أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا














المزيد.....

المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7061 - 2021 / 10 / 29 - 20:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا حرج في القول أن أهل السلطة في لبنان لا يبالون لمعاناة الناس من الأوضاع المعيشية الصعبة التي نتجت عن سياستهم و إدارتهم . فأغلب الظن أن ما جمعوه من أموال تنام بأمان في المصارف الأجنبية على عكس رواتب الموظفين ومدخرات السكان العاديين . و على الأرجح أنهم لا يجدون صعوبة في التزود بالأدوية اللازمة لعلاج أمراضهم و بالمواد الغذائية التي تتطلبها موائد الضيوف و موائد الإطعام على السواء . و لاشك في أن ما لديهم من المشتقات النفطية جنبهم انقطاع الكهرباء و مياه الشفة وجنب سياراتهم الفارهة الشلل . فكأن سكان البلاد تعرضوا لعملية فرز جعلت أهل السلطة و عملائهم و أنصارهم وأتباعهم في جانب و عامة الناس في جانب .

من البديهي أن يتساءل المرء عندما تتراءى له ملامح سيرورة فرز مجتمعي ، أو يتبادر إلى ذهنه وجود فرضية فرز أو تمييز جماعة عن أخرى ، عن الأهداف المتوخاة من وراء ذلك .و عن دوافع الضالعين فيها . فالفرز المجتمعي هو من حيث المبدأ مخطط جهنمي استعدادا لمعاملة فئة من الناس باساليب ووسائل تختلف عن تلك المتبعة مع الفئات الأخرى . فما يخشى منه هوالاستعباد أو الترحيل او الإبادة .

من المعروف أن البلاد دخلت في مرحلة ما بعد حادثة محلة الطيونة الأخيرة في بيروت . فما كان تظاهرة سلمية غير مبررة و مصيدة وقعت فيها قيادة قصيرة النظر ،مما أدى إلى سقوط سبعة قتل من المشاركين فيها ، تحول تدريجيا في بعض الاعلام ، إلى اشتباك بين سكان الحاضرة الذين تصدوا دفاعا عن أنفسهم لجماعة جاءوا غزاة ً ،من البادية  !

اللافت للنظر والمثير للريبة أيضا حيال هذه المسألة ، هو اتقاد حماسة أهل السلطة في اختلاق المشاغل التي تنفر الناس من أمور السياسة و تغرقهم في هموم البحث عن الخبز و الدواء و الكسوة ووقود التدفئة استعدادا لبرد الشتاء . فبينما كان بعض الإعلام يزوّر المعطيات أخراجا لسردية عن الصدام بين البدو و الحضر تتحدى المنطق ، كان مجلس النواب مسرحا لسجال حول موعد انتخابات أغلب الظن أنها لن تجري ، كأن الصدام المذكور لم يسفر عن سقوط سبعة قتلى ، بينهم سيدة ، والدة لخمسة أطفال أصيبت في منزلها برصاص طائش .

وفي هذه الأثناء ، يا للمصادفة ، تذكّر حكام السعودية ، أمثولة الذئب و الحمل ، فأثاروا زوبعة في لبنان ، بحجة أن وزيرا في الحكومة ، كان قبل أن يصير وزيرا ، قد نعت الحرب على اليمن بالعبثية ، و بالتالي ما كان يجب أن يكون وزيرا و لا يجب أن يبقى في منصبه ! و كأن هذا كله غير كاف ، فسقطت فجأة دفعة جديدة من العقوبات الأميركية على بعض الشخصيات المنتقاة بعناية ، تحت ستارة التوازن الطائفي لكي لا تسهل قراءة الرسالة المتضمنة فيها .

مجمل القول و قصاراه ، أن الأمور تُدفع نحو الإبتعاد باسرع وقت عن الصدام الذى جرى في بيروت في 14 تشرين أول ، أوكتوبر الجاري و الإكتفاء بخلاصة ملفقة عن العوامل التي أدت إليه والعبر التي كشف عنها . أما في ما يتعلق بدفعة العقوبات الأميركية الأخيرة فالرأي عندي أنها تعكس همجية الديبلوماسية الأميركية مع " دول الموز " و المنعطف الذي تأخذه الأمبراطوريات في طور إهترائها المتقدم نحو التدخل في الدول المشار إليها ، في كل شاردة وواردة ، بدءا من تعيين مختار الحي و رئيس البلدية و صعودا إلى منصب رئاسة الجمهورية . فما من شك في أن الولايات المتحدة تعمل في الحاضر على تشكيل فريق الحكم الذي تريد تعيينه بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية الحالي في نهاية 2022 ، خدمة لمصالحها ( يتبع )



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقال رقم 200 : دور الحدث الأمني في النظام الطائفي
- جبل لبنان العائم و خطر الذوبان !
- نهاية الدولة المزورة 2
- نهاية الدولة المزورة !
- السلطة و الطائفة التي تشكل الأكثرية
- صحيفة الميدان السودانية في عيد الإيمانيتي الفرنسية
- الخريف العربي 3
- الخريف العربي 2
- الخريف العربي
- سلوك القوي المختل عقليا .
- العصابة و العصبية و مذلة العيش في لبنان
- الدولة الوطنية المحلومة 3
- شبه الدولة غير وطنية 2
- سلطة شبه الدولة و سلطة الدولة الوطنية
- قراءات في زمان الوباء 2 الحلرب الصحية .
- قراءات في زمان الوباء 1
- فن التعجيل في انقراض شعب مستعمَر
- الحروب العبثية
- يا أهلا بالمعارك
- الدولة الموظَّفَة


المزيد.....




- ترامب: إيران لا تربح الحرب مع إسرائيل وعليها إبرام اتفاق قبل ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لتدميره مقاتلات إيرانية في مطار ...
- -إيرباص- تفتتح معرض باريس بصفقة ضخمة مع السعودية
- معدلات تخصيب اليورانيوم في إيران: من نسبة 3.67 في المئة إلى ...
- ترسانة إيران الصاروخية: أي منها لم يدخل بعد في المواجهة مع إ ...
- بينهم رضيع.. مقتل 48 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي جديد شمال غزة ...
- ترامب في تهديد مُبطّن: على إيران التفاوض قبل فوات الأوان
- العمل لساعات طويلة -يغير من بنية الدماغ-.. فما آثار ذلك؟
- بمسدسات مائية..إسبان يحتجون على -غزو- السياح!
- ألمانياـ فريق الأزمات الحكومي يناقش إجلاء الألمان من إسرائيل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا