أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-اليسار العربي والأمّة














المزيد.....

بدون مؤاخذة-اليسار العربي والأمّة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 7113 - 2021 / 12 / 21 - 20:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتساءل كثيرون عن ضعف وتراجع قوى اليسار العربيّ، وتعقد ندوات وتجري "دراسات وأبحاث" حول هذا الموضوع، في محاولة منهم للخروج من المأزق التّاريخيّ الذي يعيشونه، ويتطرّقون إلى أسباب ذلك، ويحمّلّون الشّعوب والوضع الدّولي وهوان النّظام العربيّ الرّسمي مسؤوليّة ذلك، بينما من ينتمون إلى اليسار أو يزعمون الإنتماء إليه لم يعترف أيّ منهم بأنّ اليسار نفسه-سواء كان أفرادا أو مجموعات حزبيّة وتنظيميّة- يحمل وِزْر ما وصل إليه. وللتّذكير فقط فإنّ المفكّر الماركسي اللبناني حسين مروّة "(1910 - 17 فبراير 1987" قد كتب بحثا طويلا حول أزمة الأحزاب الشّيوعيّة واليساريّة في بداية ثمانينات القرن الفارط، ونشرها في صحيفة النّداء اللبنانيّة، وأعادت نشرها مجلّة الكاتب التي كانت تصدر في القدس ويرأس تحريرها الأديب أسعد الأسعد.
وفي بحثه آنف الذكر توقّع مروّة انهيار منظومة الدّول الإشتراكيّة إن لم تصحّح مسيرتها، كما تضمّن بحثه بابا حول أزمة "حركة التّحرر العربيّ ومنظّمة التّحرير الفلسطينيّة، وأنّ العالم سيشهد مدّا يمينيّا ساحقا في بدايات تسعينات القرن العشرين، ولم يلتفت المثقّفون العرب اليساريّون لتحليل حسين مروّة، لسبب بسيط يعشّش في أدمغتهم وهو أنّ مروّة عربيّ وليس سوفييتيّا أو يساريّا غربيّا، وقد يستغرب البعض ذلك، لكن هذا ما حصل! وفي فبراير العام 1987 اغتالت حركة أمل الشّيعيّة اللبنانية حسين مروّة، فطويت صفحته قبل أن يشهد انهيار الاتّحاد السّوفييتي ومجموعة الدّول الإشتراكيّة. وانفردت أمريكا بالعالم وبطشت فيه كما شاءت، وكان العرب والمسلمون أوّل ضحاياها وأكثر المتضرّرين من سياستها.
ما علينا سنعود إلى موضوعنا، وهو مسؤوليّة اليساريّين العرب عن خسارتهم لجماهيرهم ولشعوبهم، فهل العيب فيهم أم في الشّعوب؟ وهل تساءلوا عن أسباب خساراتهم مع أنّهم سبّاقون في تشكيل أحزابهم؟ فعلى سبيل المثال كانت بدايات تأسيس الحزب الشّيوعيّ في فلسطين عام 1919، وكان رضوان الحلو يفاخر بأنّه قد قابل لينين عام 1919، وهذا ما سمعته منه مباشرة عندما التقيته في معتقل المسكوبيّة في القدس في شهر مارس عام 1969م. بينما تأسّست الأحزاب القوميّة مثل حركة القوميّين العرب وحزب البعث العربيّ الإشتراكيّ في بدايات خمسينات القرن العشرين، وسبقهتم جماعة الجهاد المقدّس التي انتهت باستشهاد قائدها عبد القادر الحسيني في 9 ابريل 1948. وجاءت حركة التّحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في بداية العام 1965، واكتسبت التفافا جماهيريّا واسعا، غطّى على الأحزاب القائمة كافّة لعدّة أسباب هامّة، وفي مقدّمتها أنّها لم تتبنّ أيدولوجيّة معيّنة، واعتبرت نفسها حركة للشّعب الفلسطينيّ باتّجاهاته السّياسيّة كافّة، فاستقطبت الجماهير من أقصى اليمين إلى اقصى اليسار وما بينهما، وبمن فيهم من تركوا تنظيماتهم وأحزابهم القائمة والتحقوا بحركة فتح، فهل هذا أمر عفويّ أم له أسبابه؟
الفكر الماركسيّ
تبنّت القوى اليساريّة العربيّة بشكل عامّ والفلسطينيّة بشكل خاصّ الفكر الماركسيّ، فهل كانت ماركسيّة قولا وفعلا؟ يقول لينين "على الشّعوب الأخرى أن تبحث عن ماركسيّتها في ثقافاتها"، فهل احترم اليساريّون العرب ثقافتهم العربيّة الإسلاميّة؟ والإجابة على ذلك معروفة للجميع وهي أنّهم لم يحترموا ثقافة أمّتهم، سواء من النّاحية الدّينيّة أو الأدبيّة. ولم يفهموها أو بالأحرى لم يطّلعوا عليها أو يلمّوا بها، تماما مثلما لم يطّلعوا بشكل صحيح على الماركسيّة التي اتّخذوها شعارا لهم! وصاروا يدورون في فلك السّياسة السّوفييتيّة دون تمحيص واكتفوا بذلك. وعدم احترام اليساريّين العرب لثقافة شعوبهم وأمّتهم جعلتهم في صدام مع هذه الشّعوب بدلا من أن يكونوا حاضنة لها، ولم يراجعوا أنفسهم، وحتّى بعد انهيار الاتّحاد السّوفييتي ومجموعة الدّول الإشتراكيّة لم يتّعظوا من ذلك، واعتبروا أنّ القيادة السّوفييتيّة انحرفت عن الماركسيّة اللينينيّة، ولم ينتبهوا للأسباب التي دعت الجمهوريّات السّوفييتيّة تتفكّك وتنفصل عن الإتّحاد الأمّ، وتتنكّر للفكر الماركسيّ، الذي ثبت أنّه كان مفروضا عليهم بقوّة السّلاح، وأنّ الرّوس لم يحترموا ثقافة هذه الشّعوب، حتّى وصل البعض من هذه الجمهوريّات درجة العداء لروسيا، وانضمّت بعضها إلى حلف النّاتو المعادي لروسيا.
والأحزاب والقوى اليساريّة العربيّة التي كانت تدعو في أدبيّاتها إلى تلمّس مشاكل الجماهير والعمل على حلّها، هل انتبهت لثقافة هذه الجماهير؟ وهل التزمت بها؟ إذا أرادت استقطاب الجماهير قولا وفعلا؟ والجواب طبعا لا كبيرة! والحديث يطول.
21 ديسمبر 2021



