أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - شيء من العشب..أو ..من دمي















المزيد.....



شيء من العشب..أو ..من دمي


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 5108 - 2016 / 3 / 19 - 18:37
المحور: الادب والفن
    


مجموعة شعرية

بيت قديم .. ودم

جنب بيت قديم جلسنا..
على سطح صخرته المارقه..
الأكف على الركب الواهنه..
والكلام على نبضنا..
هامسين بدأنا افتتاح البعيد الذي مامضى..
قال أحمد شيئا من العشب..
ثالثنا مد أصبعه في الفضاء..
لم أكن قد فتحت نوافذ صمتي هنا حين مرت سواعدهم خلفنا..
صخب الضحكات..
بذيء الكلام..
الصلابة والغلظة الهمجيةُ..
والأرض دارت بنا..
ادخلوا .. قال..
جزت هراواتهم مشينا..
ودخلنا..
حجرة واحده..
الشقوق تعانق أوجاعنا..
والتراب الندَى..
كان في الرف ريش عصافيرَ..
في الركن أفعى، وذيل لفأر يوسع أوداجها..
على الأرض أيضا بقايا حمام ..
وبعض الصدى..
الشباب يمر..
النساء، الرجال..
الشيوخ، العجائز حتى..
قوافل من صخب مالحٍ حولنا..
كراة تمرُّ..
رؤوس تمرُّ..
ونحن هنا..
……………………….
…………………………..
من يمين البناية جاءوا..
أشعلوا ظلنا..
اخرُجوا.. قال..
ركلا خرجنا..
الرؤوس شواهد أسمائنا..
والخطى.. هاربه..
كنت آخرَهم..
الغمام على جسدي..
وعلى بقع من دم الأنف كفي المدى..
ـ أنت عد.. صاح..
م ر ت ع ش ا.. عدت..
لافوقَ.. لاتحتَ..
لاخلفَ.. لا..
قبضة من حديد على الصدرِ..
كفا صديدٍ..
وثلج على ركبتيَّ يتيهْ..
ـ اسمك الآن؟.. قال..
ـ طيبا.. قلت..
ـ أمس..؟
ـ ط ي ب ا.. طيبا..!!
حشيش..إذن..؟!.. (أخرج اليد من جيبه)..
قبضة من سياط على كتفيّ..
رفيقاي لهث بعيدٌ..
بعيدٌ..
وجسمي.. هنا .. آخر العربه..
طيبا.. قلتُ..
أمس.. غدا..
كنت.. وحدي.. هناك.. حشيش..
رفيقاي.. أيضا..
وهذي الحجارة تنشرني غيمة..
من..
دماء.
سطيف: 30/12/2006



أصولية


أكتب الأرض سابحة في فضاء المدارْ..
جسدا يتضور جوعا..
وعطشى .. على حجر من غبارْ..
أكتب الألف الحرب قائمةٌ..
وللام أرسم ضفدعةً..
أو..
غرابا يمد سواد انتصاراته في الجدارْ..
أكتب الراء راحلة في ظلام الفصول التي غرَّبت قدمي ..
أكتب الضاد ضائعة في دمي..
ورمال القفارْ..
+++
تأصولت الأرضُ..
لم يبق من وتر للأغاني هنا..
أو..
...هناك..
وراح بعيدا.. بعيدا..
وميض القطارْ.

+++

الطيور التي هاجرت نخلنا..
أتذكر ـ ما زلت ـ ألوانها القزحيةَ..
أصواتها.. وصداها..
أتذكر أعشاشها .. وبهاها..
الطيور التي غادرتنا..
تركت ظلها للحجارةِ..
أيضا لهذا الفحيح الذي يتجدد في رملنا..
وأيضا لأقدامنا.. ومداها..
.................................
................................
الطيور اختفت..
لا عشبَ..
لا غيمَ فينا..
وحدها الأرض ناعقةًً..
ولا شجرا يحتوي ريحها .. وسماها.
+++
... فقط ، عورة جسدكْ..
يتها المرأة الساحليةُ..
شعرك نارٌ..
وخصرك نارْ..
وابتسامتك البابلية مكر وعارْ..
جففي نهدكِ الآنَ..
ساقاك رمِّي امتلاءهما بالحديدِ..
انطوي في لباس وحيدٍ..
كما الأخرياتِ..
انطوي في البعيدِ..
يد الله كف الجماعةِ..
والكف صوت الإلهِ..
انطوي..
لا ماءَ غيرُ الأبدِ..
ولا عيبَ غيرُ الجسدْ..
يتها المرأة الـ ..
جففي نهدك الآن أكثر، أكثرِ..
إن خطوك يمنى الطريقِ..
وخطو الرجال اليسارْ..
هو ذاك الذي يبتغيه الصمدْ..
......................................
...................................
الطيور انتفتْ..
والمياه اختفتْ..
ولم يبق من شجر الأرضِ..
من غيمها ها هناك.. هنا..
غير هذا العماءِ يلف البلدْ.

سطيف: 24/12/2008


مرايا الصمت


ميتا.. كنتُ..
لكنني لا أرى جثتي.. وأرى المحبره..
أكتب الصمتَ.. هذا الهباءَ..
المرايا التي تتجدد في الظل..
ذاتي.. وتلك الطفولةَ إذ صرت وحدي.. بعيدا..
وخاتمةَ الشعراء..
أكتب الرمل.. أفعى يديَّ..
أجرجر هذا الحصى في اتجاه الشمال..
أرى شجر النهر غيما..
أعاليَ أمكنتي في الصهيل المفتت..
تلك الصخورَ التي في العميق.. أرى..
وأزف الطريق إليَّ..
إلى ألف المنحنى..
لكنني لا أرى قدميَّ..
أرى العنبره..
وأرى من بعيد.. قوافل عمري..
ونفطا يغطي دم الأرض بيَ..
وطائرة تعبر البرقَ..
تسحب كفي.. إلى المنتهى..
وهناك...................................أرى المزبره
....................................................
......................................................
كيف لي أن أسيرَ..
وتلك المتاهات شوكٌ..
ورجل.. هنا..
أو..
...............................................هناكَ العراء الذي يستديمُ..
وساق الصهيل دم..وعويلٌ..
على الرجم كفي.. بعيدا.. هنالك.. أو..
مجبره..
.........................................................
.........................................................
ميتا.. صرتُ..
لكنني لا أرى ساعديَّ..
ووحدي بطيئا.. بعيدا.. أرى جثتي..
وغروب الفصول أرى..
وأرى تربتي..
وحجارتها المقبره..
.............................................................
.............................................................
سلاما عليَّ إذن..
إلى سابع الأرض أغدو..
أصير الزلازلَ..
رجتها في العميق..
وأشتق من صهد العمر ـ ذاك الذي خنتهُ ـ خطوتين:
لعينيك شمسا..
وقحطا لهذا الحنين الذي يتدفأ بي..
ثم أعدو إلى الأرض أسفل.. أسفلَ..
حتى شهيق الـــ ...
زفيرْ.

ميتا.. سرتُ..
لكنني.. لا أرى وجهتي..
لا فَراشَ هنا..
لا حِرابْ..
ناوليني إذن جسدي..
ثم..هذا البياض الذي كنتني..
ناوليني الضبابْ..
علَّ روحي تئنُّ..
وريحَ يديك اللتين تشقق ظلهما في يديَّ..
تكون الجواب البصيرْ
سطيف: 24/03/2007







خلفي دماء..وسيفي المدى


بعيدا.. هناكَ..
تقول الشواهق لي: أيها المتدثر بالصمتِ..
هبّا.. ابتعدْ
... واصعدُ..
هذي الشواهق لي..
والصخور التي في الأعالي الطريقْ
+++
تتدحرج أسفل..
أسفلْ..
أقوِّس ظهري.. وأحملها الصخرةَ العاتيه..
قي الطريق الرمالُ..
تغوص الخطى..
عطش مالحٌ..
ويدان إلى السفحِ يمتد ظل أصابعهما..
ومدًى .. ضيقٌ..
وعميقٌ..
عميقْ
+++
أتدحرجُ..
خلفي الصخورُ..
ورأسي على الأرض جاثيةٌ..
والصدى يتناثر حولي..
هنا..
وهناكَ.. هناكَ..
قريبا من السهوِ..
أبعدَ من جسدي..
ولا ماءَ .. لا ظلَّ.. لا..
وحيدا.. أبعثر كفَّيَّ..
صدري دماءٌ..
وظهري.. لهبْ..
وساقايَ..
هذا الضباب.. هنا..
تعب لافحٌ..
وحريقٌ..
حريقْ
+++
في سماء الأهلةِ..
أو.. في العمود الصليبْ..
في النجوم التي تتسادسُ..
في الوثن البابليِّ..
وفي البقره..
أتجددُ..
أو .. أتعددُ..
خلفي .. دماءٌ..
وسيفي المدى..
تتناسل من حمإي المعجزات التي .. سأرى:
قمر البدءِ كهفٌ..
صهيل الخيول التي رافقت جسدي حجرٌ..
والطريق التي ما مشيت العَداء..
كف أمي.. نحيبٌ..
وهذي الفيافي الصدى
+++
كيف أبدأ ما كنتُ..
أو.. ما أكونْ..؟
كيف أفتح باب الحداثة في ظلمتي! ..
وترا للأغاني العيونْ..؟
كيف أمنح ساقيَ أخضرها الساحليَ.. هنا..؟
كيف أبدأني..
وتلك الشواهق وكر الجنون..؟
+++
عنقي وردةٌ..
ويدي تتمدد أفعى..
وضلعي الصراصيرُ..
شاهدة الأرض هذا الغبار السكونْ.

سطيف: 23/03/2008









كفك دالية الوقت
إلى سمير رايس
ذكرى جلسة صيفية بونية حميمية



على الصمت بنات يرقصنَ..
حمامات يفْتحن شمال الأرضِ..
على الغيم الآيس كْريمَ..
وكنتَ قريبا من بحر جنوبكَ..
رملك آية هذا الماءِ..
وسعف نخيلك موجك في هذا العمر الهاربِ..
كانت كفك داليةَ الوقتِ..
وشرقا كانت بجعاتٌ..
غجر،أمطارْ
+++
كان العقاد على وجه السبورةِ ملحا.. وأحبه..
خلفك كانت همسات ..أو ..
لمزات ..أو..
مبتسما رصَّعت اللحظةَ..
مبتسما عدتَ..
فتََحت نوافذ ذاك الأمسِ..
قرأت النواسيَ ، جميلا..
جبران , رفاعيةَ، غرمولَ..
ورتبت الأسماء الأخرى:
شكلت حميدا، يوسف شقَّرتَ وأحمدَ،
فوغاليَ ، جوادي..
طيبَ أيضا..
وسكتَّ..
وضعت السيف على البحرِ..
وناديت النصر، نشرت بعيد الصمت الغامرِِ..
لملمت سهاد الكلمات/ الأقمارْ
+++
تجربة تلك الأكواخ أم الموضه؟
ـ (كان الأندريولي في القلب)..خجلتُ ، أجبتُ: الموضه
خلفك كانت سنوات الأرض صهيلا للرأس المقطوعةِ
فجًّا للقدم المبتورةِ
كهفا لدمي..
ورمادا للموج.. وأصداء
... (مات الأندريولي)..
نهضت أحجار الصمت صفيحا يملأ هذا الأفْق دماء
كنتَ وحيدا.. تبكي..
كنتُ وحيدا.. أبكي..
عمَّار هناكَ..
الطاهر أيضا..
قبلهما عبد اللهِ..
وكفك شاهدة الوتر/الأشجارْ
+++
مرت سنواتٌ..
مرت غيمات أخرى..
شرفاتٌ..
وغبارْ..
مر الليل قليلا..
فتَّحتَ نوافذ كفيك خيولا للأزرقِ..
كان الشاهد غصنا..
والعشب مدى..
وزعتَ حنين جهاتك نهرا..
كان الصاعد قمحا..
والأرض ندى..
ناديت غزال الوقتِ..
الأسماكَ..
البطَّ..
إوزَّ الفجرِ الصاخبِ..
صفَّقت ، ضحكت طويلا..
عانقت الموجَ..
سفوح الأعلى..
ورميت.. رأيتَ:
تمر الأرضُ..
يمر البحرُ..
تمر بنات الصمتِ..
حمامات المرجِِ..
.
.
.
... تمر الأعمارْ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأندريولي : حي شعبي (فوضوي) في مدينة سطيف ،أنشئ إبان العهد الاستعماري ،سكنته عشرين سنة وأحببت أناسه الطيبين بعمق..
هدم الحي منذ سنوات قليلة وأبعد سكانه جماعات جماعات عن بعضهم البعض.







كناباستcnapest
إلى كل الذين ناضلوا ويناضلون من أجل استعادة كرامة المربي في جزائرنا التي خوصصها السلطويون بقوانينهم الجائرة






مري..يتها الظلماء المرة..مري..
في الأفْق "نوارٌ"..
"زرقةُ" بحر يتلألأ..
بركان من رحم الآتي..
"طِيبُ" رياح تزحف من شرق الأرض إلى الغربِ..
شمالا وجنوبا..
مشبعة بصهيل الرفضِ..
تغامر في الأعمق: كنْ..
كنا cnapest ..
كن..
كان "ابن رشيق" "قائد" أشرعتي..
"قروي"َ الأفجارِ..
سعيدا..

"مزيانٌ" هذا العالمُ..
لا خوف الآنَ..
ولا خوفَ غدا..
رُفعتْ أقلام البرج إلى الأعلى..
لا "أويحيى"..
لا "بن بوزيد"ٍ..لا..
سقطت أقنعة الزيف الآن:
فلا "لوحَ" ولا "جبار"َ ولا" إيدارَ" يكسِّرنا..
نحن الفولاذ هنا..
نتحدى كل قرارات القمعِ..
هراوات السلطةِ..
... ارفع رأسك يا أستاذُ.. بهيا..
كن..
كنا CNAPEST ..
نتجذر في الأرض.. هنا..
نزرع أحلام الفرحة أشجارا حبلى بثمار خطانا..
نحو الآتي..
نبني بيت الوحدة حجرا..
حجرا..
" عبدالوهاب" يوجهنا..
يرقصُ..
يحرق كل قيود الماضي..
لا صمت الآنَ..
ولا صمت غدا..

مري.. يتها الطلماء المرة.. مري..
ما كنا سراقا..لا..
لسنا أبناءَ كهوف الليلِ..
ولسنا من هرَّب أموال الشعبِ..
ومزق رايتهُ..
لا أحكامُ الجور تغربنا..
لا سوطُ الرهبة يُفزعنا..
لا خوفَ الآن..
ولا صمتَ غدا..
وحَّدنا الخطوةَ/ كل أيادينا اجتمعتْ..
أدركْنا العمرَ.. رحيلا..
قرنًا آخر من آيات الزحف إلى الأعماقِ..
بعيدا..
نتحدى..
نتجذر في الأرضِ..هنا..
قلنا: كن..
كنا CNAPEST ..
"مزيانٌ" هذا العالمُ..
ثلجٌ..
أمطارٌ دافقةٌ..
"نوار"ٌ يملأ هذا الأفْق بهاء..
ما أجملها زرقةَ هذا البحرِ..
وما أروع وحدتَنا..
ارفع رأسك يا أستاذُ.. بهيا..
كل عصافير الكون تغنيكَ..
خطاك ابتدأت رجتَها..

قلنا: CNAPEST ..
كنا..
الأوس/ الخزرج منا..
مري.. يتها الظلماء المرة .. مري..
فالفجر قريبٌ..
والأرض.. عطاء..
نحن الفولاذ هنا..
نتحدى كل قرارات القمعِ..
هراوات السلطةِ..
نتحدى..
و.. (نواصلُ..
حتى..
نصلَ).





ماصار.. ما سيصير



يقول الإله البعيد هنا:
هذه الأرض ظلي..
و السماء التي في الأعالي جناحايَ..
تلك الكواكب ريشي..
وهذي المياه كلامي الذي سيكون.
+++
تصيح الشياطين:
نحن بنوكَ..
وآدميوك بنوكْ..
إننا إخوة.. يا أبانا..
فلماذا مياهك ضوء الغمامْ..؟
أيها المتعالي.. هناك.. هنا..
لماذا رمالك نارٌ..
وصخرٌ صداكْ..؟
إننا إخوة.. يا أبانا..
فأنا تكون .. عليك السلام إذن..
وعلينا غمامك..حيث نكون.
+++ّ
يقول الإله القريب هناكَ:
جلست على العرشِ..
رجلاي في الماءِ..
يمناي ريحٌ..ويسراي هذا الترابَ..
رأيت النعاج على السفحِ..
قلت أُخَوفُها .. وضحكتُ..
خلقت الذئابَ
رأيت العباد فرادى.. وجمعا..
خفيفا زهت ضفتي..
مال ظلي إلى العمقِ..
أيضا.. ضحكتُ..
خلقت الأبالس.. هذا الذبابْ..
ثم.. بعدا..خلقت التزاوجَ:
ليلا/نهارا..
وفقرا/غنى..
ملأًى/قفارا..
ويأسا/منى..
وقابيل/هابيل أيضا..
خلقت الولادة، هذا الفضاء/الفناء..
كان ظلي يغوص بعيدا..ثلوجا تراكم أحجارها..
وكان النعاس ارتعاش يديَ..
نفخت..تطاير ماء المحيطاتِ..
رعدا ونارْ..
كان صمتي شموسا تلألئ أسفارها..
وكان المدى ركبتَيَ..
فتحت الأصابعَ.. كان البذارْ..
لا موت إلا حياةٌ..
ولا صوت إلا صدى...
+++
تقول الشياطين في الأرضِ:
يا أيها المتعالي..هناك.. هنا..
خلقتَ الملائكة الطاهرينَ..
خلقتَ الشياطينَ..
لا خيرَ إلا وشر يرافقهُ..
ولا بُعدَ إلا قريبٌ..
ولا جسم إلا هباء..
لا سواك هناكَ..
لماذا وعيدك نارٌ..
وريحٌ صداكَ..؟
لماذا.. ونحن بنوكَ..
مشيئتك الأزليةُ..
سوط يديكَ..؟
لماذا السعير؟
+++
يقول الإله السماويُ:
لم أخلق الكون ذا عبثا..
(( لا شرَّ إلا وخير يرافقهُ))
ولا أمل يرتجى دون يأسٍ..
وكل كبير صغيرٌ..
هنا الفتحُ..
أيضا.. هنا الغلْقُ بَعدا..
وأيضا..هنالك جمر وعشب، محارْ..
وكما الظبي والفهدُ..
والقرب والبعدُ..
قبلا خلقت النياق ، كسوت البعيرَ..
وليس يشاء سوى ما أشاء..
سأدعو الجميع إليَ..
وأنظر ما سيصيرْ.
سطيف: 23/12/2008






دم العائـــــــد



على الأرض مر.. هنا..
قال للريح: كفي خذيها..
قال للبحر: صدري شراع سفينكَ..
وسده موجكَ..
للرمل قال: سعيدا مساؤكَ..
للصخرأيضا: سلاما، سلاما..
ثم شمر عن ساعديه، امتطى ريحهُ..
ومضى في الغيابْ.
+++
كان في الغابة الخائفه
غجرا.. وضبابْ..
ورقا مثقلا بالترابْ
بين رجليه مرت ثعابين هاربةٌ..
وأفاعيُ ..
مرت جنادبُ..
أيضا..حشائش من وجل الأرضِ..
بعض اليرابيعِ..
أعلى، تناثر سرب العصافيرِ..
كل الجهات مضت.. في السرابْ.
+++
كانت النار من جهة في الجنوب ..
شمالا رأى خنجر الوقتِ..
في الظهرِ..
تحتا تناسل جمرا..
وفوقا تمدد غيم الذبابْ.
+++
بعد لأي ترجل خطوتهُ..
مد ساقيهِ، ثنى على الصدر كفيهِ..
بعض التغاريد أيقظن جثتهُ..
انتشرت في المدى زفرات البعيدِ.. بكى..
كان طفلا ..
تموء العجول، يوسدها شمس أيامهِ..
وتصيح الديوك ، يثرثر قمحا لها..
والنعاج تبأبئ ، ينشر ظل الحشيش على صوفها..
كان طفلا سعيدا، سعيدا..
.................................
.....................................
فجأة ، مد ليل التجاعيد حنظلهُ:
ماتت الأرض في بردها..
أمه فارقت كوخهم للترابِ..
أبوه مشى جهة العمقِ حيث البنادقُ..
لم يبق من وتر في الخطى غير هذا الأنين يشد انكساراتهِ..
لم يبق من حائط يتوكأه غير ذاك الصدى.. في الذهابْ
+++
كان طفلا..
رأى الأرض راحلةً..
والنساء ،الرجال، الشيوخ، العجائزَ أيضا رأى..
كل شيء وراء..
كان خلف الحدودِ..
بنى خيمةً، إذ بنى الإخوة الآخرونَ..
رمى حجرا ورمى الآخرون..
بكى وبكى الأخرون
وضم الجميع المفاتيحَ..
رصع كل جميل أصابعه بالدماء..
ثم أيضا تمدد ظلا طويلا، طويلا..
تناسل حُمَّى.. هناكَ..
رأى البحر دائرة في اتساعٍ.. هناكَ..
الرمال رأى دمعها..
زبد البحر شاهد أوجاعهُ..
والطيور تَسلق أحزانها.. ومضى..
نصف قرن مضى..
وأكثر.. أكثرَ..
عانق فيه الغيابْ.
+++
كان أكبر من عمره.. ومداهْ..
مرت الطائرات على جرحهِ..
مرت الشاحنات بأسمائها ..
والعناقيد القنابلُ..
روث الجمال القبائلُ..
حتى الصدى مرَّ..
صهْد الجنازيرِ مرَّ..
كما مرت الكاسحاتُ..
الصواريخ أيضا..
ولم يبق من شجر يترصد أوراقهُ..
لم يبق من وهج الحقل ذاك الندى غير هذا الإيابْ
+++
كان طفلا بعيدا.. بعيدا..
على كتفيه الدماءُ..
على الدم كفاه، أغصانه المورقات بصوت الدليلِ..
على الغصن آية أحجاره وبهاهُ..
على الورق المترجَل غيمتُه ورؤاهُ..
على الغيم زعترهُ/ ضلعهُ..
على الزعتر البلديِ مداهْ..
..................................
..........................................
كان طفلا قريبا..غريبا..
دما شجريا.. مرايا تزغرد أضلاعه..
وهاهو ذا قمرا صاعدا في الأعالي ..هنا..
نازلا صوب أسمائه في الشبابْ..
من أشعة أحلامه تغزل الأمهات خيوط ظفائرهنَّ ..
ومن دفئه الساحلي تعانق هذي الشعابْ.
30/12/20






