أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..تكملة















المزيد.....

عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..تكملة


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 29 - 23:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نقاش فيسبوكي على هامش حوار أجرته صحيفة السفير اللبنانية مع المفكر والشاعر السوري أدونيس ..
هذا رابطه:http://assafir.com/Article/426167
ج 2

خليل قمر:
شكرا جزيلا أستاذي على هذا الطرح الجميل لكن دعني اخبرك اولا : أن المشروع الحداثي الاسلامي الذي ادعو اليه ليس الغرض منه هو الانتقام الحضاري او كرد فعل ناتج عن الشعور بالنقص تجاه حضارة او ثقافة اخري انما هو مشروع مستقل يعمل على خلق وإبداع مفاهيميه و تصوراته و مصطلحاته و رؤاه ابداعا جذريا وفقا لما تتميز به ثقافته وتاريخه و مفهومه للوجود...وعليه فاني ارى انه من الواجب علينا ان نعيد نحن صياغة مفهوم اسلامي للحرية - بشتى مجالاتها- ومن هنا احب ان الفت النظر الى ان الحرية بالمفهوم الغربي و الشائع حاليا لها سلبيات كثيرة عند ادخالها في مجال التطبيق العملي ...لذلك ارى انه من المفيد التفرقة بين الحرية الفكرية -كفكر مجرد وابداءا للراي- وبين الحرية العملية التي يراعى فيها عدم الاخلال بالتوازن في شتى مجلاته - الاخلاقية و النفسية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية....الخ- هذا اذا قلنا بالنسبية في كل شيئ ولا مجال للمطلق فكذلك الحرية هي اذن نسبية وليست مطلقة - مع قبول الاطراد- .....اما الكلام عن الفكر الاسلامي الذي يحيل الى الحداثة الاسلامية هو الاسلام في حد ذاته بمبادئه وقواعده التي احتوتها نصوص الوحيين - القرءان الكريم و السنة النبوية الشريفة- وهو قراءتها قراءة موضوعية بعيدا عن الطائفية و العصبية المذهبية ....و الاستئناس احيانا بآراء الفقهاء التي لها حيوية وفاعلية وعملية في الوقت الحالي وهذا لا يعد عيبا ابدا اذ ان معظم المفاهيم المعاصرة التي بناها الغرب هي عبارة عن اراء فلاسفة وجدوا منذ 25 قرن من الزمان ؟....ثم اننا نحن نخطئ تماما حين نرى انه من مستلزمات التطور و التحديث هو فصل الدين عن الدولة كما فعلت الدول الغربية في طريقها لنهضتها وذلك لعدة اسباب..
1- ان الدين الاسلامي يختلف تماما عن المسيحية و اليهودية اللتين تعرضتا للتحريف من قبل اتباع مؤسسيها ..
2- ان الدين الذي حاربه وفصله الغربيون عن الدولة هو النظام الاقطاعي او ما يسمى بحكم الكنيسة وليس هو تعاليم المسيح عليه السلام لان الكنيسة القس بولس هو من اسسها وهو من فسر الانجيل وادخل عليه اراءه الجائرة و المختلة و المتناقضة ثم جاء اتباعه ايضا واعطوها تفاسير اخرى مختلطة لا علاقة لها بالوحي...
3- ان الدين الاسلامي فيه رؤية متكاملة للوجود من اجل تحقيق التوازن الوجودي....
