أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الطيب طهوري - في معنى الأخلاق..كيف هي عندنا؟..كيف هي عندهم؟















المزيد.....

في معنى الأخلاق..كيف هي عندنا؟..كيف هي عندهم؟


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 6288 - 2019 / 7 / 12 - 16:40
المحور: المجتمع المدني
    


- خواطر ليس إلا..

تعقد مجتمع اليوم..تداخل المصالح الفردية الفردية والجماعية الجماعية، والفردية الجماعية..كلها عوامل وظروف أدت إلى جعل الأخلااق والقيم الخلقية مسألة معقدة بدورها..إشكالية كبرى..تناولتها مختلف المدارس الفكرية والنظريات الاجتماعية والديانات..تناولها الفلاسفة وعلماء الاجتماع ورجال الدين..إلخ..اختلفوا كثيرا أحيانا..تقاربوا احيانا أخرى..
مسار البشرية عبر التاريخ..انتقالها من مرحلة إلى أخرى حتى عصرنا الحالي..كلها عوامل ساهمت في موت قيم أخلاقية ما وظهور اخرى..في ترسخ قيم في مجتمعات ما، وتغير نفس القيم في مجتمعات أخرى..
أسئلة كثيرة تطرح في واقع اليوم..محليا وعالميا..كلها تركز على معنى الأخلاق..هل هي ثابتة ام متغيرة؟..ما الذي يجعلها في مجتمع ما هكذا وفي مجتمع آخر هكذا؟..ما الفرق بينها وبين القيم؟..وقبل ذلك: ماذا نعني بالقيم؟
تعددت الإجابات..تنا قضت أحيانا..تقاربت أحيانا اخرى..
في مجتمعنا العربي الإسلامي حيث يسود الاستبداد اجتماعيا وسياسيا وثقافيا..وحيث نعيش الكثير من التناقضات بين ما ندعيه وندعو إليه وما نمارسه، تبدو المسألة أعقد بكثير مقارنة بما هي عليه حال المجتمعات المنظمة المنضبطة الديمقراطية..
لنحاول تبسيط القضية أكثر..نسأل..ونحاول الإجابة..الإجابة التي نعني ليست إجابة علمية موضوعية دقيقة..إنها تأملات ليست إلا..
لنبدأ:
ما القيم؟ ..
يبدو لي أنها مجموعة المبادئ التي يسير على هديها الفرد في مجتمعه ..سنقول بان هناك قيما دينية و قيما اجتماعية وقيم إنسانية..مثل قيم العدل والحرية والخير والاحترام والتعايش..إلخ..
ما الأخلاق؟.. إنها مجموعة السلوكات التي يتميز بها الناس في علاقاتهم بذواتهم وبالآخرين وبالطبيعة؟..
الأخلاق ترتبط بالممارسات العملية، كما يبدو لي..القيم ترتبط بالمبادئ التي تتحكم، نسبيا، في تلك الممارسات العملية..
ما هو الخلق/ السيء منها؟..ما هو الحسن؟..هل القياس هو المنفعة والمضرة؟..أم هو الحلال والحرام باعتبارنا مجتمعا مسلما في أغلبه؟..
النافع والضار نسبي..فعل السرقة للسارق إيجابي، لأنه حقق به مصلحة ما..للمسروق سلبي..
بماذا تستقيم أخلاق الفرد، بالضمير الحي أم بالخوف؟.
.لنتأمل واقعنا..لنتأمل واقع الآخرين..قصة الياباني منظف النوافذ والمصريين عمال الحديقة..
حكى أستاذ مصري زائر لجامعة طوكيو، قال:
راقبت منطف نوافذ إحدى العمارات..كان وحده..لم يكن هناك أحد يراقبه..كان يؤدي عمله على اكمل وجه..سرت في الشارع ذهابا وإيابا ، وواصلت مراقبته..لم يتغير فيه شيء..
قال: عدت إلى القاهرة..دخلت حديقة..مجموعة من العمل رأيت..على رأسهم رئيسهم..كانوا يشتغلون بجدية..بعد دقائق غادر الرئيس..ما إن اختفى حتى توقفوا عن عملهم وراحوا يثرثرون...بعد دقائق أخرى عاد..ورأيتهم يعودون إلى جديتهم في العمل..
قصة الروسي السائق في علاقته بإشارة المرور..
حكى لي تلميذ درسته في الثانوي ويدرس حاليا في روسيا..
قال: ركبت مع صديق في سيارته..في مفترق الطرق توقف..إشارة مرور السيارات كانت حمراء..كنا وحدنا..لا سيارة في اليمين أو اليسار..ألححت عليه بالتحرك ما دامت الطريقة خالية..استجاب لإلحاحي وحرك سيارته..بعد حوالي الكيلومترين توقف وعاد إلى نفس المكان في المفترق الطرقي وتوقف ولم ينطلق بسيارته حتى رأى إشارة المرور خضراء..
قارنوا بين الحالتين هناك وعندنا..ما الذي جعلهم يلتزمون باحترام العمل والقانون؟..ما الذي جعلنا نقيضا لهم تماما..
هل الأخلاق فعل فردي أم فعل اجتماعي/ ظاهرة اجتماعية؟..هل تتغير الأخلاق أم هي ثابتة لا تتغير؟..كيف هي في علاقات الحكام بالمحكومين؟..هل يمكن للمسجد أن يجعل اخلاقنا حسنة؟..أم الأمر متعلق بأمور أخرى كالمعرفة- الوعي – التنظيم – الديمقراطية؟...لماذا يتباهى المرتشون عندنا برشوتهم التي يقضون بها حاجاتهم؟..لماذا ينتحر المسؤول الذي يقوم بعمل فاسد في بعض المجتمعات لأنه لا يستطيع مواجهة مجتمعه الذي يرفض سلوكه ذلك بتذمر كبير واحتقار شديد؟..
في المقارنة: كيف هي اخلاق الآخرين في المجتمعات الأخرى، اعني غير المسلمة؟..في المجتمعات الغربية/ الديمقراطية أساسا؟..لماذا صاروا أخلاقيا أحسن منا ؟..في السياسة – في القوانين – في العمل – في الوقت – في الموقف من المرأة المرأة والرجل..إلخ
بين الإسلام والعلمانية في ميدان الأخلاق؟..
واقعيا،كيف هي أخلاق المسلمين اليوم في مجتمعاتهم؟..كيف هي أخلاق الناس في المجتمعات العلمانية؟ لماذا هي كذلك؟.. ما الأسباب؟..كيف نصير مجتمعا متخلقا بالمعنى الإيجابي؟..
المجتمعات الغربية مجتمعات علمانية..ديمقراطية ..متعددة فكرا ومعتقدا..تؤمن بالاختلاف وتشجع عليه..تخضع لقوة القانون..مجتمعات نسبة المقروئية فيها عالية جدا..تقرأ المتعدد المختلف وبشكل متواصل..مجتمعات تفكر بنفسها مستفيدة من تجارب الآخرين ماضيا وحاضرا، ومن تجاربها هي نفسها ماضيا وحاضرا..تتفاعل مع مختلف ثقافات العالم وتستفيد منها..مجتمعات تؤمن بالنسبية وتطرح الأسئلة باستمرار..
المجتمعات العربية مجتمعات ليست علمانية..ليست ديمقراطية..تكاد تكون أحادية فكرا ومعتقدا..تحارب المختلف .. تخضع لقانون القوة.. تميل إلى اليقينية والمطلق..تكتفي بالجاهز الفكري والديني..لا تطرح الأسئلة إلا نادرا..تتميز بالكسل العقلي والميل إلى التقليد..مجتمعات نسبة المقروئية فيها ضعيفة جدا..تقرأ المتشابه ( الديني غالبا)..تعتمد في تفكيرها على الريعية ..قال فلان عن فلان من الأسلاف عند الإسلاميين وهم الأغلبية الساحقة المسيطرة على أذهان ومشاعر الناس من خلال آلاف المساجد وآلاف الدعاة.. أو قال فلان من الغرب عند الحداثيين وهم قله لا تأثير لهم على المجتمع كونه مجتمعا لا يقرأ لهم أصلا .. تكاد تعادي ثقافات الآخرين بإطلاق، باستثناء ثقافة الصورة السطحية..لا تتفاعل مع الإبداع بمختلف أنواعه باستثناء الغناء السطحي الذي لا يضيف شيئا للمشاعر والمخيلات.... النتيجة: عقول جامدة فكرا..مشاعر بليدة لا تتفاعل مع الحياة والناس..تتفاعل أثناء المناسبات كفعل تجاري هدفه نيل الحسنات من أجل الآخرة، لا كفعل إنساني نابع من ضمير صاحبه ومتواصل الوجود باستمرار..مخيلات ضعيفة....
النتيجة: لا إبداعا فكريا ولا فنيا..
نحن مجتمعات عنف بامتياز..عنف لفظي وعنف جسدي في علاقات الأفراد والجماعات..لماذا؟..
إنه اليأس العام..إنه العجز..
من الذي أوصلنا إلى ذلك؟..
إنها انظمة الاستبداد غير الشرعية التي تحكمنا وتتحكم فينا، وتعمل على ترويضنا بشكل مستمر من اجل ان نخضع لها حتى تبقى في السلطة وتحافظ على مصالحها المتراكمة الناتجة عن النهب العام..
العنف اللفظي والجسدي الفردي والجماعي إذا ما وجد قوة ما توحده ( توحد أفراده وجماعاته) يتحول إلى عنف مؤسس، خاصة إذا كانت تلك القوة دينية تخاطب في الناس مشاعرهم الدينية وتستغلها للتحكم فيهم وتوجيههم وفق ما تريد..هكذا كانت الحال في عالمنا العربي، حيث كانت القوى الأصولية هي تلك القوى التي حققت ذلك التوحيد..وكان من ثمة ما يسمى بميليشيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تركز أساسا على محاربة الحريات الشخصية والفكرية ، ثم العنف المسلح ( تجربة الفيس عندنا) ..والمتعدد ايضا (كما لوحظ في سوريا وليبيا والعراق..)...ولأن هذا العنف ارتبط بالجهل الاجتماعي العام كان عنفا لا عقل له..عنفا أتى على الأخضر واليابس..وفتح المجال لأنظمة الاستبداد ذاتها لتجعل منه سلاحها وتستغله كوسيلة ترويض أخرى للمجتمع، من خلال الانخراط فيه بمخابراتها وتوجيهه بما يخدمها ويزرع الخوف ،وبعمق، في نفوس الناس، ويشل من ثمة حراكهم الاجتماعي ونضالهم السلمي..



