أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - عن ديمقراطية الشعر..عن لا ديمقراطيته














المزيد.....

عن ديمقراطية الشعر..عن لا ديمقراطيته


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 5459 - 2017 / 3 / 13 - 12:41
المحور: الادب والفن
    


خواطر
1- إذا كانت ديمقراطية الرواية تبدو في كتابتها ، أي في تعددية أصواتها ، وفي في فتح كاتبها المجال واسعا لشخصياتها كيما تعبر عن نفسها بكل حرية، آراء وتصورات ومواقف، دون أي ضغط منه، ودون اي تحيز أيضا..
فإن د يمقراطية الشعر تبرز أساسا في قراءته..
النص الشعري الحقيقي نص ديمقراطي في الأساس، يتيح لنفسه تعددية قراءته، تعددية الرأي فيه، نقده، كشف أسراره وتناقضاته..إلخ..
2- النص الشعري الذي يقدم نفسه لقرائه بشكل مباشر خال من رجفة الحياة بما هي حركة مستمرة لا تتوقف إلا لتسير، ولا تختفي إلا لتظهر، ولا تمتلئ إلا لتخوى، ولا تخوى إلا لتمتلئ، بما هي بحث دائم عن الأجمل والأغنى من الأشياء والمعاني، وفي الأشياء والمعاني، وبما هي حرية لاحد ود لها في معانقة المجهول والغريب..إلخ، لا يمكن ان يكون إلا نصا لا ديمقراطيا..
3- معظم شعرنا العربي القديم، معظم شعرنا العربي الذي يحرص اليوم على تقليد ذلك القديم في مجمل القيم التي يدافع عنها ، والمواقف التي يتبناها ،والتصورات التي ينطلق منها، حتى وهو يعبر ،أحيانا، بأشكال تعبيرية جديدة، للأسف الشديد، هوشعر لا ديمقراطي، يعكس لا ديمقراطية المجتمع، لاديمقراطية الأسرة، لا ديمقراطية القبيلة، لا ديمقراطية السلطة بكل أشكالها وبمختلف مستوياتها، يرسخ ، في الأساس، قيمَ القديم أكثر، نظرةَ هذا القديم إلى الحياة، وإلى الآخرين، سواء كانوا منا عِرقا ولغة ووطنا، أوكانوا من غيرنا، نعني هنا ،اساسا، مجمل قيم الأسرة والقبيلة وهي ترتدي بحكم التاريخ ثياب الدين ، وثياب الذكورية أيضا، الثياب التي تحميها أكثر من رياح التغيير ومطره، وتجعل مجتمعها من ثمة يداوم على البقاء في عالم جفافه وشح مخيلته، وكسل عقله، وانتفاء إبداعه، فكرا وعلما وفنا، وحتى إنسانية..
4- النص الشعري الحقيقي الذي يخفق بوهج الحياة ، وينتمي إليها، والذي يعانق روح الإنسان فيه، بما هو كائن يحضن يومه بكل زخمه، ويحضن مستقبله بكل طموحه فيه، بكل أمله في عناق أخيه الإنسان، في إطار الحرية كشرط أساسي لوجوده، في إطار العدالة كضرورة لامتلائه بالحب،حب الحياة وحب الآخرين، في إطار وعي وجوده كنوع يعيش مع الكثير من الأنواع الحية الآخرى على هذه الأرض، ووعي أنه الأرقاها عقلا وقدرة على التحكم في عالم الطبيعة، وإخضاعها لإرادته وإحداث التغيير فيها بما يشبع حاجاته المتجددة والمتنوعة باستمرار، ومن ثمة العمل على الحفاظ على توازنها وتوازنه فيها، بما يحافظ على وجوده وبقائه، ووجود وبقاء مختلف الأنواع الحية الأخرى..إلخ، هو نص شعري صراعي، مع الذات ، من جهة، ومع المجتمع، من جهة أخرى..مع الذات باعتبارها وجودا فرديا واجتماعيا في نفس الآن، فرديا بعالمه اللاشعوري، عالم الكبت والحرمان الذي يفرضه المجتمع بقيمه التقليدية التي يحرص على الحفاظ عليها وفرضها على أفراده، واتهام كل من يخالفها سلوكا او انتقادا بالخيانة، بالزندقة، بالمس بوحدة المجتمع الثقافية، بنشر الرذيلة فيه، بخدمة قيم مستوردة تمس بأصالته ، وبدينه أساسا..إلخ ..ومع المجتمع بما هو مجتمع ذكوري استبدادي في الأساس، يوظف قيم الذكورية المتوارثة عبر العصور، ومن ثمة قيم القبيلة التي تصر على البقاء رغم كل التغيرات الشكلية الحداثية التي عرفناها في حاضرنا ، ورغم كل منتجات حداثة الاخرين التي نستفيد منها ونستعملها في شتى مجالات حياتنا، كما يوظف الدين كمقدس لترسيخ تلك القيم أكثر، بدعوى أن الدين هو مالك الحقيقة المطلقة وهو الأرقى من كل النظريات الاجتماعية التي وصل إليها بشر اليوم بعد صراع مرير خاضوه وخاضه أسلافهم مع أنفسهم ومع الطبيعة وأشيائها وأحيائها..بدعوى ان هذا الدين هو دين العالمين كلهم ، وانه الدين الذي سينقذ البشرية من ظلالها..إلخ..هذا النص هو – بالتأكيد- النص الشعري الديمقراطي، لأن أصحابه يؤمنون بحتيمة التعايش بين المختلفين، ويقدسون الحرية ويدعون إلى العدالة، من جهة، ولأنه يتقدم إلى قرائه كعالم مفتوح لهم ،من جهة أخرى،ليملأوه بأنفسهم، بآلامهم وآمالهم، بأحلامهم ووقائع حياتهم، ويعددون بذلك قراءته ،غوصا في أسراره وامتزاجا بروحه، وعملا على الدخول في عوالمه وتذوق جماله.. هذا الشعر، للألم الشديد، يجد الكثير من الرفض الاجتماعي القرائي له،ليعيش شبه عزلة ،بعيدا عن الناس الذين كتب أصلا من أجلهم ، ليغير من نظرتهم إلى الحياة بما يجعلها نظرة حية لا ميتة، وليجعلهم أكثر شعورا بها وتذوقا لجمالها،وأكثر قدرة على التفكير فيها، والتفاعل معها، بدل الحال الآسنة التي صاروا عليها..
5- يتناسى المجتمع ،بحكم هيمنة رجال الدين على ذهنيات ومشاعر أفراده، وهيمنة سلوك الاستبداد الذكوري والريعية على سلوكهم وعلاقاتهم الاجتماعية بدء من الأسرة وانتهاء بالسلطة السياسية، أن الحياة في شتى مكوناتها متحركة متغيرة مليئة بالمختلفين ،مليئة أيضا بالتنافس والصراع..
في استكانته لحاله تلك، لا يستفيد مما يحدث في واقعه المحلي والإقليمي والدولي ،لا ينفتح على ثقافات المجتمعات الأخرى باعتبارها ( تلك الثقافات) تجارب تغني الذات وتوسع من مداركها للحياة وتجعلها أكثروعيا بما يحدث فيها،لايدرك أن الحياة بطبيعتها هكذا، وإلا فلا معنى لها بالمرة، ومن منطلق ذلك التناسي الذي يعكس بشكل آو بآخر مدى العجز عن مجاراة الآخرين فيما يبدعونه ويقدمونه للبشرية،ومدى اليأس المطبق من إمكانية التغيير نحو الأفضل، يتعامل مع ثقافته فيغلق الأبواب والنوافذ عليها، ظنا منه انه يحميها،وفي مجال الشعر يعمل على ترسيخ ما هو تقليدي منه، ومحاربة ما هو نقيض ذلك التقليد، ما هو مغاير له، ظنا منه أيضا انه يحافظ على ما يسميه أصالته الشعرية..
أعجبنيعرض مزيد من التفاعلاتتعليق