لهذا يجب علينا في سبيل انشاء مشروعنا الحداثي الاسلامي قراءة نصوص الوحيين قراءة اعتقاد لا قراة انتقاد...وهذا لما ثبت ان العقل عاجز عن تفسير كل الظواهر الكونية التي يتواجد فيها او يعايشها وفق التدرج في مراتب التلقي الثلاث- الحواس ثم العقل المصح للحواس حين تخطئ ثم الشرع الالهي المصحح للعقل حين خطئه-...ثم ان كل الاتهامات و الانتقادات الموجهة للاسلام هي في الحقيقة كما ذكرت سابقا اتهام ونقد لاشخاص طبقوا الاسلام بطريقة تتعارض مع روحه ومبادئه ومنها تنظيم داعش الذي تحدثت عنه فلست ادري هل هو غباء او تغابي اعلامي في الترويج لداعش على انها تنظيم اسلامي كما يسمي الداعشيون انفسهم وتغلفهم بالغلاف الاسلامي لايجاد مكانة لدى جهلة العوام و الشعب الذين لا يعرفون الاسلامي الحقيقي - هم مسلمون صوريا فقط- و الذين هم للاسف يمثلون الغالبية العظمى من المجتمع العربي الاسلامي فداعش عند ارجاعها الى الاسلام الذي تدعيه ومحاكمتها الى اصوله ومبادئه هي تنظيم الاسلام منه براء هذا دون التطرق الى الخلفيات السياسية لهذا التنظيم المنحرف...والراي الذي تشكل لدي ان سبب تخلف المسلمين ليس هو الاسلام بل العكس هو الصحيح فتخلي المسلمين عن اسلامهم هو الذي القى بهم في هامش التحضر وهذا ما جرى للخلافات و الدول التي تعاقبت على الحكم الاسلامي خلال القرون 12 الماضية...وهذا راي وجدت له بعض النصوص الاستئناسية لدى الفيلسوف المعروف بعدائه الشديد للاديان وهو فريديريك نيتشه حيث تكلم حول روح وحيوية الاسلام في كتابه - عدو المسيح - ونيتشه لم يطلق رايه هذا اعتباطا بل جاء بعد دراسة معمقة ونقدية للاديان الثلاثة- اليهودية و المسيحية و الاسلام- ومنهم ايضا الفيلسوف الحفري كما يسمى - ميشال فوكو- وغيرهم ...وهذا النقل ليس هو الاخذ براي الاخر حول ديننا ومشروعنا لان راينا في مشروعنا معروف وانما من باب شهادة من هو غير مسلم او ملحد حتى حول صلاحية وحيوية التطبيق الاسلامي على القضايا الحالية.....كما ان ادعاء النسبية مطلقا و العدمية ونزع القيم و التقديس من كل شيئ ليس على اطلاقه وهذا من اهم ركائز المشروع الحداثي الاسلامي اذ انه هناك اشياء مقدسة فعلا - وهذا طبعا بمبررات عقلية - وهناك حلول مطلقة ونهائية لبعض القضايا كقضية تشكل الكون ومصير الانسان بعد الموت هذه الامور التي لن يستطيع العقل الوصول الى نتيجة قاطعة فيها ما لم يستند الى الوحي و الشرع الاهي....وهذا الامر مما يساهم في ازالة القلق و الاظطراب العقلي و النفسي السائد على البشرية اليوم ....و الاسلام لا يمنع من البحث لمن اراد ان يتاكد من هاته الامور بل اعطاه النتيجة النهائية و البحث فيها مما يزيد و يعمق الصلة بالوحي لتطابقها مع البحوث العلمية....وهذا ما لم تستطع الاراء و الفلسفات المعاصرة ادراكه و الاحاطة به و التوصل الى حلول كلية بل مرت وتمر بتقلبات كثير وسريعة ومتناقضة مما ادى ببعض المفكرين فيما اذكر فلاسفة سويسريون الى الدعوة الى التبطيئ الحضاري قليلا وذلك بسبب اجراء استطلاع اجتماعي مفاده ان الافر اد لم يعودو قادرين على تكوين رؤية ومنهج حياة يسيرون عليه لضمان عيش مستقر و سعيد بسبب تسارع وتناقض التحولات الفكرية و المؤقتتة واستفراغ الجهد و الزمن فيها دون الوصول لشيئ مقنع ويمتلك صفة الحقيقة و الثبوت و الاستمرارية ومن هنا يبرز مدى قصور العقل وحاجتة الى التشريع الاهي الحقيقي و الثابت و الشامل ومفتوح الزمكان - المكان و الزمان-.....كما ان السلام لا يرفض التنوع و التعدد مطلقا بل يرفض الاختلاف العقيم و التافه والصراع الطائفي الاسلامي هو في حقيقة الامرقصور بشري وليس قصورا في التشريع ودون اطالة ...ارى في المشروع الحداثي الاسلامي بالشروط التي ذكرت مشروعا سيكون له صدى ونجاح كبير اذا ما تم تفعيله عمليا و السعي الى تطويره وابقائه متفتحا لمجابهة كل الازمات الحالية وعدم حصره او الوصاية بهذا المشروع لطائفة او فئة معينة المشروع الذي يجعل مصادر قراءته ومعالجته لمشكلات البشرية و الكون الركائزالثلاث (- الحس- العقل - الشرع)...هذا وان اردت النقاش في قضية بعينها فيما يخص رؤيتك لصلاحية المشروع الحداثي الاسلامي فانا مستعد وبصدر رحب وعقل متفتح لديه القدرة على التقبل و المناقشة والتصحيح لمفاهيمه في حال ثبوت خطئها....وفي الاخير لك مني ازكى التحية و السلام استاذي الكريم مشكوووور
الطيب صالح طهوري:
1- نبدأ النقاش من أول فكرة(الحرية)..أتفق معك في رؤيتك أن الحرية وجود نسبي لا مطلق، وأن لها سلبياتها في الممارسة ، كما لها إيجابياتها، ذلك أن الذين يمارسونها بشر يخطئون ويصيبون، هذا اولا..ثانيا تخضع هذه الحرية في الواقع للكثير من العراقيل التي تحد إلى حد ما من فاعليتها بالمعنى الإيجابي، أبرزها ( العراقيل) صراع المصالح، ونقص وعي الناس وعجزهم عن تنظيم أنفسهم للدفاع عن حرياتهم وفرض ممارستها بالشكل الإيجابي..
لهذا يلاحظ أنه كلما أمكن للمجتمع أن يرتقي فكريا وجماليا أمكن له أن يمارس حريته بمسؤولة أكثر..وكلما حقق المواطنة لأفراده بما يجعلهم يشعرون بوجودهم كفاعلين مؤثرين حقيقة في تسيير شؤون مجتمعهم أمكنهم أن يعطوا لحريتهم إيجابية أكثر..
وعلى النقيض من ذلك ، كلما كان أفراد المجتمع فاقدين مواطنتهم ويعيشون كرعايا لاحق لهم في المشاركة في تسيير شؤون حياتهم المشتركة كلما فقدوا حريتهم وصاروا خاضعين يائسين أكثر وساءت أخلاقهم وأعطوا صورة مشوهة لتلك الحرية في إطار ممارستها..
إذا قارنا بين واقع الحرية في الغرب والعالم العلماني عموما نجد أن الفرد هناك أكثر حرية والمجال مفتوح له للإبداع أكثر في شتى مجالات الإبداع، كما هو مفتوح له لينظم نفسه مع الآخرين سياسيا ونقابيا ومدنيا أيضا، حيث يساهم من خلال المجتمع المدني بشكل كبير في تسيير شؤون حياته المشتركة..كما يمكنه إبداء رأيه في شتى قضايا مجتمعه ، دون أي خوف ..إنه يتعلم الحرية كتجربة باستمرار ويحسِّن من ثمة من حريته..ولأنه مجتمع بشري ، ستكون له أخطاؤه بالتأكيد..وربما هناك سلوكات نراها نحن من خلال ثقافتنا وما تعودنا عليه سلبية سيئة، لكنها بالنسبة لهم ضرورة لابد منها للتأكيد على حريتهم..خلاصة القول في هذا الجانب أن الحرية ممارسة بشرية ترتقي كلما ارتقى المجتمع فكريا وجماليا وتنظيميا..وأن وجودها في عالم الغرب والعالم العلماني عموما أحسن بكثير مما هي عليه عندنا في عالمنا العربي الإسلامي..وأنه لكي نكون أحرارا لابد أن نكون مواطنين ..لكننا للأسف ما زلنا رعايا في أوطاننا نخضع لإرادة أنظمة الاستبداد التي تحكمنا ، من جهة، وللقوى الإسلامية التي تهيمن على أذهاننا ونفسياتنا وتشكل من ثمة مخيلتنا الثقافية ونظرتنا إلى أنفسنا وإلى العالم عموما،من جهة اخرى، وهي نظرة – للأسف – مبنية على أساس الاعتقاد بأننا أفضل البشرية، وأن ما عندنا من أخلاق أحسن مما عندهم..وندعي كثيرا ذلك..وننظر إلى الآخر المختلف بعين الريبة، ونرفض الرأي والنقد الحرين..ونقيم من ثمة الكثير من الحواجز التي تحد من حرية الفكر والإبداع لدينا..
2- النقطة الثانية ( الفكر الإسلامي)..تقول بأن الفكر الإسلامي الذي يحيل إلى الحداثة هو الإسلام في حد ذاته( القرآن والسنة) وقراءتهما قراءة موضوعية..وفي الواقع هناك فرق بين الإسلام والفكر الإسلامي..الإسلام هو القرآن والسنة..الفكر الإسلامي هو تفكير المسلمين في الإسلام، فهومهم له وإيجاد أفكار يقولون بأنهم يستقونها منه أو يخضعونها لغاياته..والسؤال هنا: لقد اختلف المسلمون عبر كل عصورهم في تلك الفهوم والممارسات التي ربطوها بها..لماذا؟..لأنهم ببساطة يختلفون في مواقعهم الاجتماعية ومصالحهم ..تكفي الإشارة هنا إلى المذهبين الكبيرين الشيعة والسنة وما فيهما من مذاهب مختلفة متعددة..فهل يمكن التخلي يا ترى عن كل ذلك التاريخ الطويل العريض؟..وهل ترانا نعيش في واقع اليوم كعرب مسلمين متجانسين ؟..الواقع يقول أيضا بأننا نختلف في مواقعنا الاجتماعية وفي مصالحنا ، ولهذا نحن أيضا مختلفون في فهومنا للإسلام..مع الملاحظ أن الإسلام في الواقع لا يمكن أن يكون إلا تلك الفهوم- وقد أشرت إلى هذا سابقا - ..
هنا تطرح الأسئلة: ما هي القراءة الموضوعية للإسلام ( قرآنا وسنة)؟..هل يمكن أن تكون لنا قراءة موضوعية اليوم؟..هل يتم التخلي وبشكل مطلق عن القراءات المؤدلجة؟..هل نمتلك كعرب مسلمين اليوم الأدوات القرائية التي تجعلنا ننتج قراءة موضوعية، خاصة ونحن نرفض فكر الآخر الذي بلغ شوطا كبيرا في التطور بدعوى انه ليس مسلما وليس نتاج مسلمين وإنما هو نتاج غير المسلمين وفي ظروف أخرى هي غير ظروفنا..إلخ..إلخ..؟..لا حظ بأن الإسلاميين الذين يدعون إلى ما يسمونه المجتمع الإسلامي يحاربون حتى المفكرين الحداثيين العرب بدعوى أنهم يتبنون فكر الغرب أو هم متاثرون به، دون أن يعي أولئك الإسلاميين أن فكر الغرب ذاته هو نتاج لتطور الفكر البشري عبر التاريخ ونتاج تجارب مختلف الشعوب، ودون أن يضعوا في اعتبارهم أيضا أن أسلافهم في العصر العباسي مثلا كانوا منفتحين على مختلف ثقافات الشعوب الأخرى، تأثروا بها وبنوا فكرهم من خلال ذلك التأثر..وتقدموا من ثمة، وهو ما يعني ان الانغلاق على الذات والادعاء بأننا لسنا في حاجة إلى الآخر المختلف، وأن لنا في إسلامنا كل شيء،لا يؤدي إلا إلى تعميق تخلفنا وازدياد جمودنا وعجزنا..
وفي هذا الإطار أرى انه لا مجال لنا إذا ما أردنا تغيير ظروفنا إيجابيا وتحسين أدائنا السياسي والثقافي والأخلاقي والاقتصادي والاجتماعي إلا بتوسيع مداركنا العقلية وتعميق وعينا بواقعنا وواقع الآخرين ..وأن كل ذلك لا يمكن ان يتحقق إلا بقراءة فكر الآخرين شرقا وغربا ، والاستفادة منه ،والاطلاع على مختلف تجارب البشرية في الحاضر والماضي في مختلف ميادين حياتها...
3- ترفد وجهة نظرك بمجموعة من المبررات ،لا أعتقد – بالمرة – أنها تفيد هنا في شيء، ذلك أن كل دين – أكرر – هو تجلياته في الواقع من خلال ممثليه، ولا يمكن أن يكون الأمرغير ذلك..البشر هم الذين يتعاملون معه ، وهم من يعطيه نوعية وجوده في الواقع، وتأثيره في الناس..وحتى لو افترضنا التخلي عن كل الفكر الإسلامي وممارسات المسلمين عبر تاريخهم باسم الإسلام، ولجأنا إلى التعامل المباشر مع القرآن والسنة في واقع اليوم ، فإننا سنجد أنفسنا حتما نعيد تجربة الأسلاف بشكل شبيه لها،بمعنى أننا سنجد أنفسنا نختلف حتما في فهومنا الجديدة للإسلام انطلاقا من اختلاف ظروفنا ومواقعنا ومستوياتنا المعرفية ومصالحنا ونوعية التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهنا..إلخ..إلخ..وفي النهاية سيفرض مفهوم القوة المسيطرة أكثر ماليا وسياسيا وثقافيا هيمنته، تماما مثلما فرض مفهوم بني أمية وفقهائهم ( مثلا) وجوده في الماضي كونهم كانوا يمتلكون قوة فرضه أكثر من قوى المخالفين لهم..وبالتأكيد أن ربط ذلك الفهم الذي هو في النهاية الفهم الذي يخدم مصالح تلك القوة ويحافظ على سلطتها ، ويجعل الآخرين يخضعون لها ما دامت تربطه بالإسلام، وفقهاؤها يعطونه التقديس الذي به يبررون محاربتهم للمخالفين لها ، ويتهمونهم بالكفر والزندقة والمس بالإسلام ( الذي هو واقعيا فهمهم له ) من أجل تهييج العامة عليهم وتنفيرهم منهم ، وحرمانهم من نسائم الفكر وأشعة الإبداع حتى تبقى عقولهم مظلمة، ويسهل من ثمة التلاعب بهم وتوجيههم حيث شاءت مصلحة تلك القوة ..
