حكام وشعوب من الخارج والباطن!

احمد جمعة
روائي
(A.juma)

الحوار المتمدن-العدد: 6988 - 2021 / 8 / 14 - 02:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سنة وأكثر، صعبة مرَّت علينا وزادها صعوبة البشر أنفسهم، سواء كانوا حكامًا أو شعوب...كيف؟
عندما لا يفْهم طرف، الطرف الآخر من هذه المعادلة تزداد الصعوبة، وعندما لا يتقبل طرف الطرف الآخر، هنا تكمُن الصعوبة القصوى...
إذن ما الحل؟ لا الحكومات تتنازل ولا الشعوب تتفهم، لا الشعوب تتفهم ولا الحكومات تتنازل، أذن كيف تسير القافلة؟
أتوقَّع بعد سنة وأكثر من وباء كورونا سوف تنفجر أوضاع عدّة بدول كثيرة محْتقنه والسبّب أن لغة التفاهم بين الشعوب والحكام مفقودة، فكلّ طرف يُلقي باللائمة على الآخر، وإن كانت عبارة الشعوب دائمًا على حق، فإن الحكومات لا تُصغي لصوت الشعوب، بل وربما تبدو في بعض الدول حكومات صماء كما هو الحال في لبنان والعراق وسوريا وحتى دول أخرى في الظاهر مستقرة ومن الباطن محتقنه...
متى ستصحو هذه الديار وتؤمن بأن ما مرَّ بنا من عام صعب يوازي عقودٌ من المرارة والصعوبة، فإذا كانت الحكومات قد صمدت حتى الآن والشعوب تحملت حتى اللحظة فإن استمرار الوباء وتمحوره وانعطافاته مع مفاجآته المتحورّة القادمة وما يشير إليه خبراء الأوبئة وشركات اللقاحات والأدوية المتلازمة مع اللقاحات، لمعالجة تداعيات الوباء، كلّها تُشير إلى أن العالم لن يعود طبيعيًا قبل سنة وأكثر، فهل ستتحمل الحكومات الشعوب؟ وهل ستصبر الشعوب على الحكومات؟
سؤال لم يُطرح بعد في كثير من الدول التي ترى المواجَّهة قادمة ولا تتجهز وتتحضّر لها...
كيف لا يرى الطرفان هذا الطريق المسدود منذ الآن والذي يوحي بكارثة اقتصادية وسياسية بسبّب تداعيات وباء؟
تتساءل كثير من الكتابات الحرَّة وذات النظرة الموضوعية:
إذا كانت الشعوب تشكو من الجوع والفقر والعوز في دول فقيرة بالأصل، ومن تراجع الرفاهية وانتهاء عصر الرخاء بدول غنية...لماذا لا تعاني الطبقات والمنظومات الحاكمة من هذه التداعيات؟ لماذا لا يتقاسم الحكام والشعوب هذه المعاناة؟ ويظلّطرف يترفه وينعم على حساب طرفِ آخر؟
هنا تكمن الحقيقة المُرَّة التي ستفْشي عنها الأعوام وربما الشهور القادمة؟

#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل