أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - ساخن جدًا جدًا














المزيد.....

ساخن جدًا جدًا


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7142 - 2022 / 1 / 21 - 13:26
المحور: الادب والفن
    


شطيرة البيض المسلوق مع الطماطم والزيتون إلى جانبها فنجان شاي ساخن جدًا جدًا هو فطوري المفضل .. لكن ذهاب زوجتي في زيارة لبيت والديها هداني لفكرة تناول الفطور في أحد المطاعم لاسيما أن التغيير من وقت لآخر بالنسبة لي أصبح حاجة ماسة.
ارتديت ملابسي وخرجت متجها صوب مطعم يقع عند ناصية شارعنا .. حينما انتهيت من تصفح قائمة الطلبات .. وجدت أنواع كثيرة من الوجبات في القائمة إلا طلبي .. ماذا أفعل لمعدتي التي تحفزت للأكل فبدأ صداع الجوع يلف رأسي .. نظرات النادل المصوبة نحوي جعلتني أسرع بطلب شيئًا ما .. الجلوس في هذا الدفء ودرجة الحرارة في الخارج قاربت ستة تحت الصفر له ثمنه .. قلت له بعد أن اقترب مني بناء على إشارتي:
- أريد شايًا ساخنًا جدًا جدًا.
وأنا أسلمه القائمة عرف أنني لن أطلب شيئًا آخر.
بدأت ذرات الثلج تسقط بغزارة ومؤشر درجة الحرارة سجل انخفاض ثلاث درجات أخرى.
فوجدت في ذلك دافعًا جديدًا للمكوث .. وأنا ارتشف الشاي الساخن جدًا بدأت بالأنصات إلى صوت الموسيقى الهادئة المنبعثة من إحدى زوايا المطعم أما الأنوار الخافتة والهدوء الذي عم المكان أغروني بالاسترخاء قليلًا والاستمتاع بما حولي قبل أن تفتح باب المطعم ليدخل أربعة أفراد من الشرطة يتقدمهم ضابط .. بدأوا يتفرسون في وجوه زبائن المطعم الذين لا يتعدى عددهم الستة وأنا سابعهم .. لحظات وحضر مدير الصالة ليتحدث معهم بعدها راحت نظراتهم تتجه نحوي .. تقدم الضابط وطلب مني ما يؤكد هويتي بينما بقية الأفراد التفوا حولي .. وهو يعيد لي هويتي قال لي بعد أن قلبها بين يديه:
- تفضل معنا.
تقدم شرطي وكان أطولهم ليضع الأصفاد في يدي وسط ذهولي فسألتهم بصوت كأنه ليس لي:
- إلى أين .. هل هناك شيء؟
كنت كمن يحدث نفسه.
كانت هذه هي المرة الأولى التي أركب فيها سيارة للشرطة .. سألت الرجل الذي جلس على يميني:
- ما الذي فعلته .. وإلى أين تذهبون بي ؟
نظر إليّ نظرة كانت كافية لإسكاتي طوال الطريق حتى طلبوا مني نزول السيارة.
في المخفر.. أمروا شرطيًا بوضعي في غرفة التوقيف لحين حضور الضابط المعني بالتحقيق معي.
وأنا أسير بجانب الشرطي الذي أحكم مسك يدي .. أوهمت نفسي أن هذا حلم ليس إلا وسأستيقظ منه .. وقد أكدت لنفسي ذلك حينما وجدت نفسي وسط مجموعة من الرجال داخل غرفة ضيقة ومظلمة وكأنني أتفرج على مشهد سينمائي .. لكن الدقائق التي مرت أعادت لي بعضا من اتزاني فبدأت أقول بيني وبين نفسي أن هي إلا ساعات وأخرج .. أكيد حصل خطأ ما .. ربما في الأسماء .. نعم لابد من ذلك .. حديث النفس قطعه عليّ رؤية أحدهم .. تفرست في وجهه .. أنه مديري في العمل .. لطالما سرق جهودي ونسبها لنفسه .. لكن ماذا يفعل هنا ؟ .. لم ينتبه لي إذ كان منهمكًا في الحديث مع شخص كأني أعرفه .. إنه خطيب زوجتي السابق الوسيم الذي كان يثير غيرتي وحسدي .. الآن أنا أحسده أكثر من قبل لسبب لا أتمكن من البوح به .. إن كان تواجدهما في هذا المكان صدفة فما الذي يفعله بقال حارتنا ؟ .. صحيح أنه رجل جشع لكن هذه ليست نقطة الخلاف الآن بل كنت احتاج لتفسير مقنع في اجتماع هؤلاء الثلاثة معهم جاري الأعور الذي لم أجد سببًا لكرهه أقنع فيه نفسي سوى أنني اتشاءم من رؤيته.
ما الذي يحدث ؟؟ وقفت وسط غرفة الحجز أتطلع في وجوههم .. كنت أبحث عن وجه لا أعرفه .. لم أعثر .. سألتهم:
- ما الذي يحدث .. لماذا نحن هنا ؟
أجابني رجل لا أتذكر أين رأيته من قبل:
- ليتك تخبرنا أنت .. ألست آخر القادمين ؟
صاح أحدهم لم أتمكن من رؤيته لأنه يجلس في زاوية مظلمة:
- قصة كل يوم.
أنشغل الجميع عني فوجدت نفسي أعود لمكاني أحلم بشطائر البيض المسلوق بالطماطم والزيتون وإلى جانبها شاي لا يهم إن كان ساخن جدًا جدًا .. أو بارد جدًا جدًا .



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبيض وأسود
- حتما سيأتي .. فالحلم يغفو ويفز
- إشعار بعد الثانية فجرًا
- زهايمر
- تحت بشرة الحلم
- خطر على بالي
- غمامة حب
- الموعد
- حلم شجرة البلوط
- حلم مع وقف التنفيذ
- ولادة في السماء
- العشاء الأخير
- عانقني
- الغرفة محجوزة
- زهرة من الجدول
- أنا منكِ أولى بقلبي
- أول الغيث وآخره
- هل عبث الحنين بأوردة قلبك
- أهملت قلبي
- الموت أول النهار


المزيد.....




- بجودة عالية الدقة HD.. تردد قناة ماجد 2024 وشاهد الأفلام الك ...
- استقبل تردد قناة MBC2 على جميع الأقمار الصناعية لتستمتع بأفض ...
- كيف استغلت مواهب سوريا الشابة موسيقى الدراما التصويرية في ال ...
- -فنان العرب- محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان
- ترام الإسكندرية و-أوتوبيس- القاهرة..كيف يستكشف فنان الجمال ا ...
- تردد قناة بطوط كيدز Batoot Kids 2024 بجودة HD وتابع أجدد الأ ...
- مسلسل المتوحش الحلقة 32 على قصة عشق باللغة العربية.. موت روي ...
- اخيرا HD.. مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 ( مترجمة للعرب ...
- مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر قناة الفجر الج ...
- -من أعلام الثقافة العربية الأصيلة-.. هكذا وصف تركي الفيصل ال ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - ساخن جدًا جدًا