أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - كيف يكون الدين في الواقع ؟















المزيد.....

كيف يكون الدين في الواقع ؟


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 4620 - 2014 / 10 / 31 - 17:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


طرحت عبر تاريخ المجتمعات وأديانها ، وتطرح اليوم ، أسئلة كثيرة عن علاقة الدين بالواقع : أيهما يشكل الآخر يا ترى؟..هل يتغير الدين عبر التاريخ بتغير واقع المؤمنين به؟..هل يتغير الواقع بفعل تأثير الدين فيه؟..أين هو الدين اليوم؟..هل ما يزال فاعلا مؤثرا ، أم زال تأثيره بفعل عوامل ما زحزحته؟..
في عالمنا العربي الإسلامي: كيف هو الدين؟ كيف هو الواقع؟..كيف هي العلاقة بينهما؟..وأسئلة أخرى كثيرة بالتأكيد..
ليس في مقدورنا البحث في الإجابات عن كل تلك الأسئلة..يحتاج ذلك إلى الكثير من الجهد والبحث..يحتاج – ربما – إلى مؤسسات مختصة وإمكانيات كبيرة وسنوات طويلة للبحث في تلك القضايا المثارة..
سأترك كل تلك الأسئلة وأتناول في هذه الفقرات القصيرة علاقة الدين بالواقع في عالمنا العربي الإسلامي وبشكل نظري أساسا..
يمكن القول في هذا الإطار بأن مثول الدين، أي دين، في االواقع ، لا يمكن ان يكون إلا من خلال فهم المؤمنين به له وسلوكهم..
ولأن المؤمنين بالدين، أي دين أيضا، متعددون كجماعات فئوية أو طبقات اجتماعية ، فإن فهومهم له تتعدد حتما..
هذا يعني ، في الإسلام، كما في اي دين آخر، ان كل جماعة وهي تبرز فهمها له، وتمارس سلوكها على أساس ذلك الفهم، هي جماعة إسلامية بالضرورة، مهما كان فهمها مختلفا عن فهوم الآخرين ، وليس من حق أي جماعة في أي شكل كان تمثلها، حزبا سياسيا أو مذهبا فقهيا، او ..أو..ان تقول عن الأخرى انها ليست من الإسلام في شيء..
المشكلة في واقع المسلمين أن كل جماعة تدعي انها الممثل الشرعي للإسلام، اي تماثل فهمها للإسلام بالإسلام، ومن ثمة تصبغ عليه ( فهمها) ما يمكن اعتباره قداسة ، وانها على اساس ذلك تكفر كل من يعارضها او يطعن في فهمها ذاك..
ولأن معظم الجماعات الإسلامية ، إن لم نقل كلها ،تماثل فهمها للإسلام بالإسلام ،وتدعي امتلاكها الحقيقة المطلقة، وتمثيل الله في أرضه، فإنه لا مجال امامها في علاقاتها ببعضها البعض إلا ممارسة العنف بأشكاله المتنوعة، وحسب إمكانياتها..
إن ذلك لا يعني أيضا سوى ان الجماعة التي تمتلك القوة أكثر هي التي تفرض في الواقع فهمها، وتصادر فهوم الآخرين وتحاربها..
النتيجة المنطقية لكل ذلك هي فقدان المجتمع التعدد والاختلاف ،أي فقدان ما يراكم معارف الناس ويرفع من مستوياتهم العقلية ووعيهم، ويحسن من أدائهم في مختلف مجالات حياتهم، ويتيح لهم التعايش مع بعض، مهما كانت خلافاتهم، في ظل الاحترام المتبادل والتواضع والمشاركة الجماعية في خدمة مجتمعهم ، وبناء مستقبله الأرقى والأجمل والأقوى..
ترى، متى تدرك الجماعات الإسلامية ذلك، فتتواضع وتقول هذه فهومنا للإسلام، وليست هي الإسلام بإطلاق، وتقبل بمناقشة تلك الفهوم والاعتراض عليها حتى، ومن ثمة تصير عاملة أكثر على تحسينها ( الفهوم) بما يجعلها تتحسن وترتقي أكثر..؟..
