أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-دعاة الدّولة الواحدة














المزيد.....

بدون مؤاخذة-دعاة الدّولة الواحدة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 7122 - 2021 / 12 / 30 - 18:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


حسب القاموس السّياسيّ فإنّ "السّياسة هي فنّ الممكن"، ولمن يتحدّثون عن حلّ القضيّة الفلسطينيّة من خلال إقامة دولة واحدة يعيش فيها الفلسطينيّون واليهود جنبا إلى جنب، ولن يكون السّيّد محمد دحلان زعيم "الجناح الإصلاحيّ" المنشقّ عن حركة فتح الأخير الذي يتحدّث عن هكذا حلّ، تماما مثلما لم يكن هو أوّل من قال ذلك، لكنّ من تحدّثوا عن هذا الموضوع، عبّروا عنه ببساطة وسلاسة وكأنّه أمر مفروغ منه وجاهز للتّطبيق، معتمدين على سياسة الأمر الواقع التي فرضتها اسرائيل بقوّة السّلاح من خلال مصادرة الأراضي واستيطانها، لفرض وقائع وحقائق ديموغرافيّة على الأرض تجعل إقامة الدّولة الفلسطينيّة على الأراضي المحتلة في حرب حزيران 1967م أمرا مستحيلا، مع أنّ مساحة هذه الأراضي لا تتجاوز 22% من مساحة فلسطين التّاريخيّة، والأمر الغريب في هكذا طروحات أنّها تقفز عن حقيقة الموقف الإسرائيلي المتمثّل بمواصلة مصادرة الأراضي الفلسطينيّة واستيطانها، وتتعامل مع السّلطة الفلسطينيّة كسلطة إدارة مدنيّة على السّكان وليس على الأرض، وتتحكّم بالإقتصاد الذي هو جزء من اقتصاد الاحتلال وملحق به، وأنّ الحلول التي يطرحها الاحتلال حلولا اقتصاديّة لتحسين الوضع الإقتصادي لفلسطينيّي الأراضي المحتلة عام 1967م، الذين سيقتصر دورهم "كحطّابين وسقّائين" حسب التّعبير التّوراتي، وهذا ما ارتضاه من تضخّموا وتكرّشوا برشاوي بترول الخليج وبتعليمات وضغوطات أمريكيّة؛ لتنفيذ ما يسمّى "صفقة القرن" أو "السّلام الإبراهيمي"، وقد عبّر أحد الأكّاديميّين المعروفين في رواية كتبها والتي جاء فيها ما معناه في حوار بين مهندس ومحام عندما سأل المحامي المهندسَ: ما هو الوطن؟
فأجابه: الوطن رقعة جغرافيّة لها حدود معيّنة وتسكنها مجموعة بشريّة تشترك في اللغة والتّاريخ والثّقافة..إلخ.
فعاد المهندس يسأل: وهل يوجد وطن بلا مواطنين؟
ليعود ويؤكّد أنّ الوطن هو من يوفّر لمواطنيه السّكن والدّخل المحترم، بغضّ النّظر عمّن يحكم هذا الوطن ومواطنيه.
وهذه دعوة صريحة لقبول الإدارة المدنيّة على السّكّان وليس على الأرض، وإلا فإنّ البديل هو طرد الفلسطينيّين من ديارهم ومن وطنهم!
ومن يطرحون حلّ الدّولة الواحدة بهذه البساطة وعن قصد وسبق إصرار يعلمون أنّ سياسة الاحتلال تتعامل مع الصّراع كصراع وجود وليس صراع حدود، وقد شرّعوا في الكنيست قوانين تحمي هذه السّياسة ومنها قانون القوميّة وقانون يهوديّة الدّولة وغيرها. ويعلمون أنّ اسرائيل التي تملك القّوّة العسكريّة تبني سياستها على "ما لا يمكن حلّه بالقوّة يمكن حلّه بقوّة أكبر". لأنّهم يدركون بأنّ حلّ الدّولة الواحدة سيجعل اليهود فيها أقلّيّة، وهذا ما يمنعهم من ضمّ الأراضي المحتلّة، ولو فعلوا ذلك ومنعوا الفلسطينيين من حقوقهم الإنتخابيّة "كناخبين وكمرشّحين" سيظهرون على حقيقتهم العنصريّة التي يحاولون إخفاءها عن الرّأي العامّ العالميّ. وإذا كان قادة الاحتلال يرفضون إقامة دولة فلسطينيّة على الأراضي المحتلّة عام 1967 ومساحتها حوالي 22% من مساحة فلسطين التّاريخيّة، فهل سيسمحون بإقامتها على فلسطين التّاريخيّة كاملة خصوصا وأنّهم يملكون أوراق القوّة كاملة، ويحظون بتأييد أمريكا والمتصهينين من القادة العرب والمسلمين، ومن المتصهينين الفلسطينيّين أصحاب القضيّة وبضغوط أمريكيّة؟!
وإذا كانت أهداف الحركة الصّهيونيّة طويلة المدى، فإنّ أحلام قادتها بأرض خالية من "الغوييم" غير اليهود لا يزال قائما، وسيطبّقونه مستقبلا عندما تحين لهم الفرصة المناسبة. والحديث يطول.
30 ديسمبر 2021



