أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-وأعطي نصف عمري....














المزيد.....

بدون مؤاخذة-وأعطي نصف عمري....


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 7154 - 2022 / 2 / 6 - 11:20
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


رحم الله الطّفل المغربيّ ريّان، ونسأل الله الصّبر والسّلوان لوالديه، وكم دعونا الله كثيرا أن يتمّ انقاذه سليما معافى، لكنّ الأمنيات شيء وقدر الله شيء آخر.
وفي الواقع أنّني أنا شخصيّا ضعيف أمام أيّ طفل مهما كان جنسه أو لونه، فللطفولة حرمات يجب أن لا يخترقها أحد، وكلّما رأيت أو قرأت عن طفل في ضائقة، فإنّني أتذكّر مقولة الرّاحل الكبير توفيق زيّاد:
" وأعطي نصف عمري لمن يجعل طفلا باكيا يضحك".
وبالتّاكيد فإنّ ملايين غيري يحملون المشاعر نفسها تجاه الأطفال، وإن كان هناك طغاة ومجرمون من البشر يقتلون الأطفال دون رحمة.
لكن ما لفت انتباهي في قضيّة الطّفل الضّحيّة "ريّان" هو هذا الزّخم الإعلامي العربيّ الهائل، الذي صاحب عمليّة انقاذ الطّفل "ريّان"، حتّى خِلْتُ أنّ الأنظمة العربيّة قد عادت إلى رشدها، وصارت تحترم حياة الإنسان من شعوبها، خصوصا ونحن ورثة حضارة غنيّة تذكّرنا بحرمة حياة الإنسان التي تتقدّم على قدسيّة الكعبة المشرّفة، وكما قال الخليفة الثّاني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-" والله لو ضاعت شاة في شِعاب العراق لخفت أن يُسأل عنها عمر". كما لفت انتباهي عمليّات الإنقاذ التي بُذلت في سبيل انقاذ "ريّان" وإخراجه من الجُبّ حيّا.
ورغم حزني وأحزان كثيرين غيري على "ريّان"، إلّا أنّه راودتني أسئلة كثيرة أوّلها هو: لماذا لم يتمّ الإستعانة بخبراء دوليّين في عمليّات الإنقاذ لاختصار الوقت؟
وهل كلّ هذا الحشد الإعلاميّ الهائل، الذي أثار عواطف العامّة على صفحات التّواصل الإجتماعيّ، كان من أجل الطّفل الضّحيّة البريء "ريّان"، ومن أجل والديه الثّاكلين، أم من أجل الدّعاية " لأمير المؤمنين" في بلاده؟
وفي غمرة الأحزان على براءة "ريّان"، تذكّرت آلاف الأطفال من أبناء شعبي الذين قتلوا بدم بارد؟ فهل تذكرون كيف تمّ اصطياد الطّفل محمد الدّرة وهو يحتمي بحضن والده؟ وهل تذكرون الطفلة الرّضيعة إيمان حجّو التي اغتيلت وهي على صدر والدتها، وهل تذكرون عائلة دوابشة التي أحرقت وأطفالها هوم نيام، وهل تذكرون الطفل أبو خضير الذي أُحرق وهو حيّ؟ وهل تذكرون أطفال مدرسة بحر البقر في مصر، وضحايا قرية قانا في لبنان؟ وهل ....وهل؟ وهل تذكرون مئات آلاف الأطفال والنّساء والشّيوخ الذين سقطوا ضحايا في فلسطين، العراق، سوريا، لبنان، ليبيا، الجزائر، الصّومال، واليمن؟ وهل تذكرون ملايين الأطفال العرب المشرّدين من ديارهم، وهل تساءلنا عمّن قتل وجرح ودمّر وشرّد؟ وهل تساءلنا أيضا عن عدم تغطية وسائل الإعلام العربيّة لهكذا جرائم؟
لقد قضى الطّفل "ريّان" نحبه بسقوطه في حفرة عميقة تمّ حفرها بفعل فاعل، ولم نتساءل عن المسؤول عن عدم تغطيّة باب تلك الحفرة، والذي يتحمّل المسؤوليّة الكاملة عن سقوط الطّفل "ريّان" فيها، تماما مثلما يغفل كثيرون منّا عن قتلة أطفالنا من المحيط الذي هدر إعلاميّا على "ريّان"، إلى الخليج الذي لم يعد عربيّا! وإذا ما استهبلنا في فهم القضاء والقدر واعتبرنا وفاة الطّفل البريء "ريّان" قضاء وقدرا، فهل نستهبل أيضا ونعتبر ضحايانا من الأطفال وغيرهم قُتلوا "بالذّبح الحلال"، لأنّ القتلة يتدثّرون بعباءة الدّين مع أنّ الدّين منهم براء؟
فلنترحّم على "ريّان"، وعلى غيره من الضّحايا الأبرياء في العالم جميعه والحديث يطول.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-God bless his soul
- بدون مؤاخذة- الصهيونية والعنصرية
- ذكريات الطّفولة المعذّبة في الرّغيف الأسود
- بدون مؤاخذة-تكريم المبدعين وعصا المجانين
- بدون مؤاخذة-جوائز الابداع الفلسطيني
- بدون مؤاخذة-أمّي وأنا ابنها
- قصة مفتاح جدّتي والسّرّ الدفين
- بدون مؤاخذة-كلّنا بريئون، كلنا خطّاؤون
- رواية -زرعين- وحلم العودة
- بدون مؤاخذة-دعاة الدّولة الواحدة
- بدون مؤاخذة-لا تصدّقوهم الوقت ليس لصالحنا
- بدون مؤاخذة-لنرفع عَلَمنا الفلسطينيّ عاليا
- بدون مؤاخذة-اليسار العربي والأمّة
- بدون مؤاخذة-الجوائز وتكريم المبدعين
- العرب والتّراث الأدبي
- بدون مؤاخذة-إيران ولعبة الأمم
- جمال الفكرة وسوء استخدام اللغة في قصّة أطفال
- بدون مؤاخذة-ثاني المسجدين وثالث الحرمين
- قصة -أثر الفراشة- والخلق
- بدون مؤاخذة-زيارة عبدالله بن زايد لسوريا


المزيد.....




- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-وأعطي نصف عمري....