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-الجوائز وتكريم المبدعين
- العرب والتّراث الأدبي
- بدون مؤاخذة-إيران ولعبة الأمم
- جمال الفكرة وسوء استخدام اللغة في قصّة أطفال
- بدون مؤاخذة-ثاني المسجدين وثالث الحرمين
- قصة -أثر الفراشة- والخلق
- بدون مؤاخذة-زيارة عبدالله بن زايد لسوريا
- حكمة الشيوخ في حصاد السنين بعد التسعين
- خلط الواقع بالغرائبية في رواية الراعي وفاكهة النساء
- بدون مؤاخذة- جورج قرداحي وطاقيّة جحا
- سماء الفينيق وأنين الأشقّاء
- بدون مؤاخذة-أسود رام الله والأصنام
- قصّة الأطفال-رحلات أبي الحروف- والثقافة
- قصّة الأطفال -مزرعة الأصدقاء- والجنوح باللغة
- قصة الأطفال -نور العين- و-زراعة الأعضاء-
- قصة برتقال يافا ونكبة الشعب الفلسطيني
- بدون مؤاخذة-تحويل الأقصى إلى كنيس
- رسائل محمود شقير وشيراز عنّاب
- بدون مؤاخذة التنسيق الأمني مثار تساؤلات
- بدون مؤاخذة-الكنس والصّراع الديني


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-اليسار العربي والأمّة