أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - التطبيع المطلوب ..!















المزيد.....

التطبيع المطلوب ..!


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7128 - 2022 / 1 / 6 - 08:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يفوّت الإسرائيليون فرصة السجال حول الانتخابات النيابية الأخيرة و الممارسات الأميركية الوحشية في العراق من دون أن يتدخلوا ويدلوا بدلوهم من واقع الدعم المطلق الذي يتلقونه من الأميركيين بالرغم من مواصلتهم ،في عهد الديمقراطيين، ارتكاب مجازرهم بحق الفلسطينيين، مطلقين العنان لشماتتهم بالايرانيين الذين تصورهم أمريكا واسرائيل، خاسرين في تلك الانتخابات.

ومع أن القاصي والداني يعرف ، وحتى المحكمة الاتحادية العليا اعترفت وهي تصوغ بياناً مرتبكاً بأن المفوضية خرقت قانون الانتخابات الذي دعت الى تغييره ورفض العد والفرز اليدويين، أن تلك الانتخابات شهدت تلاعبًا وتمت هندستها لتظهر بهذا الشكل، إلا أن هناك إصرارًا من الاسرائيليين وعموم الأمريكيين والغربيين وباقي مفردات المحور المعادي لمحور المقاومة ، لإظهار أن نتائج الانتخابات تصب في النهاية لصالح أمريكا ، وبشكل خاص، لصالح حلفائها في المنطقة.

في هذا المجال، تبرز في افتتاحيات الصحف الصهيونية عناوين مثل "فوز لحلفاء أمريكا في العراق"و "هزيمة إيران المدوية في الانتخابات العراقية" و "الزعيم الشيعي العراقي ، الحليف المحتمل للولايات المتحدة ، يكتسب السلطة" ، وعناوين أخرى تبرز بشكل لافت في معظم الصحف الاسرائيلية ومنها بالطبع صحيفة "يديعوت أحرونوت"،وصحيفة هآرتس ، جيروزاليم وبوست، وكذلك على موقع قناة فوكس نيوز اليمينية المتطرفة المعادية لكل شيء اسم عرب ومسلمون وخصوصا ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

كذلك تضج مواقع الانترنت للصحف الغربية وكتاب ومعلقين اسرائيليين بعناوين مختصرة عن شعو كبير بالغبطة والارتياح ، تكشف ما لا تكشفه المقالات المذيلة في هذه الصحف: مزايا نتائج الانتخابات تلك بالنسبة لهم .
ففي أعقاب احتدام المعارك السياسية في العراق امتلأت المواقع بالرسائل التي تعرب عن الشماتة بنحور المقاومة وتحديد الايرانيين ، وكأن الانتخابات المبكرة جرت في ايران أو اليمن أو سوريا أو لبنان، للتغطية طبعا، على الانتصارات الحاسمة التي حققها ويحققها المحور في تلك الأماكن بدعم سياسي ومعنوي لافتين من ايران .
النبرة السائدة في تلكم الرسائل ، تختصر في عبارة " أن حلفاء أمريكا في العراق يتصدرو* المشهد السياسي وسيقومون بما لم يقدر عليه مصطفى الكاظمي في شأن تنفيذ تلكم الأجندة الجريئة !".

من حيث الطبيعة الاسرائيلية وكيفية قيام الدولة اللقيطة فإن الجريمة والاغتيال والمجاهرة بارتكاب المجازر أمر متأصل في العقيدة الصهيونية لجهة تعاملها مع خصومها في المنطقة ، فلم يكن مفاجئاً الاعتراف بالمشاركة في اغتيال القائدين الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس. كما أن اغتيال العلماء النوويين سواء في ايران والعراق ودول أخرى كمصر وسوريا مثلاً ، يؤكد أن هذا الكيان لا ينفك عن المضي في سياساته تجاه العراق وعموم المنطقة، خصوصًا هذه الأيام حيث التطبيع ماضٍ على قدم وساق.
فخلال خلال العقد الأخير، ذهب 5 من كبار العلماء النوويين في إيران، ضحية اغتيالات نفذها الكيان الصهيوني، آخرهم العالم الإيراني البارز، محسن فخري زادة. اللافت في اغتيال العالم فخري زادة هو كان في التوقيت، الذي يحاول فيه الأميركي والاسرائيلي في المنطقة ، مع حلفائهم من العرب ترجمة مسلسل التطبيع إلى خطوات تصعيدية ملموسة ووضع العراق على محك المواجهة ، وتحديدا مع إيران ، وهو توقيت يحاول فيه المحور الأمريكي الصهيو سعودي قلب الطاولة على ايران وحلفائها ،وتهيئة مقدمات التطبيع مع العراق بعد هندسة الانتخابات ، فيما تسعى السعودية للتغطية على مأزقها في اليمن .

إن الشماتة ليست شعورا لطيفا، لكنها مبررة في ضوء المأزق الكبير الذي يواجهه بايدن وهو يعترف بهزيمته العسكرية في أفغانستان ، ويحاول لملمة فشل بلاده في العراق بمسرحية تحويل مهام القوات الأمريكية القتالية الى تدريب ومشهورة، وهذه انتكاسة وفشل، فالطاغوت الأميركي وحلفاؤه لا يخشون من تسمية الفشل في العراق باسم هزيمة لايران.

