أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات من الفولكلور الكردي - حكاية أمير هكاري














المزيد.....

حكايات من الفولكلور الكردي - حكاية أمير هكاري


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 7187 - 2022 / 3 / 11 - 23:15
المحور: الادب والفن
    


حكاية أمير هَكاري

ترجمة ماجد الحيدر

يحكى أن أمير هكاري ضرب الحصار على مدينة ئاميدي (العمادية) وعسكر أمام بوابتيها ثم أرسل الى أمراء ئاميدي رسالة يقول فيها:
- آمركم أن تلقوا السلاح وتفتحوا البوابتين أمام جيشي. لا تأملوا بأن يهبَّ أحد لنجدتكم.
لكن أمير ئاميدي أجابه:
- عبثاً تطالبنا بهذا. نحن أيضاً أمراء. أنت من يعتدي على مدينتنا ولن نتوانى في الدفاع عن أنفسنا.
فأرسل اليه أمير هكاري رسالة ثانية:
- لقد زرعت للتو عدداً من أشجار الرمان ولن أسحب جيشي حتى آكلَ من ثمارها.
سبع سنوات طوال مرت على حصار المدينة. أرسل أمير ئاميدي لأمير هكاري قدراً كبيراً مليئاً بالرز المطبوخ يعلوه لحم الحجل الشهي مع رسالة تقول:
- ها قد مضت سبعة أعوام ونحن صامدون بوجه هذا الحصار وسيبقى هذا طعامنا حتى بعد سبعة أعوام أخريات. فكتب له أمير هكاري:
- يبدو أن هذا الرز هو آخر ما تبقى في مخازنكم وأنكم سلبتم هذه الحجول من عجوز أو أرملة ما. إعلم بأننا لسنا بحاجة الى ما بأيديكم فهكاري وبيباد تحت حكمنا. ولكن لا بأس. سننهي حصارنا لكم شريطة أن تلقوا السلاح. ولا تخافوا وكونوا على ثقةٍ بأنني لن أسمح بإراقة قطرة دم واحدة. افتحوا كلا البوابتين: بوابة زيبار (الشمالية) وبوابة الموصل (الجنوبية) وليبقَ كل شخص في دكانه ويمارس عمله أما جيشي فسوف يدخل من إحدى البوابتين ويخترق المدينة ثم يخرج منسحباً من البوابة الثانية.
قبل أمير هكاري ما عرض عليه وبعث بالرد الى أمير هكاري فأرسل الأخير قواته الى داخل المدينة بعد أن أعلن بوضوح أن أي فرد من جيشه يقدم على اعتداء أو عمل قبيح سيكون جزاؤه قطع أذنه. لكن حدث أثناء مرور الجيش بالمدينة أن أحد الجنود (وكان غليونه قد انكسر) وقف على أحد الدكاكين وأخذ منه غليوناً جديداً ولم يدفع ثمنه. وعندما علم الأمير بذلك أرسل في طلبه وأمر بقطع أذنه في الحال.ثم أمر بأن يتوجه كل امرئ الى عمله وسحب جيشه الى وادي مزوري ومضارب الغجر القريبة. في تلك البقعة انتصبت صخرة كبيرة عالية مثل منارة. نزع الأمير معطف الفرو الذي يرتديه وألقاه على الصخرة ثم قال:
لتكن هذه الصخرة البلقاء
شهادة من الأديان الثلاثة
على الحدود بين هكاري وبهدينان
كان لهذا القرار آثار قاسية على مدينة ئاميدي وسكانها إذ جعل مراعيها الطبيعية ضمن حدود إمارة هكاري مما أضرّ بأحوالهم المعيشية. مضى الأمر على هذا المنوال حتى فكر أحد العقلاء الذين خبروا الدنيا بخطة ذكية، فلبس ثياب الدراويش-الشعراء وتوجه نحو عاصمة هكاري وهو يتغنى بقصائده الجميلة. ولم يمض وقت طويل حتى سمع به أعوان الأمير واستدعوه لقصره، ويقال أن الدرويش ظل لثلاثة أيام بلياليها ينظم الأشعار في حضرة الأمير ثم استأذن منه ليعود من حيث أتى وقال:
- أنا يا سيدي درويش فقير أدور من مكان لمكان وليس أمامي سوى العودة الى عملي.
أذن له الأمير وأمر أحد قواده بأن ينقده عشر ليرات، لكن درويشنا لم يقبلها. أخبر القائد الأمير بذلك فأمر بجعلها عشرين ليرة لكن الدرويش لم يقبلها أيضاً وأصر على موقفه حتى بعد أن جعلوها مئة ليرة. عندها استدعاه الأمير وقال له:
- يا درويشنا العزيز. ماذا تريد؟
فأجابه الدرويش:
- يا مولاي الأمير. مكافأتي ليرة واحدة لا غير. وليبارك لك الله في مالك.
- ماذا تريد إذن أيها الدرويش العزيز؟ أوضح طلبك.
- ما أريده يا سيدي هو معطف الفرو الملقى على تلك الصخرة العالية.
- ولكنه ملقى هناك من سبعة أعوام، ولا بد أنه تهرأ الآن.
- فليكن يا سيدي. أنا راضٍ بهذا.
- قد عرفت مرادك ومقصدك. أيها القوم. ليكن في علمكم أنني قد ألغيت الحدود التي رسمتها وأنها ستعود كما كانت لأجل خاطر هذا الدرويش!



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوبادي جليزاده - لا تقتلوا النساء
- حكايات من الفولكلور الكوردي - كلمة السوء تطير بجناحين
- حكايات من الفولكلور الكوردي - لا أحد يسد مكان غيره
- حكايات من الفولكلور الكردي - لو أنبت الندم قرونا لبلغت قرون ...
- حكايات من الفولكلور الكردي - ماذا سيحدث لو كان رماناً
- حكايات من الفولكلور الكردي - يا قنفذي فدتك أمك
- شهيد - شعر قوبادي جليزيده - ترجمة ماجد الحيدر
- حكايات من الفولكلور الكردي - إذا جاءك الموت فلا تدر مؤخرتك
- قوبادي جليزاده - توزيع
- هشم يدي أرجوك - قصة قصيرة
- حكايات من الفولكلور الكردي-الشام سكر لكن الوطن أحلى
- حكايات من الفولكلور الكردي-تحل بالصبر تكن أمير مصر
- ثرثرات ميت وقح-شعر
- حكايات من الفولكلور الكردي-حتى عرف العقل أودى بالمال
- حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية الثعلب والسلحفاة
- حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية الشيخ سليمان أبو رجل الجرس
- حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية شاقولي الأخرق العاثر الحظ
- حكايات من الفولكلور الكردي-حلم الحاكم
- حكايات من الفولكلور الكردي - سري سينكشف ولو بحباب المطر
- صبية النرجس


المزيد.....




- “القط بيجري ورا الفأر”.. استقبل Now تردد قناة توم وجيري الجد ...
- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات من الفولكلور الكردي - حكاية أمير هكاري