الطيب طهوري
الحوار المتمدن-العدد: 4881 - 2015 / 7 / 29 - 23:10
المحور:
الادب والفن
1-الضب
لويت دَرَّة الضب ( ذيله) وأخرجته من غاره..
استغل الضب فرح انتصاري على إرادته فالتفت إلى أصابع يدي وعض بقوة على أحدها..
عملت المستحيل من أجل فتح فمه وإنقاذ أصبعي ، دون جدوى..
- ماذا أقعل لإنقاذ أصبعي ؟ قلت لجدتي التي كانت تقف قريبة مني..
- لن يفتح الضب فمه حتى ينهق الحمار في المسيلة، أجابت..
قلت ضاحكا – رغم ألم أصبعي - : داخل المدينة ام خارجها؟..
يا داخل..يا خارج، ردت ضاحكة
2- بولكَّاز
قالت أمي وكانت حينها تكنس أرضية البيت الطيني الترابية: من أين جاء هذا البولكاز الأسود اللعين؟
فتحت فاها جدتي: سمعت قبل قليل ارتظام شيء ما بالأرض..
- تقصدين بولكاز ؟ سألت أمي..
- ومن يكون غيره يا ابنتي. أجابت جدتي..
ضحكتُ وضحكت أمي..
ومعا قلنا:نعم، بولكاز..هو بولكاز بالتاكيد
3- النمِّيَه بنت النميه
وسط حقول الشعير كنا..جدتي فوق ظهر الأتان ، وخلفها كنت أسير..
فاجانا عبد القادر بن سي محمد، وكان شابا مستهترا بعض الشيء، ولا يعرف الخجل من النساء طريقا إليه..
مشى الشاب عبد القادر جنب الأتان..
- بمن تزوجت يا جدتي رقية؟..سألها
- برجلين لا ثالث لهما: الحاج العلمي بن خالي كان زوجي الأول، وقد طلقني بعد ولادتي ابننا محمد مباشرة..زوجته الأولى وأم اولاده مسعودة بنت سي محمد حتمت عليه تطليقي..يا أنا ، يا هي..خيرته مهددة ..
استدركت: سي محمد أبوها لا سي محمد أبوك..هي ليست أختك ، أضافت ضاحكة..
الثاني كان الخوني سليمان بن عمر، وقد مات وتركني وأبنائي الصغار نتمرمد في هذه الحياة..
- غمزني وسألها ضاحكا: قولي الصح،ألم يمسك احد غيرهما؟
- احشم على روحك، يا النمِّية بنت النمية..ما هذا السؤال؟
- وحياة راسك يا جدتي رقية، قولي..لا حياء في الدين..
- لم يمسني أحد غيرهما، والله..و..
نقزت الأتان فانطلقت مسرعة تشق طريقها وسط الحقول.
ـــــــــــــــــ
- الضب: نوع من الزواحف الصغيرة، يتواجد بكثرة في منطقة الحضنة الجزائرية.
- بولكاز:نوع من العناكب.
#الطيب_طهوري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