أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - قصة مفتاح جدّتي والسّرّ الدفين














المزيد.....

قصة مفتاح جدّتي والسّرّ الدفين


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 7138 - 2022 / 1 / 17 - 03:43
المحور: الادب والفن
    


صدرت عام 2021 عن دار أ. الهدى ع.زحالقة قصّة الأطفال"مفتاح جدّتي" للكاتبة الفلسطينيّة د.روز اليوسف شعبان، وتقع القصّة التي رافقتها رسومات مريم الرفاعي في 26 صفحة.
موضوع القصّة:
تدور أحداث القصّة حول الحفيدة "رنا" التي انتبهت لمفتاح خزانة جدّتها الذي تعلّقه في جديلة شعرها، فيثير فضولها وتحاول أن تعرف ما يوجد في خزانة الجدّة دون جدوى، وعندما استطاعت انتزاع المفتاح من جديلة الجدّة وهي نائمة، لم تفتح الخزانة لأنّها شعرت بالخطأ الذي ارتكبته وأعادت المفتاح إلى جديلة جدّتها. وبقيت تستمع لأغاني جدّتها وحكاياتها الشّعبيّة، إلى أن وصلت بقناعاتها الشّخصيّة بعد أن حدّثتها جدّتها عن الأغراب الذين احتلوا بلدا، وشرّدوا أهله الذين ظلّوا يحتفظون بمفاتيح بيوتهم.
الأسلوب:
أسلوب الكاتبة سرديّ انسيابيّ مشوّق، وقد جاء في السّرد أكثر من قضيّة تربويّة وتعليميّة بطريقة غير مباشرة، وتحفّز الطفل القارئ على التّساؤل والتّعلّم. ومن القيم التّربويّة والتّعليميّة التي وردت في القصّة وجود عناوين لحكايات شعبيّة حكتها الجدّة للحفيدة مثل:"قصّة الشّاطر حسن، جبينه ونصّ انصيص" ص 5، ويلاحظ في الصّفحة ذاتها كيف اعترفت الحفيدة بحبّ جدّتها وتدليلها لها.
- ورود أكلات شعبيّة كانت تعملها الجدّة لحفيدتها مثل: "الفطائر والحلويّات المحلّاة بالقطر، كالفطير الملولو المحشوّ بالسّمسم، ولقمة القاضي والقطايف المحشوّة بالجوز والجبن. ص 7.
- وإذا كانت الجدّة تطبخ وتعدّ الحلويات، فإنّ الفيدة كانت تساعدها "في تعشيب الأرض وقطف الثّمار عن أشجار البرتقال والخوخ والرّمّان."ص7.
- عندما أخذت الحفيدة مفتاح خزانة الجدّة التي غفت من التّعب، لتفتحها وتنظر ما فيها، شعرت بالخطأ الذي ارتكبته، وأعادت المفتاح إلى جديلة الجدّة كما كان، وهنا تجلّت الحكمة في أسمى معانيها:" تذكّرت نصائح والدتي لي بعدم القيام بعمل في السّرّ ما دمت أخشى القيام به علانية، وهذا أيضا ما كانت تؤكّده معلّمتي في دروس الدّين والتربيّة." ص11، وهذا تعريف لفعل الخطأ أو الحرام، وهو الذي يُعمل في السّرّ خوفا من عمله في العلن.
- تعليم الطّفل على الصّدق والابتعاد عن الكذب، لذا شاهدنا الحفيدة الطّفلة تصدق مع جدّتها عندما سألتها حول محاولتها أخذ المفتاح فأجابت:" نعم يا جدّتي، لكنّي تراجعت، سامحيني، لن أفعل ما يغضبك أو يغضب أمّي أو ربيّ."ص 13.
- ونلاحظ أيضا تعليم الطّفل فضيلة الإعتذار عن الخطأ، حيث طلبت الحفيدة السّماح من جدّتها.
- استعمال الجدّة للأغاني والأهازيج الشّعبيّة، وهذه دعوة غير مباشرة لحفظ التّراث الشّعبيّ.لاحظ الأغاني ص 21 و22.
- انتهت القصّة بمعرفة الحفيدة الطّفلة عمّن شرّدوا من ديارهم تاركين أملاكهم خلفهم، واحتفظوا بمفاتيح بيوتهم وهم على قناعة بحقّهم في العودة إليها.
أعجبني
أعجبني في القصّة أنّ الكاتبة سردتها بسلاسة، وأوصلت أهدافها بسلاسة أيضا بطريقة بعديدة عن المباشرة والوعظ؛ لتثير تساؤلات الأطفال حولها، كما أوصلت للأطفال نكبة الشّعب الفلسطيني وتشريده من دياره دون أن تأتي على ذكر النّكبة والمجازر والمذابح التي رافقتها، وهذا هو الإبداع.
هفوات في القصّة
هناك هفوات لغويّة لا تخفى على الكاتبة لو انتبهت قليلا لها، ومن هذه الهفوات: ما ورد في الصفحة 5 حول"قصص الشّاطر حسن وجبينه ونص نصيص"، فهذه حكايات شعبيّة وليست قصصا. ومنها الأغاني الشّعبيّة التي وردت في الصّفحتين 21و22، ووصفت بأنّها أناشيد، والصّحيح أنّها أغاني شعبيّة. وهناك ما أعتبره خطأ في كتابة الفعل الماضي المتّصل بفاعله تاء المتكلّم، وبضمير المفعول به للمفرد الغائب، فمثلا مع أنّه ورد في كل شطر بالأغنية:
" يا زرع قطفتو والنّدى عليه
يا سامي ندهتو واسم الله عليه
فلماذا كتبت الكاتبة "قطفتو" و"ندهتو"، ولِمَ لَمْ تكتبها "قطفته" و"ندهته"، وهكذا في بقيّة الأفعال المشابهة التي وردت في بقيّة الأغنية.
الرّسومات والأخراج:
الرسّومات التي أبدعتها الفنّانة مريم الرّفاعي، جميلة وتناسب موضوع القصّة، وكذلك مونتاج وإخراج القصّة.
ومذا بعد؟
تبقى هذه القصّة جميلة وغاية في الإبداع، وتشكّل غضافة نوعيّة لأدب الأطفال العربيّ.
17-يناير 2022



