أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - تطبُّع أم تطبيع














المزيد.....

تطبُّع أم تطبيع


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7077 - 2021 / 11 / 14 - 11:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى لا نضيع في التفاسير اللغوية ، ندخل مباشرة في صلب مفهوم " التطبيع " الذي تحصّلنا عليه تدريجبا منذ مبادرة الرئيس المصري الأسبق في 19 تشرين الثاني نوفمبر 1977 ، إلى زيارة مدينة القدس في إطار القصد لتطبيع العلاقات بين مصر من جهة و إسرائيل جهة ثانية ، لنقول أن العلاقات مع اسرائيل لم تكن " طبيعية " ليس مع مصر وحدها و إنما مع الدول العربية عموما ومع تلك المحاذية لفلسطين على وجه الخصوص ، بناء على أن إقامة ووجود اسرائيل هما ثمار مشروع استعماري استيطاني جرى التأسيس له باستيلاء بريطانيا على فلسطين بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى و سقوط الدولة العثمانية .

فما هو غير طبيعي إذن ، هي إسرائيل الدولة الإستعمارية الإستيطانية . لا أظن أن هذا المعطى يحتاج إلى أدلة ، مهما يكن فنحن لسنا هنا بصدد ارتجاع تاريخ القضية الفلسطينية الذي يتعرض للتشويه بشكل متواصل منذ قرن من الزمن .

يمكننا القول أن مصر ، في عهد الرئيس جمال عبد الناصر رفعت لواء " تطبيع " الوضع في فلسطين بالتعاون مع الدول العربية ، فخاضت ي هدا السياق عدة معارك فاشلة ، اتضحت من خلالها أمور كثيرة منها انها لا تمتلك ذاتيا مقومات النجاح مثلها مثل الدول العربية حيث كان بعض حكام هذه الأخيرة يخافون مصر أكثر مما كانوا يخافون إسرائيل .

فعلى الأرجح أن التطبيع بمنظار " السلطة في الدولة العربية " هو أساسا ، وسيلة للإنسحاب من رابطة معنوية ، قومية ، ثقافية ، تلزمها بالتضامن فيما بينها من أجل تحريرالأرض و المحافظة عليها ، كونها في العرف الديني مقدسة ، أضف إلى وجوب نصرة " الأخوة ظالمين أو مظلومين " ، لا سيما أن الهزائم المتلاحقة أضعفت إلى حد كبير هذه الرابطة ، فضلا عن أن عوامل مثل الثروة النفطية جعلت البلدان الخليجية مستلبة ، و في غنى عنها ، فصارت الموافقة على قرار "التطبيع " ، أي قبول ما هو ليس طبيعيا ، أو بالأحرى التَطَبُّع بما هو ليس طبيعيا ،مناسبة احتفالية دولية تقام بين الفينة و الفينة في الولايات المتحدة على المرج الأخضر في حديقة البيت الأبيض.

تحسن الملاحظة هنا إلى أن بعض الدول العربية و تحديدا ما كان يعرف بدول الطوق بالإضافة إلى الطول التي ساهمت حتى حرب 1973 ، إلى جانب مصر في "معارك التطبيع " ضد الإستعمار الإستيطاني ، و إعادة الأمور إلى مسارها الطبيعي ، تتعرض منذ سنوات 1990 لحروب دموية و تدميرية غايتها تقسيم البلاد و تفرقة سكانها ، بحجة أنها غير غير موثوقة كما هي حاليا ، أو لرفضها " التطبيع " بالشروط الاسرائيلية ـ الاميركية .

مجمل القول أن سيرورة " التطبيع " تتواصل " بهدوء " ، حيث تبدي سلطات الدول العربية التي لم تكن ملتزمة مباشرة بالقضية الفلسطينية تعاونا مشوبا بالغموض . فمن المعلوم أن هذه السلطات ساهمت بكثافة و شدة ، في الحروب التي تتعرض لها الدول العربية التي ترفض التطبيع أو التي تُعتبر بحسب المعايير الأميركية ـ الإسرائيلية غير مؤهلة له ، تبادر بالتلازم مع نجاحها في الحصول على شهادة " التطبيع " في حديقة البيت الأبيض ،دون مقابل ، إلى" تطبيع " علاقاتها مع الدول العربية التي أنهكتها حروب مستمرة منذ ثلاثة عقود .

لا نجازف بالكلام في نهاية هدا الفصل أن "التطبيع " باشروط الأميركية الإسرائيلية لم ينجح في مصر و الأردن و لبنان والعراق .فهل ينجح و لكن بأي مضمون و أية شروط و كيف؟( يتبع )



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرصد اللبناني : الأجواء رصاصية !
- الدولة غير المرئية او الممحية !
- المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا (4)
- المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا (3)
- المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا (2)
- المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا
- المقال رقم 200 : دور الحدث الأمني في النظام الطائفي
- جبل لبنان العائم و خطر الذوبان !
- نهاية الدولة المزورة 2
- نهاية الدولة المزورة !
- السلطة و الطائفة التي تشكل الأكثرية
- صحيفة الميدان السودانية في عيد الإيمانيتي الفرنسية
- الخريف العربي 3
- الخريف العربي 2
- الخريف العربي
- سلوك القوي المختل عقليا .
- العصابة و العصبية و مذلة العيش في لبنان
- الدولة الوطنية المحلومة 3
- شبه الدولة غير وطنية 2
- سلطة شبه الدولة و سلطة الدولة الوطنية


المزيد.....




- تأجيل الجولة المقبلة من المحادثات النووية بين إيران والولايا ...
- روبيو: أوكرانيا لا تستطيع إزاحة روسيا إلى حدود 2014
- بكين: على الأمريكيين أن يلغوا الرسوم الجمركية إذا أرادوا الت ...
- روبيو يشترط على إيران دخول المفتشين الأمريكيين في حال التوقي ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- ترامب يقيل مستشار الأمن القومي والتز في أول تعديل كبير لإدار ...
- مسلمو فيتنام.. أقلية جذورها تاريخية وشعارها التسامح
- من قتل السلطان محمد الفاتح؟
- مصادر تكشف لـCNN عن معلومات استخباراتية جديدة بشأن أهداف بوت ...
- المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية -فوجئت- بخبر تعيين روبيو مس ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - تطبُّع أم تطبيع