أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطيب طهوري - أنظمة الحكم العربية خطر على شعوبها















المزيد.....

أنظمة الحكم العربية خطر على شعوبها


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 6691 - 2020 / 9 / 30 - 17:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتبت أمس على صفحتي الفيسبوكية:
كل أنظمة الحكم في العالم تعمل على خدمة مصالح شعوبها..وحدها انطمة الحكم في العالم المسمى عربيا تعمل ضد مصالح شعوبها..
تساءلت:ما السر في ذلك يا ترى؟
----
هذه محاولة مني لمعرفة السر..محاولة مفتوحة للنقاش والإثراء..

لا تستمد الأنظمة التي تحكم ما يسمى دول العالم العربي من شعوبها..
شرعيتها تستمدها من القوى العظمى في هذا العالم..من الدول المشكلة لما يسمى بالأعضاء الدائمين في مجلس الأمن: الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، بريطانيا،فرنسا والصين..
من منطلق تلك الشرعية تعمل هذه الأنطمة على وضع مصالح تلك الدول العظمى على رأس أولوياتها دائما،حيث هي من يحميها من تمرد شعوبها عليها، وهي من يبيعها الأسلحة التي تقمع بها تلك الشعوب..
على هذا الأساس تتعامل الأنطمة االمسماة عربية مع شعوبها في كل الميادين:
1- سياسيا:
أ‌- بأجهزتها السياسية المسماة أحزابا تقطع الطريق على الشعب لإنشاء مجتمعه المدني جمعيات ونقابات وتنظيمات مختلفة،وتنشئه هي بأفراد تعرف بمخابراتها أنهم أناس انتهازيزن قالون للبيع والشراء..يكون هذا المجتمع المسمى مدنيا في خدمتها دائما..في الانتخابات أساسا..
ب‌- تعطي الاعتماد لأحزاب تخترقها بمخابراتها وإغراءاتها المالية والمناصبية ، والجنسية حتى..توجهها كما تشاء،تصفها بالمعارِضة وتضع لها خطوطا حمراء لا تتجاوزها..أبرز تلك الخطوط أن لا تنزل إلى الشعوب لترفع من مستوى وعيها، وأن لا تعمل على تنظيمَها والدفع بها إلى النضال من أجل بناء دولها المدنية الديمقراطية الحقيقية لا الادعائية.. إنها ديمقراطية الواجهة كما يسميها أصحاب الرأي من المفكرين والسياسيين عادة
ت‌- تخضع كل المؤسسات لها وتتحكم فيها وفق ما يخدم مصالحها، بدء من المؤسسات التشريعية ( البرلمانات) إلى المؤسسات القضائية، مرورا بالمؤسسات الأمنية والإعلامية والإدارية، حيث لا وجود لما يسمى باستقلالية المؤسسات بالمرة..
ث‌- تقمع كل نضال فردي أو جماعي واع وتزج بأصحابه في السجون، حيث الإهانات والتعذيب النفسي والجسدي..
ج- تزور الانتخابات بمختلف أنواعها بالكيفية التي تضمن النتائج لصالحها..
2-اقتصاديا:
أ‌- تجعل هذه الأنظمة من نفسها وسيطا تجاريا بين ما تعتبره شعوبها وتلك القوى العظمى المهيمنة اقتصاديا وعسكريا على العالم، تبيعها ما تجود به الأرض من معادن ومحروقات وتستورد منها مختلف حاجات شعوبها الضرورية والكمالية..
ب‌- بمعنى آخر تجعل من اقتصادها اقتصادا ريعيا، وتحارب ما يسمى بالاقتصاد المنتج للثروة، إدراكا منها بان ذلك الاقتصاد سيقلص من مصالح الدول العظمى التي تحميها،والتي تبتزها بفعل تلك الحماية دائما وتفرض عليها شروطها، وتغضب عليها إذا خالفت أوامرها،من جهة، ويرفع من مستوى حياة الناس ويحررهم تدريجيا من الخضوع لها ، كما يدفع بهم إلى الأمل في بناء مستقبلهم الأرقى والأزهى، وهو ما يشكل خطرا على حكمها..ومن منطلق كل ذلك تحرص هذه الأنظمة على إبقاء اقتصادها ريعيا ،متخلفا وتابعا..
ت‌- تنشئ لها طبقات برجوازية ريعية تسميها رجال المال والأعمال..تتكون هذه الطبقات بأموال الخزائن العمومية لا بعرق الجبين..وتكون من أبناء وأقارب المسؤولين أساسا..تحرص أيضا على أن تدخلها عالم السياسة بعد أن كونتها على أساس الفساد..
3- اجتماعيا:
أ‌- تحرص تلك الأنظمة الحاكمة على نشر الفساد بشكل واسع،وفي كل الميادين والقطاعات، رشوة ومحسوبية وواسطة..إخضاع تطبيق القوانين لمصالح الأشخاص والجماعات المتنفذة ماليا وسياسا وقمعيا، وفي كل المجالات..جعل الوصول إلى المناصب والارتقاء فيها يتمان بطرق ملتوية لا علاقة لها بالكفاءة..اعتبار مختلف مناصب التسيير والمسؤولية مناصب ريعية أساسا..لا مراقبة، لا محاسبة ولا عقاب..
ب‌- العمل على ملء نفوس الناس باليأس بدل الأمل، وبالشعور بالعجز عن النضال من أجل المستقبل الأفضل ، وهو ما يدفع بهم إلى الهروب من واقعهم المؤلم إلى التدين المفرط، حيث يعوضون به حرمانهم من متع الدنيا التي يرون أبناء المتنفذين ماليا وسياسيا وقمعيا يتمتعون بها فيما محرومون منها، وذلك على أساس ان تدينهم المفرط ذاك سيجعلهم يضمنون التمتع في آخرتهم بما حرموا منه في دنياهم..غني عن القول أن تلك الحالة تجعلهم يستكينون لواقعهم ولا يفكرون في التنظيم والنضال من أجل تحسين أوضاعهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية..تجعلهم يكثرون من الأدعية والاتكالية واللامبالاة بدل التفكير والعمل..والعودة المستمرة إلى الماضي والأسلاف واعتبار ما قدموه من حلول لأزمات ومشاكل وقضايا واقعهم صالحة لأن تكون حلولا لمشاكل وأزمات وقضايا راهننا في هذا العالم العربي..وهكذا يصير ذلك التدين في خدمة تلك الأنظمة المستبدة..
ت‌- نشر المخدرات على نطاق واسع من أجل إفساد عقول الشباب، والتظاهر بمحاربتها لها..
ث- العمل على خلق صراعات وهمية حول قضايا هامشية تغطي على الصراعات الاجتماعية والسياسية الحقيقية، توظف لها كل الوسائل بما فيها المسجد لدفع الناس إلى تبنيها والتناحر من أجلها، وهو ما يؤدي إبى تقسيم المجتمع وفق قاعدة (فرق تسد)..
4- ثقافيا
أ‌- تستعمل تلك الأنظمة كل الوسائل لنشر الخوف في نفوس الناس..الخوف من الشرطة..من الدرك..العسكر..الإدارة..القضاء.. يساعدها في تعميق ذلك الخوف في النفوس أكثر رجال الدين الذين يكثرون من الحديث عن عذاب القبر وجهنم،ويحذرون من كل مخالف لآرائهم ، حيث هو زنديق أو ملحد او عميل يهدف إلى المساس بدينهم وعاداتهم وتقاليدهم..والتخويف أيضا من كل فكرحديث حيث هو عندهم بدعة ( وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار)..
ب‌- التركيز على تجهيل المجتمع باحتقار المتعلم والمثقف،حيث الارتقاء الاجتماعي لا يتم بالمعارف والكفاءات، بل يتم عادة بالطرق غير الشرعية كالرشوة والواسطة واستغلال النفوذ..إلخ..ومن ثمة الدفع بالناس إلى كره المطالعة وبالطلاب والتلاميذ إلى كره التعلم ، حيث يشعرون بانهم مرغمون عليه، بدل ان يكونوا محبين له..ومن هنا تأتي ظاهرة الغش التي تنتشر بشكل واسع في مختلف مدارس وجامعات الدول المسماة عربية..
ت‌- أدلجة المنظومات التربوية بالثوريات و الدين،هو ما يبعدها عن منظومات بناء الفرد الواعي ، المنطقي ،الموضوعي في تفكيره ،الهادئ والرزين والمالك للقدرة الفكرية على التأمل والبحث والتحليل والتفكير، بدل الانفعال والعجز الفكري اللذين يدفعان به إلى الاتهامات المجانية لمن يخالفه الرأي وممارسة حتى العنف اللفظي أو الجسدي ضده..
ث‌- نشر ثقافات الاستهلاك على نطاق واسع،واقعيا وإعلاميا مرئيا وسماعيا، حيث القصور الفخمة والسيارات الفخمة، وحيث أبناء المتنفذين والأغنياء يعيشون في الرفاهية والتبذير، الأمر الذي يزرع في النفوس حالة الحوص ( الأنانية المفرطة) والتمزق النفسي الرهيب،حيث أحلام الناس في امتلاك ما يرونه لاحد لها،فيما إمكانياتهم المالية محدودة جدا جدا..غني عن القول أيضا أن هذه الثقافة تؤدي حتما إلى انتشار مختلف الآفات الاجتماعية..
• خلاصة القول:
أ‌- هذه هي البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تسمح لأنظمة الفساد والاستبداد التي تحكم شعوب العالم المسمى عربيا بالبقاء في سدة الحكم ..
ب- هذه الأنظمة لا يمكن أن تكون إلا قطاع طرق تمنع الشعوب العربية من أن تسير إلى الأمام لتبني حاضرها ومستقبلها..
.



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا..بين الرأسمالية والتعداد البشري المهول
- عن حرية الإبداع ..عن مشاعر صائمي رمضان
- في معنى الأخلاق..كيف هي عندنا؟..كيف هي عندهم؟
- بيان مثقفين جزائريين
- عن مصالح الرعايا..عن مصالح المواطنين
- بين الدولة الدينية (الإسلامية) والدولة العلمانية
- الوانتوثريست*..البطالة والفساد الأخلاقي
- البنية ودلالات الأسماء في رواية-صخرة نيرموندا-
- عن معيقات الحداثة في عالمنا العربي الإسلامي
- بين الهند والجزائر
- أن ينتقِدوا، ذاك حقهم ..من واجبكم مجادلتهم والرد عليهم بالحس ...
- من المسؤول عما نحن فيه؟
- هذا ما يفعله مسؤولو ال تحت في شعوبنا العربية
- عن الإيديولوجيا..عن مخاطرها
- في معنى الأصالة
- عن ديمقراطية الشعر..عن لا ديمقراطيته
- عن القصيدة/ القبيلة العربية ومجتمع حاضرنا العربي
- مجتمعنا العربي وعالم الحداثة
- بين ثقافة الولاءات وثقافة الكفاءات
- مقبرة الحجارة


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطيب طهوري - أنظمة الحكم العربية خطر على شعوبها