أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - الطيب طهوري - مريم















المزيد.....

مريم


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 5064 - 2016 / 2 / 3 - 20:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


خرجت مريم في هذا الصبح النازفِ..
فرحت أشجار السرو وأرصفة الشارعِ..
ومشى الظل إليها..
وعصافير الحقل الهارب حامت فوق أناقتها..
كانت تمشي..
تتأبط صمت الأشياء الأخرى..
عيناها جهة الأرضِ..
وكفاها لصق الجسد الخائف من نسمته..
كانت تمشي..
الجدران وأيضا طرقات الحي الواهن كانت تمشي..
ومشت حتى الأبواب..
***
في الشارع حيث الخطوات الخجلى ، قابلها صوت لا تعرفه..
آآآآآآآآآآآآآآه ، يا أنت.. رذاذك أشعلني..
أنت الـ كنت أريد مياهكِ..
عطش يركض في شفتيَّ.. وأنت الماء..
مريم كانت صامتة..
لم تفتح باب الغيم لهُ..
لم تجمع في كفيها كلماتهْ..
واصلت السير إلى وجهتها..
خلف خطاها سار الصوتْ..
صوت آخر من جهة ما صاح سعيدا: أنت الـ كنت أريد عناق مباهجها..
ثالث صفَّر منتشيا: يا لك من أنثى..أنت الـ كنت اريد سواد ظفائرها..
رابعُ..
خامسُ..
***
مد الليل يديه إليها..
خائفة أسرعت الخطو إلى الشجره..
دار الليل، تلوت أغصان الشجره..
كانت أيدي الأصوات عصا تتعاركُ..
كان الشعر الـواجف ريحا تعوي..
كان الصوت الصاخب: سافرةً..
كان الثوب دماء..
***
ماتت مريم؟..
ما ماتت مريم..
أشجار الشارع لا ..
أيضا أرصفة الطرقات..
لم تسقط في الرمل طيور أصابعها..
لم يمت الصبح النازف فيها..
***
لا أسئلةً أخرى تطرحها الأرضُ..
ولا دمَ أكثر مما يجري في هذا القحط العربيِّ..
ولا ماء هنا يروي الروح..
كانت مريم تحكي شمس ظفائرها..
كان الناس يمرون تباعا..لا احدٌ يسمعها..
الأشجار فقط كانت صامتة تسمعُ..
والأحجار وأجنحة الطير الهارب من لهث غبار الصحراء..
فتحت مريم نافذة في المطلقِ..
سألت: من يبكي في هذا الرمل الحارق نبع الماء؟..
من يبكيني في هذا الليل الـ يشربني؟..
ومشت إذ لم تسمع للريح صهيلا..
خلف خطاها كان يسير غزال البر الغابرِ..
أوراق من عشب منسيٍ في صفرته كانت تتطايرُ..
بعض من حجل في السفح الجبليِّ يطيرُ..
وبعض من حشرات لا ألوانَ لها.. ***
مرت مريم بالأنهار الـ كانت تحضنها..لا ماء لها..
مرت بقرى السهل الـ كانت تبصرها فرحا..لا جدران لها..
مرت بحقول القمح الـ كان يموِّجها..لا خضرةَ فيها..
جلست فوق الصخر الناتئ وبكت أكثر من كل الأنهارْ..
وبكى الصخر غديرا..
***
(يا مريم، لا تبتعدي أكثرَ..
لا تدعي الليل يغطي شفتيكِ..
ولا تدعي الرمل يغني أحزانكِ..)
قال حصان كان يمر بجانبها
(يا مريم ،لا تنتعلي ظلك في السرِّ..
ولا تكترثي بخيول السيف الغابرِ..
لا تمتثلي لصراخ الناعينْ..)
قالت أشجار لا أوراق لها كانت صامدة في وجه الريح
(يا مريم، مري..)
صاحت في الآه طريق كانت تعبر جنب الأشجار ***
في الأشجار رأت مريم قامتها..فابتسمت للأشجار..
في الطرقات رأت وسْع خطاها..فابتسمت للطرقات..
قرات في ساق حصان الجانب حقلا من أغمار لا حد لها..
ورأت أطفالا يبتسمون لها..
وعصاقير ترش ظفائرها بالماء.. ***
نهضت مريم من غفوتها..
ضمت ما كان تبقى من عشب خطاها..
ومشت فاتحة صدر بهاها لندى الكلمات



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبجدية لخماسيات جزائرية
- إفريقيا بين السواد وزوارق أزرق الأحلام / الأوهام
- رواية حنين بالنعناع لربيعة جلطي...... الخطر داهم..يا مثقفي ا ...
- هذا ما وجدنا عليه آباءنا
- اللاجئون، الغرب والمسلمون ( خواطر)
- انطباعات عائد من تونس
- من طرائف جدتي
- قصائد قصيرة
- (كلنا قطعان، أنتم ونحن) قالت الحيوانات
- خواطر عن الفتح..وعن الغزو أيضا..
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..ج 4
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..ج 3
- مجتمع القطيع
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..تكملة
- نعمة
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم
- بغير المعرفة لن نتقدم ، لن نتأنسن، لن نكون..
- بين منظومتنا التربوية ومنظومتنا الدينية
- عاصفة الأخضر حامينا إلى أين؟
- بعيدة محطة القطار


المزيد.....




- خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 “أحصلي ا ...
- البرلمان العراقي يدرس تعديلات قانونين مثيرين للجدل أحدهما عن ...
- بعمل فني يجسد تمكين المرأة.. فنانتان إماراتيتان تسلطان الضوء ...
- ماذا لو قرّرت النساء الإضراب عن الجنس؟
- اليونيسف تحذر: ارتفاع مقلق في إصابات الإيدز بين الفتيات وتحد ...
- أنواع معينة من العلاج بالهرمونات البديلة تهدد قلوب النساء!
- وسط تصاعد النزعة المحافظة.. -مقترح- لتعدد الزوجات يثير جدلا ...
- متحدث مستشفى شهداء الاقصى: انتشار امراض عدة بغزة خاصة بين ال ...
- دعوات لإنهاء حالة -التمييز الحكومي-: اعداد النساء نصف سكان ا ...
- في أمريكا.. معدّل إصابة النساء بسرطان الرئة أعلى من الرجال


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - الطيب طهوري - مريم