أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - تركيا والسعودية : هل تعود العلاقات الى سابق عهدها؟















المزيد.....

تركيا والسعودية : هل تعود العلاقات الى سابق عهدها؟


حامد محمد طه السويداني

الحوار المتمدن-العدد: 7137 - 2022 / 1 / 16 - 15:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول احد المستشرقين الاوربيين ((لقد اخذ الاتراك عن العرب الدين الإسلامي وتركوهم وشانهم. وفيما بعد اخذوا نفطهم بالمكر والخداع وتحالفوا ضدهم)) وبالرغم من ان هذه المقولة لها غايات واهداف سيئة لغرض بث جذور الفتنة والتباعد بين الاخوة العرب والأتراك الذين جمعهم الدين الإسلامي والجوار الجغرافي وعاشوا جنبا الى جنب وقاتلوا معا لنصرة العقيدة الإسلامية ولكن بعد تأسيس الجمهورية التركية العلمانية وتخلي الاتراك عن ماضيهم مع العرب المسلمين ورغبتهم الجامحة لتقليد المظاهر الاوربية والانضمام الى الاتحاد الأوربي حدث الجفاء بين العرب والأتراك ورغم انضمام تركيا الى الاحلاف الغربية الا ان الغرب كان دائما ينظر الى الاتراك كشعوب اسيوية مسلمة ويتخلى عنهم عندما يتعلق الامر باي خلاف مع أي دولة اوربية وعلى سبيل المثال ما حدث من حصار على تركيا اثناء الازمتين القبرصية عام 1967 وعام 1974 حيث وقفت الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوربية مع اليونان فاضطر الاتراك للتوجه نحو العرب لمساعدتهم اقتصاديا وسياسيا لان تركيا في ذك الوقت دولة متعبة اقتصاديا، وقامت الدول العربية بمساعدة تركيا وخاصة السعودية وليبيا والعراق بامداد تركيا بالنفط واعطائهم المنح الاقتصادية. وهذا الامر يفسر الشق الثاني من كلام المستشرق الأوربي (( وفيما بعد اخذوا نفطهم بالمكر والخداع وتحالفوا ضدهم)).
ومن المؤسف ان كلام هذا المستشرق من الناحية العملية صحيح جدا وفي ازمة قبرص عام 1974 وقفت السعودية مع تركيا واستطاعت تركيا الحصول على النفط بأسعار زهيدة لما للنفط من دور أساسي في تنشيط الاقتصاد التركي وكان الساسة الاتراك على قدر كبير من الذكاء والدها فمثلا عندما كانت الحكومة التركية تحتاج النفط والأموال من السعودية تقوم بارسال نجم الدين اربكان الى السعودية لاستغلال المشاعر الدينية فهو شخصية مقبولة لدى السعودية خاصة وبقية الدول العربية باعتبار انه شخصية مسلمة وغير علماني اما عندما يحتاجون النفط من العراق يقومون بارسال بولند اجويد الشخصية اليسارية والاشتراكية والتي تتناغم مع الحكومة العراقية العلمانية التي يقودها حزب البعث العربي الاشتراكي وكذا الحال في ليبيا الجمهورية الاشتراكية العظمى كما يسميها القذافي وفي سؤال وجهته الى السكرتير الدولي لرئيس الوزراء التركي بولندا جويد وهو الأستاذ الدكتور اورهان كول اغلو في مقابلة شخصية في استانبول بتاريخ 9/7/2007 اثناء دراستي للدكتوراه قائلا له (( هل كان اجويد صديقا للقذافي وصدام حسين باعتبار تشابه أفكارهم الاشتراكية وقد اجابني لا ليس لتركيا أصدقاء نحن لدينا مصالح اقتصادية ونوظف الشخصيات للحصول على المنافع والمكاسب وبالطرق الدبلوماسية والخطاب الناعم وليس للاتراك صديق سوى المنافع الاقتصادية والتفكير في بناء تركيا بشتى الطرق.
ولنعد الى موضوع المقالة وهو (تركيا والسعودية : هل تعود العلاقات الى سابق عهدها) اليوم يرغب الرئيس التركي بالتصالح مع السعودية وكذا الحال مع الامارات ومصر بعد ان تعرضت العلاقات التركية السعودية الى توتر وجفاء على اثر مقتل الصحفي السعودي (جمال خاشقجي) في السفارة السعودية في انقرة. مما اثار غضب تركيا وبدأت حملة إعلامية ضد السعودية واتهامها بالإرهاب ووو... علما بان هذا الامر شأن سعودي وان السفارة السعودية في أي دولة بالاعراف الدبلوماسية هي ارض سعودية مستقلة لا شأن لاي دولة بالتدخل فيما يجري بداخل السفارة وان الصحفي جمال خاشقجي كان مقربا من الحكومة السعودية وفي الآونة الأخيرة بدأ يهاجم الحكومة السعودية ويقترب من تركيا ونود الإشارة الى ان عائلة خاشقجي هي من أصول تركية هاجرت في العهد العثماني من تركيا الى السعودية قبل اكثر من 600 عام وربما كان هذا العامل مهم في تجنيد خاشقجي لصالح تركيا لابد ان تنكشف الوثائق لاحقاُ.
