أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-أسود رام الله والأصنام














المزيد.....

بدون مؤاخذة-أسود رام الله والأصنام


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 7056 - 2021 / 10 / 24 - 14:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما أحببت الخوض في قضيّة من "استأسد" على منحوتات الأسود في منارة مدينة رام الله وقام بتحطيمها قبل أيّام، بغضّ النّظر عن الأسباب الكامنة خلف ذلك، فسواء كان الفاعل مدمن مخدّرات وكحول، وهذا ما أكّده الناطق بلسان الشّرطة الفلسطينيّة، أو كان تكفيريّا كما كتب "أسود صفحات التّواصل الاجتماعيّ". لكن ما دفعني للكتابة بهذا الخصوص هو المقالات التي كتبها البعض معتبرا تكسير التّماثيل جهادا في سبيل الله، ودفاعا عن الدّين الحنيف.
وأنا هنا لا أفتي وغير مؤهّل للإفتاء، لكنّني سأدلي بدلوي في موضوع الأسود التّماثيل، فهل هي أصنام تُعبد حقّا؟ وهل نحتت ونصبت عند دوّار المنارة في رام الله ليعبدها النّاس؟ وهل هناك خطر من ردّة بعض المسلمين عن الدّين الحنيف ليعبدوها؟ وهل إيمان الشّعب الفلسطينيّ هشّ لدرجة يهزّه تمثال حجريّ؟ وهل مسلمو هذا العصر يفقهون أمور دينهم أكثر من الخلفاء الرّاشدين وصحابة رسول الله صلى الله عليه وعليهم وسلم؟ وهل حطّم الرّسول الأعظم الأصنام عند فتح مكة لأنّها مجرّد تماثيل أم لأنّ هناك من اعتبرها آلهة وعبدها؟
وللإجابة على هذه الأسئلة وغيرها دعونا نعود إلى القاموس لمعرفة معنى "صنم"، وقد جاء في قاموس المعاني:" صَنَم: (اسم)
"الصَّنَمُ : تمثالٌ من حَجَرٍ أو خشبٍ أَو معدِنٍ كانوا يزعمون أَنَّ عبادتَه تقربهم إلى الله والجمع : أَصنام.
صنم: (مصطلحات)
"ما يُصوّر ويُعدّ للعبادة، سواء كان ذا روح أم لا، وصنعه محرم واقتناؤه كذلك، ويجب المبادرة إلى إتلافه. (فقهية)".
ولننتبه لمفهموم مصطلح "الصّنم"، وهو:" ما يُصوّر ويُعدّ للعبادة"، فإذا كان ذلك كذلك " فصنعه محرم واقتناؤه كذلك، ويجب المبادرة إلى إتلافه". وهذا رأي فقهيّ أجمع عليه السّلف.
فهل نُحتت "أسود المنارة ونصبت" كمظهر فنّيّ حضاريّ لتزيين المكان أم لعبادتها؟
وإذا كان تحريم المنحوتات محرّم بالمطلق، فلماذا أبقى الصّحابة وتابعوهم وتابعو تابعيهم على التّماثيل الفرعونيّة، وآثار تدمر وبابل والبتراء والتّماثيل البوذيّة في جنوب شرق آسيا وغيرها؟
وهذا يقودنا أيضا إلى سؤال آخر وهو هل الفنون التّشكيليّة محرّمة دينيّا؟ وهل الرّسومات المأثورة في قصور الخلفاء العبّاسيّين كفر وردّة عن الدّين؟
وبما أنّنا كمسلمين نؤمن أنّ الإسلام يصلح لكلّ زمان ومكان، فهل الفنون التّشكيليّة السّائدة في هذا العصر وفي عصور سابقة كفر وإلحاد، وعلى المسلمين "الجهاد" للخلاص منها؟
وهل ما قامت به داعش وجبهة النّصرة وأخواتهما من قوى التّكفير من تدمير للمأثورات الحضاريّة بما فيها مقامات دينيّة إسلاميّة في سوريا وبلاد ما بين النّهرين أمر دينيّ وخدمة لدين الله وللمسلمين؟ وأنّ من سبقوهم من المسلمين وأبقوا عليها كانوا يجهلون أمور دينهم؟ وهل أنا وغيري كفرة عندما نحتفظ بصورة آبائنا وأجدادنا في بيوتنا؟ والحديث يطول.
24-010-2021



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصّة الأطفال-رحلات أبي الحروف- والثقافة
- قصّة الأطفال -مزرعة الأصدقاء- والجنوح باللغة
- قصة الأطفال -نور العين- و-زراعة الأعضاء-
- قصة برتقال يافا ونكبة الشعب الفلسطيني
- بدون مؤاخذة-تحويل الأقصى إلى كنيس
- رسائل محمود شقير وشيراز عنّاب
- بدون مؤاخذة التنسيق الأمني مثار تساؤلات
- بدون مؤاخذة-الكنس والصّراع الديني
- بدون مؤاخذة-الجدّة جعبورة وفهم المقروء
- رسائل محمود شقير وحزامة حبايب والتميّز الإبداعي
- بدون مؤاخذة- بينيت لم يخرج عن سياسة نتنياهو
- بين السيرة الذاتية والرواية
- قصة لا تغضب يا كنغور وطاعة الأمّ
- عندما دخلت المدرسة للمرّة الأولى
- بدون مؤاخذة-تطبيق صفقة القرن عربيا
- بدون مؤاخذة- تمدين الريف
- بدون مؤاخذة-زمن العطعطة الأمريكية
- بدون مؤاخذة- زمن العطعطة
- حسن حميد في مدينة الله
- بدون مؤاخذة-رسبنا ونجح أبناؤنا


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-أسود رام الله والأصنام