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان مثقفين جزائريين
- عن مصالح الرعايا..عن مصالح المواطنين
- بين الدولة الدينية (الإسلامية) والدولة العلمانية
- الوانتوثريست*..البطالة والفساد الأخلاقي
- البنية ودلالات الأسماء في رواية-صخرة نيرموندا-
- عن معيقات الحداثة في عالمنا العربي الإسلامي
- بين الهند والجزائر
- أن ينتقِدوا، ذاك حقهم ..من واجبكم مجادلتهم والرد عليهم بالحس ...
- من المسؤول عما نحن فيه؟
- هذا ما يفعله مسؤولو ال تحت في شعوبنا العربية
- عن الإيديولوجيا..عن مخاطرها
- في معنى الأصالة
- عن ديمقراطية الشعر..عن لا ديمقراطيته
- عن القصيدة/ القبيلة العربية ومجتمع حاضرنا العربي
- مجتمعنا العربي وعالم الحداثة
- بين ثقافة الولاءات وثقافة الكفاءات
- مقبرة الحجارة
- هنا، لا أمام لي
- من آخرته عاد أبي
- عن الحب..عن القبائل الأمازيغ في الجزائر


المزيد.....




- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الطيب طهوري - في معنى الأخلاق..كيف هي عندنا؟..كيف هي عندهم؟