لا نريد التطرق الى تاريخ العلاقات التركية السعودية ولكن نود القول بان حزب العدالة والتنمية الذي وصل الى الحكم عام 2002 يقوده نخبة سياسية يطلق عليهم (العثمانيون الجدد) وهؤلاء النخبة استطاعوا بالتغلغل داخل الدول العربية على أسلوب (الدبلوماسية الناعمة) ولعبوا على وتر الدين الإسلامي والاخوة ..... الخ لكن غايتهم انكشفت بعد احداث (الربيع العربي) عام 2011 فبعد ان كانوا أصدقاء لسوريا وليبيا والعراق وووو مصر وتونس .... الخ اصبحوا في يوم وليلة يحركون الجماعات والتيارات الحزبية والقومية في الدول العربية تمهيدا للسيطرة على القرار السياسي لهذه الدول ونهب خيراتها وكان تيار الإسلام السياسي موال تركيا على حساب بلدانهم وفي خضم هذا التدخل التركي كانت السعودية ودول الخليج الأخرى تقف مع تركيا ولم يكن للسعودية أي شعور بالانتماء الى الامة العربية من الناحية العملية ولم نستذكر يوما بان سوريا عربية ومصر عربية وليبيا عربية والعراق عربي ابدأ فهي أي السعودية مجرد حليفة للولايات المتحدة وحليفة أيضا لتركيا فهم حلفاء مهمين للولايات المتحدة. واني اتسائل لو كانت السعودية تتدخل في احد دول ما يسمى بالعالم التركي مثل كازخستان او تركمانستان او أذربيجان فماذا سوف يكون الموقف التركي اكيد سيغضب من السعودية.
يؤسفني القول ونحن كمؤرخين نكتب الحقيقة نقول ووفق المعطيات الموجودة ان العرب عادوا كما كانوا قبائل وشعوب متناحرة ومتقاتلة مع بعضها البعض وليس لديها أي منظومة سياسية او فكرية الدول العربية تتقاتل وتتأمر على بعضها البعض والدولة الواحدة يقتل احدهما الاخر فالسعودية اليوم مرتبطة مع الولايات المتحدة الامريكية ومنشغلة بالاستثمارات والأموال والربح والتجارة لا يهمها اذا استطاعت تركيا سلب أراضي جديدة من سوريا كما سلبت لواء الاسكندرونة الغربي ولا يهمها اذا تدخلت تركيا بشؤون مصر والعراق وليبيا او اليمن. الذي يهمها رؤوس الأموال والاستثمارات فهم تجار وليس زعماء اليوم تركيا وايران دولتين مهمتين متجاورين للوطن العربي وهاتان الدولتان على وفاق تام وبينها اتفاقيات ثنائية لتقاسم النفوذ في الدول العربية واعتقد ان القوى العظمى تتعامل مع الدول التي لها مشروع وليس مع الدول المتناحرة مثل العرب واعتقد اذا بقى العرب يتمتعون بالسذاجة والسطحية وقصر النظر فاني أرى بانهم زائلون من الخريطة السياسية للعالم الجديد وسيرجعون تابعين لهذه الدولة او تلك كما كانوا في السباق تحت رحمة الدولة الصفوية والدولة العثمانية والاستعمار الغربي اليوم لماذا يريد اردوغان زيارة السعودية والامارات هل سأل الخليجيون نفسهم هذا السؤال استطيع الإجابة بان اردوغان يرغب بزيارة السعودية من اجل المال فقط.
ومن اجل انقاذ الليرة التركية والاقتصاد التركي فاليوم تركيا بأشد الحاجة الى العرب ولكن هل يستطيع العرب فرض شروطهم على تركيا مقابل مساعدتها اقتصاديا وانقاذها من السقوط لماذا لا يشترط السعوديون على الاتراك ان لا يتدخلوا في الشأن العربي اليس مصر والسعودية حاليا الثقل العربي ولماذا يخطأ السعوديون ويظنون ان تركيا سوف تكون حالة من التوازن مع ما يسمى الخطر الإيراني في المنطقة لماذا الان تلجأ السعودية ودول الخليج الى تركيا لحمايتهم حسب ما يزعمون من ايران وهم الذين اسقطوا العراق القوة الأكبر في الشرق الأوسط ونشروا الخراب في سوريا وليبيا ولماذا ترك الخليجيون السعوديون معزولين وحدهم وذهبوا للتصالح مع تركيا دون مشورة ما يسمى مجلس التعاون الخليجي اليس من الاجدر ان تكون دول الخليج لها موقف ثابت على الأقل فيما يخص دولها ولكن مع الأسف وصل العرب الى ما اسميه (قبائل وشعوب وليس دول محترمة من قبل الدول الأخرى.
أقول سوف ينجح اردوغان في زيارته للسعودية والامارات وسوف يحصل على الدعم الاقتصادي الذي يساعد تركيا على التقليل من ازمتها ولكن اردوغان سوف لن تبقى الى الابد وستاتي حكومة تركيا ربما لا تكون على وفاق مع السعودية فالحكومات في تركيا متغيرة وليس مثل باقي امارات دول الخليج.
ويرى جميع الخبراء بان الزيارة هدفها تحسين الاقتصاد التركي وفي ختام هذه المقالة اود القول بان ان الأوان للسعودية ان تفرض شروطها على تركيا ومنعها من التدخل في الشؤون العربية والتخلي عن التلويح باحتلال أراضي عربية جديدة.
نود القول باننا لسنا ضد تركيا او ايران وانما ترغب ان تكون موحدين كامة على الأقل في السياسة الخارجية ونرغب في إيجاد نوع من التوازن والتعاون مع الدول المجاورة على جميع الأصعدة فالدول العربية كلها ذات ثقل تاريخي واستتراتيجي واقتصادي ولا ينقصنا سوى فهم السياسة فالعرب ليسوا سياسيين ابدأ وانما اداريين لدول على طريقة (سيخ القبيلة).



