة غلاء مواد الرسم والتشكيل كالورق والألوان والخشب ، مثلا.. - ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، الأمر الذي جعل مدار اهتمامهم لقمة العيش اليومية قبل كل شيء (باستثناء مواطني دول الخليج العربي، حيث القدرة الشرائية للمواطنين مرتفعة، لكن العقلية العامة لهم ما تزال عقلية بدوية).. -اليأس العام الذي يعيشونه ( المواطنون) بسبب انغلاق آفاق المستقبل أمامهم.. - شعورهم العام بالعجز عن تغيير واقعهم نحو الأفضل.. العاملان الأخيران دفعا بالناس إلى الهروب إلى التدين المفرط والخضوع لتصور الفقهاء المتخلف للفنون عموما، حيث هناك عداء كبير لها.. - الفن مديني بطبعه، والمجتمعات العربية رغم مظاهر التحضر التي تبدو عليها وعيش نسبة كبيرة من سكانها في المدن ، ما تزال مجتمعات تقليدية محافظة في حياتها، خاضعة للعادات والتقاليد، وهو ما يتنافى والحريات الفردية والجماعية والتعدد والاختلاف ، وهي الأسس التي ينطلق منها الفن عموما.. - ضعف التعليم واعتماده على التلقين، وهو ما قلل ويقلل من اكتساب المتعلمين حرية التفكير والقدرة على النقد وتقبل الآخر المختلف،الأمر الذي جعلهم قليلي الإبداع، قليلي تذوق الفنون بمختلف أنواعها.. - عدم اهتمام الإعلام بالفن التشكيلي والإشهار له والتعريف بفنانيه.. - لا ننسى أيضا غياب النقد الفني بشكل كبير..النقد الذي يحلل اللوحات التشكيلية ويقربها إلى اذهان الناس ومشاعرهم، خاصة وأن هناك انتشارا كبيرا بين الفنانين للرسومات السريالية والتجريدية المجسدة للمشاعر والأفكار والأحلام، والمعقدة بطبيعتها نتيجة بروز عالم اللاوعي فيها، بكل تعقيداته ومكبوتاته.. - هيمنة الفكر الديني الأصولي على ذهنيات ومشاعر قطاع واسع من مجتمعاتنا ، وهو فكر يعادي الفن والفنانين..يعادي الحريات الفردية والجماعية، ويمارس ضغطا رهيبا على الناس من خلال ملء نفوسهم بالخوف، والحد من ثمة من تفاعلهم مع الحياة.. - الاستبداد السياسي والاجتماعي والثقافي الذي يحكم المجتمعات العربية، جعل مجال حرية التفكير والنقد والإبداع تتقلص بشكل كبير،وهو ما أثرعلى الفنانين وجعل فنهم محدود الانتشار ضعيف التأثير.. 6- أسماء بعض أبرز الفنانين التشكيليين العرب: في عالمنا العربي تجارب فنية تشكيلية عديدة، من أبرزها تجارب الفنانين: - ناجي العلي ،اسماعيل شموط ومصطفى الحلاج من فلسطين.. - محمد راسم، محمد خدة،فاطمة حداد ( باية) ،محمد إسياخم،نور الدين تابرحة، محمد بوكرش،رشيد قريشي ،عبد الخليم كبيش،محمد فركوس وحسن بوساحة من الجزائر .. - محمود مختار ،شوقي زغلول وغادة عامر من مصر .. - شعيبية طلال ولالا السيدي من المغرب.. - فاتح المدرس، أحمد معلا،زهير حسيب،سهيل بدور،ضياء الحموي وفنان الحجارة الشهير نزارعلي بدر من سوريا.. - علي بن سالم ،عبدالرزاق الساحلي ،رضا بالطيب ونجيب بلخوجة. من تونس.. - أيمن بعلبكي ، أسامة بعلبكي وأروى سيف الدين من لبنان.. - أحمد ماطر وعبد الناصر غارم من السعودية.. - جواد سليم ، محمد علي شاكر،نوري الراوي،هناء مال الله من العراق - غيداء احمد وإبراهيم الصلحي من السودان.. خاتمة ليست الفنون التشكيلية وحدها من تتعرض لشبه الاضطهاد في عالمنا العربي..