أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-وداعا لهيمنة القطب الواحد














المزيد.....

بدون مؤاخذة-وداعا لهيمنة القطب الواحد


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 7172 - 2022 / 2 / 24 - 13:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل السلحوت:
الهجوم الروسي على أوكرانيا صباح هذا اليوم لم يفاجئ أحدا، والمسؤول الأوّل عنه هو أمريكا قبل روسيا، فأمريكا التي انفردت بالسّيطرة على العالم بعد تفكيك الاتّحاد السوفييتي، وانهيار منظومة الدّول الإشتراكيّة في بداية تسعينات القرن الفارط، فتكت بالعالم، وفرضت هيمنتها عليه، ونهبت خيرات الشّعوب، وانتهكت اتّفاقات جنيف الرّابعة والقانون الدّوليّ فيما يخصّ النّزاعات بين الدّول، كما انتهت لوائح حقوق الإنسان التي لا تزال تتشدّق بها. وقد استغلّت مرحلة ما بعد تفكيك الاتّحاد السّوفييتي لتوسيع حلف "النّاتو" العسكري الذي تهيمن من خلاله على أوروبّا، ووسّعت دائرته شرقا بضمّ دول أوروبّا الشّرقيّة التي كانت تدور في فلك الاتّحاد السوفييتي، بعد انهيار "حلف وارسو"، حتّى وصل بها الأمر إلى أوكرانيا لتحكم الحصار العسكريّ على روسيا الاتّحاديّة كونها تملك القوّة العسكريّة المنافسة للقوّة الأمريكيّة، خصوصا بعد النّهوض الإقتصادي اللافت في روسيا والصّين، ونهوض اقتصاديّات أخرى مثل الهند والبرازيل والأرجنتين وتشيلي وغيرها، ممّا يشكّل منافسا قويّا للإقتصاد الأمريكي في السّوق العالمي.
ونحن هنا إذ نؤكّد على حقّ الشّعوب في تقرير مصيرها، ونرفض احتلال أيّ بلد، إلا أنّه لا يمكن غضّ النّظر عن عهر السّياسة الأمريكيّة ومعاييرها المزدوجة في التّعامل مع القضايا المصيريّة للشّعوب، فأمريكا التي تتباكى على القانون الدّوليّ، وحقّ الشّعوب في تقرير مصيرها، وعلى حقوق الإنسان، هي نفسها التي احتلّت دولا وقتلت وشرّدت شعوبا، وتحاصر دولا وشعوبا أخرى كما جرى ويجري في العراق، سوريا، أفغانستان، إيران، ليبيا، كوريا، اليمن لبنان وغيرها. وأمريكا التي تستولي على منابع النّفط العربي هي من تموّل وتكرّس احتلال اسرائيل للأراضي العربيّة، وهي التي نقلت سفارتها من تل أبيب إلى القدس واعترافها بها كعاصمة لدولة الاحتلال، وهي التي اعترفت بضمّ الجولان السّوريّة المحتلّة لإسرائيل. وهي التي تمنع إدانة اسرائيل لخرقها القانون الدّولي باستعمال "الفيتو" في مجلس الأمن الدّوليّ، وهي التي تغضّ النّظر عن انتهاك اسرائيل لحقوق الإنسان في الأراضي العربيّة المحتلّة. وهي التي تزوّد اسرائيل بآخر ما أنتجته مصانع السّلاح الأمريكيّة لضمان تفوّقها العسكريّ على الشّرق الأوسط برمّته.
وإذا ما كان من حقّ روسيا الحفاظ على أمنها القوميّ وحماية بلادها من الخطر الأمريكي-الأوروبيّ في حال انضمام أوكرانيا لحلف النّاتو، ورغم معاناتنا من الاحتلال الإسرائيلي المدعوم من أمريكا وحلفائها، إلا أنّنا لا نتمنّى الاحتلال لأيّ دولة كانت، فأيّ احتلال هو جريمة بحقّ الإنسانيّة.
وواضح أنّ روسيا تعي جيّدا أنّ خطر انضمام أوكرانيا لحلف النّاتو له أبعاد تتعدّى البعد العسكريّ إلى البعد الإقتصاديّ، فأمريكا صاحبة أقوى اقتصاد عالميّ تريد الحفاظ على ذلك من خلال تحجيم النّموّ الإقتصاديّ في روسيا والصّين، لذا فإنّها أي أمريكا لم توقف يوما حربها الإقتصاديّة على الإقتصادات النّاهضة بقوّة. فمن أعطى أمريكا الحقّ بأن تكون شرطيّ العالم، ومن أعطاها الحقّ بأن تفرض عقوبات اقتصاديّة على دول وشعوب أخرى، وعلى الدّول التي لا تلتزم بتنفيذ عقوباتها؟
ومن المؤكّد أنّ القيادة الرّوسيّة ومن ورائها الصّين تدرك ذلك جيّدا، وها هي تستعمل قوّتها العسكريّة للجم السّياسات الأمريكيّة، ولتعيد بلادها أي روسيا لدورها الفاعل دوليّا كما كان في العهد السّوفييتي، وبالتّاكيد فإنّ النّظام العالميّ بعد هذه الأزمة لن يعود كما قبلها، ولن يكون لصالح الإقتصاد الأمريكيّ، ولا لصالح الهيمنة الأمريكيّة. وسيجري ترسيخ نظام عالميّ جديد.
24-2-2022



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- السّلطة الفلسطينيّة ومنظّمة التّحرير
- رسائل فوق المسافات والجدران
- محمود شقير يحلب التاريخ ليصنع أجبان القدس
- مايا ملاكي الصغير
- بدون مؤاخذة-وأعطي نصف عمري....
- بدون مؤاخذة-God bless his soul
- بدون مؤاخذة- الصهيونية والعنصرية
- ذكريات الطّفولة المعذّبة في الرّغيف الأسود
- بدون مؤاخذة-تكريم المبدعين وعصا المجانين
- بدون مؤاخذة-جوائز الابداع الفلسطيني
- بدون مؤاخذة-أمّي وأنا ابنها
- قصة مفتاح جدّتي والسّرّ الدفين
- بدون مؤاخذة-كلّنا بريئون، كلنا خطّاؤون
- رواية -زرعين- وحلم العودة
- بدون مؤاخذة-دعاة الدّولة الواحدة
- بدون مؤاخذة-لا تصدّقوهم الوقت ليس لصالحنا
- بدون مؤاخذة-لنرفع عَلَمنا الفلسطينيّ عاليا
- بدون مؤاخذة-اليسار العربي والأمّة
- بدون مؤاخذة-الجوائز وتكريم المبدعين
- العرب والتّراث الأدبي


المزيد.....




- حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
- كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
- 16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
- اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
- الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم ...
- إصابة 3345 إسرائيليا بالحرب مع إيران و41 ألفا طالبوا بتعويض ...
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-وداعا لهيمنة القطب الواحد