أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - عن القصيدة/ القبيلة العربية ومجتمع حاضرنا العربي














المزيد.....

عن القصيدة/ القبيلة العربية ومجتمع حاضرنا العربي


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 5455 - 2017 / 3 / 9 - 15:38
المحور: الادب والفن
    


خواطر
1- بحكم شح طبيعة الصحراء كان الترحال القبلي بحثا عن اماكن الماء والكلإ..ولأن أماكن الماء والكلإ محدودة – بحكم الطبيعة الصحراوية – كان الصراع القبلي الذي كثيرا ما يؤدي إلى الحروب..في وضع كهذا عملت كل قبيلة على المحافظة على وحدتها، غذ في تلك الوحدة تكمن بعض قوتها..من هنا كان عملها على رفض الخروج عنها،أي رفض خروج بعض أفرادها عن قيمها وعاداتها وما يحفظ لها وحدتها..تعتبر ذلك الخروج عملا يمكنه ان يقوض وحدتها..
انعكست حياة القبيلة الترحالية في القصيدة العربية ما قبل الإسلام في تعدد أغراضها.. انعكست بنيتها السكنية في احتوائها ( القصيدة) ، كما القبيلة، على مجموعة أبيات متشابهة، كل بيت ينتهي بنفس قافية البيت الذي يسبقه والبيت الذي يليه..كل قافية تنتهي بحرف روي ( م..د..ل..إلخ) ، وحيث كل خروج عن تلك القافية ورويها في القصيدة الواحدة يعتبر مسا ببنية القصيدة ، تماما كما تعتبر القبيلة كل خروج عنها هو عمل على إضعافها وضعضعة وحدتها..في الحالتين كان رفض الخروج..
حالة القبيلة تلك وحالة القصيدة المعبرة عنها فرضتهما ظروف البيئة طبيعة ومجتمعا..
يحس قارئ القصيدة العربية العمودية بالشكل الذي نعرفه وهو ينهي قراءة كل بيت بحرف الروي الذي يشبه حرف روي ما قبله ومابعده بأن ذلك الحرف حائط ،ما إن يصل إليه مجرى البيت حتى يرتد على عقبه ليعيد هجومه من جديد، دون جدوى..يحس كأن الأبيات الشعرية في القصيدة الواحدة امواج تمارس فعل المد والجزر مصطدمة بصخور الشاطئ التي تعيدها من حيث أتت، وتقضي من ثمة على اندفاعتها..يحس بتواصل تكرارها غير المجدي..الحال تبقى على حالها..
التكرار المتشابه هو نفسه حياة القبيلة المتشابهة في يومياتها، حيث نفس مظاهر الحياة سكنا وترحالا ..
2- كل القبائل كانت متشابهة ( في أغلبها)..علاقاتها تفرضها ظروف الواقع..تتصارع وتتحارب أحيانا..يتحالف بعضها أحيانا..تعيش في إطار السلم فيما بينها أحيانا أخرى..الحذر من بعضها البعض كان دائما متيقظا..كل قبيلة ، مهما كانت علاقتها بالقبيلة/ القبائل الأخرى تعمل على تقوية نفسها والمحافظة على وحدتها، وإلا كانت لقمة سائغة لغيرها من القبائل الأخرى..
3- حفاظ القبيلة على وحدتها جعلتها ، وبحكم قساوة حياتها أميل إلى أن تعيش نوعا من الخضوع لإرادة أقويائها من السادة والحكماء/ شيوخ القبيلة المحافظين بطبيعة أعمارهم ومصالحهم ومصالح قبيلته تلك ..من هنا كانت لغة الحوار بشكلها المفتوح على مصراعيه ولكل أبناء القبيلة ضعيفة جدا..لم تكن المرأة ، خاصة، تشارك في الحوار، إلا نادرا جدا..كان الحوار فعل الذكور..الحرب كانت أيضا فعل الذكور..الحراسة، البحث عن أماكن الماء والكلإ ، الفروسية..إلخ كانت فعل الذكور..من هنا كان شبه اختفاء تعددية الرأي وتصور الحياة والموقف منها ومن مختلف قضاياها المحدودة..من هنا ايضا كانت القصيدة مقيدة بوزنها وقافيتها ، وحتى موضوعاتها( نسبيا)..مبدعوها كانوا في أغلبيتهم الساحقة شعراء لا شاعرات..حتى اليوم ، نلاحظ أن الذين يميلون إلى البقاء في عالم الشكل الشعري التقليدي في أغلبهم ذكور..اللواتي يكتبن الشعر يملن في أغلبهن إلى قصيدة النثر..قليلات هن الباقيات في عالم تقليد القصيدة العمودية، وهن في أغلبيتهن متدينات ، ومن مجتمع الخليج أساسا..
4- من منطلق ما تقدم عن القصيدة/ القبيلة العربية ما قبل الإسلام..ما الذي يجعل معظم فئاتنا الاجتماعية العربية اليوم تميل إلى التفاعل مع القصيدة العربية القديمة، أو التي تكتب اليوم على شاكلتها ؟..ما الذي يجعل الكثير من شعراء اليوم يكتبون القصيدة العمودية؟..
بالتأكيد، هناك مجموعة عوامل سياسية واجتماعية وثقافية..سياسيا واجتماعيا ما يزال مجتمعنا العربي يعيش في إطار الاستبداد بدء من الأسرة وانتهاء بالسلطة السياسية، مرورا بالمدرسة والمؤسسة..ما يزال مجتمعا ذكوريا يحرص على بقاء هيمنة العقلية والممارسة الذكورية على المجتمع..ثقافيا، لم ندخل بعد عالم الحداثة ، بما تعنيه من فتح المجال واسعا لتعدد الآراء وتفاعلها مع بعضها بشكل ديمقراطي يتبنى النسبية ويبتعد عن التقديس وادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة..بما تعنيه من تعدد مشاريع اجتماعية ومجتمع مدني..بما تعنيه من تعايش سلمي بين أصحاب مختلف المعتقدات، وفي إطار القانون الذي يتساوون جميعا امامه.. ما نزال مجتمعا متدينا بشكل كبير، يلعب رجال الدين فيه دور شيوخ القبيلة قديما رأيا وتوجيها وتحديد طرق عيش على الناس ، وشحن نفوسهم برفض الآخرين المختلفين، سوء كانوا من جنسنا أو من غير جنسنا..ما تزال منظوماتنا التربوية تدرس بالطرق التقليدية عموما، يلعب الدين فيها دورا كبيرا، كفاعل ضاغط..لا ننسى أيضا عشرات آلاف المساجد التي تغيب عقول الناس عن فعل التفكير في الوجود الدنيوي ، وتدفع بهم إلى الارتباط مخيلة ومشاعر بعالم الآخرة أكثر..
بمعنى آخر، ما نزال مجتمعات تقليدية أكثرعاطفية وأضعف عقلانية،، حتى ونحن نستعمل في حياتنا العملية اليومية مختلف منتجات الحداثة ، وهي المنتجات التي أغرقتنا بأشهارها المغري عبر مختلف وسائل الإعلام المرئية وعبر الشارع الاجتماعي فيما يسمى بثقافة الاستهلاك الشكلية التي لعبت هي الأخرى دورها في تغريبنا عن حداثة عصرنا عقلا وسلوكا ..



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمعنا العربي وعالم الحداثة
- بين ثقافة الولاءات وثقافة الكفاءات
- مقبرة الحجارة
- هنا، لا أمام لي
- من آخرته عاد أبي
- عن الحب..عن القبائل الأمازيغ في الجزائر
- الإسلاميون والخوف
- رمالا تعوي ريح ُ عباد*
- لنبني حدائق ثقافية لأطفالنا
- العرب المسلمون يعيشون مخياليا في الماضي
- بين تقدم الغرب وتخلفنا..الأسباب أساسا
- تأملات فيسبوكية
- لماذا نحن لا ننتحر..لماذا هم ينتحرون؟
- الأقوياء المتنفذون وحدهم من يخدمهم الدين في الواقع
- لا خروج لنا من تخلفنا إلا بانفتاحنا على الحياة وتفاعلنا مع ب ...
- من المستفيد من دروس التربية الإسلامية في مدارسنا؟
- لماذا لم يتحرر المسلمون من استبدادهم ؟
- عالمنا العربي يتردى أكثر..ماذا نحن فاعلون؟
- عطشي الأرض..وأمطار يديك النار
- شيء من العشب..أو ..من دمي


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - عن القصيدة/ القبيلة العربية ومجتمع حاضرنا العربي