دم العصفور



كان العصفور على الغصن يغني..
وعلى الغصن الآخر كانت دوده..
مشت الدوده..
بين الأوراق المعدوده..
تبحث عن ورق أخضرَ..
والفصل خريفْ..
والعصفور على الغصن رهيفْ..
كانت تمشي..
والعصفور البارع يمشي..
..............................
... مرت لحظات محدوده..
مست ريشَ العصفور الدوده..
فزع العصفور البارعْ..
معتقدا أن هناك على أرض الشارعْ..
طفلا ما .. أو رجلا..أو بائعْ..
يالأحجار رماهْ..
مد العصفور جناحيه وطارْ..
حلق فوق الأشجارْ..
ضحكت منه الدوده..
اغتاظ العصفور الأخضر.. دارْ..
ورأى الشارع تغزوه الأمطارْ..
فانقض على الدوده..
منهيا لحظات العمر المحدوده..
بكت المسكينه..
صارت في بطن العصفور دفينه..
.....................................
... مرت لحظات أخرى..
سقط الغصن على العصفورْ..
مجنونا كان المسكين يدورْ..
يتقاطر ريشُ جناحيه دما..
والريح تحاصره ريشا منثورْ..
..................................
........................................
بعد شهور كانت ريشات العصفور زهورا بيضاء..
والدودة كانت ورقا أخضرَ..أبهى..
صار العصفور غناءً..
والدودة ماء.








خمر لأرجوان المساء



للمدى عبق الياسمين الذي فر من قدمي..
لأصابع كفي ارتعاش الندى..
للندى حجر التعبِ:
الجمر في السر ..
والبرد في الأقحوان..
***
تبتدي الريح من سهوها .. أو..
يبتدي الرمل من جرحهِ..
كل شيء هنا.. قاتلٌ..
تربة الصمتِ.. أو..
غربة الليل في.. أو..
في صهيل المكانْ..
كل شيء هنا.. قاحلٌ..
هذه الطرقات البعيدة في الرملِ..
والشجرات الوحيدة في القهرِ..
والسمكات الطريدة في البحرِ..
والأقحوانْ..
كلها خمر هذا المساءِ..
صدى الأرجوانْ
كلها دالية الصمتِ..
رعد النعاس الذي يتدثر بي..
في صهيل المكانْ
***
كل شيء هنا.. سافلٌ..
الرماد المهيأ لي..
وشتاء الأكف على الخطوة الباقيه..
والعصافير المتاهية اللونِ..
عشب الغدير المشردِ..
هذا الهتاف الذي يثقب الصدر..
ريح الغبار الذي طوقني بصليل القبائلِ..أو ..
بحروب البسوسْ..
***
كل شيء .. هنا..
......................
..........................
وعلي هناكَ يجر الخطى متعبا..
وهناك معاوية الآن يرفع مصحفه قادما في اتجاه القصورِ..
الغفاري يبكي..
ويبكي..
ويحمل رايتهُ.. للجنوبِ.. بعيدا..
ويسرع منكسر الخطواتِ بعيدا.. بعيدا...
***
أمد سمائي ..
دمي.. وحشة الروحِ..
غيم الضجيج هنا.. وتدي..
وقوافل عبس تناشد عنترة المترهل في كي يمر على الطلل المتبقي هناكَ ..
يرد خيول الغزاةْ..
... يضرب الكف بالكف عنترة المترهلُ..
يرفع قامتهُ، يحتمي بالصهيل المؤججِ..
يكسره ( السيف) في غمدهِ..
وتعود الخيول تجر الخيولْ
... آه عنترة الأسودُ الآن في..
يحتمي بجدار التوجسِ..خوفا من الأرَضَه..
إنه خشبٌ..
والطريق هناكَ.. دمي في الجليد السبات بعيدا ..بعيدا...
***
أمد دمي..
صدأ الجرح في ..طحلبٌ..
والرياح التي ستهب هنا..
ستدحرجني حجرا لاهثا.. في يديهِ..
أواجه قحط المسافة وحدي..
وأبصرني خيمة يتدلى على بابها تعب الآهِ/ ناي الفرات بعيدا .. بعيدا...





إنه الرمل موج من الصلوات..



التراب الذي ما اشتهى الماء ها قد عطشْ
مد أعشابه الصمت لله:
ربَّ الضفادع والقبراتِ
ورب المضاجع والشهواتِ
تمهل قليلا..
تأمل شواهد أفراح هذي السواعدِ وهْي ترج الصخورَ..
تجمل قليلا.. قليلا من الماءِ..
كي تسترد الخطى دفئها ..
والسواقي مداها..

أيها المتعالي هناك.. بعيدا..
قريبا من الوهم ..
أو .. من ردائي..
وأقرب من سهم ماضي السلفْ..
تجلَّ خريرا.. خريرا من الأفْقِ..
أو من رحيق الصدفْ..
إنه الرملُ..
موج من الصلواتِ تراكم حتى اختفى لونه..
وارتداه السرابُ..
ولم يبق من ليل أصواته غير هذا العمشْ..
...............................................
............................................
... بعد شمس من السنواتِ..
رمى ظلَّه الربُّ صحراء شاسعةً..
وأجاب الصدى:
ماء كفي تبخرَ..
بحري نشفْ..
وأطاح بعيدا .. بعيدا................... بزهو العرشْ.



ليس في القبو سواه

أعلن بهذا النص الشعري انسحابي من المجلس الوطني الجديد لاتحاد الكتاب الجزائريين..
وأتبرأ من كل ما جرى في مؤتمره الأخير من ممارسات لا ديمقراطية..
عذرا لكل أصدقائي الطيبين فيه..
أقول للذين يصرون على أن ما جرى هو الطريق الأسلم: لكم غنائمكم ..
أما أنا فتكفيني راحة ضميري ومحبة الذين احتضنوني بصدقهم
و..شكرا لضنين الله هادي العلوي الذي أعادني إليَّ.


ظل الشمس على الأرض بكاء الأرضِ
وظل الشيطان دخانْ
ما ظل الله إذن في هذا الصمت الصاخبِ؟
ما ظل الإنسان؟

°°°
كان الشيطان ـ يرى الراعي ـ حجرا في الصمتِ
وكانت عنزات السفح حصى الأقدارْ
ما هذا الغيم ؟ تساءلَ
ثم ..لكي ينأ ى بخطاه عن الرملِ
تناسل صمتا آخرَ
مد عصاه على البدء الغامرِ
سارْ
°°°
لم يكُ في هذا القفر سواهُ
ولم يك في الأفْق ضبابْ
قال: أوزعني كي أجمَعني
وأضاف: وأفرغني كي أملأني
ومضى يرسم عاصفة الليلِ
هنا... شي...طانٌ
شي...خانٌ
شي...بانٌ
وقبائل عبس، عمسٍ،
عرش، قرش، ذبيانْ
وهنا... أو... طانٌ
سرَطــــانٌ
سُلْ...طانٌ
قال: هناك غريب... صوت الإن...سانْ
وهنالك أيضا... وهنا... برج الأحزانْ
قال: هنا القبر، الشاهد بدوًا
وهناك.. هنالك أيضا شوك الأز...مانْ

°°°
لم يك في هذا القبو سواهُ
ولم تك في السقف حرابْ
قال: أكفنني... كي أبكيني
وأميت دمي... كي أحييني
ومشى يفتح قافلة الرعد بعيدًا
خمرا في الحرِّ
وجمرا في السرِّ
وأصداء
قال: أحطمني... كي أبنيني
وأعطِّشني ... كي أسقيني
وأضم جهات الأرض لكقي
كيما أتبعثر في الأسماء

°°°
... وحكى الراعي:
لم يك في هذا القهر سواهُ
وليس هنا.. في هذي الأرض جوابْ
ومضى يحكي..
يحكي..
يحكي..
حتى بزغ القحطُ
وسار... بطيئا... ظل ا...
ل...
إ...
ن...
س...
ا...
نْ ...
°°°
ما أتعب عنابةَ
ما أيعد وهرانْ

سطيف:05 نوفمبر 2009






صحراء
إلى صوتها الذي احتمى بالغياب بعيدا.. بعيدا..
ثم عاد.



1
كأن العمى كله صار ضلعكِ
حواء زوراءُ
لا قلبَ
لا يدَ تمتد مفتوحةً للندى..
لا شِعر تحضنه الطقلة البابليةُ فِيَ هنا..
تفاحة الصوت دودٌ
وساحل هذا الذي يتمدد موجا رماد كثيفٌ
وتلك الخطى في الضجيج صخور الضريح.
2
لا أرضَ ، لا بحر لي..
لا هواء يدثرني
لا سماءَ هنا
أشد على الصمت كفي
وأشعل ريح الدماء
3
بستحيل الخروج كما يستحيل الدخولْ
يستحيل الصعود كذا يستحيل النزولْ
تستحيل النساء، الشفاه التي تتزين لليلِِ..
تلك النهود/ النفورْ
يستحيل الحجاب كما يستحيل السفورْ
يستحيل الـ أنا/ أنتِ/ هنَّ وهمْ
تستحيل السفوح كما تستحيل القممْ
كذاك رؤى العمر ، عُمْيُ الفصولْ
يستحيل الندى، حجر الصمت ، ماء الصدى
يستحيل المدى .. وبعيد/ قريب الحقولْ
يستحيل حصان امرئ القيسِ
سيف عليٍّ
دم الحلاج/ حيض النساء
يستحيل الصباح كما يستحيل المساء
4
لا مجيب إذن، لا دليلْ
وزع الليل أثوابه لا دِنِيًا هنا
وحَشَا كفه بالعويلْ
ثم أردف أحجارهُ
ومشاه السبيلْ
5
الضمائر.. نامت
السرير الذي هيأتْه لها غجرٌ
والغطاء القطيعْ
تشتري وتبيعْ
تملأ البحر قيحا
وهذي الأراضيَ رملا ، صقيعْ
الضمائر ماتت..
..هناك/ هنا..
لم يبق في الأفْق غير الشواهدِ..
هذا النفيرْ.
6
العمى كلَّه سرتِ أنتِ
وليس هنا في الفحيح سواكِ ..هناكَ
وهذا الصدى وجه بونةَ
ريح الضباعِ.. هنا وهنالكَ..
أنت الضياعْ





ديناميت لصخرة الخيانة
إلى عثمان لوصيف



تذكرت عمار، قامته الباسقه..
ورفيقته،بحره المتأجج بالنارِ..ِ
ظَل أصابع راشا..
وحر الظهيرة في مغنيه
تذكرت يوسف، وشوشة الطير في شفتيهِ..
وصمت مسافاتهِ..
أوتارَه الحارقه
تذكرت علولةَ، تفاحه،وشمَهُ..
عمالَه في الموانئِ..
قريتَه الراحله
تذكرت عبد الإله وخفتهُ..
كفنَه الماطر ، خفقتَهُ
تذكرت بسمة فاروق ، خطوتَهُ
تذكرتها الفلسفه
تذكرت بوضياف ممتدةً يدُه بالحنينِ..
ونظرته الثاقبه
تذكرت فتح الملفاتِ..
خوف اللصوصِ..
وسحنته الشاحبه
تذكرت مدين، برنوسه الوبريَّ..
وأطفاله في القرى النائيه..
حلمه المتوهج ظلا.. وأشجاره في المدى
تذكرت كل الذين مشوا في الطريق إلى الأرضِِ..
كل الذين تغربهم لجة البحرِ..
غيم الموانئ يدفعهم للرحيل المعجلِِِ..
زينب، والأعرج المتدفق بالحلمِ..ِ
أحمد.. سلمى..
وأمي التي كلما شاهدت صورة الموت تبكي..
وترسل أصداءها في اتجاه السماء
تذكرت جارتنا حين جاء ابنها حاملا نعشهُ
زغرودة الأمهات وهن يعانقنها .. بالبكاء
تذكرت لامية الشنفرى
وجهَه.. رمحه..رملهُ..
شعره الأغبرَ
غيَلان الدمشقي .. تُقطّع أطرافهُ..
تذكرت كف ابن رحمونٍ .. هناك.. على الأرصفه
تذكرته ( الحلاجَ) ، جبته الله فيها
والغفاريَّ وهْو يموت .. بعيدا..
وحيدا..
تذكرت قولته:( كيف لا يُشهر السيفَ من لا يرى لقمة الخبز بين يديهِ )
تذكرت (عسْف) البشيرِ، عذاباته في السجون ..
وعكازهُ، ظهره المتقيحَ ، سوط الجنون على صدرهِ..
كتفيهِ.. مداه البعيدَ هناكَ.. هناكَ..
( تذكرت بونة ، حبي القديم /الجدبدَ..
شَريبَطَ، ، يوسفَ، عبد الحميد ورايِسَ
سيفَ الملوك ، سعيدا وكنزةَ
موجَ الشواطئ يسحبني للبعيد.. بعيدا.. بعيدا..
وميتَ يرزق ، أيضا نواصرَ، أمًّا لسارةَ..
أيضا حسنْ..)°
تذكرتني حافيَ القدمينِِ..
أجر خطاي وراء النعاجِ.. هنا عبَّاسة، المالحه..
تذكرته لبنَ الأمهات يقدمنه صافيا .. ولذيذا..
تذكرتني في الأزقة حين كبرت وصرت جريحا وشاعرْ..
تذكرت كيف التقينا هنا..آه عثمانُ..
كيف ارتخى ظلنا في الشوارع خلف الوجوه الجميلة ِ..
كيف انتشى ميلود بالصمتِ حين رأى وجهه في العيون التي شردتهُ..
وكيف انتهى هائما ليلَه في بريد الفنادق .. كيف اختفى..
آه عثمان يا صاحبي..
تذكرتكم كلكم..
الذين مشوا في الطريقِ..
الذين مشينا معا في الطريقِ..
الذين سنمشي معا..في الطريقِ..
تذكرت نظرتهن النساء اللواتي اغتسلن بشمس المساء على شاطئ المتوسطِ
ثم انتهين إلى جهة في الخفاءِ
اللواتي انتظرن مجيء المروج وعشب الطفولة في سهله( التلَّ)
ثم انتهين إلى سدرة في الدماءِ
اللواتي جمعن سنابلهن الحصائدَ
أرضعن أطفالهن الغبارَ وراء الخطى
ثم عدن إلى غيمهن .. اللظى
تذكرت حضن القطا ..

آه عثمان ياصاحبي
وصديقي الذي جرني في طريق النخيلِ
تذكرت كل الذ ي مرَّ
كل الذي سيمرُّ
فكيف إذن أسمح الآن لي أن أخون المدى
خطونا المتمدد في الحلمِ
أشجارنا
ورغاء الجمال التي علمتنا العطشْ
كيف أسمح لي أن أخون يدي
أو أخونكَ
أو أتغاضى عن الأرض في كبدي

آه عثمان يا صاحبي
وصديق السنابل في وحدتي
والفصولْ
كيف أسمح لي أن أخون الدماء التي شربتها التلال ، الجبال ، السهولْ
...............
........................
تستحيل الخيانة رجما عنيفا إذن ..
ويكون الجنونْ.

آه عثمان يا صاحبي
وصديقي الذي جرني في صهيل الذهول
كيف لي أن أخون؟
+++
كان لي أن أجيء على قامة من تعبْ
أحمل البحر في القلبِ
والعشب في الدربِ
والصخر في لونه الأرجوان
كان لي أن أكون هنا أو هناك المكان
أبدأ البحر من شمسهِ
والمدى/الموج من قدم الرمل فيهِ
ومن صخره السنديانْ
كان لي أن أجيء على غابة من صخبْ
أغرس الأرض في قدمي
والجبال أوسدها كتفيَّ
وأبدأ وحدي الجسدْ
قائما في المكان
كان لي أن أكون البلابل والأقحوانْ
كان لي..
لكنني صرت بعدي العددْ
ّّ+++
كان لي أن أجيء معي غربتي
البراري أرتبها للرحيلِ
السهول أهيئها للبديلِ
الحقول أغربها
والفصول أخربها
وأسابقها ضفتي:
الربيع أضيعه في الخريفِ
الشتاء أقمصه الصيفَ
أمْدُدُ ني في العميق دمي
ثم أسحبها الزرقة البابليةَ
أرتد لي
كان لي
لكنها تربتي / غربتي
أججت شجر العشق في
ورمت لونها في طريق السواعدِ
محراثها/ العرقَ المتصبب /زيت القناديلِ
أمطارها
وصهيلَ الخيولْ

كان لي أن أجيء معي جرتي/ قِربتي
البحارُ/المحيطاتُ/ البحيرات / السواقي أجففها
ومن جلدة الرأس أصنع ترسا أصد به الأرضَ، بركانَها
أحتمي بالوهاد وأفتحها غربتي
كان لي أن اجيء معي حربتي
الفيافي ألم امتداداتها
والخفافيش.. أسكنها جبتي
والضباع، السباع، الذئابُ
أصاحبها
والثعابين ،الثعالب أمنحها خيمتي
وحليب النياق
وكسرة يومي
ودفئي ونومي
وأمشي على جرحها قدمي

كان لي أن أجيء معي غربتي/ ضفتي
في الفيافي البعيدة أعطي العقارب جمجتي
قفصَ الصدرِِ
تنهيدة الصمت في
واجتياحي حصار البلابلِ
مسك الغزالْ
كان لي.
لكني..
لكنها لأرض في خطوتي
ضفتي..
ترفض .. ترفضني.
إن أنا بعتها .
ومشيت إلى جهة في السكونْ

آه عثمان يا صاحبي
كان لي أن أرد على جثتي/ جبهتي/ رجتي بالتعبْ
أحتمي بالظلال الوفيرة .. أسكنها..
أعانق وسْع القصور تروِّضني
والنوافذ أغلقها بالمزاميرِ
ثم المساميرِ
أوصد فاهي وأذْني
أرى؟ .. لا أرى..
أسمع الصوت؟..لا..
لا أحس بجرحي..
ولا شفتي المشرئبة للحب والأغنيات الجميلة والأمنياتْ
كان لي أن أقص يدي
أقْطع الرجل من بدئها..
والغيوم أسيجها بالحديدِ
وأطلق كل الجفاف على جبهتي..
ثم أعطي لكفي الحصى
مائلا .. في
اتجاه
السقوطْ
كان لي أن أقولْ...
............................
..................................
لا..لا أقولْ
فأنا ولد شردته الخيولْ
هاربا لمدى الأرضِ
في عمقها ..
ها هناكَ.. هنا..
في احتراق السهولْ

كان لي..
لكنني..
لكنها الأرض في جسدي /بلدي..
ترفض.. ترفضني..
إن أنا خنتها ..
وتركت الحصى للذهولْ

آه عثمان يا صاحبي..
كان لي أن أكون هنا مفتيا للديارِ
أحلل ذبح النساءِ..
ومتعة هذا الجسدْ
وأمارس حتى الذي لا يمارسُ:
آت الخلائق من خلفها..
أفتح الجهرَ..
أسماءَ تلك القرى جسدا.. جسدا..
أسيِّج تلك الجبال ، الصبايا اللواتي ..
على رعشتي..
وأصير الأمير الذي لا تبارى سواحل لذتهِ..
ثم أبني لوجهي القصورَ
أجمِّع فيها الجواريَ من كل صنفٍ..حلالا.. حلالا..
وأجعل كل عبيدي هنا طائعينْ
كان لي..
لكني..
لكنه الجرح في الكتفين مدى عرق المتعبينَ
الجبال التي وسدتني حجارتَها..
والطيور التي عانقت موجتي..
كلها.. ترفضُ..
ترفض لوني..
وتتركني.. إن أنا خنتها..
لا دليل هنا.. لا مدارْ

كان لي ان أفجِّرني . بالقنابلِ
في كل دارْ
أحرق الحقل بي..
والبحار أجففها..بالجرائم بدئي..
وآوي إلى شقة في الخرائبِ.. أسكنها..
وأمسحني من علانية الأرضِ
من وجع القلب ولأمنياتْ
كان لي.. أن أكون هنا..
................................
.....................................
فجأةً.. ثم ماتْ
ترك الأرض دائرة في النهايةِ
والبحر، أسماكَه السيداتْ
ترك الكل في الكل للكلِّ..
من كل شيء
والسماء تمزقها الطلقاتْ

آه عثمانُ يا صاحبي ..
لكنها الأرض في الرئتينِ..
فكيف أكونُ..
وكيف أخونُ..
وكيف أجيء إلى ضفة الأزرق في
كيف أبدأني..
كيف أكشف وجهي..
وأحمل هذي الحياةْ؟

كان لي..
لكنني..
لكنها الخيل في قدمي..
تبعدني عن صداها..
إن أنا خنتها..

آه عثمان يا صاحبي
كان لي أن أكون هنا .. في صفوف الواقفينْ
أرفض الغش..والرشوة الغجرية ..والواسطه
وادعاءا.. أحارب كل الذين تمر أياديُهم في جنون الخرابِ
نفاقا..أسب الذين مشوا في دروب الرشاوي/ القهاوي
الذين ارتقوا في المناصب من جهة الجهويةِ
أو من جهة في النضال/ الكلام ،الكلامِ.. هنا..
أو من جهة في السلاح المسيطرِ..
أو .. جهة في الضبابْ
ثم أيضا. وفي الأصل والفصلِ..
ألعبها اللعبة القذره..
أتمدد في الرشوة/القهوة/ لجهويةِ
والغشِّ..
ثم السلاح المسيطرِ..
أركض في جهة من ضباب المدينةِ..
أرسم كل خطايَ..
أوجهها نحو هذي الأعالي..
وأفرح بالمنصب الفخفخه..

كان لي أن أخون الصحارى التي ضمني رملُها..
وكسا شفتي باخضرار النخيلِ..
ومد على جبهتي سعفَهُ..
كان لي أن أخون هنا جرحَهُ، الشوكَ..
والكفَّ عالقةً بالجذوعِ..
مهبَّ الجنوبِ..
حمادتَه.. والنجوعْ

كان لي أن أخون السهول التي عانقتني سنابلُها..
ثم مدت شذاها إلى جهتي..
عشبها السرَّ في الرئتينِ..
وأفراحها .. في الحنينْ

كان لي أن أكون كما فعل البعضُ..
أو يفعلونَ..
أصير الجهات جميعا..
وكل الطرقْ..
وجهتي حيث ينفتح الباب لي..
وطريقي الأناقةُُ..
بدئي الخريفُ..
وكل المراحل أخرقها..
أحرق الكلَّ.. كل المبادئِ..
أجعل كل التناقض في:
الأمام أصيِّره الخلفَ
والخلف يصبح فوقيَ
هذي السماء أمسِّحها كتفيَّ
وأمشي.. كما السادة الأولينَ..
كما بعضهم ..حاضرينَ..
كما القادمينْ..

كان لي أن اقول : هنا .. لا أرى..
لا أسمع الصوت يجرح دفء الحقولْ
كان لي أن اكون ْ..
مثلما يشتهي الخائنونْ..
جثةً.. أوْ..
جنونْ.

كان لي أن أخون يدي..
والدجاج الذي قدمته القرى للرجال الذين مشوا نحو هذي الجبالِ..
الحمارَ الذي حمل الزادَ..
والفرْسَ تخفي الصهيل هنا..في التلالِ
النعاجَ تسابقني..
ثم آوي إلى جهة في البحار أعلمها لغتي..
وأغني لها رئتي..
أخلط البحرَ بالبر يركضني..
الغربَ بالشرق يسرقني..
الفوقَ بالتحت يحصرني..
الماءَ بالنار تطفئني..
وأسير كما الآخرين قطيعا.. قطيعا:
سرقوا الشعب.. أسرقهُ..
خربوا.. نهبوا..
قتلوا.. كذبوا..
مثلهمو أفرغ البحرَ..
ثم آوي إلى جهة في الكفاح أحمِّلها جثتي..
جهة في السلاح أبادلها جبتي/ لحيتي..
جهة الكتفينِِ..
أنام هنيئا كما الآخرينْ..

كان لي أن أكون هنا..مثل بعض الذين همو في اليتيمةِ..
أو.. في النقابةِ..
أدخله الـ RND من واسع البابِ..
آكله الحمصَ..أو..
أتعمَّل.. أتأفلنُ..
أفتك لي كرسيا (وطنيا) وثيرا..
وبئرا عميقا مليئا دما .. وعصيرا..
ونخلا حريرا..
أصير هنا.. واليا .. أو ..وزيرا..
هناكَ.. هناكَ.. سفيرا..
أصير به وتدا للقبيلة /ذاتي..
وأصنع لي هالة من زجاج بها أغتني شهرزاد / البلاد / العبادَ..
وأجعل في عنقي ربطة من سوادٍ..
وفي كتفي نجمةً.. نجمتين.. ثلاثا..
وسيفا أهش به ما تقاطر من وجع للمدادِ..
وما هربته سواعدكم في السجونِ..
ومن شدة الوطنية أحرقه.. وطني ..
وأصنع لي طاسة من رماد احتراقاتهِ..
أرتوي من دم المتعبينْ..
ثم أربط لي مددا من سلاسلَ في بقع العالم العربيِّ/ قصور الفخامةِ..
أو بقع العالم الحرِّ/ بنك السلامةِ..و..
وإذا مر بي زمن للكآبة ، والأرض مالت إلى العمق فيكمْ..
وعرَّش في الغيم طيف السؤالِ..
أمد يدي للجهات البعيدةِ..
أنتعل البحرَ..أو.. قدم البرِّ..
أو.. زمنا لوطاويطِ هذي السماءِ..
أرصِّعني قامة للدلالِ..هناك.. بعيدا عن المجلس الوطني..

كان لي أن أفرغَ البر من عشبهِ..
أو أفرغ البحر من دمهِ..
والجبال أسوي ارتفاعاتها والسفوحَ..
أمهِّر نفسي..
أشذِّلها..
وأزرولها..
ثم أيضا وأيضا..(أفلقها) في الأخيرِ..
أصير صديقا لكل الولاةِ..
لكل القضاةِ..
لكل الزناةِ..
لكل الـ..

كان لي..
لكنني ..
لكنه القلب أضحى على آخر النبض فيَ..
فكيف إذن أستريحُ..هنا..
أو.. هناكَ..
وكيف أداري دمي من دمي.

آه عثمان يا صاحبي..
كان لي أن أكون هنا الحشره..
أضرب الجرح في الصمتِ..
والحلم في الرملِ..
والقلب بالحجره..
وأسير دفوفا لأعماركمْ..
ومزاميرَ من وجل القبَّره
... كان لي أن أكون هنا أرضَها المقبره..
يأكل الذئب قلبي..
يفتت دود المساءات لحمي..
التراب يغطي احتراق المفاصل في..
والحجارة تركلني في العميقِ..
وهذا المدى.. مسطره..
لا أرى جهة غير صمتي يجر الخطى للنعيقِ..
وكفي على بردها الجمره..

كان لي أن أكون هنا الحجَره..
يصعد الليل بي..
والمباني على جبهتي تنشر التيه في..
والشوارع تصطفُّ بي..
والأزقة تملأني بالرمادِ..
وكل القرى نأيها المر يركضني.. في البعيدِ..
ولا.. لا أرى أحدا ..غيرني الحشره

كان لي..
لكنني..
لنها الأرض في رئتي..
ترتويني وتحضنني..
أنا الرث في غيمها/ صوتها المحبره

كان لي..
لكنني..
لكنها الأرض في كبدي/ بلدي..
ترفضُ.. ترفضني..
وترفض شمس مداها / سواحلها/ عشبها/ غيمها/ طيرها الكدريُ/ الحنينْ
ترفضُ.. ترفضني..
وترفض أيضا يديَّ.. خطى جسدي..
إن أنا خنتها..
ومشيت إلى جهة في الظنونِ..
أو ارتد صوتي إلى حجرٍ..
في السكونْ.
سطيف: 1997
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
° ما بين قوسين أضيف أثناء كتابتي النص على الحاسوب يوم 19 /12/ 2009 وذلك اعترافا بفضل مدينة عنابة وأدبائها الطيبين عليَّ، حيث كانت المدينة التي ألقيت فها أشعاري أكثر من أية مدينة أخرى في الجزائر، وكان أدباءها أكثر الأدباء احتفاء بي وبتجربتي الشعرية ، كما كانوا وما يزالون أحب أدباء الجزائر إلى قلبي، رغم اختلافي مع البعض منهم قليلا أو كثيرا في بعض المواقف...كما أضفت جملة ( أفلقها) وهي إحالة إلى بوتفليقة .
° تقرأ أفلقها بالجيم المصرية.