للأسف الشديد، في مجتمعاتنا العربية الإسلامية التي تحبذ الجهل وتراه فضيلة، وترى في كل فكر يخالف السائد الجماعي كما تحدده القوى الدينية المهيمنة ثقافيا يصعب تحقيق ذلك ، خاصة إذا أدركنا أن مجتمعنا هذا يتافف كثيرا من القراءة التي يستحيل بدونها وبدون ان يصير المجتمع في علاقته بها خلية نحل – كما أكرر دائما - قرائية، يقرأ المتعدد المختلف ليرفع من مستوى وعيه، ويتانسن اكثر ويتواضع، ويرى انه مجتمع كباقي المجتمعات البشرية الأخرى، وأن الأفضلية في هذا العالم للمجتمعات التي تبني عقول أفرادها على أساس التعايش في ظل الاحترام مهما كانت مختلفة فكريا او اعتقاديا..الأمر صعب، صعب جدا في بلادنا..
المؤكد أن نقيض إيجابيات المقروئية كما نلاحظها في المجتمعات التي تعطي الاهتمام الكبير للكتاب هو ما يسود واقعنا ..وأبرز ما يسود أساسا هو تحول هذا المجتمع إلى مجتمع يتم التلاعب فيه بكل شيء ، ويتعمم الفساد في شرايين حياته أفقيا وعموديا..
المؤكد أيضا ان اخطر تلاعب ينتج عن هيمنة الجهل فيه هو التلاعب بالدين ..وباعتبار الدين مقدسا يلجا الناس إليه هروبا من واقعهم الحقيقي المتازم والبائس نتيجة عجزهم المزمن عن تغيير واقعهم نحو الأفضل ، ورضوخهم المطلق لذلك العجز ، وتيقنهم، نتيجة ذلك ، من استحالة ذلك التغيير ، وجعلهم الإفراط في التدين وسيلتهم التي يتصورون انهم بها يعوضون – كما قلت سابقا – عما افتقدوه من ملذات في الدنيا بملذات الآخرة ، يصير ذلك التلاعب بالدين أكثر سهولة وانتشارا..
خلاصة القول: لا دين في الواقع العملي خارج فهوم الناس له..ولا يحق لأصحاب أي فهم الادعاء بأن فهمهم ذاك هو الدين الحق، لأن ذلك الادعاء لا يؤدي إلا إلى التعصب والتضييق على حرية الفكر والإبداع ، ومن ثمة طرد المجتمع من التاريخ، وتعميق تخلفه، ونشر اليأس في نفوس أناسه، ورميهم في حال اللامبالاة والعجز والتدين المفرط المغيب للعقول، والقاتل للأحلام، إلا أحلام الآخرة ممثلة في نيل مكان ما في الجنة،وهي الأحلام التي يغريهم بها رجال الدين أئمة وفقهاء، ويسيطرون بها على عقولهم ومشاعرهم ، ويجعلونها بديلا عن جنة الدنيا التي يبنيها الآخرون بكدهم وجدهم ، ويشعرون بسعادتهم فيها وهم يطورونها ويحسنونها، ويحسنون من أدائهم فيها بشكل متواصل عن طريق الخطأ والصواب، الفشل والنجاح، كونهم بشرا يأملون ويتأملون ويفكرون ويجربون..



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الثقافي السائد..عن الثقافي البديل ..
- رغم المتاهة..هناك أمل في الحياة
- عميقا في البئر يغوص الحلاج
- يرمى النار على جثته
- في المهب هنا صخرة للصدى
- نار فينيقية
- من المسؤول عما حدث ويحدث في غزة؟
- ما فعلته الغريزة الجنسية وحوريات الجنة في قطعان الذكور العرب ...
- قصائد عربية
- ما وقع لي في مطعم العصر
- أعانق نارالسؤال ..أخيط المدى
- لعمي موسى ..لكرَمه
- هكذا حكم الجن اليهود البلاد
- لماذا يصر العرب على البقاء في الماضي؟.. لماذا يلازمون باب ال ...
- هكذا نحن..هكذا هم
- انتخابات 17 أفريل الرئاسية في الجزائر
- العرب بين رمل العقول ولفح السماء قراء ...
- كناباست..الشجرة التي رأت...تجربة نضال ميدانية
- الدروس الخصوصية..أسبابها ومخاطرها
- العرب بين ثقافة الموت وثقافة الاستهلاك


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - كيف يكون الدين في الواقع ؟