أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر الكفائي - اللعبة القذرة














المزيد.....

اللعبة القذرة


حيدر الكفائي
كاتب

(Hider Yahya)


الحوار المتمدن-العدد: 7182 - 2022 / 3 / 6 - 09:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لمن لا يعلم بالمسافة بين روسيا وامريكا فان اقرب مسافة بينهما هي ربما اقل من مسافة بيتك عن عملك ، فروسيا بحجمها الكبير الذي يلتف حول الارض تملك حدودا مع الولايات المتحدة الامريكية من الجهة الغربية تقدر بحوالي 55 ميلا وهي بين الاسكا التي اقتطعت من دولة كندا رغم انوفهم باتفاقيات سياسية مشبوهة وبين الحدود الروسية الا ان وسط هذا المضيق الذي يجمع الدولتين هناك جزر ديوميد وهي عبارة عن جزيرتين متجاورتين احدهما روسية والاخرى امريكية وهي جزر تتوسط بحر بيرنغ وتتكون من جزيرة ديوميد الكبرى التابعة لدولة روسيا وجزيرة ديوميد الصغرى والتابعة لأمريكا وهاتين الجزيرتين يعدان اقرب نقطة حدودية تربط البلدين حيث لا يبعدان عن بعضهما البعض سوى 4 كيلومترات او ما يقارب ميلين ونصف الميل والغريب انه عندما تتجمد المياه عادة في تلك الامكنة يستطيع اي شخص ان يسير بقدميه الى الجهة الاخرى وهم على مسافة النظر يمكن للمشاهد ان يرى معالم تلك المنطقتين بين بعضهم البعض ،،، بل الاغرب حقا ان الخط الحدودي الفاصل بينهما هو ايضا فاصل زمني بفارق 23 ساعة بين الدولتين .
من خلال هذه المعلومة يتبين للحصيف اللبيب كم هي مخاوف الروس على مدى نصف القرن الاخير او يزيد ، عندما يدرك ان تخلخل توازن القوى بين الدولتين يسبب ابتلاعا للطرف الاخر ضمن مفهوم القوى العالمية والقطبية التي اصبحت عرجاء منذ ان تفكك الاتحاد السوفيتي .
لقد دأبت امريكا ومنذ ان انفصلت تلك الدول عن الاتحاد السوفيتي الى ضم بعض دول الطوق الى حلف الناتو ، وبالطبع فأن روسيا تفهم الاعيب امريكا وبعض دول القارة العجوز ، وقد حدث بالفعل هذا التداخل حين انجرت جورجيا الى اللعب بالنار لكن الرد الروسي انذاك كان واضحا حيث اجهز الدب الروسي بمخالبه على إدارة تلك اللعبة القذرة وجعلها درسا لكل دولة تخرج عن طاعة الجار الاعظم لروسيا ، وما أمر الشيشان ببعيد .
ربما يظن البعض ان الحرب الروسية الاوكرانية المستعرة الان هي وليدة هذا الوقت ، انما البدء الفعلي للحرب هي قبل 8 سنوات او اكثر عندما تحدت اوكرانيا كل الاتفاقات والمواثيق الدولية وراحت تحيك مؤامرة الالتحاق بالناتو التي بالطبع سوف تجعل روسيا بين فكي كماشة ، حيث لا يمكن لدولة تحترم نفسها وعظمة مكانتها مثل روسيا ان ترضى بان تجعل نفسها مطوقة من شرقها الى غربها ، وكما بينا مدى المسافة التي تبعد بين البلدين امريكا وروسيا من غرب الارض فلا يمكن لروسيا ان تترك امريكا تستحوذ على قرنها الشرقي الذي يشرف على دول اوربا ولا يفصل بينهما الا اوكرانيا كحلف للناتو ، اما من حيث كتلة دول المجموعة الاوربية فان دول استونيا و لاتفيا و لتوانيا لسن ببعيدات عنها ، وبالطبع فان مخاوف الروس مخاوف مشروعة اذا علمنا ان تفكك الاتحاد السوفيتي اعقبه اتفاقا بين روسيا وامريكا وقع كلا البلدين على شرطين مهمين هما عدم بقاء اي صواريخ نووية لدى اوكرانيا التي كان لديها ما يقرب من 5000 صاروخ نووي وتعد هذه الكمية بمثابة ثلث ما يملك العالم من الترسانة النووية وبموجب هذه الاتفاقية نقلت الصواريخ إلى روسيا ، وكان الشرط الثاني هو عدم انضمام هذه الدول الى حلف الناتو .
وطوال هذه السنوات كانت امريكا تحضر الى انضمام اوكرانيا الى هذا الحلف الا ان روسيا كانت تعلم بكل ما يجري وهي ايضا كانت تعد نفسها لهذا العمل منذ وقت طويل ، وتكشفت معلومات عن مدى تواجد امريكا على الخط مع اوكرانيا وتواجدها لهذا الغرض وما وجود الألغام الأرضية التي وجدت على الحدود وفي طريق الزحف الروسي الا دليلا واضحا على تحرش امريكا بروسيا منذ زمن ليس بالقصير بعد ان كشفت التحريات ان هذه الالغام امريكية الصنع ،، من جهة اخرى فان محاولة امريكا لزرع النازيين الجدد في اوكرانيا ومد يد العون لهم من خلال المساعدات السخية التي ظهرت الى العلن تبين ان امريكا والحلف كانوا يبيتون لروسيا امرا عظيما الا ان قيصر الكرملن كان حكيما وغاية في الذكاء عندما استبقهم بضربة افقدت كل مخططاتهم وجعلتهم في حيرة من امرهم وافشل كل مخططاتهم التي كانوا قد اعدوها من قبل .
قد تقصر هذه الحرب او تطول لكن ما ينبغي معرفته أن كل هذه البروباغندا ووحوش الذباب الالكتروني وكل القرارات والعقوبات التي وصلت الى ادنى نوع من انواع الخسة فقد طالت الالعاب الاولمبية ورؤوس الاموال الشخصية وقصور الشخصيات الروسية واليختات والبنوك وطرد الشركات والافراد وكل انواع العهر السياسي المقيت ،، كل ذلك انما هو ردة فعل على مدى الفشل الذي لحق بهم من جراء كشف مخططهم وقبر خطتهم في مهدها واخذ بوتين المبادرة له ليتبين مدى دهائه وحنكته ، وتتبين ايضا مدى حقارة الغرب وسياسة الكيل بمكيالين .



#حيدر_الكفائي (هاشتاغ)       Hider_Yahya#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (عشاء اخير على شرف عفاف)
- زيجات داخل اسوار السجن
- عقد قران من وراء القضبان
- ( أم الوفا ،،،،، سجينة خارج الأسوار )
- جولات مكوكية غير مألوفة من قبل
- السجاد الاحمر…..!
- مأزق مأرب وهروب السعودية نحو ايران
- مسيّرة الفجر تهتز في اروقة البيت الابيض
- تجربة موت…..! ( 4 )
- تجربة موت …..!
- تجربة موت …..! ( 2 )
- تجربة موت ….! ( 3 )
- من سيربح المليار….!
- تروحين فدوة لصباط قرداحي يا شمطاء
- عرس المازوت والخروج عن الجلد
- ( عميد المنبر ومتلازمة الجهلة….! )
- ( السرسري والسربوت والشلايتي…)
- الشيطان الازرق وعوائلنا
- الحب الضائع ….!
- المقايضة الممقوتة


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر الكفائي - اللعبة القذرة