ويكفي أن نشير الى ما يكتبه الصهاينة أنفسهم منذ الغزو الأمريكي للعراق لنؤكد أن الفشل والهزيمة في المعيار الأمريكي الصهيو سعودي يتعلق بمدى استجابة جزء من المحليين لسياساتهم القائمة على سياسة "فرق تسد" وخلق الضد النوعي.
في هذا السياق يقول الاسرائيليون وهم يركزون على مسألة التطبيع مع العراق باعتبارها الهدف الأكبر من كل ما شهده العراق من وقائع منذ ذلك الغزو العسكري المشؤوم : "نهاية الاميركيين مغادرة العراق، سواء كسبوا المعركة ام هزموا، ولكننا نحن سنواصل العيش في جيرة واحدة مع ضحايانا. الجيرة الخالدة تستوجب منا قواعد سلوك مغايرة عن تلك التي يمكن للمارة الاميركيين ان يتخذوها".

وبالنسبة لتعاطي الأميركيين مع نظرية (الضد النوعي) ترى الصحف الاسرائيلية أنهم ارتكبوا خطأ جسيما في نهجهم السابق. فبدل محاولة احتواء شيعة داخل الطائفة الشيعية دخلوا في صراع جهوي.وهذا هو سبب المواجهات الشديدة السابقة. والمطلوب كما يرى خبراء صهاينة هو أن يجري التعاطي أمريكياً على أساس العمل على إيجاد "الزعيم السائد"، فقد أثبت التأريخ أنه في اوضاع الفوضى يراكم الكفاحيون مزيدا من القوة خلف الزعيم السائد..

إن الصعوبات الآخذة في الازدياد على القوات الأمريكية في العراق بعد اغتيال سليماني المهندس ، تشهد على عدم نجاح تجربة إقرار ديموقراطية على المقاس الأمريكي الغارق في الاقصاء وتهميش الآخر في مجتمع تعددي يفتقد تماما الأسس المطلوبة أمريكياً لذلك . فالظروف التاريخية لنشوء الدولة العراقية الحديثة ، ووجود تعددية عرقية ودينية ومذهبية لا يمكن حكمها بالحديد والنار أو بديكتاتورية الأغلبية ، تؤكد أنه من الغباء التام الاعتقاد أنه في هذه الظروف، ومع غياب تام لتقاليد مجتمع مدني يحترم شرعية الدستور وهوية البلاد الاسلامية ، لا يمكن أن ينشأ في طرفة عين مجتمع ديموقراطي.
إذن، ستفشل بالتأكيد كل محاولات الاسرائيليين ومعهم الامريكيون وحلفاؤهم وتوابعهم الاقليميون، في الدفع بنتائج الانتخابات ، نحو مواجهة محلية في البرلمان القادم، كما ستفشل بالتأكيد كل محاولات استغلال هذه النتائج في الحملة المطلوبة لفرض التطبيع مع الكيان الصهيوني، تحت مسميات جديدة على غرار تغيير صفة الاحتلال الى ، تدريب واستشارات.



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -خطوة أولى أمريكية هادفة- مطلوبة لانقاذ الاتفاق النووي ..
- الجريمة والعقاب !
- السيد روب مالي :الساعة لا تدق في صالحك!
- يبدو اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وكأنه منذ زمن بعي ...
- خريطة أهداف إسرائيلية..ماذا عن العراق ؟!
- اغتيال سليماني ، تدمير عملية صنع القرار المتعلق بالأمن القوم ...
- الإبراهيمية ..خدعة نحو التطبيع !
- شبهات يقينية في عمل إرهابي مشكوك فيه..
- تدمير العراق..
- أكثر من مجرد انتخابات ..!
- ترامب : ورطتني إسرائيل..!
- من المستفيد من عودة داعش ؟!
- عذر أقبح من فعل..!
- المرجع الأعلى وبلاسخارت..!
- أزمة مياه عراقية مع تركيا ..
- الإنتخابات العراقية أزمة!
- رهانات خاسرة!
- المطلوب دولة قوية في العراق!
- رسل القوم!
- نعم للمظاهرات الدستورية !


المزيد.....




- فيديو يُظهر ما فعلته الشرطة الأمريكية لفض اعتصام مؤيد للفلسط ...
- طائرة ترصد غرق مدينة بأكملها في البرازيل بسبب فيضانات -كارثي ...
- ترامب يقارن إدارة بايدن بالغستابو
- الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تضغط على بايدن في اتجاه وقف ا ...
- المغرب: حمار زاكورة المعنف يجد في جمعية جرجير الأمان بعد الا ...
- جيك سوليفان يذكر شرطا واحدا لتوقيع اتفاقية دفاع مشترك مع الس ...
- كوريا الشمالية تحذر الولايات المتحدة من -هزيمة استراتيجية-
- زاخاروفا: روسيا لن تبادر إلى قطع العلاقات مع دول البلطيق
- -في ظاهرة غريبة-.. سعودي يرصد صخرة باردة بالصيف (فيديو)
- الصين تجري مناورات عسكرية في بحر الصين الشرقي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - التطبيع المطلوب ..!