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-كلّنا بريئون، كلنا خطّاؤون
- رواية -زرعين- وحلم العودة
- بدون مؤاخذة-دعاة الدّولة الواحدة
- بدون مؤاخذة-لا تصدّقوهم الوقت ليس لصالحنا
- بدون مؤاخذة-لنرفع عَلَمنا الفلسطينيّ عاليا
- بدون مؤاخذة-اليسار العربي والأمّة
- بدون مؤاخذة-الجوائز وتكريم المبدعين
- العرب والتّراث الأدبي
- بدون مؤاخذة-إيران ولعبة الأمم
- جمال الفكرة وسوء استخدام اللغة في قصّة أطفال
- بدون مؤاخذة-ثاني المسجدين وثالث الحرمين
- قصة -أثر الفراشة- والخلق
- بدون مؤاخذة-زيارة عبدالله بن زايد لسوريا
- حكمة الشيوخ في حصاد السنين بعد التسعين
- خلط الواقع بالغرائبية في رواية الراعي وفاكهة النساء
- بدون مؤاخذة- جورج قرداحي وطاقيّة جحا
- سماء الفينيق وأنين الأشقّاء
- بدون مؤاخذة-أسود رام الله والأصنام
- قصّة الأطفال-رحلات أبي الحروف- والثقافة
- قصّة الأطفال -مزرعة الأصدقاء- والجنوح باللغة


المزيد.....




- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - قصة مفتاح جدّتي والسّرّ الدفين