#حامد_محمد_طه_السويداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام والصحافة ودورها في اسقاط الحكومات (تركيا : انموذجاً)
- اردوغان واوهام الصعود إلى القمر نهاية 2023
- دور المؤرخين التركمان في كتابة تاريخ العراق الحديث والمعاصر
- العثمانية الجديدة تلفظ أنفاسها الأخيرة... التاريخ لا يعيد نف ...
- الليرة التركية ودورها في اسقاط الحكومات التركية
- أردوغان ونظرية المؤامرة: أزمة كافالا انموذجا
- الدولة العميقة الارغنيكون والمافيا التركية إنموذجاً
- المؤرخ وكيفية كتابة التاريخ
- تركيا ومخاوف محاولة التطبيع العربي الاسرائيلي
- المجتمع التركي: مشاهداتي في تركيا
- اليسار التركي: هل يعود لحكم تركيا مجدداً
- الاقليات العرقية التركية خارج تركيا (اتراك المسخيت (الاهيسكا ...
- التجربة التركية ومحاولات بناء دولة الحداثة
- الاتراك البيض والاتراك السود
- الموسيقى التركية وحفاظها على الاصالة الشرقية إبراهيم تاتليس ...
- الموسياد والتوسياد في صناعة السياسة التركية
- دور المؤسسات التعليمية الامريكية في تركيا (كلية روبرت الامري ...
- الروائي التركي اورهان باموك (1952- )
- الروائية التركية اليف شافاك (1971 - )
- الشاعر التركي محمد عاكف (1873م ...


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - تركيا والسعودية : هل تعود العلاقات الى سابق عهدها؟