أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - رواية الطبعة 30!














المزيد.....

رواية الطبعة 30!


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 7017 - 2021 / 9 / 12 - 01:12
المحور: الادب والفن
    


رواية كأرضٍ بدون سماء، كغيوم بلا مطر...ماذا يعني ذلك؟ لا توجد دهشَة في السؤال، فأغلَب الروايات بسوقِ عكاظ الكتب بلا مؤلف! فهل كلّ من سرَد الحروف والكلمات أشادَ رواية؟ بالطبع أسماء المؤلفين موجودة على صدر الرواية؟ وهناك غلاف وأسْفله اسم دار النشر، ولكن تظلّ رواية بدون مؤلف في حالة سرد الراوي قصة أو حكاية مثلمّا تسردها الأم والحكواتي، مع الاحترام لهما، لكن لا يُشكل ذلك رواية حتى لو هناك بذرة عبرة، فإنَّها وسيلة سادَت في عصور الظلام الوسطى وفي مجتمعات مغلقة، مكبوتة، لتفصيل حكايات تنويم الأطفال والكبار! وتسلية وتأديب! لكنها تظلّ حكايات بلا مؤلف بلا سماء...انتهى ذلك العصر الأوسَّطي.
في مذكرات غابرييل غارسيا ماركيز، الوحشية، الموسومة "نعيشها لنرويها" يسردُ ماركيز بمرارةِ زمن الكتابة الصعبة! معاناته مع دور نشر تتمتع بنفسيّةٍ سادية، بعد رحلة تأليف تُشبه رحلة سيزيف مع صعوده بالرواية (الصخرة) الجبل. وبعد تفرغ طويل وشاق لمراجعةٍ محمومة للنص، قام خلالها بحسبِ تعبيره بكثير من الضبط والتغيير والاختراع، وبعد فحص للنص حَفّلَ بالقلق للنسخة الأخيرة "وروحي في راحتي" التعبير له...وبعد تسليم الرواية بشهرين جاءهُ الجواب...
يقول بالحرف"
"في يومٍ من الأيام سلموني في الهيرالدو- الجريدة التي يعمل بها صحفيًا- رسالة كانت قد ضاعَت بين أوراق رئيس التحرير، أوْقَفَ عنوان دار النشر لوسادا بيونس آيرس قلبي، لكنَّني ملكتُ من الحياء ما جعلني لا افتحها هناك، بل في غرفتي الخاصة. بفضله واجهت بهذا دون شهود على الخبر الذي لا مواربة فيه، بأن الرواية قد رُفضِت، لم أضْطر لأن أقرأ القرار كاملاً لأشعر بالصدمة القاسية بأنَّني سأموت في تلك اللحظة. كانت هذه الرسالة قرارًا رفيعًا من دون غيرتو د تور رئيس مجلس إدارة دار النشر يلمس فيها أسلوب ونبرة وغرور أهل قشتالة البيض" ص 435
تأخر الوقت كثيرًا، حبِلَت سماء غارسيا ماركيز بالغيوم، ولكنها لم تُمطر، مسافات فصلت بين بوغوتا وباريس ونيو مكسيكو ولشبونة ومدن ومطارات زخرت بالفقر والبرد والجوع والوحدة، حتى أمْطرَت غيوم سماء ماركيز، بعد صمت طويل، بجائزة نوبل.
ماذا كان ردُّ فعل لوسادا التي رفضَت عمله؟
هناك مئات دور النشر العربية، خليجية ومشرقية ومغربية، وحتى بالمهجر، تمارس النشر بطريقة حلزونيّة، روايات خليجية وعربية تنفذ مثل السهام في السوق، تُطبع ثلاثين طبعة لرواية غرامية عنوانها الخيانة الزوجية، أو رواية عنوانها غرام تحت السلم! طبعت عشرون طبعة، وعُقدَت لها المؤتمرات والمنتديات للحديث عن مراحل تأليفها...وهي في الأساس بدون مؤلف...وعندما تبحث عن رواية تورتيلا فلات لجون شتاينبك تسألك الآسيوية المسئولة عن المكتبة المشهورة خليجيًا:
هل هذا كاتب تركي؟!
خلف رفوف الكتب بالمكتبات العربية، تكمن كنور الرواية العالمية، أما في الواجِّهة وعلى منصّة خاصة برزت عناوين حبّ بلا قيود، تحملتُ عذابك...
هذا المقصود من عنوان رواية بدون مؤلف...لقد خطَرَت لي الآن فكرة وأنا أسطر هذه المقالة الخاطِفة أن يكون هذا العنوان محْوَر للرواية المقبلة، وألْحَق بها عنوانًا فرعيًا، رواية بلا نقاد...ثم رواية بلا هوية... لأن هناك رواية كاتبتها مُنقَبة، هل بالغتُ إن ذكرت رواية بلا مؤلف... وقد يفلح الأمر وتتحوَّل روايتي المقبلة عن هذه الروايات إلى رواية كارثية، تنتهي نهاية تراجيدية: رواية بلا رواية!!



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى ترتدي طالبان الجينز؟!
- الكتابة بدون حِبر...
- النفاق الديني بين الدولة والمعارضة!
- ثالوث محرم ومثلث نحْس يطارد الرواية!
- حكام وشعوب من الخارج والباطن!
- عفوا...الشرق شرق والغرب غرب لا تخلطوا!
- الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد (11 ...
- ازرع الورد حتى لو كان جارك يزرع الشوْك...
- لا عزاء للصحافة العربية...
- ماذا تعلمنا بعد كل محنة؟
- ثلوج يوليو...
- من بيع الأجساد إلى بيع العقول (تجارة الرق الجديدة)
- الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد (10 ...
- قدس حماس أم قدس إسرائيل؟!
- الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد (9)
- من شروط استقرار الدول...
- الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد (8)
- الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد (7)
- قطارنا ما يزال يسير على الفحم!
- الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد (6)


المزيد.....




- فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات ا ...
- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا
- فيلم -جمعة أغرب-.. محاولة ليندسي لوهان لإعادة تعريف ذاتها
- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...
- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...
- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - رواية الطبعة 30!