احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 7026 - 2021 / 9 / 21 - 15:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعرف على كل ما يمكن ستره وحجبه ببساطة في السوشيال ميديا، في هذا المناخ المفتوح تخرج كل الروائح الكريهة التي تعتقد أنها مستورة...تأمل مايجري هناك وستكتشف ببساطة كل أسرار الأمة التي يعتقد البعض أنها مستورة.
ما هو أهم ما يشغل بال الإنسان عندنا في مجتمعنا الضيق، المحروم، الفاقد للحيوية والسعادة؟ هذا السؤال رهن إجابته بمن توجه له؟ فإذا كان مسئول بموقع النفوذ والسلطة بالطبع جوابه غير عمن هو بموقع العامل والموظف ويختلف ربما نسبيًا عمن ينتمي للطبقة الوسطى وإن كانت هذه الطبقة اليوم بطريقها للتآكل بل ولعلّها دخلت هذه الحلبة من بوابة تآكل دخلها الذي اقتحمته الضرائب والأسعار والمستجدات المحلية والدولية وبالطبع أزمة كورونا، وكلها جعلت الطبقة الوسطى في مهب الريح.
ما يعنينا الآن سؤال، ماذا يشغل بال الإنسان في مجتمعنا؟
أرجو ألا يغضب مني أو يحتقر تخميني لو أجبت ببعض ما يجول برأس البعض من خلال رصد اهتمامات الغالبية العظمى على وسائل التواصل الاجتماعي وهي مختبر حقيقي لقياس اهتمامات الناس لم يلتفت لها المحللون النفسيون والاجتماعيون، ولم تؤخذ كوسيلة لمعرفة اتجاه بوصلة المجتمع. هذا المختبر يقيس من حيث لا تشعر اهتمامات سائدة وتمثل المحاور التي تكترث لها الشرائح المجتمعية، بصرف النظر عن الاختلافات المذهبية والانتماءات السياسة التي تفرق وتجمع بين المتناقضات وليس أدلَّ على ذلك بصورة فجة سوى اجتماع أصحاب هذه الانتماءات كلهم رغم حروبهم الصغيرة مع بعضهم في حانة شراب واحدة وتحت سقفها تختفي الخلافات والتناقضات والصراعات المذهبية وتجري المياه سلسبيل بينهم، حتى لا اصدق أن الجنة قد توحدهم بمثلِ هذه الصورة.
في مختبر التواصل الاجتماعي، لو دققت جيدًا ورصدت هذه الاهتمامات لوجدت العجب العجاب...وزير اهتمامه بالعلاقة مع إسرائيل ويبدي اعجابه بما بلغته من تقدم وفي مكان آخر يظهر اهتمامه بموسم الرطب؟
ومواطن آخر يشتم إسرائيل وبالمقابل يؤيد إيران ولا يعرف أن خطر إيران أكبر من خطر إسرائيل.
وهناك شريحة اهتمامها الجنس والصور والعلاقات الحميمية ولا تكشف عن ذلك إلا في حدود ضيقة...تتلوَّن وتتباين الاهتمامات وتكشف لك أين الشعوب تسير وأين حكوماتها تسير؟ في غرب الكرة الأوروبية، استقال خلال الأيام القليلة الماضية عدد من الوزراء والمسئولين الغربيين بسبَّب أخطاء صغيرة لا تُذكر في مجتمعاتنا، وفي المقابل بدولنا تقع زلزال فضائح ولا تهتز شعرة لموظف صغير!
تظلّ الاهتمامات وحدها على السوشيال ميديا تعبر عن صورة مجتمعنا، فهي مختبر لمن يود قياس رحلتنا إلى أين؟
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