أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نجاح محمد علي - تدمير العراق..














المزيد.....

تدمير العراق..


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7111 - 2021 / 12 / 19 - 01:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أسقطت الولايات المتحدة بقيادتها تحالفاً دوليًا ، نظام صدام الديكتاتوري وأبقت على الديكتاتورية من خلال عملية سياسية عرجاء تقوم على المحاصصة الطائفية والمذهبية. كانت حجة واشنطن ، البحث عن أسلحة الدمار الشامل ، وهي ذريعة تأكد زيفها لاحقاً بعد تهديم الدولة وتقسيم المواطنة الى مكونات ليس الوطن عندها الى غنيمة .
زعمت واشنطن حين غزت العراق أنها بصدد إقامة نظام ديمقراطي نموذجي في الشرق الأوسط ، لكن سرعان ما تكشف كذب وبطلان تلك المزاعم ،بعد أن أعلنت آنذاك بشكل واضح وصريح أنها تحتل العراق .

لقد ترك الغزو الامريكي للعراق سنة 2003 ، وتحوله الى احتلال ، أعباءً اضافية على معاناة العراقيين، واعتبرت الخروقات الخطيرة للقانون الدولي الانساني التي ارتكبتها قوات الاحتلال ، جرائم حرب وفق المواثيق الدولية لحقوق الانسان خاصة المادة 08 من النظام الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية ، ما يسمح بمقاضاة الغزاة المحتلين وقواتهم تحقيقا للعدالة الدولية . و ذلك بإجراء المحاكمات إما أمام المحكمة الجنائية الدولية ،

واستخدمت القوات الأمريكية في العراق، الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليًا ، وارتكبت بذلك أفضع الجرائم الفردية والجماعية ، ومارست التعذيب الوحشي في المعتقلات والسجون ، وأساءت للعراقيين وكراماتهم كثيراً ، ودمرت البنى التحتية وخربت الزراعة بما نتج عن ذلك زيادة معدلات البطالة، وبالتالي أوجدت الفساد الاداري الواسع النطاق الذي أدى الى تدهور فظيع في المعيشة والصحة والسكن وفي كافة الخدمات الاجتماعية.

شملت جرائم القوات الأمريكية كل ما له علاقة بالاقتصاد وكل ما له علاقة بالحياة. وبدلاً من إعادة إعمار ما دمرته الحرب ، سرقت قوات الاحتلال في الأيام الأولى 60 مليار دولار من أموال العراق، في أكبر عملية نقل للعملة المحمولة جواً في تاريخ العالم وأكبر سرقة أموال في التاريخ.. كما قامت سلطة الاحتلال بتحجيم دور الدولة وقلصت القطاع العام، و خصخصت الشّركات الحكوميّة المائتين ، و توقّف بالتالي عمل الشّركات العراقيّة المائتين التّابعة للدّولة، وغرقت البلاد بالمؤسّسات الأجنبيّة والواردات المتدفّقة عبر الحدود المفتوحة .

أصدرت سلطة الاحتلال قوانين اقتصاديّة جديدة تم فصالها لصالح المحتلين بحجة جذب المستثمرين الأجانب ليشاركوا في مزاد الخصخصة وينشئوا مصانع جديدة وأسواق البيع بالتّجزئة الّتي كان يحتاجها العراق، وسمح واحدٌ من القوانين بتخفيض معدّل الضّرائب المفروضة على الشّركات من حوالي 45% إلى 15%. كما أنّ قانونًا آخر سمح للشّركات الأجنبيّة بتملّك ما نسبته 100% من أيّ أصول عراقيّة، بل كان هناك ما هو أسوأ، فقد كان باستطاعة المستثمرين إخراج كلّ ما ربحوه في العراق إلى خارج العراق، بدون أن يتكبّدوا أيّ أعباء ضريبيّة، كما نصّ المرسوم على إعطاء الحقّ للمستثمرين بتوقيع عقود الإيجار والاتفاقات الّتي يُمكن أن تدوم لمدّة أربعين سنة قابلة للتّجديد، ما يعني أنّ أيّ حكومة مستقبليّة كانت ستتحمّل مسؤوليّة الصّفقات الّتي أبرمتها سلطة الاحتلال واستئثارها بما قيمته عشرون مليار دولار من المداخيل العائدة إلى شركة النّفط الوطنيّة العراقيّة، لتقوم بإنفاقها على هواها.

دمر الغزو الأمريكي للعراق البنية التحتية، ولم تبادر الإدارات الامريكية المتعاقبة بتعويض العراق عن الاضرار والجرائم والدمار الذي الحقته قوات الاحتلال بالعراق.

لقد آن الأوان لكي يطالب العراق بتعويضه استنادا” الى القانون الدولي والمسؤولية الأخلاقية التي تتحملها كل الدول والحكومات التي شاركت بالغزو الهمجي للعراق وقتل شعبه وتدميره منذ عام 1991 ولغاية 2021.

إن المسؤولية الجنائية عن الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الأمريكي(مثل جرائم التعذيب تعتبر من الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي وترقى الى جرائم حرب. ويعتبر جميع الأفراد – جنوداً ومدنيين – مسؤولين مسؤولية جنائية عن جرائم الحرب التي ارتكبت. ويمكن اعتبار القادة العسكريين، سواء في القوات المسلحة النظامية أو الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة، مسؤولين عن جرائم الحرب التي أرتكبت بأمر منهم.

في الواقع ، تواصل الولايات المتحدة ، جرائمها في العراق. فهي أسقطت صدام حسين الذي كان ديكتاتورًا ولكنها أوجدت نظامًا سياسياً ينتج ديكتاتوريات على مدار الساعة، والعراق مازال تعيش في ظل نظام استبدادي يحرم الشعب العراقي من أبسط حقوقه، ومنها بالطبع أن يحظى بانتخابات حرة نزيهة.

ما يدعو للسخرية أن جورج بوش الإبن وصف ما فعله بالعراق بالإنجاز العظيم ، فهو دمر البنى التحتية وحول البلد الى حاضنة للإرهاب بمسميات مختلفة على حد ما ذكر القائد الاعلى للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط فرانك ماكنزي الذي قال يوم 10 ديسمبر 2021 إنه يعتقد أن مقاتلي الدولة الإسلامية سيظلون يمثلون تهديدًا في العراق وأن التنظيم "سيواصل إعادة تكوين نفسه ، ربما تحت اسم مختلف" …



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكثر من مجرد انتخابات ..!
- ترامب : ورطتني إسرائيل..!
- من المستفيد من عودة داعش ؟!
- عذر أقبح من فعل..!
- المرجع الأعلى وبلاسخارت..!
- أزمة مياه عراقية مع تركيا ..
- الإنتخابات العراقية أزمة!
- رهانات خاسرة!
- المطلوب دولة قوية في العراق!
- رسل القوم!
- نعم للمظاهرات الدستورية !
- كنت معارضاً لإسقاط صدام !
- المظاهرات العراقية: ما لا يُدرَكُ كُلُّه ،  لا يُترَكُ جُلُّ ...
- إن الجوكر عدو لكم فإحذروه!
- الشيعة ضد الشيعة
- إيران والعراق هل يمكن الفراق؟!
- الجهود الأوروبية تسفر عن انفراج-ملغوم- في الأزمة بين واشنطن ...
- إيران : -إخبطها واشرب صافيها-.. !
- عندما قالت بيلوسي لترامب : هذا يوم عسير!
- ديبلوماسية التخريب بين واشنطن وطهران والبادي أظلم !


المزيد.....




- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...
- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نجاح محمد علي - تدمير العراق..