أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نجاح محمد علي - المظاهرات العراقية: ما لا يُدرَكُ كُلُّه ،  لا يُترَكُ جُلُّه!














المزيد.....

المظاهرات العراقية: ما لا يُدرَكُ كُلُّه ،  لا يُترَكُ جُلُّه!


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6389 - 2019 / 10 / 24 - 00:24
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يخطيء من يظن أن المظاهرات التي من يحرضون عليها أكثر عدداً من المشاركين فيها، ستحقق للعراقيين كل ماينشدونه من إصلاح والقضاء على الفساد. حتى هذا في دولة المؤسسات التي يعرف فيها المواطن حقوقه وتعرف الدولة وأقصد هنا الحكومة والبرلمان والقضاء وباقي المؤسسات واجباتها، لن تتحقق مطالب المتظاهرين كلها ويجب إذاً عدم رفع سقف توقعات المتظاهرين خصوصاً وأهدافهم غير واضحة مادامت مظاهراتهم بلا قيادة معروفة .
في العراق لايختلف إثنان على أن الوضع مرتبك وينذر بانفجار خطير ، وحتى الدستور الذي صودق عليه باستفتاء جماهيري لايعمل به، وأن مايجري هو عملية محاصصة (شيلني وأشيلك) وصراع داخل هذه المعادلة أيضاً تحكمها قاعدة (كل يجر النار الى قرصه).
هذه المحاصصة هي التي منعت البرلمان الذي لايجتمع في الشهر إلا ثماني مرات فقط(تصوروا كم يكلف البرلمان غير المنتج هذا من الميزانية)، من القيام بوظيفته الرئيسة في مراقبة الحكومة وسن التشريعات التي تمس حاجة المواطنين الأساسية، ومنها بالطبع حقه في التظاهر للمطالبة بحقوقه الدستورية التي ضاعت وتضيع بالمحاصصة وبالصراع على ماتبقى من (كعكة) العراق.
وفي هذا الواقع حيث تتربص بالعراق قوى خفية وظاهرة داخلية وخارجية يصبح الحديث عن المظاهرات رفضاً أو قبولاً ضرباً من العبث أو الترف الفكري مالم يتم تفسير ماهو حاصل بعيداً تأثير العقل الجمعي الحاكم، فأنت أمام سيل هادر من الضخ الاعلامي تشارك فيه دول ومنظمات وأجهزة وتصرف لأجله أموال ضخمة هدفها أن يخرج الناس الى الشارع وهو لايعرف بالضبط ماذا يريد، ويعرف فقط مالايريد بينما المحرضون يعرفون بالضبط مايريدون.
وبالنسبة للكثيرين داخل العملية السياسية وللمشاركين في الحكومة (وإن سمى البعض نفسه معارضة)، فان الجلوس على التل هو أسلم لهم بانتظار ماستسفر عنه المظاهرات. أما أولئك المحرضون من سنّة السلطة والكرد الممسكين بزمام الإقليم في شمال العراق، فهم مشغولون بتحريض الشيعة على التظاهر في مناطقهم، وعندما يُسألون : لماذا لا تنزلون الى الشارع كتفاً بكتف مع المتظاهرين الشيعة، يقول قائل من الكرد لا نفعل كي لا يتهموننا بالانفصال وكأنهم في الواقع غير منفصلين عملياً وأن المطلوب منهم رفع شعارات تطالب بالانفصال.أما السنّة فهم أكثر صراحة ووضوحاً هذه المرة ولسان متحدثيهم يفصح عن الرغبات والأهداف الخفية وهم يعلنون أن مدنهم باتت (بفضل تضحيات الشيعة) آمنة مطمئنة فلماذا يخربونها، وهم بذلك لايخفون نيتهم في أن يروا الشيعة يخربون بيوتهم بأيديهم بالمظاهرات التي يراهنون على أن تتحول إلى فوضى.. فاعتبروا يا أولي الألباب.
وفي هذا الواقع أيضاً يجب التفريق بين المظاهرات وبين المتظاهرين أنفسهم
والتأكيد مرة أخرى على أن المتظاهر ام إقناعه أن الفساد منحصر فقط بالسياسيين الشيعة وأن تغييرهم شلع قلع هو الحل للقضاء على الفساد، وهذا بالتأكيد لايمكن تحقيقه حالياً بمظاهرات لايعرف المتظاهر فيها مايريد، والمحرض الذي ينتظر أن يرى الشيعة في مقابر جماعية جديدة ، يعرف مايريد!
وللخروج من هذه الدوامة الخطيرة يجب على المتظاهرين وهم بالطبع شيعة ساهموا بشكل أو بآخر في دحر داعش في المرحلة الماضية ، أن يستمعوا الى خطاب المرجعية العليا التي أثبتت الوقائع أنها بالفعل صمام أمان للعراق والمنطقة أيضاً ماداموا ماعادوا يثقون برموز السلطة، فنحن جميعنا الْيوم مدعوون الى الاستماع الى منطق العقل الذي تمثله الموجعية الرشيدة التي طالما تحدثت عن الاصلاح وحددت بحكمتها من هو المصلح وتعرف كيف يمكن درء المفاسد إذا تعرضت البلاد الى مايهدد السلم الأهلي ويحفظ الأرواح.
والإصلاح لايتحقق في يوم وليلة ..
وما لا يُدرَكُ كُلُّه ،  لا يُترَكُ جُلُّه.
أليس كذلك؟!



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إن الجوكر عدو لكم فإحذروه!
- الشيعة ضد الشيعة
- إيران والعراق هل يمكن الفراق؟!
- الجهود الأوروبية تسفر عن انفراج-ملغوم- في الأزمة بين واشنطن ...
- إيران : -إخبطها واشرب صافيها-.. !
- عندما قالت بيلوسي لترامب : هذا يوم عسير!
- ديبلوماسية التخريب بين واشنطن وطهران والبادي أظلم !
- ايران ترد على سياسة التصعيد ضدها:صاروخ جواب صاروخ!
- الحرب بين واشنطن وطهران .. بالتصريحات!
- ايران تهدد بحرب مفتوحة إذا تطورت العقوبات الى عدوان عسكري!
- الحشد الشعبي العراقي يثير غضب المعارضة الايرانية في الخارج!
- خطة لاغتيال روحاني !
- -محطة الكذب الأخيرة- ..وثائقي إيراني يبعث رسائل غير مشفرة ال ...
- ظريف بعد الاستقالة : حصوننا مهددة من الداخل!
- من وارسو الى زاهدان ...تبادل الرسائل بين واشنطن وطهران !
- -قناة مالية- للالتفاف على العقوبات الأمريكية ...الاٍرهاب لأو ...
- مأزق خامنئي في سوريا!
- ايران ترد على جولة بومبيو : مؤتمر وارشو .. من العراق !
- عمار الحكيم وفتنة- الفرات- !
- تطورات إدلب وشرق الفرات ..كل يغني على ليلاه !


المزيد.....




- -لا لإقامة المزيد من القواعد العسكرية-: نشطاء يساريون يتظاهر ...
- زعيم اليساريين في الاتحاد الأوروبي يدعو للتفاوض لإنهاء الحرب ...
- زعيم يساري أوروبي: حان وقت التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نجاح محمد علي - المظاهرات العراقية: ما لا يُدرَكُ كُلُّه ،  لا يُترَكُ جُلُّه!