كل انواع الفنون الأخرى بما فيها الأدب تتعرض لنفس الحالة..ذلك ان الأنظمة التي تحكم هذا العالم انظمة ريعية في الأساس..ديكتاتورية..تحرص أكثر على تجهيل مجتمعاتها ليسهل عليها التحكم فيها وإخضاعها لإرادتها، ومن ثمة ضمان بقائها في السلطة..ومن هنا كان المجال الثقافي في عمومه مجالا لا تعيره أدنى اهتمام، وإذا حدث وان اهتمت ببعضه فإن اهتمامها ينصب في الغالب على الثقافة المهرجانية المسلية، لا البنَّاءة للإنسان الحر ،المواطن الواعي،المسؤول وصاحب الضمير الحي.. ويبدو ان الوضع هذا سيطول، حيث نلاحظ ازديادا كبيرا لتعداد السكان في هذا العالم العربي، الأمر الذي يعني ازدياد حاجاتهم المعيشية اليومية وتدهور قدراتهم الشرائية.. ومع ذلك يبقى الأمل قائما في وجود نخبة مثقفة ومعارضة سياسية تعمل كل واحدة منهما على تنظيم الناس وتفهيمهم واقعهم وواقع العالم حولهم وتوعيتهم بما يجب ان يفعلوه ليغيروا من واقعهم نحو الأفضل، وجعلهم يدركون ان لا إمكانية لانتشار الوعي فيهم إلا بان يجعلوا الثقافة والفنون عموما غذاءهم اليومي، مثله مثل غذائهم الجسدي..
#الطيب_طهوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن تراثنا والعولمة..أين نحن منهما؟
-
عن العقلية العربية
-
لماذا نحن هكذا؟
-
كيف تكون كاتبا مؤثرا؟
-
عن مثقفينا وكرة القدم
-
تمدين ودمقرطة المجتمعات المخرج الوحيد لمواجهة الأزمات
-
عن الجزائر الجديدة
-
أنظمة الحكم العربية خطر على شعوبها
-
كورونا..بين الرأسمالية والتعداد البشري المهول
-
عن حرية الإبداع ..عن مشاعر صائمي رمضان
-
في معنى الأخلاق..كيف هي عندنا؟..كيف هي عندهم؟
-
بيان مثقفين جزائريين
-
عن مصالح الرعايا..عن مصالح المواطنين
-
بين الدولة الدينية (الإسلامية) والدولة العلمانية
-
الوانتوثريست*..البطالة والفساد الأخلاقي
-
البنية ودلالات الأسماء في رواية-صخرة نيرموندا-
-
عن معيقات الحداثة في عالمنا العربي الإسلامي
-
بين الهند والجزائر
-
أن ينتقِدوا، ذاك حقهم ..من واجبكم مجادلتهم والرد عليهم بالحس
...
-
من المسؤول عما نحن فيه؟
المزيد.....
-
فيديوهات مخلة.. فنان مصري شهير يتعرض لعملية ابتزاز
-
بعد سقوط نظام الأسد.. الفنان دريد لحام يوجه رسالة إلى السوري
...
-
اكتشاف كنز من التسجيلات غير المنشورة لمايكل جاكسون
-
تعرضوا للخسارة أو شاركوا في القتال.. 5 فنانين تأثروا بالحروب
...
-
ورشات الأطلس في مراكش.. نوافذ للمخرجين السينمائيين الشباب عل
...
-
الثقافة أولاً .. تردد قناة بابل 2025 الجديد على النايل سات و
...
-
بفستان أبيض فخم .. الفنانة اصيل هميم تحتفل بزفافها من رجل أع
...
-
السوداني يوجه بنقل جثمان المخرج قيس الزبيدي إلى العراق
-
رسالة باللغة الروسية تحذر من هجوم تفجيري على بنك الاحتياطي ا
...
-
بفيلم لجوني ديب وتكريم فيولا ديفيس.. مهرجان البحر الأحمر الس
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|