ولأن جهات القوة التي تتبنى الإسلام عديدة، ولأن كل واحدة منها تدعي أنها الممثل الشرعي له فإن النتيجة الحتمية هي فتح باب الصراع العنفي على مصراعيه، خاصة إذا كانت القوة المتحكمة سياسيا وماليا وعسكريا في الواقع ضعيفة أو متخاذلة أو تعيش بعض الصراع بين عُصبها ..ولعل هذا ما يحدث في عالمنا العربي الإسلامي اليوم..وداعش لا تخرج أبدا عن هذا الإطار..ومثلما كنا نرى القوى الأصولية تكفر المخالفين لها والمنتقدين لفكرها وتحرض على قتلهم كأفراد، لأنها لم تكن تمتلك القوة التي تجعلها تفرض رأيها على المجتمع ككل، ها هي داعش وقد امتلكت القوة تعمل على فرض فهمها للإسلام على الجميع وتمارس فعل القتل لكل من يخالفها ولا يخضع لها..فقط، في السابق كان التكفير والقتل فرديا والآن صار جماعيا..ولا أعتقد بالمرة أن داعش تنطلق من فراغ..هي في الواقع تنطلق من موروث تاريخي وفكري تم فيه تكفير المخالفين والتنكيل بهم ، وتجد أيضا في القرآن والسنة ما تبرر به أفعالها ..
4- تقول بان (الإسلام لا يرفض التنوع و التعدد مطلقا بل يرفض الاختلاف العقيم و التافه)..هنا يطرح السؤال: ما هو الاختلاف العقيم والتافه؟..من يحدد الاختلاف العقيم والتافه من نقيضه؟..مؤكد أن القوة المهيمنة هي من يحكم على هذا الاختلاف أو ذاك بأنه تافه أو غير تافه..وتبعا لمصلحتها أساسا..وبالتأكيد أن ما تعتبره تلك القوة تافها هو نقيض ذلك لدى أصحابه..يمكن أن تقول لي بأن الفقهاء هم من يفرق بين التافه وغير التافه..لكن الفقهاء أيضا ليسو متجانسين ، هم أيضا بشر ولهم مواقعهم الاجتماعية ومصالحهم ويخضعون بشكل او بآخر للقوة المهيمنة التي ستجعلهم في خدمتها التمييزية تلك، إلى جانب أن الحياة اليوم أكثر تعقيدا ، وهم لا علاقة لهم بالمور الاقتصادية والسياسية والعلمية، وهم متخلفون جدا في هذا المجال..
بالنسبة لي ،وعي الناس ..قدرتهم على تنظيم أنفسهم..فرض وجودهم في الواقع كمواطنين من حقهم المشاركة في تسيير شؤونهم المشتركة هو طريق التفريق بين المضر من الآراء والأفكار والنافع ،وأيضا طريق التمييز بين المشاريع الاجتماعية المتنوعة واختيار الأفضل منها في إطار الديمقراطية التي تفتح المجال للجميع ليعبروا عن أفكارهم ويبرزوا مشاريعهم الاجتماعية، وفي إطار العلمانية التي تعتبر كل تلك الأفكار والمشاريع نتاجا بشريا قابلا للنقاش والنقد والاعتراض والدحض والتغيير في إطار السلم والاحترام..
شكرا جزيلا لك خليل..






#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعمة
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم
- بغير المعرفة لن نتقدم ، لن نتأنسن، لن نكون..
- بين منظومتنا التربوية ومنظومتنا الدينية
- عاصفة الأخضر حامينا إلى أين؟
- بعيدة محطة القطار
- أيها الماضي الضابح، إرحل
- احترام العالم لنا ولمقدساتنا يبدأ من احترامنا لأنفسنا
- لاهوية لي إلا الإنسان
- فأس الصمت تحفر قلبه
- البترول شُحَّ ريعه..أيها النظام ،ماذا أنت فاعل؟
- أضرحة تفتح فاه الصحراء
- من انا؟
- كيف يستعيد الوفاءَ إنسانُ حاضرنا العربي؟
- الموت
- احجار الغيم..صهيل النار
- رأي في أضحية العيد
- ثلج الحياة..نار الحب
- واقعنا العربي الإسلامي والداعشية
- كيف يكون الدين في الواقع ؟


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..تكملة