تواصل
إليك أنت يا ميم دمي وكاف كينونتي ..في بعيد البعيد



لأكون صديقا للماء اخترتك شمسا غائمة وصبابات وصلاةْ
لأكون رهيفا كالغيم اخترتك عشبا لصهيل حصان الليلِ الذاهب في هذا القحط حياةْ
لأكون الغيم عليك ِ..
لك الآن يديَّ
وهذا العمر شتاء
يا أنتِ الأرضَ غرستك وردا جبليا..
وبهاء
يا أنت الكنزَ حبورا..
أسماءً حبلى بشهيق الريحِ..
وأنداء
+++
لأكون حبيبا للعشب نثرتك ألفاظا هائمة وثلوجا ، شجراتْ
لأكون قريبا كالموج نشرتك أصدافا لعويل ذئاب الفجر الغارب في هذا الحلم شتاتْ
لأكون الورد عليكِ..
لك الآن الصمتَ وهذي الأحزان سباتْ
يا أنتِ البحرَ سبَحتُكِ مدا جزريا..
ودماء
ياأنت الفينيقَ رمادا ..
شهقات أخرى ونقاء
+++
لأكون عفيفا وعميقا كالنهر اخترتك بدء خطايَ رحيلا في الأزرق أخضرَ .. أخضر أكثرَ..
أمنيات تتواصل كل صباح لجهاتك أو لجهاتي ..
سررا رفعتْ..
أكوابا موضوعه..
وأنامل من وهج الكلمات ِ..
خياما هوسا موجوعه..
ورغاء مساء..
+++
لأكون أنا أنتِ..
عقاربَ هذا الليلِ
وأنتِ انا..
حفَّرتُ صدى روحَيَّ..
هناك..هنا..
وصعدت الأزمان سماءً,,
وبقاء
ورميت حذاء الوقتِ دروبا تذهب لاتأتي ..
+++
لأكون الآخر في هذا الغرب قريبا أسرجت شراعك للريحِ.. هنا..
لأكون أنا في هذا الشرق بعيدا أغلقت نوافذك الأخرى ومشيت .. هناك وحيدا..
كانت أحجارك ملساءَ..
وكفك بلهاء..
أحجاري صماءَ..
وخطوك أصداء..
قلتُ: تعالي .. لم أجد البدءَ ..
تعالى قلتِ..
ركضتُ على وجل الطير صعيدا.. وركضتِ..
تناهى جسدانا رملا ..
كان خريف اللحظة قد برعم أطفالا للخبز جفافا ..
كان ربيع اللهفة قد أثمر بؤسا للصمت ضفافا..
أين أنا؟ قلتِ..
.. وأين أنا ؟
+++
لأكون الليل نهارا شجريا في هذا العمر وأقمار نماء ..
لتكوني العمر وشاياتٍ لدمي في هذا الأفْق الهاربِ أشعارا.. ودماء..
لنكونا وهَج الآتي..
أغلقت على خفيك حَنيني..
وفتحت الأصداء
***
حبا أُمطرك اللحظةَ..
خمرا أسقي شفتيك وأنداء
+++
لا إسم لك الآنَ..
جميعك أسماء
















أنا

1- قدمي لا تسمع..ويدي لا ترى
الجموع التي تسير أنا..
فمي يثرثرُ..
أذني..عيني أيضا..
قدمي لا تسمعُ..
ويدي..لا ترى..
***
هكذا صرتُ:
الأشجار تهاجر حيث لا أنا..
والأمطار جفاف يغمرني..
والرمل حنيني..
***
أقول للفكرة: تعالي، وأغمض كفي..
أقول للريح: اقتربي ، وأغلقني..
للربيع: تعالَ، وأشعل ناري
***
لا إسم لي ، لآعرفني..
لا خطى لي، لآرى أثري..
لا ورد لي، لأكون واجهة العابرين ..
ولا وجه، لتراني مرآة التاريخ
***
كالرمل هنا سرتُ وحيدا..
الجهات موصدة كلها والليل دليلي..
مائي دماء تعوي ..
والسماء باب رحيلي..

2- فرار مني

الشجرة التي رأتني أسير نحوها فرت..
لا تتقدم ، قالت، ستكسر أغصاني..
الزهرة التي رأت يدي تتحرك تحت الأوراق اختبأت ..
ابتعد، صاحت..ستقطفني..
العصفور الذي احتضنت كفي فراخه صرخ مذعورا:
أبعد كفك..ستميت فراخي..
الصخرة: ستفتتني..
الحقل: ستحرق سنبلاتي الخضراء..
الماء: ستسرقني..
النار: ستأكل بيَ الغابات..
النهر: تلوثني..
الإنسان أخي: تقتلني
***
القبر،قريبا كانْ..
هيأ لي تربتهُ..
ومضى يجذبني نحو العمق سعيدا

3- كتاب الظلام

الكتاب الذي رحت أقرأه كان كتاب القبرِ..
أوله أسماء لثعابين النارْ..
آخره النارْ ..
لم يتحرك جسدي..
ضلعي الأعوج حاصره الكفنُ: حواءٌ أنتَ..
ما بين فخذيَّ غطاه التراب: آدم أنتَ..
رأسي: عربيٌ..
يداي: عرق يتثاءبُ..
قدماي: الصمتُ..
فمي : هذا الفحيح الذي يتدثر بي..
وأصابع كفي : الأحجارْ..
لم يتحرك جسدي..
صدأٌ يتعارك في..
دود يعلكني..
كان الوقت ظلاما..
وحدي كنت الليلَ..
وهذا العمر الذي قارب حدود القرن العشرين كان صدى عطشي..

سطيف:02/03/2016




#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واصل غناءك أيها الرمل..واصلي رقصك أيتها النار
- النهر يعشق أيضا
- أطلال أخرى..
- مر من جسدي
- تلك الرسائل ما أروعها
- الفتى..كل هذا الجسد
- مريم
- أبجدية لخماسيات جزائرية
- إفريقيا بين السواد وزوارق أزرق الأحلام / الأوهام
- رواية حنين بالنعناع لربيعة جلطي...... الخطر داهم..يا مثقفي ا ...
- هذا ما وجدنا عليه آباءنا
- اللاجئون، الغرب والمسلمون ( خواطر)
- انطباعات عائد من تونس
- من طرائف جدتي
- قصائد قصيرة
- (كلنا قطعان، أنتم ونحن) قالت الحيوانات
- خواطر عن الفتح..وعن الغزو أيضا..
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..ج 4
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..ج 3
- مجتمع القطيع


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - شيء من العشب..أو ..من دمي