أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل قانصوه - مقاربات مجردة (3)














المزيد.....

مقاربات مجردة (3)


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7130 - 2022 / 1 / 8 - 20:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


لنسلم بان الدولة أداة لتطبيق نظام عيش مشترك ارتضته لنفسها جماعة تحيا في بلاد اتخدتها موطنا لها ،و عذرا من خبراء علم السياسة و الإجتماع ،فنحن نتناول هنا هذه المسألة بتبسيط لانها ليست محور بحثنا . فما يهمني في الواقع التساؤل عما إذا كان المعتقد الديني صالحا كركيزة لدعائم نظام دولة الجماعة التي تتعدد فيها المعتقدات الدينيية . هدا من ناحية أما من ناحية ثانية فلا بد من السؤال أيضا عما إذا كان يصح الكلام في الوقت الحاضر ، عن معتقد ديني جماعي أم أن هذا الأمر ينحصر ضمن دائرة خصوصية الشخص ، الروحانية و التربوية ، بما يناسب مداركه العقلية وسجيته النفسية ، بحيث يختلف المعتقد الديني بين فرد و آخر ، فينتفي وجود الجماعة الدينية

ينجم عنه أن إقحام الدين في المجال السياسي بما هو مجال جماعي ، هو تجريد للدين من جوهره و غايته ، ومدخل لمصادرته بحجة استخدامه لمصلحة " الجماعة الدينية " ، التي لا وجود لها استنادا إلى سمة الإيمان و شخصانيته التي تشدِّد عليها الرسالات الدينية نفسها .

يحسن التذكير بأن مصادرة الدين سيرورة رافقت دائما جميع الدعوات الدينية منذ ظهورها و ما تزال مستمرة إلى الآن، و المراد منها استقطاب جميع المولودين على ديانة ، إعتباطيا ،وتمييزهم من غيرهم و إجبارهم على اتباع نهج معين ، على حساب المولودين على ديانة أخرى و على حساب الذين يرفضون الخلط بين معتقدهم الديني من جهة و بين مواقفهم إزاء القضايا المعيشية التي تواجهها الجماعة الوطنية من جهة ثانية ، حرصا على وحدة ووجود و مستقبل هذه الأخيرة و اعتراضا على التمييز على اساس المعتقد الديني ، الذي يهدد المصير .

ما أود قوله ببساطة كلية ، إذا أخرِج الدين من دائرة تهجد و تأمل الفرد في وحدانيته إلى الحيز العام حيث تتعدد المعتقدات الدينية ، فلا يبقى منه إلا اسمه و اثره السلبي في الساحة الوطنية واستطرادا على وجود الجماعة الوطنية .ليس من حاجة إلى إطالة في الحديث تبريرا لهذا الرأي ، حيث يمكننا الإستدلال على ذلك من خلال نموذجين حاليين يدعمان دعوتنا إلى العلمانية أي إلى أبقاء الدين بعيدا عن الدولة و السياسة :

- لا جدال في أن مصادرة الدين و استخدامه على شكل "نظام الطوائف " في لبنان ، و فر الظروف الملائمة لاستيلاء مجموعة من الزعماء على السلطة ، لا يمتلكون الأهلية المطلوبة لإدارة البلاد في مرحلة صعبة من تاريخها ، حيث أنهم لجأوا إلى الحزبية الطائفية الدينية حفاظا على امتيازاتهم ، ففجروا المجتمع الوطني و مرفأ البلاد و أفلسوا مرافقها وهجروا أعداد كبيرة من أهلها .

ـ النموذج الثاني لمصادرة الدين ، نجده في اسرائيل ، حيث عمدت الحركة الصهيونية إلى تشكيل جماعة دينية اصطناعية ، من لون واحد ، جعلت منها أداة استعمارية استيطانية قمعية ، ضد سكان فلسطين غير المولودين علي ديانة هذه الجماعة التي من المعروف ان غالبية أعضائها اقتنعوا بأنهم من" الشعب المختار" ، و بالتالي هم مقدّمون على غيرهم في فلسطين ، فمن حقهم أن يصادروا المنازل و الحقول و أن يقطعوا الشجر و يسجنوا الأبناء و يقتلوا الناس عشوائيا .

ختاما أن ما يدهش في هذه المسألة هو أن الناس في لبنان و في فلسطين ، سواء الفلسطينيون الأصليون و الأسرائيليون المستوطنون ، عاجزون في ظاهر الأمر عن الخروج من الدوامة الدينية الجهنمية . و لكن الأمل في أن عائدات النفط تنضب و معها يضعف دور الحكام الوكلاء ، كما ان تضاؤل حاجة الدول الغربية إلى النفط سيحرم إسرائيل من تمويل هذه الدول .



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربات مجردة (2)
- مقاربات مجرّدة -1-
- المسألة الكوفيدية و المسألة الفلسطينية
- ملحوظات على مدلولات بعض المصطلحات -3-
- ملحوظات على مدلولات بعض المصطلحات -2-
- ملحوظات على مدلولات بعض المصطلحات
- التطبع و التطبيع (5)
- التطبّع و التطبيع (4)
- التطبع و التطبيع (3)
- التطبّع و لبتطبيع (2)
- تطبُّع أم تطبيع
- المرصد اللبناني : الأجواء رصاصية !
- الدولة غير المرئية او الممحية !
- المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا (4)
- المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا (3)
- المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا (2)
- المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا
- المقال رقم 200 : دور الحدث الأمني في النظام الطائفي
- جبل لبنان العائم و خطر الذوبان !
- نهاية الدولة المزورة 2


المزيد.....




- بعد الملاعق... كيت بلانشيت تتألق بإطلالة من الأصداف ودبابيس ...
- بيونسيه وجاي-زي بإطلالات مستوحاة من الغرب الأمريكي في باريس ...
- هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية: الضربات الأمريكية جعلت -فورد ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية -تضررت بشدة- جراء الضربات الأم ...
- قاآني يظهر في طهران بعد شائعات اغتياله، فمن هو الرجل الذي يق ...
- واشنطن تخفف الخناق عن النفط الإيراني.. لإغراء الصين بشراء ال ...
- مسلم ومناصر لفلسطين.. زهران ممداني يفوز في الانتخابات التمهي ...
- حلف الناتو ونسبة 1.5% الغامضة من الإنفاق الدفاعي.. الشيطان ف ...
- دول الناتو تصادق على زيادة استثنائية في الإنفاق الدفاعي
- القوات الروسية تواصل التقدّم في شرق أوكرانيا وتنفذ موجة قصف ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل قانصوه - مقاربات مجردة (3)