أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جمعة - بالحبّ لا بالدكتاتورية!!














المزيد.....

بالحبّ لا بالدكتاتورية!!


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 7125 - 2022 / 1 / 3 - 14:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للحبّ وجهًا واحدًا هو الحبّ، أما الدكتاتورية فوجوهها عدَّة، منها الديني والسياسي والطائفي والعنصري والفاشي...
شاهدت مؤخرًا فيلمًا وثائقيًا له طابع رومانسي وشاعري، تحدثت فيه شخصيات من أنحاء العالم، ابتداءً من بابا الفاتيكان فرانسيس والمخرج الأمريكي سكور سيزي وامرأة جدة من الارجنتين فقدت ابنتها في عنفوان الانقلاب العسكري الذي اختفى فيه الألاف كما هو حال الانقلاب الدموي في تشيلي الذي راح ضحيته مئات الآلاف بينهم الرئيس الشرعي المنتخب سلفادور الليندي والشاعر بابلو نيرودا الذي رحل كدرًا واكتئابًا وفي رواية اغتيالاً...
وهناك شخصيات أخرى من أرجاء العالم منهم إيطالي هوايته البحر، أنقذ عشرات الأطفال اللاجئين من الموت غرقًا وتبناهم...ومن خلف هذا العالم ومن بوابة الحبّ يأتي المخرج الأمريكي سكورسيزي مع زوجته المريضة لزيارة الأب فرانسيس، وللذين لا يعرفون انتماء المخرج الأمريكي، فهو يساري وغير متدين ولكن لم يمنعه ذلك من المجيء للبابا الذي أعترف له بأنهُ يحب أفلامه ويتابعها...
خلاصة فيلم (with POP Francis stores of a generation) الذي أتمنى أن يراه كلّ الذين يعرفون الحبّ ليزدادوا تجرعًا منه وأولئك الذين لا يعرفونه لكي يتجرعوه، فهو كما قال فرانسيس بابا الفاتيكان في الفيلم وهو يتحدث عن الحبّ أنَّهُ كالهواء الذي نتنفس، لأُذكِّر فقط رجال الدين عندنا بذلك! أنا لستُ متدينًا ولكن أُحب أولئك الذين يشبهون البابا فرانسيس، الذي لم يخجل وهو يعترف في الفيلم ذاته بأن الرقص حياة وأنّه يرقص التانغو، هؤلاء الرجال يصنعون التاريخ بالحبّ.
التركيز دائماً على الحبّ عندي له مغزى عميق، إذ يقود لمجتمعات سعيدة خاليّة من التطرُّف والأحقاد والكراهيّة، بالإضافة إلى أنَّه يبني مستقبلاً لأجيال خاليّة من العقد المرضيّة. الخلاصة أن محبة الناس لك غاية لا تُدرك إلا إذا أحبَّبت الناس وبادلتهم مشاعرهم وأصبحت منهم واختلطت بهم وعرفت مشاعرهم وحلَّلت مشاكلهم بما أمكنك، واستمعت لمعاناتهم وتفهَمت ظروفهم وساعدتهم على تجاوز عقباتهم، والوطن كذلك حاله حال الناس لن يصْفى لك ولن يستقِر معك ولن يسمو بك إلا إذا منحتهُ من وقتك وعرقك وجهدك ووفائك له، حينها يصبح بيتك وهنائك وجنتك، والسؤال بعد هذه الديباجة السريعة: هل كلّ إنسان أو مسئول أو حاكم أو مواطن بهذه الدرجة من العطاء والوفاء ليحقِّق هذه الشروط التي تجعلهُ محبوباً بين الناس وسعيداً في وطنه؟
هذا الثمن ليس من السهل دفعه دون أن تكون تضحيته بوقتك وصحتك ولهذا تجد نادراً ما تتوفَّر هذه الخصال ممن أولوياتهم مصالحهم الخاصة، ورغباتهم الأنانية والتذمُّر وولائهم قائم على ما ينالونه بالفساد، هذا حال واقعنا اليوم، فهناك من يعطي وهناك من يأخذ.
الوطن هذا البيت المشرق والمحفوظ بالعناية الأزلية، مرَّ بالكثير من المحن والتحديات التي كانت بمثابة امتحان، هذا الامتحان يأتي بنتائج غاية في الأهمية يمكنّنا من خلالها أن نبي عليها مستقبل.
مساحة التنفُّس أمام الإنسان وإدخال السعادة في نفسهِ، هي اليوم بحاجة للتأمُّل، فهي موجودة قريبًا منا ولكننا نبحث عنها في أعالي الجبال وعبر المحيطات والغابات وزيارة الأطباء وتناول الأدوية والسعي لامتلاك الأموال والصراع من أجل المناصب والمراكز وكلّ هذه الحروب الطويلة يمكن للإنسان أن يوفرها دون حروب دينية وسياسيّة وطائفيّة عقيمة.
السعادة تكمن بهذه الأمكنة دون أن يخسر الإنسان سمعته وطهارته وشرفه ومن غير أن يلطخ يده بأي من الممارسات غير السويّة، ففي عالم يختلط الكذب والنفاق والفساد سيحل فيه الشقاء للبشر.
السعادة والنجاح والصحة مثلث يتطلّع له الإنسان سواء كان ملكاً أو رئيساً أو مواطناً، سواء كان رجلاً أو امرأة، مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً أو ملحداً، السعادة والنجاح والصحة، لو تأمّلنا كلّ السياسات الحكومية بالعالم ومعها الكتابات والفلسفات والدعوات وكلّ الجهد الإنساني المبذول منذ الأزمنة السحيقة حتى اليوم دون الحبّ لن يصل لها الإنسان. والوطن كالبيت الصغير بلا حبّ لن يكون انتماء، ومثلما تطلب ولائي، شرفني أولاً بالحبّ، لن يكون ولاء ما لم يُمنح الحبّ.



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيب مش في الفوط الصحيّة!!!
- 70 سنة ماذا تغيَّر؟؟!!
- حساسيّة الكتابة والمنطقة المظلمة!
- تعرف على المستور بوضوح!
- القطار الخليجي وتعدّد السكك؟
- رواية الطبعة 30!
- متى ترتدي طالبان الجينز؟!
- الكتابة بدون حِبر...
- النفاق الديني بين الدولة والمعارضة!
- ثالوث محرم ومثلث نحْس يطارد الرواية!
- حكام وشعوب من الخارج والباطن!
- عفوا...الشرق شرق والغرب غرب لا تخلطوا!
- الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد (11 ...
- ازرع الورد حتى لو كان جارك يزرع الشوْك...
- لا عزاء للصحافة العربية...
- ماذا تعلمنا بعد كل محنة؟
- ثلوج يوليو...
- من بيع الأجساد إلى بيع العقول (تجارة الرق الجديدة)
- الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد (10 ...
- قدس حماس أم قدس إسرائيل؟!


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جمعة - بالحبّ لا بالدكتاتورية!!