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-لا تصدّقوهم الوقت ليس لصالحنا
- بدون مؤاخذة-لنرفع عَلَمنا الفلسطينيّ عاليا
- بدون مؤاخذة-اليسار العربي والأمّة
- بدون مؤاخذة-الجوائز وتكريم المبدعين
- العرب والتّراث الأدبي
- بدون مؤاخذة-إيران ولعبة الأمم
- جمال الفكرة وسوء استخدام اللغة في قصّة أطفال
- بدون مؤاخذة-ثاني المسجدين وثالث الحرمين
- قصة -أثر الفراشة- والخلق
- بدون مؤاخذة-زيارة عبدالله بن زايد لسوريا
- حكمة الشيوخ في حصاد السنين بعد التسعين
- خلط الواقع بالغرائبية في رواية الراعي وفاكهة النساء
- بدون مؤاخذة- جورج قرداحي وطاقيّة جحا
- سماء الفينيق وأنين الأشقّاء
- بدون مؤاخذة-أسود رام الله والأصنام
- قصّة الأطفال-رحلات أبي الحروف- والثقافة
- قصّة الأطفال -مزرعة الأصدقاء- والجنوح باللغة
- قصة الأطفال -نور العين- و-زراعة الأعضاء-
- قصة برتقال يافا ونكبة الشعب الفلسطيني
- بدون مؤاخذة-تحويل الأقصى إلى كنيس


المزيد.....




- مصدر: إسرائيل وأمريكا قد تغيران استراتيجيتهما بشأن غزة بعد ا ...
- بوتين يستقبل وزير الخارجية السوري في الكرملين.. ودمشق تعتبر ...
- واشنطن وعشر دول حليفة تتهم إيران بتنفيذ سياسة -اغتيالات وعمل ...
- شاهد: كمين نصبته المقاومة لأسر وقتل جنود إسرائيليين بخان يون ...
- -ضجيج الطعام-.. لماذا لا يمكنك التوقف عن التفكير في وجبتك ال ...
- شاهد.. هدف الأردني يزن العرب -الرائع- في مرمى برشلونة
- مشرعون ديمقراطيون يوجهون رسالة لشركتين تورطتا في قتل الغزيين ...
- الجيش السوداني والقوة المشتركة يصدان هجوما على الفاشر
- هل يغير تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة الرأي العام الأميركي ج ...
- قيادي في -حماس- لـCNN: الحركة تضع شرطا للعودة إلى المفاوضات ...


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-دعاة الدّولة الواحدة