أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - نهاية الدولة المزورة 2














المزيد.....

نهاية الدولة المزورة 2


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7039 - 2021 / 10 / 6 - 16:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واظبت السلطة الحاكمة في لبنان ، مند نهاية سنوات 1980 و حتى الآن ، أي في أعقاب أنسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي كانت تحتلها لكي تتموضع في شريط حدودي ، جنوب و جنوب شرق مجرى نهر الليطاني ، على طمأنة الناس بأن ظهور بوادر النهضة والإزدهار مرتكز على دعائم صلبة ، و ليس غيمة صيف عابرة .و ما يدعم هذا التفاؤل هي ورشة الإعمار الكبيرة التي انطلقت في العاصمة وطلب المصارف المتزايد على العملة الوطنية مقابل معدلات فائدة عالية ،كونها تحظى بتغطية قوية بالدولار النفطي .

من المعروف أن الأمور أخذت في سنوات 2005 ـ 2006 ـ2007 منعطفا جديدا ( اغتيال السيد رفيق الحريري ـ أنسحاب الجيش السوري من لبنان ـ حرب تموز ـ أحداث 7 أيار ) تعبيرا عن إرادة بدأت تتضح بعد غزو العراق في سنة 2003 ، لدى الولايات المتحدة و أسرائيل ، بالإنتقال إلى مرحلة الحسم في موضوع إعادة رسم خريطة المنطقة بحيت تلائم مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أعلن عنه أكثر من ناطق باسم الإدارة الأميركية .

لست هنا في صدد تناول هده المسألة ، فما اود قوله هو أن اللبنانيين يعيشون منذ تلك الفترة حربا مرهقة ذات تكلفة لا تطاق ، أدّت من و جهة نظري إلى نتائج كارثية لجهة الإنحلال الأخلاقي و الإنساني على صعيد الفرد و الجماعة ،انسجاما مع النظرية الأميركية عن " الخير و الشر" و عن تجهيل " مجتمعات الأشرار " و إعادتها إلى " العصر الحجري " وصولا إلى درجة من التراجع يفقد " الأشرار" عند بلوغها القدرة على التفكير و استنباط حلول لأزماتهم و التعارف و التعاون فيما بينهم ، فيتنازعون و يقتتلون إلى حد إبادة أنفسهم بانفسهم ، إستكمالا لسيرورة الإبادة التي يبادر إلى إطلاقها أصحاب مشروع الشرق الأوسط الجديد .

لا شك في أن سرقة شبه الدولة ثم إعلان إفلاسها يندرجان في إطار سيرورة " التجهيل " . فمن المعلوم أن أهل الحكم ظلّوا يخادعون الناس عن سلامة الوضع المالي حتى عشية اليوم الذي أعلنوا فيه فجأة ، أنهم فقدوا تغطية العملة الوطنية . الغريب في الأمر ، أن الحكام و حاشياتهم في الإدارات العامة و المصارف تمكنوا من نقل ودائعهم بالدولار إلى المصارف الغربية ، بينما حبست المصارف المحلية ودائع الناس بالدولار ، أو سمحت لهم باسترجاعها تدريجيا بالعملة الوطنية على أساس سعر للدولار تضعه هذه المصارف ، يقل كثيرا عن سعره المتداول في السوق .

تجدر الاشارة في هذه المسألة أيضا إلى أن المصرف المركزي يحاول و سط هذا الخضم التحكم بسعر الدولار ، فعمد إلى إصدار كميات من الأوراق المالية و إغراق السوق السوداء بها ودفع رواتب موظفي الدولة منها . نجم عنه ،بطريقة غير مباشرة ، حلول الدولار عمليا مكان العملة الوطنية في السوق ، كنتيجة منطقية لفقدان الثقة بها .

مجمل القول أن قطاعا واسعا من السكان ، موظفون مثلا ، صاروا يتقاضون رواتبهم بعملة لا قيمة لها ، و في المقابل لم يتأثر الحكام و الزعماء و أرهاطهم و المستوردين الحصريين بالأزمة المالية ، لانهم استطاعوا الحصول على ودائعهم في المصارف ، بالدولار "المدعوم " ( 1500 ليرة ، بينما سعر الدولار في السوق السوداء 20000 الف ليرة ) . بكلام أكثر وضوحا فرض على قطاع واسع من السكان العيش من دون " عملة وطنية " في بلاد صار الدولار فيها هو العملة المتداولة في السوق ، في حين أن مصادر الدولار في خارج البلاد : ودائع الحكام في المصارف الأجنبية ، الجاليات الوطنية في الخارج ، و المنظمات اغير الحكومية . و لكن من المعروف أنه لا يحق إدخال " الدولار " إلى البلاد إلا للذين يحق لهم إخراجه أو " تهريبه ". ( للحديث بقية)



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية الدولة المزورة !
- السلطة و الطائفة التي تشكل الأكثرية
- صحيفة الميدان السودانية في عيد الإيمانيتي الفرنسية
- الخريف العربي 3
- الخريف العربي 2
- الخريف العربي
- سلوك القوي المختل عقليا .
- العصابة و العصبية و مذلة العيش في لبنان
- الدولة الوطنية المحلومة 3
- شبه الدولة غير وطنية 2
- سلطة شبه الدولة و سلطة الدولة الوطنية
- قراءات في زمان الوباء 2 الحلرب الصحية .
- قراءات في زمان الوباء 1
- فن التعجيل في انقراض شعب مستعمَر
- الحروب العبثية
- يا أهلا بالمعارك
- الدولة الموظَّفَة
- عسكر السلطة
- سلطة الدين و الثروة
- مفارقات المشهد اللبناني من خلال تفليسية 2020


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - نهاية الدولة المزورة 2