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن القصيدة/ القبيلة العربية ومجتمع حاضرنا العربي
- مجتمعنا العربي وعالم الحداثة
- بين ثقافة الولاءات وثقافة الكفاءات
- مقبرة الحجارة
- هنا، لا أمام لي
- من آخرته عاد أبي
- عن الحب..عن القبائل الأمازيغ في الجزائر
- الإسلاميون والخوف
- رمالا تعوي ريح ُ عباد*
- لنبني حدائق ثقافية لأطفالنا
- العرب المسلمون يعيشون مخياليا في الماضي
- بين تقدم الغرب وتخلفنا..الأسباب أساسا
- تأملات فيسبوكية
- لماذا نحن لا ننتحر..لماذا هم ينتحرون؟
- الأقوياء المتنفذون وحدهم من يخدمهم الدين في الواقع
- لا خروج لنا من تخلفنا إلا بانفتاحنا على الحياة وتفاعلنا مع ب ...
- من المستفيد من دروس التربية الإسلامية في مدارسنا؟
- لماذا لم يتحرر المسلمون من استبدادهم ؟
- عالمنا العربي يتردى أكثر..ماذا نحن فاعلون؟
- عطشي الأرض..وأمطار يديك النار


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - عن ديمقراطية الشعر..عن لا ديمقراطيته