أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - حيدر الكفائي - زيجات داخل اسوار السجن














المزيد.....

زيجات داخل اسوار السجن


حيدر الكفائي
كاتب

(Hider Yahya)


الحوار المتمدن-العدد: 7125 - 2022 / 1 / 3 - 11:25
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


كان يوما شديد المطر شهدتها ناحية ابي غريب ، وفيه ايضا قد اتفق قاضي المحكمة في تلك الناحية مع الأخ الكبير لعلي ذلك السجين الذي يقبع داخل تلك الزنازين الرهيبة مع الشبان الذين شحذ الظالمون عليهم أسنة الحراب والدمار ، وليكون هو الموعد الذي وعدهم به هذا القاضي للحضور في ادارة السجن وذلك لأجراء عقد القران الرسمي ، في البداية حاول ان يعتذر كثيرا بسبب شدة هطول المطر لكن وجود أم الوفا هناك مع حماها وصعوبة الموقف وتجشمهم عناء السفر من مدينتهم البعيدة هو ماجعل السيد قاضي المحكمة يتقبل بشيء من الانسانية والعاطفة والقبول بالذهاب معهم ، فقد كان شهما غيورا .
سارت بهما السيارة التي استأجراها عن غير علم بالخراب الذي كانت عليه فقد كانت تتمايل بأطاراتها التي بالكاد ان تسير بصورة مستقيمة ، وقد لام القاضي ذلك السائق على هذه السيارة الهرمة لكن لا حيلة من ذلك فالمطر كان شديدا لا يقاوم ،،،،،
وصلوا بصعوبة وقد استقبلتهم ادارة السجن وجلس الجميع في غرفة مدير السجن ثم نادى بعد ذلك أحد الاداريين في مكبرة الصوت بأسم علي للحضور .
ماهي الا دقائق كان علي وجها لوجه مع أم الوفا وأخيه وذلك القاضي الشهم ،،،،،،، استل القاضي قلمه وبدأ يملي عليهم صيغة العقد ثم اخذ الموافقة من الطرفين وعقد لهما وبارك لهما ورحل القاضي ورحلت أم الوفا بلقاء قصير كان كالومضة التي تبرق سريعا ولا تغني عما يجول بداخل قلب علي من شوق واشتياق .
ورغم ان العقد الشرعي كان قد اجراه علي مع حبيبته بحضور والدته لكنه اراد ان يجعل العقد رسميا حتى يتسنى للجميع بما فيهم الاقارب ان يعرفوا الحقيقة ويكون فيه اشهار للزواج وهو بذلك اكثر اطمئنانا لقلب ام الوفا وترجمة لمدى حبه لها ومكانتها عنده .
بقدر ماكان علي سعيدا وكذا زوجته لكن سرعة اللقاء احدث في قلبيهما لوعة تحولت بعدها الى حزن وكآبة ، واصبحت الايام ثقيلة عليهما ، ينتظران متى يحين اللقاء في الزيارة القادمة .
صار علي يحصي كل ما يجول بخاطره فيضعها في حقول ثم يجمع بعضا مما علق في مخيلته فتتوارد الأسئلة ويعدها عدا كي لاينسى ان يسأل عن كل شيء حين قدوم ام الوفا .
مشاعر تطفو وآهات وحسرات لا تنقطع ، فأي عذاب هذا الذي يتجرعانه هذان الحبيبان وقد فرض عليهما القدر أن لا يهنئا في عرسهما ولا يتذوقا طعم المودة والألفة في زمن اناس ارجاس لا يعرفون الانسانية ولا معنى للحرية .
توالت الزيجات عند اخوة المحنة واصحاب السجن فكل زيارة لأهالي السجناء تسمع اخبار مفرحة عن فلان وفلان قد تزوج فاصبح السجناء بين القناعة بهذه الفكرة وبين من لا يؤيدها ولكل اسبابه لكن مما ساعد على زيادة حدتها هو ان ادارة السجن سمحت ببناء خيم في فترة الزيارة وهذا ما اثلج صدور السجناء وعوائلهم بعد ان كانت العوائل لا تجد راحة في فترة الزيارة لعدم وجود ساتر بين العوائل ، فتشجع الكثير من السجناء على الزواج بل حتى الانجاب وشجعهم على ذلك ايضا بعض رجال الدين المحترمين والسادة الاجلاء على هذا العمل المشروع وقد باركوا للكثير منهم .



#حيدر_الكفائي (هاشتاغ)       Hider_Yahya#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقد قران من وراء القضبان
- ( أم الوفا ،،،،، سجينة خارج الأسوار )
- جولات مكوكية غير مألوفة من قبل
- السجاد الاحمر…..!
- مأزق مأرب وهروب السعودية نحو ايران
- مسيّرة الفجر تهتز في اروقة البيت الابيض
- تجربة موت…..! ( 4 )
- تجربة موت …..!
- تجربة موت …..! ( 2 )
- تجربة موت ….! ( 3 )
- من سيربح المليار….!
- تروحين فدوة لصباط قرداحي يا شمطاء
- عرس المازوت والخروج عن الجلد
- ( عميد المنبر ومتلازمة الجهلة….! )
- ( السرسري والسربوت والشلايتي…)
- الشيطان الازرق وعوائلنا
- الحب الضائع ….!
- المقايضة الممقوتة
- بين مشكلة الكهرباء وضياع الخصيتين
- الوعد الذي انقضه جز الرقبة


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - حيدر الكفائي - زيجات داخل اسوار السجن