أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الطيب طهوري - عن العقلية العربية














المزيد.....

عن العقلية العربية


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 7169 - 2022 / 2 / 21 - 20:48
المحور: المجتمع المدني
    


العقلية العربية عقلية ريعية ،اتكالية،خضوعية وادعائية..ريعية ،تعتمد في معيشها المادي على ريع الأرض وعلى الآخرين من الأمم الأخرى، تصدر لهم ماهو طبيعي في أرضها من بترول ومعادن وتستورد منهم ما يشبع حاجاتها المادية..في فكرها هي ريعية أيضا، لا تشغِّل عقولها،لم يترك أسلافها لها ما تفكر فيه..قال فلان وقال فلان أو عن فلان عن فلان، هوتفكيرها..
وهي اتكالية،لها شيوخها الذين يوجهونها ويحددون لها نمط حياتها..ولها السماء توجه إليها أكفها وتنتظر خيرها..في تنظيم حياتها، لا تتعب حياتها، حكامها هو الذين يتولون المسؤولية عنها في تعيين مسيري شأنها العام..هكذا هو دأبها عبر كل تاريخها..ولنها كذلك، فهي خضوعية بالضرورة..وحتى إذا أتيحت لها الفرصة لتختار فغنها تختار من يواصل إخضاعها، ليس إلا ، ولا تختار من يتبنى فكرا ديمقراطيا يجعلها تتحمل مسؤوليتها وتختار..
هذه العقلية تحارب كل فكر مخالف لنسقها العقلي/ الثقافي العام، نسق التشابه/ القطيع..في قديمها حاربت مبدعيها ومفكريها المخالفين (ابن سيناء،ابن الرواندي،الرازي ،الحلاج ،المعري،ابن رشد...وغيرهم كثيرون )..في حاضرها (طه حسين،حسين مروة ، مهدي عامل ،نصر حامد أبوزيد، نوال السعداوي ،أدونيس،عبد القادر علولة ،أراكون.. إلخ)..
أما ادعائيتها فتبدو في النظر إلى نفسها على أنها خير أمة أخرجت للناس، وأنها هي الأمة المنوط بها هداية الناس إلى طريق الخير ( دون ان تنتبه إلى أنها غارقة حتى آذانها في التيه) وأن دينها فيه كل شيء، سياسة واقتصادا وعلما..و..و..
خلاصة الحال أننا نحن العربَ ما نزال مجتمعات تقليدية بدوية،سواء في تفكيرنا أو في علاقاتنا الاجتماعية أو في النظم التي تحكمنا..ما نزال نسيِّر أمور حياتنا وفق الحلال والحرام، وبنفاق كبير وتناقضات عجيبة، بدل النافع والضار..بدل النافع والضار..ما نزال نتعامل مع الناس على أساس هذا مسلم فهو منا، وذاك كافر فهو عدونا..ما يزال تعليمنا تتحكم فيه الإيديولوجية الدينية والطريقة الإلقائية ، بدل العقلانية ..ما تزال الأنظمة التي تحكمنا أنظمة استبدادية تحكم بقانون القوة بدل قوة القانون، وتتصرف في ممتلكات الدولة وكأنها ممتلكات عامة،لا فرق في ذلك بينها وبين أنظمة الخلافة في العصور الأموية والعباسية والعثمانية..إلخ..ولا يخضع الحاكم فيها للمراقبة والمحاسبة والمعاقبة.. وهي بذلك لا تختلف في شيء عن أنظمة الحكم القديمة..ما نزال نسيِّس الدين ونديِّن السياسة..ما نزال لم ندخل بعد العصر الحديث ، عصر التفكير العلمي والمعرفة والعلمانية والديمقراطية..
ما يؤزم الوضع أكثر ان تلك العقلية ترتبط بالمقدس..ذاك المقدس يعطيها مصداقية أكثر لدى عامة الناس ويجعل حربها التي تواجه بها كل فكر مخالف مشروعة وذات مشروعية..
هذه العقلية هي العقلية التي تحرص أنظمة الاستبداد والفساد على استمرارها..كما تحرص القوى الإسلاموية على استمرارها أيضا..
بقاؤنا نعيش بهذه العقلية يعني استمرارية بقائنا في تخلفنا وتبعيتنا..
ترى، كيف نخرج من هذه الوضعية المفلسة؟..
لا طريق سوى تفكيك الثقافة التي كونت تلك العقلية ورسختها،واظهار مخاطرها وكيفيات تحكمها في أذهان ونفوس الناس..لابد من نشر الفكر النقدي بشكل واسع وتغيير المنظومة التربية بما يجعلها منظومة تبني العقول الواعية المسؤولة التي بدورها تجعل الفرد مواطنا حرا،لا رعية خاضعة..
للاسف،الامر صعب وصعب جدآ في مجتمع لا يقرأ ،ولا يقرأ المختلف أساساً..ولا يشغل عقله..ويهتم بالشكليات وماهو غير جوهري في الحياة..



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نحن هكذا؟
- كيف تكون كاتبا مؤثرا؟
- عن مثقفينا وكرة القدم
- تمدين ودمقرطة المجتمعات المخرج الوحيد لمواجهة الأزمات
- عن الجزائر الجديدة
- أنظمة الحكم العربية خطر على شعوبها
- كورونا..بين الرأسمالية والتعداد البشري المهول
- عن حرية الإبداع ..عن مشاعر صائمي رمضان
- في معنى الأخلاق..كيف هي عندنا؟..كيف هي عندهم؟
- بيان مثقفين جزائريين
- عن مصالح الرعايا..عن مصالح المواطنين
- بين الدولة الدينية (الإسلامية) والدولة العلمانية
- الوانتوثريست*..البطالة والفساد الأخلاقي
- البنية ودلالات الأسماء في رواية-صخرة نيرموندا-
- عن معيقات الحداثة في عالمنا العربي الإسلامي
- بين الهند والجزائر
- أن ينتقِدوا، ذاك حقهم ..من واجبكم مجادلتهم والرد عليهم بالحس ...
- من المسؤول عما نحن فيه؟
- هذا ما يفعله مسؤولو ال تحت في شعوبنا العربية
- عن الإيديولوجيا..عن مخاطرها


المزيد.....




- الأمم المتحدة: نزوح ما لا يقل عن 370 ألف شخص بعد تجدد الاشتب ...
- سلوفاكيا تعتزم تخفيض الدعم المالي للاجئين الأوكران
- بين صراع الظلم والمجاعة: الفلسطينيون يواجهون قسوة الأزمات ال ...
- دولة قطر تؤكد ضرورة اضطلاع الجمعية العامة للأمم المتحدة بمسؤ ...
- نائب في -الرادا- الأوكراني يدعو لاعتقال زيلينسكي فور إبرام ا ...
- رسالة الجولاني لبشار الأسد ورؤيته لمستقبل سوريا ووضع الأقليا ...
- الأمم المتحدة: العراق اليوم أكثر أمناً واستقراراً
- رئيس إسرائيل يدعو إيلون ماسك للتوسط في إحياء صفقة تبادل الأس ...
- في عامها الـ75.. هل تنجح حملة القضاء على الأونروا؟
- -الفارس الشهم 3-.. الإمارات مستمرة في دعم وإغاثة سكان غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الطيب طهوري - عن العقلية العربية